[سيد احمد العباسي]

اشكر جميع الاخوات والاخوة على تفضلهم بالمرور على الموضوع . وخاصة ابو فاطمة النعيمي . واشكره على خياله الخصب عندما ابتدع لنا قصة الوهابي الذي جن جنونه من الحقيقة التي نقولها . وقد كانت تعابيركم جميلة ادخلت السرور في نفسي . نعم اخي ابو فاطمة اتوقع الوهابية يجن جنونهم مما اكتبه لانني افضحهم دائما بالحق ومن كتبهم . وجزاكم الله عني خيرا .
واقول رغم ان الالم يعتصر قلوبنا جميعا لما حدث لهذا الطفل البريء . ولكننا نشكر الله وفضله الذي من عليه بالبقاء حيا . رغم ان الطفل اصيب بالعمى على يد طبيب لايملك تلك المهارة الكافية التي تؤهله يجري مثل هكذا عمليات . ولكن ظروف الطفل الصحية وعائلة المومى اليه وحالتهم المادية سببت لهم بعض المشاكل . وايضا لايوجد من يوجههم ويرشدهم الى طريق الصواب اوقع هذه العائلة المسكينة بيد هذا الطبيب الذي تسبب بشكل اواخر بفقدان بصر الطفل محمد . وقد ادعى الطبيب المعالج ادعاءات كاذبة لكي تنطلي الحيلة على هذه العائلة واعطى الاسباب لفقدان بصره ولكن هذه الاسباب سرعان ماانكشفت في ايطاليا على يد البريفسور الايطالي .
واذا ندعوا الله لهذا الطفل البريء سائلين المولى عز وجل ان يمن عليه بالسلامة والعافية اوجه شكري لكل من قرأ هذه الموضوع وان لاينسون محمد من الدعاء .
احبتي فعلا شيء محزن مستشار في رئاسة الحكومة لايقدم مساعدة صغيرة لطفل عراقي ؟
وبكل صراحة انني غير مقتنع تماما من تصرفات هذا المستشار او غيره . لماذا هذا البرود في التعامل مع مثل هذه القضايا الحساسة والتي فيها انقاذ انسان مهما كان صغيرا او كبيرا .
هل يعقل ان نرد السائل . وقد أوصى الله عز وجل عباده في سورة الضحى : واما السائل فلا تنهر .. فأين نحن من كتاب الله سبحانه وتعالى ؟
وقد كرم الإسلام الإنسان واعتبره اعظم المخلوقات . كما أعطى المرأة حقوقها حيث لم تنصف المرأة في أية ديانة سماوية أو تشريعات كما أنصفت في الإسلام . أما فيما يتعلق بالطفل …فهو أمل المستقبل وإنسان الغد … حرص الإسلام على إعطائه حقوقه ورعايته افضل رعاية وأوصى الوالدين والمجتمع على الطفل ووجوب رعايته والمحافظة على صحته وأخلاقه . وتربيته تربية إسلامية صحيحة . ومن القضايا الهامة التي ركز عليها الإسلام في صون الطفل وإعطائه حقوقه والتي كانت أساسا لكافة التشريعات والقوانين والاتفاقيات المتعلقة بالطفل فيما بعد :-
أولاً: حق الطفل في الحماية: حيث ركز الإسلام على أمور حماية الطفل وخاصة حمايته من التمييز لكافة أشكاله حيث يتكون المجتمع من الناس جميعا وهم سواسية ولا يميز بينهم سوى التقوى . كذلك الحماية من الإهمال والإساءة حيث تعددت الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تدعو الى حماية الطفل وتوصينا به .
ثانياً: حق الطفل في المشاركة: حيث أن المجتمع الإسلامي مجتمع ديمقراطي . فقد أعطى الإسلام للجميع وخاصة للأطفال الحرية في التعبير عن آراءهم .
كما وطبق الإسلام منذ ألف وأربعمائة عام مبدأ من طفل الى طفل حيث كانت العلوم والمعارف وتجارب الحياة والتدريب على القتال تنتقل من طفل الى طفل . ومن جيل الى جيل .. فالطفل الأكبر يعلم من هو أصغر منه ضمن حلقة متسلسلة ومستمرة .
ثالثا: نذكر كل الاخوة بقصة الحسين عليه السلام عندما كان طفلا ورسول الله محمد صلى الله عليه واله وسلم يصلي بالناس اذا أتاه الحسين - - فركب على عنقه وهو ساجد . فأطال السجود بالناس حتى ظنوا انه قد حدث أمر . فلما قضى صلاته . قالوا : يا رسول الله لقد أطلت السجود حتى ظننا أنه قد حدث أمر ؟ ! قال : " أن ابني هذا قد ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته " .
واما الادلة من القران كثيرة واختار لكم منها :
1. قال تعالى : "يوصيكم الله في أولادكم …" سورة النساء آية 11 .
2. " المال والبنون زينة الحياة الدنيا …" سورة الكهف آية 46 .
وهؤلاء هم ابنائنا مهما كان اذا لجئوا الينا في طلب حاجة يجب ان نقضيها لهم مهما كان .
نأمل ان يتعامل مستشارين رئاسة الحكومة او السياسيين او الاطباء منهم على مختلف انواعهم مع مثل هذه الحالات بضمير حي وانسانية بحتة والا فأين ضمائرنا ونحن نرى طفل يموت بين ايدينا ولانمد له يد المساعدة وبوجود كافة الادلة والتقارير التي تثبت وضعه الصحي ؟
الف تحية لمن قدم المساعدة للطفل محمد . والف تحية لمن قدم الخدمة له . والف تحية لأمه الصابرة المجاهدة التي لم تمد يدها للغريب . والف تحية للأب الذي لايملك شروى نقير ولاتقاعد ( ولابطيخ ) . نأمل مرة اخرى من محافظ الناصرية ومسؤوليها ان يمدون يد المساعدة لهذه العائلة التي تعاني الامرين .
تقبلو تحياتي واحترامي .
ودمتم بخير وعافية .