[مسلمه]

يقال ان بهلول استمع يوما الى ( أبي حنيفة) وهو يقول لأصحابه : ان من مقالة جعفر بن محمد ثلاثة أشياء لا أقبلها منه .

يقول : ان الشيطان يعذب بالنار ، وكيف يعذب منها وقد خلق منها؟

والشيء لايتعذب بما هو من سنخه؟

ويقول : بان الله لايرى مع ان كل موجود لابد ان يُرى..

ويقول باستناد أفعال العباد الى أنفسهم مع ان النصوص تدل على خلاف ذلك !

فأخذ بهلول مدرة من الارض وضرب بها وجه أبي حنيفة فسال الدم منه وهرب بهلول ..

فتبعه القوم وألقوا القبض عليه ، وأتوا به الى دار هارون الرشيد ومعهم أبوحنيفة.

فالتفت بهلول الي ابي حنيفة وقال له : ماجاء بك الى هنا للشكاية منى؟

فقال ابوحنيفة: لما قد أصابني من رميتك!

فقال بهلول : وأين هذا الألم الذي تدعيه ، هل تستطيع أن ترني اياه؟

ثم كيف تأذيت من المدرة وهي من تراب وأنت من تراب؟

ألم تقل بان الشيء لايتالم من سنخه؟

ثم كيف نسبت الرمية الي والأمر كما تقول بيد غيري!!

فبهت ابوحنيفة ولم يجد جوابا وقام وخرج


(( روضات الجنات ج2 ص 147))