عرض مشاركة واحدة

المسامح
مشرف منتـدى سيرة أهـل البيت
رقم العضوية : 36627
الإنتساب : May 2009
المشاركات : 6,437
بمعدل : 1.10 يوميا

المسامح غير متصل

 عرض البوم صور المسامح

  مشاركة رقم : 12  
كاتب الموضوع : m@awadh المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 07-10-2009 الساعة : 02:33 PM


اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة m@awadh [ مشاهدة المشاركة ]

7 - ذكر الكليني في كتاب الكافي: «أن الأئمة يعلمون متى يموتون، وأنهم لا يموتون إلا باختيار منهم» ().
ثم يذكر المجلسي في كتابه (بحار الأنوار) حديثاً يقول: «لم يكن إمام إلا مات مقتولاً أو مسموماً» ().
فإذا كان الإمام يعلم الغيب كما ذكر الكليني والحر العاملي، فسيعلم ما يقدم له من طعام وشراب، فإن كان مسموماً علم ما فيه من سم وتجنبه، فإن لم يتجنبه مات منتحراً؛ لأنه يعلم أن الطعام مسموم! فيكون قاتلا لنفسه، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أن قاتل نفسه في النار! فهل يرضى الشيعة هذا للأئمة؟!


الجواب:
أولا : لم يقل أحد من علماء الشيعة أن الله عز وجل يعلم الأئمة علما مطلقا ولكن متى شاءت حكمته أن يعلمهم فيعلمهم ومتى شاءت حكمته أن يخفي عنهم الأمور يخفي عنهم الأمور وقد أخفى الله عز وجل عن رسوله صلى الله عليه وآله وسلم بعض أسماء المنافقين واعلمه بعضا آخر من المنافقين فقال عز وجل في محكم كتابه {وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ }[1] وقد شاءت حكمته أن يعلمه أسماء المنافقين الذين أرادوا أن يقتلوه في العقبة .
ولا يمتنع أن الله عز وجل يعلمهم علما إجماليا أنهم سيقتلون كما بلغ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حجة الوداع عندما صرح أنه بعد هذا العام لعله لن يلقاهم فإن شاءت حكمته أن يبلغهن فيبلغهم كما فعل الله عز وجل مع والد جابر بن عبد الله الأنصاري فقد اخرج عدة من الحفاظ منهم البخاري قال :
(( حدثنا مسدد أخبرنا بشر بن المفضل حدثنا حسين المعلم عن عطاء عن جابر رضي الله عنه قال لما حضر أحد دعاني أبي من الليل فقال ما أراني إلا مقتولا في أول من يقتل من أصحاب النبي e وإني لا أترك بعدي أعز علي منك غير نفس رسول الله e فإن علي دينا فاقضواستوص بأخواتك خيرا فأصبحنا فكان أول قتيل ودفن معه آخر في قبر ثم لم تطب نفسي أن أتركه مع الآخر فاستخرجته بعد ستة أشهر فإذا هو كيوم وضعته هنية غير أذنه))[2]
فهذا لا يمتنع أن يخبر بشهادته ويموت شهيدا لأنه يستحق الشهادة وشاءت حكمة الله أن يخبره بموته .
ومثال 䂿لله صلى الله عليه وآله وسلم شاءت حكمة الله عز وجل أن يخبره أن في آخر الزمان لو كان الدين بالثريا لناله رجال من فارس فقد اخرج عدة من الحفاظ منهم مسلم في صحيحه والبخاري في صحيحة واحمد في مسنده قال :
((حدثنا عبد الله حدثني أبي قال ثنا عبد الرزاق ثنا معمر عن جعفر الجزري عن يزيد بن الأصم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لو كان الدين عند الثريا لذهب رجل من فارس أو أبناء فارس حتى يتناوله))
تعليق شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط مسلم[3]
فيبلغنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعلم إجمالي أنه في آخر الزمان ستكون نصرة الدين على يد رجال من بلاد فارس ولم يعط التفصيل وإنما أعطانا الإجمال وكذلك عنده علم بان في آخر الزمان يخرج رجل من ولد فاطمة اسمه المهدي فخبرنا بعلم إجمالي .

ثانيا : وان كان يعرف انه سيحصل الأمر الكذائي ليس معناه انه يستطيع أن يغير أمر الله عز وجل واليوم على سبيل المثال بعض الفلكيين يعرفون انه سيحصل إعصار فلا ملازمة بين علم الغيب وبين تغيير أمر الله عز وجل وإذا كان يعرف انه سيموت في اليوم الكذائي والسبب الكذائي هل يستطيع أن يغير أمر الله عز وجل إذا الله أراده .

ثالثا : قد تكون حكمة الله عز وجل أن يعلم الإمام متى سيموت ولكن هذا الموت يكون هبة له والله أعلمه أنه اختار له الموت بهذه الكيفية، وهي درجة من درجات الكرامة و المرتبة هي الشهادة وأئمة أهل البيت (عليهم السلام) يتمنون الشهادة وان كانوا يستطيعون أن يدعوا الله عز وجل أن يأخر آجالهم ولكن هم يريدون اللقاء الإلهي وان الدنيا لهم كالسجن والآخرة هي مبتغاهم لارتباطهم الوثيق مع الله عز وجل .

رابعا : هذا الإشكال كان مطروحا منذ أكثر من ألف سنة والذي طرح هذا الإشكال هم الشيعة أنفسهم طرحوا هذا الإشكال على الأئمة عليهم السلام .
فقد روى الشيخ الكليني رضوان الله عليه في الكافي الشريف قال :
((عن الحسن بن الجهم قال : قلت للرضا عليه السلام : إن أمير المؤمنين عليه السلام قد عرف قاتله والليلة التي يقتل فيها والموضع الذي يقتل فيه وقوله لما سمع صياح الإوز في الدار : صوائح تتبعها نوائح ، وقول أم كلثوم : لو صليت الليلة داخل الدار وأمرت غيرك يصلي بالناس ، فأبى عليها وكثر دخوله وخروجه تلك الليلة بلا سلاح وقد عرف عليه السلام أن ابن ملجم لعنه الله قاتله بالسيف ، كان هذا مما لم يجز تعرضه ، فقال : ذلك كان ولكنه حير في تلك الليلة ، لتمضي مقادير الله عز وجل ")).
وواضح من الرواية أن الإمام عليه السلام حينما يحين وقت وفاته يحيّره الله سبحانه وينسيه ما علمه حتى تجري مقادير الله عز وجل ، فالروايات التي تحكي علم الإمام عليه السلام بوفاته تقصد أنه يعلم ذلك إلى ما قبل وقوع سبب الوفاة إذ يحيره الله سبحانه ويخفي عنه ذلك.
وهناك وجه آخر وهو أن الله عز وجل عز وجل يبقيه على هذا العلم ويخيره بالموت كما بينا برواية جابر بن عبد الله المروية بالبخاري أن الله عز وجل اخبره بأنه يموت في اليوم الفلاني والله يبقيهم على علمهم وويخيرهم فقد روى الشيخ الصدوق في أماليه قال :
(( حدثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد ابن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي ( رضي الله عنه ) قراءة عليه ، قال : حدثنا أبي ( رضي الله عنه ) ، قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن محمد بن عيسى اليقطيني ، عن أحمد بن عبد الله الفروي ، عن أبيه ، قال : دخلت على الفضل بن الربيع وهو جالس على سطح ، فقال لي : ادن مني ، فدنوت حتى حاذيته ، ثم قال لي : أشرف إلى البيت في الدار ، فأشرفت فقال : ما ترى في البيت ؟ قلت : ثوبا . مطروحا . فقال : انظر حسنا ، فتأملت ونظرت فتيقنت ، فقلت : رجل ساجد . فقال لي : تعرفه ؟ قلت : لا . قال : هذا مولاك . قلت : ومن مولاي ؟ فقال : تتجاهل علي ؟ فقلت : ما أتجاهل ، ولكن لا أعرف في مولى . فقال : هذا أبو الحسن موسى بن جعفر ( عليه السلام ) ، إني أتفقده الليل والنهار فلم أجده في وقت من الأوقات إلا على الحال التي أخبرك بها ، أنه يصلي الفجر فيعقب ساعة في دبر صلاته إلى أن تطلع الشمس ، ثم يسجد سجدة فلا يزال ساجدا حتى تزول الشمس ، وقد وكل من يترصد له الزوال ، فلست أدري متى يقول الغلام : قد زالت الشمس ! إذ يثب فيبتدئ بالصلاة من غير أن يجدد وضوءا ، فأعلم أنه لم ينم في سجوده ولا أغفى ، فلا يزال كذلك إلى أن يفرغ من صلاة العصر ، فإذا صلى العصر سجد سجدة ، فلا يزال ساجدا إلى أن تغيب الشمس ، فإذا غابت الشمس وثب من سجدته فصلى المغرب من غير أن يحدث حدثا ، فلا يزال في صلاته وتعقيبه إلى أن يصلي العتمة ، فإذا صلى العتمة أفطر على شوي يؤتى به ، ثم يجدد الوضوء ، ثم يسجد ، ثم يرفع رأسه ، فينام نومة خفيفة ، ثم يقوم فيجدد الوضوء ، ثم يقوم فلا يزال يصلي في جوف الليل حتى يطلع الفجر ، فلست أدري متى يقول الغلام : إن الفجر قد طلع ! إذ قد وثب هو لصلاة الفجر ، فهذا دأبه منذ حول إلي . فقلت : اتق الله ، ولا تحدثن في أمره حدثا يكون منه زوال النعمة ، فقد تعلم أنه لم يفعل أحد بأحد منهم سوءا إلا كانت نعمته زائلة . فقال : قد أرسلوا إلي في غير مرة يأمرونني بقتله ، فلم أجبهم إلى ذلك ، وأعلمتهم أني لا أفعل ذلك ، ولو قتلوني ما أجبتهم إلى ما سألوني . فلما كان بعد ذلك حول إلى الفضل بن يحيى البرمكي ، فحبس عنده أياما ، وكان الفضل بن الربيع يبعث إليه في كل ليلة مائدة ، ومنع أن يدخل إليه من عند غيره ، فكان لا يأكل ولا يفطر إلا على المائدة التي يؤتى بها حتى مضى على تلك الحال ثلاثة أيام ولياليها ، فلما كانت الليلة الرابعة قدمت إليه مائدة للفضل بن يحيى ، قال : فرفع ( عليه السلام ) يده إلى السماء ، فقال : يا رب ، إنك تعلم أني لو أكلت قبل اليوم كنت قد أعنت على نفسي . قال : فأكل فمرض ، فلما كان من غد بعث إليه بالطيب ليسأله عن العلة . فقال له الطبيب : ما حالك ؟ فتغافل عنه ، فلما أكثر عليه أخرج إليه راحته فأراها الطبيب ، ثم قال : هذه علتي ، وكانت خضرة في وسط راحته ، تدل على أنه سم ، فاجتمع في ذلك الموضع ، قال : فانصرف الطبيب إليهم ، وقال : والله لهو أعلم بما فعلتم به منكم ، ثم توفي ( عليه السلام ))[4].
وقد بين المولى المازندراني في شرح اصول الكافي :
(( والوقوع في الهلكة غير جائز إذا لم يكن بأمر الله تعالى ورضائه وإلا فهو جائز بل واجب ومثل هذا فعل الحسين عليه السلام وفعلنا في الجهاد مع الاثنين ))[5].
وقتل الإنسان نفسه بإذن من الله سبحانه ليس حراما بل قد يكون واجبا ، والحسين عليه السلام في كربلاء كان يعلم باستشهاده وما زاده هذا العلم إلا رفعة وتسليما ورضا بقضاء الله وقدره ، ونرى كثيرا من المؤمنين يقومون بعمليات استشهادية ويعرفون أنهم يموتون بالعملية ولا يزيدهم ذلك إلا إصرارا من اجل نصرة دين الله عز وجل .
[1] التوبة101 .
[2] صحيح البخاري ج1 ص453 ح1286 . المستدرك على الصحيحين ج3 ص224 , سنن البيهقي جج6 ص285 .

[3] مسند احمد ج2 ص308 , صحيح البخاري ج4 ص1858 , صحيح مسلم ج4 ص1972 .

[4] الأمالي - الشيخ الصدوق - ص 210 - 212

[5] شرح أصول الكافي ج6ص40 .

من مواضيع : المسامح 0 جريمة إحراق بيت الإمام الصادق عليه السلام
0 مساعدة في جمع طرق واقوال العلماء حول حديث حب علي حسنة
0 الناصبي أنجس من الكلب
0 كن في الفتنة كابن اللبون
0 الامام علي(ع): إني أكره لكم أن تكونوا سبابين
رد مع اقتباس