[القناص الاول]

الإمــام عــلــي (عـلـيـه الـسـلام)
و
خـالـد بـن الـولـيـد

الراوندي قال في حديث : إن أبا بكر أمر خالد بن الوليد أن يقتل علياً (ع) إذا سلم ** صلاة الفجر بالناس فأتى خالد وجلس إلى جنب علي (ع) ومعه سيف فتفكر أبو بكر في صلاته في عاقبة ذلك فخطر بباله أن بني هاشم يقتلوني إن قتل علي (ع) ، فلما فزع ** المشهد التفت إلى خالد قبل أن يسلم فقال : لاتفعل ما أمرتك به ، ثم قال : السلام عليكم فقال علي (ع) : لخالد : أكنت تريد تفعل ذلك ؟ قال نعم فمد علي (ع) يده إلى عنقه و خنقه بإصبيعه حتى كادت عيناه تسقطان وناشده بالله أن يتركه وشفع إليه الناس فخلاه ثم كان خالداً بعد ذلك يرصد الفرصة والفجأة لعله يقتل علياً (ع) غرة . فبعث أبو بكر بعد ذلك عسكراً مع خالد إلى موضع فلما خرجوا ** المدينة وكان مدججاّ و حوله شجاع قد أمروا أن يفعلوا كلما أمرهم خالد فرأى علياً (ع) نحى ** ضيقة **فرداً بلا سلاح ، فلما دنا **ه وكان في يد خالد عامود ** حديد فرفعه ليضرب به على رأس علي (ع) فانتزعه (ع) ** يده وجعله في عنقه وقلده كالقلادة فرجع خالد إلى أبي بكر واحتال القوم في كسره فلم يتهيأ لهم ذلك فأحضروا جماعة ** الحدادين فقالوا لا نتمكن ** انتزاعه إلا بعد جعله في النار وفي ذلك هلاكه ولما علموا بكيفية خالد قالوا علي (ع) هو الذي يخلصه ** ذلك كما جعله في جيده وقد ألان الله الحديد كما ألانه لداوود فشفع أبو بكر إلى علي (ع) فأخذ العامود وفك بعضه ** بعض .

وعن علي بن إبراهيم في تفسيره قال حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن عثمان بن عيسى و حماد بن عثمان عن أبي عبدالله (ع) وذكر حديث فدك وما جرى بين فاطمة (ع) وبين أبي بكر وعمر وقال في آخر الحديث قال عمر : الرأي أن نأمر بقتله قال ف** يقتله قال خالد بن الوليد فبعثنا إلى خالد فأتاهما فقالا نريد أن نحملك على أمر عظيم . قال أحملاني على ما شئتما ولو قتل علي بن أبي طالب . قالا فهو ذاك . قال خالد متى أقتله ؟ قال أبو بكر إذا حضر المسجد فقم بجنبه في الصلاة فإذا أنا سلمت فقم إليه فاضرب عنقه . قال نعم فسمعت أسماء بنت عميس ذلك وكانت تحت أبي بكر فقالت لجارتها اذهبي إلى ال**زل علي وفاطمة (ع) فاقرأهما السلام وقولي لعلي (ع) إن الملأ يأتمرون بك ليقتلونك فاخرج إني لك ** الناصحين . فجاءت الجارية إليهما فأخبرتهما فقال علي (ع) : قولي لها إن الله يحيل بينهم وبين ما يريدون ثم قام وتهيأ للصلاة وحضر المسجد وصلى علي (ع) خلف أبي بكر وخالد بن الوليد إلى جنبه معه السيف فلما جلس أبو بكر للتشهد ندم على ما قال وخاف الفتنة وشدة علي (ع) وبأسه ولم يزل متفكراً لا يجسر أن يسلم حتى ظن الناس أنه قد سها ثم التفت إلى خالد فقال : يا خالد لا تفعل ما أمرتك به ، السلام عليكم ورحمه الله وبركاته . فقال أمير المؤ**ين (ع) يا خالد ما الذي أمرك به ؟ قال أمرني بضرب عنقك قال (ع) وكنت فاعلاً قال أي والله لولا أنه قال لا تفعل لقتلتك بعد التسليم . قال علي (ع) فضرب به الأرض فاجتمع الناس عليه فقال عمر : قتله ورب الكعبة . فقال الناس يا أبا الحسن الله الله بحق صاحب هذا القبر فخلى عنه قال فالتفت إلى عمر وأخذ بتلابيبه وقال (ع) يا ابن صهاك لولا عهد رسول الله وكتاب ** الله سبق لعلمت أينا أضعف ناصراً وأقل عدداً ثم دخل **زله .

الشيخ ماجد ناصر الزبيدي .
التوزيع : **شورات الفجر