عرض مشاركة واحدة

الهادي@
عضو ذهبـي
رقم العضوية : 15998
الإنتساب : Jan 2008
المشاركات : 2,894
بمعدل : 0.46 يوميا

الهادي@ غير متصل

 عرض البوم صور الهادي@

  مشاركة رقم : 10  
كاتب الموضوع : الهادي@ المنتدى : المنتدى العام
افتراضي
قديم بتاريخ : 25-07-2009 الساعة : 10:40 PM


تكمله


بسم الله الرحمن الرحيم


اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجل فرجهم


وفرجنا بهم ورزقنا شفاعتهم ياكريم


بك الوذ يارب :::

بعد الصراع الذي عشته في افكاري بين الثنائيات القاتله ، كدت افقد صوابي و رجولتي التي اكتشفت اعتزازي بها للتو ، وكدت ان العن سنتي الخامسة عشر هذه لأهرب الى سنين الطفولة العذبة.



ولكن أنّى لي المهرب ومن اين لي النجاة ولا مناص ، ان حيرتي هذه ستقتلني .. ستدمر كياني وتعدم رجولتي .
يارب .. يارب .. اليك ألجأ ، ومالي سواك .. اليك اهرب منك .. فبك عرفتك وانت دللتني عليك ودعوتني اليك ..
لا نجاة لي منك الا بك .. يارب عرّفني الحياة، وخذ بيدي لأعبر مخاطرها والمهاوي والأهوال التي تنتظرني فيها..



وسرعان ما شملتني رحمة ربي ، اذ لاحظ ابي وجومي وصمتي الدائم .. فدعاني اليه في ليلة مقمرة وقال :
-ا نها ليلة جميلة فما رايك لو نخرج نتنشق الهواء الطلق ونتحدث قليلا . . سررت بدعوة ابي التي كانت بمثابة رشق الماء البارد على كبد حرّى.
سرنا عبر الحقول التي تحيط البيوت تدغدغنا نسيمات عليلة وضؤ القمر ينثال فتضحك له بحياء براعم تلك الحقول .



وانطلق ابي محدثا :
- اني اراك هذه الايام كثير الشرود ، دائم الصمت ، وكثيرا ما يتجهم وجهك وتكفهر ملامحك .
- انني يا ابت اعاني من الافكار ومن بحر من الاسئلة ، ألقيت نفسي وسط امواجه العاتية .

- هذا ما كنت اتوقعه فأنت سر ابيك ،فأنا وبمثل عمرك واجهت نفس المرحلة ونفس الصعاب ، اذ ان الانسان في مثل هذا السن يقبل على الحياة بنهم ، فإذا كان مثلك قد تلقى تربية صالحة في طفولته وثقافة تمنعه من الانسياق لجموح سن المراهقة التي انت فيها وقع في الحيرة والتساؤلات ، ولكنني تجاوزت هذه المرحلة يا بني دون مشقة تذكر ، واستنقذت نفسي من كل المهاوي التي اعترضتني.
وكيف ذاك يا والدي؟.
- بوسيلة واحدة لا يوجد سواها ، بالتوجه الى الله والايمان وعن طريق بناء علاقة قدسية سامية بالله سبحانه وتعالى ، والتوكل عليه ، والتسليم لقدرته .
- هذا اول ما خطر ببالي ، ولكن كيف سأبدأ بناء هذه العلاقة التي ستكون كل املي .
- بصفاء الرّوح يا ولدي ، ونقاء السريرة ، وصدق النية ، والتوجه كليا الى الله ، وهو الرحيم الودود ، يستجيب لمن دعاه ، ولمن شاء الهداية وطلب الصراط المستقيم لحياته .
- اجل يا والدي كلامك عذب ، بدأ يفعل في نفسي الحيرى ما يفعله هذا النسيم بتلك البراعم .. اكمل فأنا كلّي آذان صاغية..
- عظيم يا ولدي ، هذا عهدي بك، انه الايمان يا حبيبي والتعلق والتشبث به ، والعلاقة بالله يجب ان تكون متنامية
باطراد ، ولا يتوقف نموها .. واول الايمان هو معرفة الله حق معرفته ، وتوحيده دون الشرك ، وعليك التوقظ الدائم والحذر الشديد من الوقوع بالشرك، فقد يشرك المرء بهفوة صغيرة، واي لجوء او اعتماد على غير الله هو شرك ، فأنت حين تقول انني اعتمد على نفسي فقط ، فإنه شرك وعليك ان تقول اعتمد على الله اولا ثم على نفسي وهكذا .



ومعرفة الله يا ولدي ليست بالامر العسير ، فقد يسر الله ذلك ، وجعل معرفته مخلوقة معنا ، متأصله فينا لكن الجاحدون يغفلون عن انفسهم فينسيهم الله ذكره والا فالحقيقة هي ان الانسان لو اراد ان يثبت الكفر والجحود بحقيقة الحق المطلق والوجود المطلق ، وهو الله ، لو اراد الانسان ذلك لما تمكن الا بالتلاعب على الالفاظ والسفسطة والوهم ، وتبقى الحقيقة كامنة في اعماق نفسه ، ترهقه ولا يستطيع ان ينبذها ..



- انك ياولدي لست بحاجة الآن الى درس العقائد التي علمتك وتعلمتها في بيت الحكمة .اليس كذلك؟؟



- اجل يا ابت وهل هذا امر ينسى ، لقد صار ايمانا راسخا في نفسي بإذن الله ، فانا اعرف التوحيد والعدل والنبوة والمعاد واليوم الآخر ، اعرف عن وجود الله حتى انني لا استطيع ان اثبت اي وجود بدون الاعتقاد والتصديق بمن اوجد هذا الوجود ، وهو الله ، واعرف انه هو جل وعلا خالقي ورازقي وهو الذي يحييني وهو الذي يميتني ، ويعيدني مرة اخرى لاقف بين يديه يوم الحساب ، وانا اؤمن بأن النبوة حق ، والجنة حق ، والنار حق ، والموت حق ، والحياة بعد الموت حق ..



- احسنت احسنت .. اذن لا مشكلة لديك ، ولماذا كل هذه المعاناة التي تعانيها .. فيا حبيبي طالما انك تؤمن بالله وقدرته وارادته المسيطرة على الكون ،وطالما انك عرفته ما وسعك الى ذلك سبيلا وعرفت الرسالة التي ارسل بها نبيه محمد صل الله عليه وآله وسلم . وقال لك انها نهج حياتك التي لا شقاء بعدها وطالما انك آمنت بالله واليوم الآخر ، وعلمت لهذا الايمان ، فلا خوف بعد ذلك ابدا ، وما عليك الا ان تحسن الظن بالله ، وتسلم اليه بالتوكل التام عليه ، فأنت تعلم ان هذه الدنيا فانية زائله ، وان الحياة الحقة هي الحياة الآخرة فما عليك الا ان تتخذ من هذه الدنياجسرا تعبر به الى الآخرة ، ويكون كل جهدك واهدافك منصبة على مسألة واحدة هي رضى الله والفوز بيومه الموعود ، والنجاة في الحياة الاخرة .



- ولكن كل هذا سهل يسير في القول ، وعندما نأتي الى الفعل والتطبيق ،فهذا هو الصعب الشاق .



- معك حق ، ولكن وكما قلت عليك ببناء علاقة وطيدة بالله سبحانه وتعالى ، لا يتوقف نموها ، ليصبح التطبيق سهلا جدا.
وانت تستطيع ان تنطلق من قاعده صلبة ومفهوم متين لحياتك . هذه القاعده هي الدنيا والآخرة ، والجسد والروح ، فطالما ان هذه الدنيا عي دار ممر وفناء ، والآخرة هي الحياة التي ينبغي ان تنشدها ، وان هذا الجسد ما هو الا اداة ووسيلة للروح لعبورها لعبور هذه الدنيا الى حياتها الحقيقية في الآخرة ، وان الروح هي التي يجب ان نعيش لها وبها ونعتني بها وبما تحتاجه من غذاء لحياتهاونموها .. وهو امر صعب وفيه تعب وجهد شديد ، ولكن من جدّ وجد.فقط اريد منك ان تضبط انفعالاتك،وتتروى وتتأنى، بالاعتماد على الله واللجوء اليه في كل صغيرة وكبيرة ، ستصل بإذن الله ، وبحبك الله وجعل رضاه هو هدفك ، والتقرب اليه سعادتك،والتوكل عليه كل همك ..ستصل .. اجل يا ولدي ستصل، وما المطلوب منك الا البدء ببناء العلاقة الوثيقة بالله ، والحرص الدائم على تطورها ونموها.




تابعوني يرحمكم الله


ان الله مع الصابرين


لا تنسو والديّ من دعائكم


من مواضيع : الهادي@ 0 النرجسية في مواقع التواصل الأجتماعي
0 تواصل أم قطيعة على مواقع التواصل الأجتماعي
0 صورة للمعتقد الانساني
0 المصحف الألكتروني
0 ( الغارقون في الـوهم )... دعوة لأقلمكم
رد مع اقتباس