عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية نسايم
نسايم
شيعي حسيني
رقم العضوية : 18676
الإنتساب : Apr 2008
المشاركات : 7,218
بمعدل : 1.16 يوميا

نسايم غير متصل

 عرض البوم صور نسايم

  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : نسايم المنتدى : المنتدى الثقافي
افتراضي
قديم بتاريخ : 15-08-2009 الساعة : 11:20 AM






وفيما كنت أقول هذه الكلمات وعت عيناي على علبة حلوى كبيرة تنتصب على طاولة قريبة وقفز قلبي من مكانه ربما لم يكن هذا مؤشرا يقود الى تفسير وفاة السيد ديرولار ولكن ها قد وجدت -على الأقل- شيئا ليس طبيعيا رفعت غطاء العلبة كانت مليئة لم تمس ولم تفقد ولا قطعة واحدة ولكن لم يكن من شأن ذلك الا أن يجعل الغرابة التي جذبت انتباهي أقوى وأشد تأثيرا أتدري لماذا يا هيستنغز؟ لأنه بينما كانت العلبة نفسها وردية اللون كان غطاؤها أزرق يمكن للمرء أن يرى دوما شريط زينة أزرق على علبة وردية والعكس ولكن أن يجد علبة من لون وغطاءها من لون آخر فلا. بالتأكيد هذا ما لم أره مطلقا!

ومع ذلك فلم أكن أعتقد بأن هذا الحديث البسيط يحمل أي فائدة لي ولكنني صممت على تحري الأمر باعتباره خارجا عن المألوف قرعت الجرس طلبا للخادم فرانسوا وسألته ان كان سيده الفقيد مغرما في ما مضى بالحلويات ارتسمت على شفتيه ابتسامة كآبة باهتة وقال: كان مغرما بها جدا يا سيدي كان يحتفظ دوما بعلبة حلوى في المنزل انه لم يكن يشرب الخمر أبدا كما تعلم.

رفعت غطاء العلبة أمامه وقلت: ومع ذلك فان هذه العلبة لم تمس أبدا؟

- عفوا يا سيدي ولكن هذه العلبة جديدة وقد اشتريت يوم وفاته باعتبار أن الحلوى هي الأخرى أوشكت على النفاد.

قلت له ببطء: اذن فان العلبة الأخرى فرغت يوم وفاته.

- نعم يا سيدي وجدتها فارغة عند الصباح ورميتها.

- أكان السيد ديرولار يأكل الحلويات في كل ساعات النهار؟

- بعد العشاء عادة يا سيدي.

بدأت أرى بصيص نور. قلت: فرانسوا.. أتستطيع حفظ السر؟

- بالطبع يا سيدي.

- حسنا! فاعلم اذن أنني من الشرطة هل تستطيع أن تجد لي تلك العلبة الأخرى؟

- دون شك يا سيدي ستمون في سلة المهملات.

غادر ثم عاد بعد دقائق بعلبة يعلوها الغبار كانت نسخة طبق الأصل عن العلبة التي لدي باستثناء أن العلبةكانت زرقاء هذه المرة وكان غطاؤها ورديا.

شكرت فرانسوا ونصحته مرة أخرى بالتكتم وغادرت المنزل في شارع لويسدون مزيد من اللغط.

بعدها زرت الطبيب الذي عاين السيد ديرولار وكانت مهمتي معه صعبة فقد تخندق بعناد خلف جدار من الكلمات والمفردات المتخصصة ولكنني تخيلت بأنه لم يكن واثقا تمام بخصوص القضية كما كان يجب أن يكون.

قال بعد أن تمكنت من انتزاع أسلحته الى حد ما: لقد ةقعت حوادث غريبة كثيرة من هذا النوع نوبة غضب مفاجئة عاطفة هوجاء بعد عشاء ثقيل هذا أمر يحدث ثم بموجة من الغضب يصعد الدم الى الرأس ثم "بست"! ينتهي كل شئ!

- ولكن لم تكن لدى السيد ديرولار عاطفئة هوجاء.

- لم تكن لديه؟ انني واثق أنه كان يخوض مشاحنة كلامية عاصفة مع السيد دوسان آلار.

- ولماذا؟

رفع الطبيب كتفيه دهشة وقال: أمر واضح! ألم يكن السيد دوسان آلا كاثوليكيا متعصبا؟ لقد دمرت صداقتهما بسبب هذه المشكلة بين الكنيسة والدولة ولم يكن يمر يوم دون نقاشات كان ديرولار يبدو للسيد دوسان آلار معاديا للقيم الدينية.

كان هذا الأمر غير متوقع وقد أعطاني ذخيرة للتفكير قلت: سؤال يا آخر يا دكتور: هل من الممكن دس جرعة قاتلة من السم في قطعة حلوى؟

- أحسب أن ذلك ممكن ان حامض البروسيك الصافي يمكن أن يناسب هذا الاحتمال بغياب فرصة لتبخره ويمكن ابتلاع كرة صغيرة من أي مادة دون الانتباه لها ولكنه لا يبدو احتمالا مرجح الحدوث ان قطعة حلوى مليئة بالمورفين أو الاستريكنين...

ثم أبدى وجها متمعجا وأردف قائلا: أنت تدرير يا سيد بوارو ان لقمة واحدة تكفي! والغافل لن يدقق في الشكليات والتفصيلات.

- شكرا لك ياسيدي الدكتور.

غادرته وقمت بعدها بتحريات لدى الصيادلة وخاصة أولئك القريبين من شارع لويس إنه لأمر جيد أن تمون في سلك الشرطة فقد حصلت على ما أردته من معلومات بدون مصاعب ولم أعثر -الا في حالة واحدة- على أية مناسبة تم فيها تزويد ساكني البيت بأي نوع من السموم وكان الأمر -في تلك الحالة- على شكل قطرات عين من سولفات الأتروبين للسيدة ديرولار والأتروبين سم فعال ولقد فرحت للحظة ولكن أعراض الأتروبين قريبة من أعراض التسمم الغذائي وليس فيها أي شبه بالحالة التي كنت أحقق فيها وبالاضافة الى ذلك فقد كانت الوصفة قديمة فقد كانت المدام ديرولار تعاني منذ سنوات طويلة من اعتام العدسة في عينيها.

وكنت أهم بالخروج خائبا عندما أعادني صوت الصيدلي: دقيقة يا سيد بوارو أتذكر أن الفتاة التي أحضرت لي هذه الوصفة قالت شيئا يفيد بأنها مضطرة للذهاي الى الصيدلي الانكليزي بوسعك أن تجرب هناك.

وقد جربت بالفعل فارضا مرة أخرى مكانتي الرسمية وحصلت على المعلومات التي أريدها في اليوم الذي سبق وفاة السيد ديرولار حضر العاملون في الصيدلية وصفة للسيد جون ويلسن وهذا لا يعني أنها كانت بحاجة الى تحضير فلم تكن سوى حبوب من الترينيترين سألت ان كان بوسعي أن أرى نموذجا لها فأروني اياها فأخذ قلبي يدق أسرع فأسرع ذلك أن الحبوب الصغيرة كانت مصنوعة من الحلوى.

سألت: هل هي سم؟

قال الصيدلي: كلا سيدي.

- هل تستطيع أن تصف لي تأثيرها؟

- انها تخفض ضغط الدم وهي توصف لبعض أنواع أمراض القلب كالخناق الصدري مثلا انها تخف التوتر في العضلة القلبية وفي حال تصلب الشرايين...

قاطعته قائلا: يا عزيزي! هذه المفردات المختصة لا تعني شيئا بالنسبة لي هل تجعل هذه الحبوب الوجه يتورد؟

- نعم بالتأكيد

- ولنفترض انني ابتعلت عشرا أو عشرين من حباتك الصغيرة هذه فما الذي يحدث؟

أجاب الصيدلي بجفاء: انني لا أنصحك بمحاولة ذلك.

- ومع ذلك فانك تقول انه ليس سما؟

أجاب بجفاء أيضا: يوجد الكثير من الأشياء التي لا تمسى سما وتستطيع قتل الانسان.

تركت الصيدلية مبتهجا فقد بدأت الأمور تنجلي أخيرا!


يتبـــع...


توقيع : نسايم

يا باب الحوائــج حاجتي يمكــ
عليك اقسم بضلع الطاهرة امــكـ


إلهي أسئلك العفو والعافية

عافية الدنيا والأخرة
من مواضيع : نسايم 0 رائحة القهوة
0 فلكي يصف إمكانية رؤية قمرين بـ«كذبة أغسطس»
0 سحابة «سـوداء» أخفت برج سـاعة مكـة
0 بالورد والياسمين نرحب بالأخ العزيز الرادود علي حامد الكاظمي
0 الشاعر واثق العيساوي والملا باسم الكربلائي في قصيدة ماجينه
رد مع اقتباس