عرض مشاركة واحدة

الفردوس
عضو متواجد
رقم العضوية : 32483
الإنتساب : Mar 2009
المشاركات : 137
بمعدل : 0.02 يوميا

الفردوس غير متصل

 عرض البوم صور الفردوس

  مشاركة رقم : 38  
كاتب الموضوع : علي الفاروق المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 12-05-2009 الساعة : 11:15 AM


بسم الله

يقول الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان انه في احد الليالي رأيت في النوم كأني قد اجتزت في بعض الطرق ، فرأيت حلقة دائرة فيها ناس كثير .
فقلت : ما هذا ؟
قالوا: هذه حلقة فيها رجل يقص .
فقلت : من هو ؟
قالوا : عمر بن الخطاب .
ففرقت الناس ، ودخلت الحلقة ، فإذا برجل يتكلم على الناس بشئ لم احصله ، فقطعت عليه الكلام ، وقلت : أيها الشيخ أخبرني ، ما وجه الدلالة على فضل صاحبك أبي بكر عتيق بن أبي قحافة في قول الله تعالى : ( ثاني اثنين إذ هما في الغار ) ؟ .
فقال : وجه الدلالة على فضل أبي بكر من هذه في ستة مواضع :
الاول : أن الله تعالى ذكر النبي صلى الله عليه وآله ، وذكر أبا بكر ، فجعله ثانيه ، فقال : " ثاني اثنين " .
الثاني : أنه وصفهما بالاجتماع في مكان واحد لتأليفه بينهما ، فقال : " إذ هما في الغار " .
الثالث : أنه أضافه إليه بذكر الصحبة ، ليجمع بينهما فيما يقتضي الرتبة ، فقال : " إذ يقول لصاحبه " .
الرابع : أنه أخبر عن شفقة النبي صلى الله عليه وآله عليه ، ورفقه . به ، لموضعه عنده ، فقال : " لا تحزن " .
الخامس : أنه أخبره أن الله معهما على حد سواء ، ناصرا لهما ، ودافعا عنهما ، فقال : " ان الله معنا " .
السادس : أنه أخبر عن نزول السكينة على أبي بكر ، لان الرسول لم تفارقه السكينة تط ، فقال : " فانزل الله سكينته عليه " .
فهذه ستة مواضع تدل على فضل أبي بكر من آية الغار ، لا يمكنك ولا لغيرك الطعن فيها .

فقلت له : لقد حررت كلامك هذا ، واستقصيت البيان فيه ، وأتيت بما لا يقدر أحد أن يزيد عليه في الاحتجاج ، غير أني بعون الله وتوفيقه ، سأجعل ما أتيت به كرماد إشتدت به الريح في يوم عاصف .

أما قولك : أن الله تعالى ذكره وذكر النبي صلى الله عليه وآله وجعل أبا بكر ثانيه ، فهو اخبار عن العدد ، ولعمري لقد كانا إثنين ، [ فما في ذلك من الفضل ؟ ] ، ، ونحن نعلم ضرورة أن مؤمنا وكافرا إثنان ، [ كما نعلم أن مؤمنا ومؤمنا اثنان ] ، فما أرى لك في ذكر العدد طائلا تعتد به .

وأما قولك : أنه وصفهما بالاجتماع في المكان ، فانه كالاول ، لان المكان يجمع المؤمنين والكفار ، وأيضا فان مسجد النبي صلى الله عليه وآله أشرف من الغار ، وقد جمع المؤمنين والمنافقين والكفار ، وفي ذلك قول الله تعالى : ( فما للذين كفررا قبلك مهطعين عن اليمين وعن الشمال عزين ).

وأيضا فان سفينة نوح قد جمعت النبي ، والشيطان ، والبهيمة والانسان. فالمكان لا يدل على ما ادعيت من الفضيلة فبطل فضلان .
وأما قولك : أنه أضافه إليه بذكر الصحبة ، فانه أضعف من الفضلين الاولين ، لان الصحبة تجمع المؤمن والكافر ، والدليل على ذلك قول الله عزوجل : ( إذ قال لصاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب ، ثم من نطفة ، ثم سواك رجلا ".

وأيضا فان اسم الصحبة يقع بين العاقل ولين البهيمة ، والدليل على ذلك من كلام العرب الذي نزل القرآن بلسانهم ، فقال الله تعالى : ( وما ارسلنا من رسول إلا بلسان قومه ) وقد سموا الحمار صاحبا فقالوا :
ان الحمار مع الحمار مطية * فإذا خلوت به فبئس الصاحب
وأيضا فقد سموا السيف صاحبا ، فقالوا في ذلك
جاورت هندا وذاك اجتنابي ومعي صاحب كتوم اللسان
يعني السيف .
فإذا كان اسم الصحبة يقع بين المؤمن والكافر ، وبين العاقل وبين البهيمة ، وبين الحيوان والجماد ، فأي حجة لصاحبك ؟ !

وأما قولك : أنه قال " لا تحزن " فانه وبال عليه ، ومنقصة ودليل على خطئه ، لان قوله : " لا تحزن " نهي ، وصورة النهي قول القائل : ( لا تفعل ) . فلا يخلو [ أن يكون ] الحزن وقع من أبى بكر على أحد وجهين :
إما طاعة أو معصية ، فان كان طاعة فالنبي لا ينهى عنها ، فدل على أنه معصية . فان انتهى وإلا فقد شهدت الآية بعصيانه بدليل أنه نهاه .

وأما قولك أنه قال له : ( ان الله معنا ) فان النبي صلى الله عليه وآله أخبر أن الله معه خاصة ، وعبر عن نفسه بلفظ الجبع [ فقال : " معنا " كما عبر الله تعالى عن نفسه بلفظ الجمع ] فقال : ( إنا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون ".
وقد قيل أيضا في هذا: أن أبا بكر قال : يارسول الله حزني على اخيك علي بن أبي طالب ما كان منه . فقال له النبي : ( لا تحزن ان الله معنا ) . أي : معي ومع أخي علي ابن أبي طالب .

وأما قولك أن السكينة نزلت على أبي بكر فانه كفر بحت ، لان الذي نزلت عليه السكينة هو الذي أيده بالجنود كذا يشهد ظاهر القرآن في قوله تعالى : ( فانزل سكينته عليه وايده بجنود لم تروها ) فان كان ابو بكر هو صاحب السكينه فهو صاحب الجنود ، وهذا إخراج النبي عليه السلام من النبوة ،
على أن هذا الموضع لو كتمته على صاحبك كان خيرا له ، لان الله تعالى أنزل السكينة على النبي عليه السلام في موضعين ، وكان معه قوم مؤمنون ، فشركهم فيها ، فقال في موضع: ( ثم أنزل سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنودا لم تروها ).
وفي موضع آخر : ( فانزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وألزمهم كلمة التقوى ".
ولما كان في هذا اليوم خصه وحده بالسكينة ، فقال : ( فانزل سكينته عليه ) . فلو كان معه في الموضع مؤمن لشركه معه في السكينة ، كما شركه من قبله من المؤمنين ، فدل باخراجه من السكينة على خروجه من الايمان.

قال الشيخ المفيد رحمه الله فلم يحر عمر بن الخطاب جوابا ، وتفرق الناس ، واستيقظت





وأقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم


من مواضيع : الفردوس 0 إنتاج فيديو لمناسبة وفاة مولاتي الزهراء عليها السلام
0 غدر فيكم قديم >>>محب لقاء الأعداء <<<< تفضل هنا
0 عجائب الأحساء
0 صورة شاعرية : ولكن الى متى هذا الجمال؟
0 مسائل في الصلاة
رد مع اقتباس