عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية DaShTi
DaShTi
عضو برونزي
رقم العضوية : 17015
الإنتساب : Feb 2008
المشاركات : 747
بمعدل : 0.12 يوميا

DaShTi غير متصل

 عرض البوم صور DaShTi

  مشاركة رقم : 3  
كاتب الموضوع : DaShTi المنتدى : المنتدى الثقافي
افتراضي
قديم بتاريخ : 13-04-2009 الساعة : 09:58 PM


لماذا تثار الشبهات ضد كتاب سليم

إذ قد عرفت عظمة كتاب سليم من أول أمره إلى يومنا هذا ومدى اعتناء العلماء بشأنه تأييداً و نقلاً ، فلا ريب أنا النقاش في أصل مثله وسوء المواجهة بالنسبة إليه نشأت من عدم ملاحظته كأصل أصيل اهتم بها العلماء طيلة 14 قرناً

إن جذور المسألة تنتهي في الأكثر إلى الدافع العقائدي في عدة من أعداء أهل البيت عليهم السلام المظهرين للبغض والعناد مع كل ما يوجب إحياء أمر آل رسول الله صلوات الله عليهم

والعلة في بعض تلك الاتجاهات هو اتقاء شر الأعداء المتوجهة إليهم أو إلى الكتاب أو إلى المحتفظين على نسخه ، ويشهد لذلك أن عدة من هؤلاء بعد إظهارهم شيئاً من المناقشات حول الكتاب استندوا إلى أحاديثه من كتبهم في المسائل الاعتقادية والأحكام الشرعية

وتعرض العلماء لأبطال الدعاوي الموهونة وقالوا بعد ذلك ما ملخصه :

إن مطالعة متن كتاب سليم كافٍ في الحكم بصحته واعتباره ، وتلقي الكتاب من عند كبار العلماء بالصحة والاعتبار وروايتهم للكتاب بأجمعه ولأحاديثه بأسانيد صحيحة عالية طيلة أربعة عشر قرنا دليل واضح على جلالته ونزاهته وإلا لم يكن معتبراً عندهم إلى هذا الحد ، وذلك أن العلماء الناقلين والمؤيدين لكتاب سليم لم يكونوا إلا بصدد نقل تراث هذا الدين القويم وإرائه مصادره
أمام الرأي العام العالمي ، فهل تجدهم يُعرفون كتاباً غير معتبر؟! أو تراهم ينقلون عنه الأحاديث الكثيرة ويستشهدون بها في بحوثهم العلمية مع المناقشة في اعتباره ؟


أسماء من تعرض لتفنيد الشبهات

إن كثيراً ممن أورد ترجمة سليم وتاريخ كتابه تعرض لرد الشبهات عن كتابه فهم :

1- العلامة المجلسي الأول في روضة المتقين جـ 14 ص 371
2- الميرزا الأستر آبادي في منهج المقال ص 15 و 171
3- الفاضل التفريشي في نقد الرجال جـ2 ص 355 رقم 2387
4- الشيخ الحر العاملي في وسائل الشيعة جـ20 ص 210
5- العلامة المجلسي الثاني في البحار : جـ 8 الطبعه القديمة ص 195 ، جـ 22 ، ص 150
6- الوحيد البهبهاني في تعليقته على منهج المقال ص 171
7- الشيخ أبو علي الحائري في منتهى المقال ص 153
8- المير حامد إ حسين في استقصاء الإفحام جـ 1 ص 464 ، 466 ، 514 ، 554 ، 581 ، 855
9- السيد إعجاز حسين الكنتوري في كشف الحجب والأستار ص 445
10- السيد الخوانساري في روضات الجنات جـ 3 ص 30 جـ4 ص 71
11- العلامة المامقاني في تنقيح المقال جـ2 ص 52
12- السيد محسن الأمين في أعيان الشيعة جـ 5 ص 50 ، جـ 35 ص 293
13- السيد الخوئي في معجم رجال الحديث جـ 8 ص 225
14- الشيخ محمد تقي التستري في قاموس الرجال جـ 4 ص 452
15- السيد الموحد الأبطحي في تهذيب المقال جـ1 ص 186

قد تبين في تمام هذا الفصل أن كتاب سليم من أتقن كتب الأصول وأمتنها بحيث لا يدانيه الشك ولا يعتريه الريب ، وأنه معتمد على ركن وثيق



طرق رواية كتاب سليم وأسانيده
وجود أحاديث سليم في كتب القدماء

بملاحظة الأسانيد والتأمل في تكرار أسماء بعض الرواة في عدد منها يعلم أن بعضها أسانيد منتهية إلى كتاب سليم وأنه كان عند بعضهم نسخة كتاب سليم وذلك مثل سعد بن عبد الله الأشعري القمي ومحمد بن يحيى العطار القمي وإبراهيم بن هاشم وعلي بن إبراهيم والحسين بن سعيد والكليني والنعماني والصدوق وغيرهم

ولابد أن نشير إلى نقطه أخرى وهي أنا فحصنا عن مواضع يوجد فيها محتوى أحاديث سليم بطرق أخرى ينتهى إلى غير سليم حصّلنا مجموعة جيدة ألحقناها بآخر الكتاب وذلك لمزيد الاطمئنان بروايات سليم وليعلم أن أحاديثه ليست مما ينفرد بها ، بل أكثرهم منقولة بطرق عديدة وفيها المستفيض والمتواتر ولا يخلو مما يوجد في مصدر معتبر بأسانيد صحيحة


شجرة الطرق المنتهية إلى سليم

إليك شجرة الأسانيد المنتهية إلى سليم أوردناها بعين ما وجدناها في الكتب الحديثة ، فهذا الجدول يمثل النتيجة النهائية من جميع الأبحاث المتدخلة في أسانيد الكتاب ، ويرسم لنا المسيرة التي سلكها الكتاب ويعرف إلينا الأيدي الأمينة التي احتفظت بهذا التراث القويم طيلة أربعة عشر قرناً




لرؤية الصورة بالحجم الطبيعي أضغط عليها





المناولة والقراءة في نقل كتاب سليم


إن من طرق تحمل الحديث ونقله هو المناولة وهي أن يعطي المؤلف أو الراوي الكتاب إلى من يريد تحمله عن يداً بيدٍ ، ويزداد قيمة السند إذا أضيف القراءة إلى ذلك ، وهي أن يقرأ المؤلف أو الراوي كتابه لمن يناوله ، أو يقرأ المتناول فيستمع إليه المؤلف أو الراوي فيصدقه

وقد تكررت المتناولة والقراءة في تحمل كتاب سليم ونقله ، عثرنا منها على الموارد التالية :

1- المناولة بين سليم وأبان وقراءة سليم جميع الكتاب لأبان في سنة 76 نص على ذلك في مفتتح الكتاب
2- قرأة أبو الطفيل وعمر وأبى سلمة جميع الكتاب على الإمام زين العابدين عليه السلام طيلة ثلاث أيام في سنة 77 ، نص على ذلك في مفتتح الكتاب
3- المناولة بين أبان وابن أذينة وقراءة أبان له في سنه 138 ، نص على ذلك في مفتتح الكتاب
4- القراءة في سنة 520 ، نص على ذلك في مفتتح الكتاب هكذا " حدثني ابو عبد الله المقدادي قراءة عليه بمشهد مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه سنة عشرين وخمسمائة "
5- القراءة في سنة 560 ، نص على ذلك في مفتتح الكتاب هكذا " أخبرني الحسن بن هبة الله بن رطبة عن المفيد أبي علي عن والده فينا سمعته يُقرء عليه بمشهد مولانا السبط الشهيد أبي عبد الله الحسين بن علي صلوات الله عليهما في المحرم سنة ستين وخمسمائة "
6- القراءة والمناولة في سنة 565 نص على ذلك في مفتتح الكتاب هكذا " أخبرني هبة الله بن نما قراءة عليه بداره بحلة الجامعيين في جمادى الاولى سنة خمس وستين وخمسمائة
7- القراءة في سنة 567 ، نص على ذلك في مفتتح الكتاب هكذا " أخبرني الشيخ الفقيه أبو عبد الله محمد بن علي بن شهر آشوب قراءة عليه بحلة الجامعيين في شهور سنه سبع وستين وخمسمائة

ثم إنه وقع كثير من المناولات والقراءات قطعاً مما لم يخبر بها ولا يخفى أن المناولة والقراءة تدلان على وجود نسخة الكتاب عند المناولين والمقرئين ، وبذلك فقد اطلعنا على وجود عدة من مخطوطات الكتاب أيضا وإن لم يصل إلينا


حياة سليم بن قيس الهلالي
أبو صادق سُلَيْم - بالضم مصغراَ- بن قَيْس الهِلالي العامِري الكوفي


من خواص أمير المؤمنين والإمام الحسن والإمام الحسين والإمام زين العابدين عليهم السلام ، وقد أدرك الإمام الباقر عليه السلام أيضا ، ذكر ذلك البرقي والطوسي وابن النديم

وقد أورده في أصحابهم كل من تعرض لترجمته من الرجاليين ، مضافا إلى أن محتوى كتابه وأحاديثه أقوى شاهد على أنه من أصحاب الأئمة الخمسة المذكورين

* أصله من بني هلال بن عامر بطن من عامر بن صعصعة ، من هوازن قيس بن عيلان ، من العدنانية الذين كانوا يقطنون الحجاز ، وما زال قِسمٌ من عشيرتهم إلى عصرنا هذا في المنطقة

* ولد سليم قبل الهجرة بسنتين ، وكان عمره عند وفاة رسول الله - صلى الله عليه وآله - إثنتي عشرة سنة ولم يأت المدينة زمن رسول الله - صلى الله عليه وآله - ولا زمن أبي بكر وإنما دخلها شاباً في أوائل إمارة عمر قبل السنه 16 هجرية

* لا خبر عندنا عن أوائل نشأة سليم حتى الرابعة عشرة من عمره الا أن مارواه في الحديث 39 من كتابه عن أبي سعيد الخدري يدل على أنه لم يكن في المدينة في فترة حياة رسول الله صلى الله عليه وآله - كما أنه لم يرو أي حديث يدل على رؤيته لرسول الله أو حضوره في المدينة في عصره

* كذلك لم يكن سليم في المدينة في فترة خلافة أبي بكر من سنة 10 إلى 13 فقد روى أحداث السقيفة وما جرى بعد وفاة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - عن أمير المؤمنين عليه السلام وعن سلمان وأبي ذر والمقداد وابن عباس ، والبراء بن عازب ، كما لا يوجد ما يدل على التقائه بأبي بكر أو وجوده في المدينة إلى آخر عهدة

* كان سليم حاضراً في المدينة أو كان يختلف إليها شاباً بعد انقضاء عهد أبي بكر وفي أول إمارة عمر حدود سنة 14 هجرية

يدل على ذلك أن سلمان قدم المدائن والياً عليها سنه 16 وتوفى بها ولم يرجع إلى المدينة بينما يروي عنه سليم في مجالس حضرها أشخاص غير سلمان ممن لم يكونوا في المدائن ، ولم نجد شيئاً تدل على رحلة سليم إلى المدائن عصر سليمان

فمن ذلك نستنتج أن لقاءاته بسلمان كانت قبل سنة 16 في المدينة ، وقد صرح بذلك في بعضها كما سيأتي في الأحاديث

* كان سليم في هذه الفترة أي من سنة 14 إلى 16 هجرية - يلتقي كثيراً بأمير المؤمنين عليه السلام وسلمان وأبي ذر والمقداد

يدل على ذلك ما رواه عنهم جميعاً في مجلس واحد كما سياتي بالأحاديث رقم 5 و 19 و 21 و 24 لا حقاً
أو بحضور الثلاثة غير علي عليه السلام في الأحاديث 38 و 44 و71
كما أنه روى أحاديث كثيرة عن سلمان فقط مثل الأحاديث 1 و 4 و5 و47 و 49 و 52 و58 و 62 و77 و 91

* لا ندري أين كان سليم بعد رحلة سلمان إلى المدائن في سنة 16 إلى أوائل إمارة عثمان ، إذ لا نجد في أحاديثه شيئاً يدل على ذلك ، إلا ما صرح به في الحديث 42 حيث يقول " سمعت ابن جعفر يحدث في زمان عمر بن الخطاب "

نعم بعض أحاديثه عن أبي ذر والمقداد معاً أو منفرداً يكشف عن اتصاله بأمير المؤمنين عليه السلام وأبي ذر والمقداد في تلك الفترة
وقوى احتمال بقائه في المدينة إلى آخر عهد عثمان أو تردده بين الحجاز والعراق في تلك الفترة

* حج سليم في أواسط أيام عثمان عندما قام أبوذر حاجاً وحضر الموسم ورجع معه إلى المدينة ، يدل على ذلك الحديث 75

* عاش سليم في المدينة من حدود سنة 27 إلى آخر عهد عثمان أي سنة 35
يدل على ذلك قوله في الحديث 11 " رأيت علياً عليه السلام في خلافة عثمان وعدة جماعة يتحدثون ... وفي الحلقة أكثر من مائتي رجل .. " ثم يعدُّ منهم أبي بن كعب الذي مات سنة 30 وعبد الرحمن بن عوف الذي مات سنة 31 وهذا يدل على حضوره في المدينة في تلك السنين

* سافر سليم إلى الربذة في سنة 34 التي توفى فيها أبو ذر ، كما يدل عليه الحديث 20

* في أول عهد أمير المؤمنين عليه السلام - سنة 35 - كان سليم من خلص أصحابه والفدائيين في سبيله ، وهذا أمر يلوح من جميع ما أورده سليم في كتابه

* شهد سليم مع أمير المؤمنين عليه السلام وقعة الجمل في سنة 35 وكتب كثيراً من جزئيات ما وقع في تلك الواقعه وبعدها .. سيأتي في الأحاديث فيما بعد
* شهد سليم وقعة صفين في سنة 36 من أولها إلى آخرها ، وكان من شرطة الخميس المتقدمين في الحرب ، وكان حاضراً ليلة الهرير العاشر من صفر سنة 38 ، وهي آخر وقعات صفين ، وقد رجع سليم مع علي عليه السلام إلى الكوفة بعدما حضر في قصة الحكمين سيأتي في الحديث فيما بعد يدل على انه كان من شرطة الخميس

* كان سليم في الكوفة بعد وقعة صفين وقبل النهروان وذلك في الفترة التي استشهد فيها محمد بن أبي بكر بمصر سنة 38

* شهد وقعة النهروان في سنة 39
* كان في الكوفة إلى شهادة أمير المؤمنين في شهر رمضان

* وكان في الكوفة بعد شهادة أمير المؤمنين عليه السلام وعندما دخلها معاوية ووقع معاهد الصلح بينه وبين الإمام الحسن

* ...

* كان وفاة سليم في سنة 76 من الهجرة عن 78 سنة بعد أن صرف أكثر من 60 سنة من عمره الشريف في سبيل إحياء أمر أهل البيت عليهم السلام


يدل على ذلك أن سليماً كان من أول من طلبه وذكر أبان في مفتتح الكتاب وأنه بعد وفاة سليم التقي بالحسن البصري في أوائل عمره وفي أول إمارة الحجاج أي سنة 75 ، فيحاسب السنة الأولى التي طلبه فيها الحجاج ، وهروبه وبقائه مده في توبندجان ثم وفاته هناك ، وظاهر كلام أبان في قوله " لم ألبث أن حضرته الوفاة " لم يكن بعد قدوم سليم بأكثر من سنة



عدالة سليم




يدل على وثاقه سليم وعدالته جميع ما مر في اعتبار كتابه ورواية الراوين الثقات لأحاديثه وتصديقهم له

ونورد بعض النصوص في ذلك :



- نص أمير المؤمنين عليه السلام في الحديث 38 ( سنورده في فصل الأحاديث والروايات ) على أنه من الأصفياء الاولياء ذوي الخبرة في الدين ، وانه عبد أمتحن الله قلبه بالإيمان
قد مر تصديق خمسة من الأئمة عليهم السلام له



حياة أبان بن أبي عياش


الشيخ الثقة الفقيه الزاهد العابد طاووس القراء أبو إسماعيل أبان بن أبي عياش العبدي البصري

ولد أبان حدود سنة 62 وتوفى أول رجب من سنة 138 عن عمر بلغ 76 سنة
وكان له عند قدوم سليم نحو 14 سنة

ولا شك أن سليم بن قيس رحمة الله كان يعرف والد أبان أو أحد أقاربه أو معارفة , حيث كان فاراً من الحجاج متخفياً عنه ، وقد دخل إلى بلدتهم نوبندجان تلك المدينة الخارجة نسبياً عن حكم الحجاج ووجد المأوى فيها وقد استضافوا هذا الشيخ المشرّد المطارد الذي يبلغ الثمانين من عمره ، وتحملوا الخطر على أنفسهم ، وحموا سليماً من سيف الحجاج

في ذلك الجو الخاص المحمي كان يوجد شاب صغير السن له ولع بالعلم والأخاديث على نمط الشباب المتدينين المتحفزين للمعرفة في ذلك الزمان .. وهو أبان بن أبي عياش .. فاختاره سليم أو اختاره له الذين آووه ، لكي يسلمه تلك الأمانة العلمية المهمة والخطيرة ، والتي هي كتاب سليم


أبان وكتاب سليم في البصرة


ذكر أبان أنه كان بعد وفاة سليم ينظر في كتابه ويطالعه وأنه رحل لطلب العلم من بلاده إلى أقرب الحواضر الإسلامية إلى شيراز وعي البصرة وذلك في حدود سنة 77 هجرية وكان معه كتاب سليم

وقد استوطن أبان في البصرة آخر عمره وكان هو وأهله من موالي قبيلة عبدالقيس ، فقد ذكر له مترجموه نسبة العبدي التي هي نسبة إلى عبد القيس ، وهي قبيل بصرية معروفة كان يرأسها في عهده المنذر بن الجارود وقد شاركت في فتح منطقة فارس التي كان منها أبان ، وقد فتح فارس في سنة 19 وترجع سابقة تشيع بني عبد القيس إلى قبل سنة 30 وصاروا شيعة بالتدريج

وقد كان أبان من أصحاب الإمام السجاد والباقر والصادق عليهم السلام ، وتوفي قبل وفاة الإمام الصادق عليه السلام بعشر سنين

ثم إن أباناً أطلع الحسن البصري على كتاب سليم في البصرة ، فطالعه الحسن البصري بأجمعه ثم قال " ما في حديثه شيء إلا حق سمعته من الثقات "


أبان وكتاب سليم في مكة والمدينة


قدم أبان من البصرة إلى مكة حاجاً ، والتقي بكثيرمن العلماء ، وزار الإمام زين العابدين عليه السلام وعرض عليه كتاب سليم ، وكان بحضور الصحابيين أبي الطفيل عامر بن واثله ، وعمر بن أبي سلمة

وعلى مدى ثلاثة أيام كان يغدو عليه كل يوم ويقرؤون الكتاب والإمام عليه السلام يستمع إلى قرائتهم

ولما فرغوا قال الإمام عليه السلام :

" صدق سليم ، رحمة الله ، هذا حديثنا كله نعرفه"

ثم إن أبا الطفيل وابن أبي سلمة أيضا شهدا بصحة الكتاب فقالا " ما فيه حديث إلا وقد سمعناه من علي صلوات الله عليه ومن سلمان ومن أبي ذر ومن المقداد "


أبان يوصي بكتاب سليم إلى عمر بن أذينة


لا يبعد أن يكون أبان أعطى نسخة الكتاب إلى تلاميذه وأصدقائه في البصرة ، فقد صار فقيهاً كبيراً ، ودرس عنده واستفاد منه كثيرون

ولكن الروايات تقتصر على أنه أطلع الإمام زين العابدين عليه السلام وأبي الطفيل وابن أبي سلمة والحسن البصري على الكتاب ، وتذكر أنه عند ما جاوز السبعين من عمرع سلًم نسخه كتاب سليم إلى شيخ الشيعة في البصرة ووجههم عمر بن أذينة ، الذي هو من أصحاب الإمام الصادق عليه السلام ، ثم من أعاظم أصحاب الإمام الكاظم عليه السلام

فقد أخبره أبان بقصة الكتاب كلها وقرأه عليه وناوله إياه كما فعل سليم ، وبهذا أدى أمانه سليم إلى من كان يثق به

ولم يلبث أبان بعد ذلك إلا قليلاً حتى فاز بلقاء ربه ، وكان ذلك في رجب سنة 138 الهجرية



عدالة أبان بن أبي عياش
لقد استطاع ابان بذلك ان ينجو من بطش السلطة ولكنه لم يستطع ان ينجو من بطش العلماء السلطة

ولهذا تجد في ترجمه ابان لدى علماء الخلافة مليئة بتضعيفه والتحذير من رواياته مع انه استاذ عدد من كبار أئمتهم



كلمات العلماء السنة عن أبان بن أبي عياش

اعلم أن أكثر ما صدر عن المخالفين عند ذكر أبان إنما نشأ من العناد الخاص معه بالإضافة إلى مواجهتهم العامة مع رواة الشيعة ، ويلاحظ في كلماتهم الإقرار بوثاقته وتشيعه بجانب ما ذكروه من الوقعية فيه إظهاراً للمعاندة ، وما في كلماتهم من جهة المدح فيه فمن نماذج ذلك :


1- قيل لشعبة : لم سمعت منه ؟ قال : ومن يصبر عن ذا الحديث - ميزان الإعتدال جـ1 ص 10
2- قال سلم العلوي : يابني ، عليك بأبان ، فذكرت ذلك لأيوب السختياني فقال : ما زال نعرفه بالخير مذ كان - جـ1 ص 10
3- إن ابن عدي قال : أرجو أنه لا يعتمد الكذب وعامة ما اتي به من جهة الرواة عنه - جـ1 ص 11 والتهذيب جـ1 ص 97
4- قال الفلاس : هو رجل صالح ! - ميزان الإعتدال جـ1 ص 10
5- إن أبا حاتم قال : كان رجلاً صالحاً -تهذيب والتهذيب جـ1 ص 97
6- قال العقيلي : انه كان طاووس القراء - الضعفاء الكبير جـ 1 ض 38
7- قال ابن قتيبة في المعارف : كانت تفخر عبد القيس بأن بين مواليها أبان بن أبي عياش الفقيه - المعارف ص 239
8- قال الذهبي : كان أبان من العباد الذين يسهرون الليل بالقيام ويطوون النهار بالصيام - ميزان الإعتدال جـ1 ص 12


مخطوطات الكتاب
ونسخة المطبوعة والمترجمة والملخصة

الإهتمام بحفظ نسخ الكتاب


تداولت الأيدي الأمينة نسخ كتاب سليم طيلة أربعة عشر قرناً ، وقام العلماء بحفظ هذا الأثر القيم من التراث الشيعي الخالد منذ القرن الأول وهلم جراً إلى زماننا هذا قرناً بعد قرن وجيلاً بعد جيل في سلسلة متلاحقة لم تنقطع ، وتمثل ذلك روايتهم للكتاب وقرائته ومناولته وإجازته واستنساخه وروايه أحاديثه والتحفظ بنسخه وتكثير مخطوطاته وأخيراً إخراجه إلى عالم النور ونشره العالمي


القرائن على وجود النسخ الكثيره من الكتاب عند القدماء والمتأخرين

لقد عرفت عند ذكر أسماء الراوين عن كتاب سليم ما يعطي وجود نسخة من الكتاب عند أكثرهم أو رؤيتهم لنسخه منه وكان ملخص تلك القرائن ما يلي :


- تداول كلمة " كتاب سليم " على لسان عدة منهم
- تصريح عدة منهم بالرواية عن كتابه
- وجود ما نقلوه عن سليم بعينه في نسخ كتابه الذي بأيدينا ( ما انقل منه لكم )
- ذكر عدة منهم طريقهم إلى كتاب سليم
- تكرر الأسانيد المتشابهة في كتبهم
- توافق الأسانيد في أحاديثه من أسانيد نسخ كتاب سليم الذي بأيدينا غالباً
- ذكر عدة منهم مفتتح كتاب سليم في كتبهم
- تكلمهم حول الكتاب وإبراز الآراء عنه والبحث عن محتواه بصورة تدل على رؤيتهم للنسخة



وذكره الشيخ الحر العاملي والسيد هاشم البحراني والعلامة المجلسي والمحدث النوري والمحدث القمي والعلامة الطهراني والسيد الأمين العاملي والعلامة الأميني والعلامة المرعشي في عداد الكتب التي تواترت عن مؤلفيها وعلمت بصحة نسبتها إليهم ... كوجود بخط أكابر العلماء وتكرر ذكرها في مصنفاتهم وأنه كتاب مشهور معتمد متداول من العصور القديمة


أسماء الذين تداولوا الكتاب في القرون



القرن الأول : انتقلت النسخة من يد سليم إلى أبان بن أبي عياش

القرن الثاني : تداولّتها أيدي ثلاث أشخاص من أعاظم رواة هذا القرن وهم عمر بن أذينة - معمر بن راشد البصري - وإبراهيم بن عمر اليماني

القرن الثالث : تكثرت نسخة بحضور أئمتنا عليهم السلام على أيدي هؤلاء : حماد بن عيسى - أخوه عثمان بن عيسى - عبد الرزاق بن همام - ابن أبي عمير - يعقوب بن يزيد - أحمد بن محمد بن عيسى - إبراهيم بن هاشم - محمد بن الحسين بن أبي الخطاب - عبد الله بن جعفر الحميري - سعد ين عبد الله الأشعري

القرن الرابع : قام العلماء بنشره أحسن قيام فكان منهم : علي بن إبراهيم - الكليني - والد الصدوق - محمد بن همام بن سهيل - ابن عقدة - ماجيلويه - أحمد بن محمد بن الوليد - محمد بن يحيى العطار - المسعودي - الصدوق - هارون التعلكبري - ابن النديم - أبو عمرو وعصمة بن أبي عصمة البخاري - أبو طالب محمد بن صبيح بن رجا المصفى الدمشقي الثقفي - وهذا الأخير هو الذي استنخ على نسخته نسخاً وتداولت إلى اليوم


القرن الخامس : صار الكتاب مشهوراً غاية الإشتهار ، رواها مثل النعماني وابن الغضائري وابن ابي جيد و النجاشي والشيخ الطوسي ، وقد صرح باشتهارها الشيخ المفيد



القرن السادس : استمر العلماء في التحفظ على نسخه ، فمنهم أبو علي ابن الشيخ الطوسي ، ابن شهربار الخازن ، شهر آشوب جد صاحب المناقب ، أبو الحسن العريضي ، محمد بن هارون بن الكال ، أبو عبد الله المقدادي ، الحسن بن هبة الله السرواي ، هبة الله بن نما ، محمد بن علي بن شهر آشوب ، ثم إنه استنتخ على نسختم كثيرة وتداولت إلى اليوم ، وقد شهد باشتهارها في ذلك القرن ابن أبي الحديد

القرن السابع : كانت نسخ الكتاب منتشرة محفوظا بها فمن أشار إليها من رجال هذا القرن : أبو منصور الطبرسي صاحب الاحتجاج ، السيد أحمد بن طاووس ، شاذان بن جبرئيل صاحب الفضائل ، محمد بن الحسين الرازي صاحب نزهة الكرام ، وكان قد بقيت من المائة السابعة نسخة قديمة وصلت إلى يد العلامة المجلسي وكان تاريخها 609 ، وتكثرت النسخ المستنخة عليها بعد ذلك


القرن الثامن : كانت نسخ من الكتاب عند العلامة الحلي والديلمي صاحب إرشاد القلوب ، والحافظ رجب البرسي

القرن التاسع : كانت نسخ من الكتاب عند العلامة البياضي صاحب الصراط المستقيم والحسن بن سليمان الخلي صاحب المختصر البصائر


القرن العاشر : كانت نسخ من الكتاب عند الشهيد الثاني والعلامة القطيفي صاحب الفرقة الناجية والحموئي الخراساني صاحب منهاج الفاضلين

القرن الحادي عشر : كانت نسخ من الكتاب عند العلامة المجلسي الأول والفاضل التفريشي والميرزا الأستر آبادي

القرن الثاني عشر : كانت نسخ منه عند الشيخ الحر والسيد البحراني والعلامة المجلسي الثاني والمير محمد أشرف والوحيد البهبهاني ، والفاضب الهندي

القرن الثالث عشر : كانت نسخ منه عند الشيخ أبي على الحائري والشيخ عبد الله البحراني والسيد مهدي القزويني صاحب الصوارم الماضية

القرن الرابع عشر : كانت نسخ منه عند المير حامد والسيد الخوانساري والمحدث النوري والمحدث القمي والعلامة المامقاني والعلامة الطهراني والعلامة الأميني والشيخ شير محمد الهمداني والسيد صادق بحر العلوم وقد طبع الكتاب في أوائل النصف الثاني من هذا القرن وانتشر نسخه في البلاد ، كما نقل إلى الاردية ونشرت الترجمة مطبوعاً

القرن الخامس عشر : توجد عدة نسخ محفوطة منه في المكتبات العامة والخاصة وقد طبع الكتاب هذا القرن مراراً وفي نماذج مختلفة وانتشر في الأقطار ، كما نقل إلى الفارسية والاردية ونشرت الترجمتان مطبوعاً

النماذج المصورة
أضغط على الصورة لرويتها بالحجم الطبيعي















نقل من ص 58
إلى 116

نلتقي في الجزء الخامس مع الأحداث والروايات التي كتبها سليم






توقيع : DaShTi


قال الإمام الصادق عليه السلام
من لم يكن عنده من شيعتنا ومحيبنا كتاب سليم بن قيس الهلالي فليس عنده من أمرنا شيء ولا يعلم من أسبابنا شيئاً وهو أبجد الشيعة ، وهو( أي كتاب سليم ) سر من أسرار آل محمد عليهم السلام

من مواضيع : DaShTi 0 كتاب فضل وثمرات إحياء الليل للآيفون والآيباز
0 إصدار أو كتاب للمؤلف محمد دشتي بإسم ثمرات إحياء الليل
0 رسول الله يسمي الخلفاء الذين من بعده
0 13 جمادي الأول استشهاد فاطمة الزهراء على الرواية
0 حرب الجمل ( 10 جمادى الأزل )
رد مع اقتباس