روي أن النبي (صلى الله عليه و آله و سلم) في اليوم الثامن عشر من ذي الحجة الحرام في العام العاشر من الهجرة النبوية عند رجوعه من حجة الوداع إلى المدينة المنورة، نزل عند غدير في أرض تسمى " خم " وأمر برجوع من تقدم عليه وانتظر وصول من تخلف عنه، حتى اجتمع كل من كان معه (صلى الله عليه و آله و سلم) وكان عددهم سبعين ألفا أو أكثر، وكان ذلك تنفيذا لأمر الله تعالى كما ورد في تفسير الآية "يا أيُّها الرسولُ بلِّغْ ما اُنزِلَ إليكَ مِن ربِّكَ وإنْ لم تَفعلْ فما بلّغتَ رسالتَه، واللهُ يَعصِمُكَ مِن الناسِ إنّ الله لا يَهدي القومَ الكافرين" فصعد رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم) منبرا من أحداج الابل، وخطب فيهم خطب عظيمة ، وذكر في شطر منها بعض الآيات القرآنية التي نزلت في شأن أخيه علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وبين فضله ومقامه على الأمة، ثم قال:
معاشر الناس! ألست أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: بلى.
قال: من كنت مولاه فهذا علي مولاه.
ثم رفع يده نحو السماء ودعا له ولمن ينصره ويتولاه فقال: اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله.
ثم أمر (صلى الله عليه و آله و سلم)، فنصبوا خيمة وأجلس عليا (عليه السلام) فيها وأمر جميع من كان معه أن يحضروا عنده جماعات وأفرادا ليسلموا عليه بإمرة المؤمنين ويبايعوه، وقال (صلى الله عليه و آله و سلم): لقد أمرني ربي بذلك، وأمركم بالبيعة لعلي (عليه السلام).
ولقد بايع في من بايع أبو بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير، فأقام ثلاثة أيام في ذلك المكان، حتى أتمت البيعة لعلي (عليه السلام)، حيث بايعه جميع من كان مع النبي (صلى الله عليه و آله و سلم) في حجة الوداع، ثم ارتحل من خم وتابع سفره إلى المدينة المنورة.