عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية مرتضى العاملي
مرتضى العاملي
عضو برونزي
رقم العضوية : 28250
الإنتساب : Dec 2008
المشاركات : 1,487
بمعدل : 0.25 يوميا

مرتضى العاملي غير متصل

 عرض البوم صور مرتضى العاملي

  مشاركة رقم : 14  
كاتب الموضوع : الباحث عادل الايهم المنتدى : المنتدى الثقافي
افتراضي رمز الوفاء
قديم بتاريخ : 21-06-2009 الساعة : 04:50 PM


رمز الوفاء

وقــــدوة الاحـــــرار وعَلــــَم الثــــــوار













كثيرة هي المواقف العظيمة التي سجلها الامام الحسين واهل بيته واصحابه في كربلاء حين سطروا باحرف من نور تلك الملحمة الخالدة (عاشوراء) فارتقوا الى افاق المثل العليا وجسدوا انبل واشرف المبادئ فسمت نفوسهم الى مقام الذروة من الكمال البشري وتألقت اسماؤهم على جبين الدهر تتلألأ عبرالاجيال تضيئ لهم طريق الحق والحرية في مسيرة التاريخ.


ومن اروع المواقف في ذلك اليوم


هي مواقف سيدنا ابي الفضل العباس بن امير المؤمنين (عليه السلام) قدوة الاحرار وعلم الثوار الذي جسد في سلوكه مع اخيه الامام الحسين (عليه السلام) حقيقة الاخوة الاسلامية الصادقة بجميع قيمها ومثلها السامية فلازمه حتى النفس الاخير ووقاه بنفسه وبذل دونه روحه فاصبح نموذجا رائعا لشهداء الطف الذين احتلوا ذروة المجد في سماء التاريخ. وجمع ابو الفضل العباس مع صفاته الذاتية العظيمة نسبه السامي الشريف، ابوه امير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام)غني عن التعريف اذ لم يعرف التاريخ شخصية اعظم بعد رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم) منه، وحسب العباس ان يكون ابنا لعلي واخا للحسنين سيدي شباب اهل الجنة.سلام الله عليهم اجمعين
اما أم أبي الفضل العباس فهي السيدة الزكية فاطمة بنت حزام بن خالد الكلابية الملقبة بأم البنين وهي من اجلّ الأسر العربية شرفا ونبلا وقد عرف ابوها حزام بالنجدة والشهامة والشجاعة والسخاء وقرى الاضياف وكان من اعمدة الشرف في العرب ولمع من هذه الاسرة الكريمة الكثير من الاسماء في سماء المجد ويجد القارئ عرضا مفصلا لماثر هذه الاسرة في كتاب قمر بني هاشم لمؤلفه المحقق العلامة عبد الواحد المظفر.
وَلَدت ام البنين اول اولادها عام 26 هـ ، وسماه امير المؤمنين (عليه السلام) العباس ثم ولدت ثلاثة ابناء هم عبد الله وجعفر وعثمان ونشأ ابو الفضل في كنف ذلك الوالد العظيم فنهل من علمه واخلاقه وشجاعته وغذي من لبن تلك المراة الطاهرة فاستقى من سجاياها العظيمة وورث نبل اسرتها وسؤددها ولازم اخويه السبطين الكريمين فتحلى بخصالهما الرفيعة وتلقى منهما المثل السامية والاخلاق النبيلة فاجتمعت لدى ابي الفضل العباس كل المكونات التربوية الصالحة التي رفعته الى مستوى العظماء والمصلحين والتي جعلته علما من اعلام التاريخ الانساني. رافق العباس الكثير من الحوادث الجسام وهو صغير السن فعايش خلافة ابيه ومارافقها من الاحداث والحروب كما شاهد ماجرى على اخيه الحسن من المحن والبلايا من قبل معاوية بن ابي سفيان وراى غدر اصحاب اخيه بامامهم كما راى اشاعة الظلم والاستبداد وانتشار الجلاوزة في البلاد والتي عملت على ابادة اصحاب امير المؤمنين المخلصين وتصفيتهم جسديا امثال حجر بن عدي واصحابه وعمرو بن الحمق ورشيد الهجري وغيرهم واعلان معاوية رسميا سب امير المؤمنين (عليه السلام) والايعاز بذلك الى ولاته وعماله في كل البلاد في خطب الجمعة وسائر المناسبات الدينية على المنابر واشاعة ذلك بين المسلمين وبلغ تمادي معاوية في غيه الى دسه السم الى الامام الحسن (عليه السلام) وقتله. كل هذه الاعمال الفضيعة التي شاهدها العباس(عليه السلام) كانت تحفز فيه روح الثورة على الحكم الاموي الذي زاد من ظلمه وجوره بعد هلاك معاوية وجلوس ابنه يزيدعلى عرش الحكم.
وعى العباس (عليه السلام) تلك الاهداف السامية التي كان ينشدها ابوه (عليه السلام) في تحقيق العدالة الاجتماعية وتطبيق الشريعة الاسلامية فامن بها وجاهد في سبيلها فانطلق مع اخيه سيد الشهداء (عليه السلام) لتحقيقها فاعلن الحسين(عليه السلام) رفضه القاطع لبيعة يزيد وصمم على الثورة فرفع راية الرفض بوجه الظلم وعبّد للمسلمين طريق الحرية والعدالة وكان اهم من ازره في ثورته وناصره اخوه ابو الفضل العباس (عليه السلام) فلازمه في طريقه من مكة الى العراق مع اهل بيته واصحابه حتى وصلوا كربلاء وقد وصلت هذه الكوكبة الى كربلاء لتنسج بدمائها تاريخا جديدا للانسانية جمعاء ولتكتب اسماءها باحرف من نور على جبين الدهر وكان لسيدنا العباس (عليه السلام) مواقف مشرفة جسدت عميق ايمانه ورسوخ عقيدته فعندما عرض شمر بن ذي الجوشن الامان على العباس (عليه السلام) واخوته رفضوا رفضا قاطعا.. والعباس(عليه السلام) هو الغصن الزكي الذي تفرع من الدوحة الشريفة ولايمكن ان يتخلى عنها بعد ان تصلب عوده من قيمها السماوية ونشا على مبادئها الرسالية وتغذى من خصالها العلوية فكان جوابه(عليه السلام) للشمر(لعنك الله ولعن امانك اتؤمننا وابن رسول الله لا امان له).
لايستطيع القلم ان يعطي هذا الموقف حقه من الوصف فقد نذر العباس (عليه السلام) واخوته نفوسهم للحسين (عليه السلام) وعلقوا مصيرهم بمصيره وكان الحسين (عليه السلام) يجل اخاه العباس(عليه السلام) ويقدر له ايمانه ومنزلته السامية فحينما ارسله لمخاطبة الاعداء قال (عليه السلام) له ( اركب بنفسي انت يااخي ...) ولايخفى مالهذه الكلمات من دلالة واضحة على مكانة العباس(عليه السلام) الكبيرة عند الحسين (عليه السلام). ولم ير الحسين من هو اكفأ لحمل الراية منه ولهذا المنصب اهمية كبرى حيث يتم اختيارالشخص لذلك من اصحاب الكفاءات العالية والبسالة النادرة اضافة الى وفائه واخلاصه وصبره ورايه الثاقب وقد تجسدت كل هذه الخصال في سيدنا العباس (عليه السلام) وكان كفؤا لحمل الراية التي بقيت ترفرف فوق رؤوس اصحاب الحسين(عليه السلام) واهل بيته تمدهم بالعزيمة في قتالهم الاعداء حتى تساقطوا نجما بعد نجم فالتفت الى اخوته الثلاثة وقال لهم ( تقدموا يابني امي حتى اراكم نصحتم لله ولرسوله).
لقد درج معهم مراحل الطفولة والشباب حتى بلغوا مبلغ الرجال فلم تمنعه عاطفة الاخوة من ان يقدمهم قرابين في سبيل الله ونصرة ابن بنت نبيه فكان اعتباره الاسمى والذي هو فوق كل اعتبار او عاطفة هو ان ينصحوا في جهادهم لله ورسوله ويذبوا عن الحسين(عليه السلام) فسقطوا شهداء واحدا بعد الاخر ووقف العباس (عليه السلام) يتامل في وجوههم المشرقة بنور الايمان واستعد للحاق بهم لم يبق مع الحسين(عليه السلام) سواه وعندما طلب الاذن بالقتال منه(عليه السلام) قال له الحسين (عليه السلام)( انت صاحب لوائي ) ان الحسين لازال ينظر الى معسكره كقوة ضاربة تستطيع ان تصد الاعداء وترد هجماتهم مادام لواؤه مرفوعا بيد اخيه ابي الفضل (عليه السلام). كان صراخ الاطفال من العطش يملأ مسامع الحسين (عليه السلام) فطلب من اخيه العباس (عليه السلام) احضار الماء لهم فاستجاب واقتحم الفرات وشتت من كان عليه من الجند ونزل الى الماء واغترف منه بيده ليشرب .. لكنه لم يشرب كانت صرخات الاطفال تتردد على مسامعه وصورة وجه اخيه لم تفارق ذهنه فرمى الماء من يده وقال:
يا نفس من بعد الحسين هوني
وبعده لا كنت او تكوني
هذا حسين وارد المنون
وتشربين بارد المعين
تالله ماهذا فعال ديني
أي نفس اكرم من هذه النفس الكبيرة؟ واي ايثار مثل هذا الايثار؟ واي روح اشف من هذه الروح؟ واي نبل اعظم من هذا النبل؟ ولما استشهد ابو الفضل العباس (عليه السلام) جلس عند رأسه الحسين(عليه السلام) وقال (الآن انكسر ظهري وقلت حيلتي وشمت بي عدوي) ولم يقل الامام الحسين(عليه السلام) هذه المقولة عند استشهاد أي احد من اصحابه واهل بيته سوى العباس(عليه السلام) فأي مكانة احتلها ابو الفضل في نفس سيد الشهداء(عليه السلام ).


***
نسال الله ان يرزقنا زيارته في الدنيا وشفاعته بالاخره



11/ محرم 1430
08/01/2009


توقيع : مرتضى العاملي
من شع نور العقل في جبهة استعداده،،
نفذ شعاع شمس العقل إلى نافذة قلبه،،،
من مواضيع : مرتضى العاملي 0 تهنئه بيوم مبعث الرسول الاكرم محمد ابن عبد الله صلى الله عليه واله وسلم
0 تهنئه بيوم مبعث الرسول الاكرم محمد ابن عبد الله صلى الله عليه واله وسلم
0 أبو طالب كفيل الرسول في ذكرى وفاته (26/رجب)
0 أَبُو طالب .عليه السلام. حامي الرِّسالةِ والرسُول صلى الله عليه واله في ذكراه 22
0 تعزية وقصيدة أوّاه يا موسى العظيم (في استشهاد الإمام الكاظم عليه السلام)
رد مع اقتباس