|
عضو متواجد
|
رقم العضوية : 35132
|
الإنتساب : May 2009
|
المشاركات : 108
|
بمعدل : 0.02 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
شموخ الزهراء
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
بتاريخ : 05-05-2009 الساعة : 02:15 AM
بسمه تعـالى ,, اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
لو تأملنا في الأحاديث للاحظناها كلها تؤول إلى حقيقة واحدة وهي أنّ أول ما خلق الله هو: "نور نبينا الأكرم صلى الله عليه وآله وسلَّم"
ومن خلاله تنوَّر الكون ، ولذلك جاء في توصيف الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلَّم (وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا)(الأحزاب/46).
و هو نفس التعبير الوارد في قوله (تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا)(الفرقان/61).
فالحديث الأوّل أعني أن أول ما خلق الله هو النور يشير إلى نور النبي الأكرم فيجتمع مع قوله أول ما خلق الله نوري ، فكما أن العلم نور يقذفه الله في قلب من يشاء ، العقل أيضاً هو نور من خلاله يتنور الإنسان بنفسه وينوِّر الآخرين ، وعليه يمكن الجمع بين تلك الأحاديث وبين قوله أول ما خلق الله العقل حيث أن العقل بمعنى الكلمة هو الإنسان الكامل وأفضل الناس هم الأنبياء، وأفضل الأنبياء هو الرسول ألكرم وهو عقل الكل فهو أوّل ما خلق الله وقد ورد في حديث عن "على بن أبى طالب إن النبي صلى الله عليه وآله :... ومثل العقل في القلب كمثل السراج في وسط البيت" وقد ورد في شأنه صلى الله عليه وآله " أول النبيين ميثاقا و آخرهم مبعثا "
* القـــلــم
أمّا القلم فلا يقصد منه القلم المتعارف في أذهاننا كما أنّ الكرسي والعرش ليس هو كما نتصور من معانٍ ماديَّة ، قال العلامة آية الله جوادي آملي حفظه الله أنّ التكريس يعني التكريس المتواجد في نظام الكون فالتكريس يعني النظم، قال تعالى: (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ)(البقرة/255)
فالقلم يعني ما يكتب به الله فهو الواسطة بين الغيب والشهود ، فالغيب المطلق هو الله تعالى والشهود هو الخلق فالواسطه بينهما أي بين الخالق والمخلوق هو العقل والنور وهم محمد وآل بيت محمد ، جاء في الزيارة: (بكم فتح الله وبكم يختم وبكم ينزل الغيث).
*المــاء
وهو موضوع البحث يذكر الإمام الخميني الراحل حديثاً من مصباح الشريعة عن الإمام الصادق عليه السلام " اذا أردت الطهارة والوضوء فتقدم إلى الماء تقدمك إلى رحمة الله فإن الله قد جعل الماء مفتاح قربته ومناجاته ودليلاً على بساط خدمته ، وكما أن رحمة الله تطهّر ذنوب العباد كذلك النجاسات الظاهرة يطهرها الماء لاغير" "
ينكشف لك حقيقة نفوذ المشيئة الإلهية ومضيّها وبسطها وإحاطتها ويتحقق لك حقيقة خلق اللّه الأشياء بالمشيئة، وإن لا واسطة بين المخلوقات وخالقها، وإن فعله مشيئة وقوله وقدرته وإرادته إيجاده، وبالمشيئة ظهر الوجود. وهي اسم اللّه الأعظم . كما قال محي الدين ظهر الوجود ببسم اللّه الرحمن الرحيم، وهى الحبل المتين بين سماء الإلهية والأراضي الخلقية، والعروة الوثقى المتدلية من سماء الواحدية والمتحقق بمقامها الذي أفقه أفقها هو السبب المتصل بين الأسماء وبه فتح اللّـه وبه يختم، وهو الحقيقة المحمّدية والعلوية صلوات اللّـه عليه وخليفة اللّه على أعيان المهيات"
فليس الماء هو الماء الحسّي المتداول كيف ونرى سبحانه يقول (وَأَلَّوْ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا)(الجن/16)
رغم أننا نشاهد الكثير من الناس لا يعتقدون بالله تعالى وهو وهم يشربون أصفى المياه ، فماذا يقصد من الماء إذن؟
قد وردت أحاديث تبيِّن المقصود من الطريقة والماء ، ففي أصول الكافي بإسناده عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله : " وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا " قال : "يعنى لو استقاموا على ولاية أمير المؤمنين على والأوصياء من ولده عليهم السلام وقبلوا طاعتهم في أمرهم ونهيهم " لأسقيناهم ماء غدقا " يقول : لأشربنا قلوبهم الإيمان ، والطريقة هى الإيمان بولاية على والأوصياء ".
والماء هو كناية عن الصفاء الكامل حيث لا لون له ولا طعم ولا رائحة كما أنّه يسري في كلِّ شيء بلا استثناء وقد استوعب ثلثي الكرّة الأرضية وهي الولاية التكوينية.
فكلُّ شيء حيّ هو تحت إشراف ولاية الله تعالى (وَجَعَلْنَا مِنْ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلاَ يُؤْمِنُونَ)(الأنبياء/30)
فهم عليهم السلام مجرى الفيض الإلهي ومحال مشيئة الله وهم الرحمة الواسعة ، فحياة الموجودات تكون بالولاية (وَجَعَلْنَا مِنْ الْمَاءِ) يعني الولاية الإلهية (كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ). ولذلك نعرف السر في أدعية الوضوء
حيث نقول: " اللهم بيض وجهي يوم تسود فيه الوجوه ولا تسود وجهي يوم تبيض فيه الوجوه " ثم غسل يده اليمنى فقال : " اللهم أعطني كتابي بيميني ، والخلد في الجنان بيساري ، وحاسبني حسابا يسيرا " الجدير بالذكر أنه ورد بالنسبة إلى غلام
الإمام الحسين : "فوقف عليه الحسين عليه السلام وقال : اللهم بيض وجهه ، وطيب ريحه ، واحشره مع الأبرار ، وعرف بينه وبين محمد وآل محمد"
فالرحمة الواسعة الإلهيَّة هي على الماء (وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ)، (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) والعرش كناية عن السعة في الوجود وهو أيضاً قلب المؤمن ومن هنا تعرف السرّ في أن الولاية مرتبطة بالقلب ومن هنا يمكنك أن تجمع بين الآيات الكثيرة وهي قوله (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنْ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلاَ يُؤْمِنُونَ) وقوله (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ ). وقوله (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) وقد ورد في فضل الشيعة " اللهم إن شيعتنا منا خلقوا من فاضل طينتنا ، وعجنوا بماء ولايتنا "
يتبـــع ..
يـــاعلـــي مـــدد
|
|
|
|
|