بقلمي جعفر ملا عبد المندلاوي
  15محرم 1414هـ :: 15-9-2019
    خَلَقَ الخلائقَ ربُنّا لعبادةٍ == (وقل اعملوا) لا تنفعُ الأنسابُ
   ومضت سنين قرونها وتباعدت = وتوالت الأزمان والأحقابُ
   أممٌ تفاخر في فخامة مجدها == بحضارةٍ ما يُوجب الإعجاب
   أممٌ أتاها الخسف أخرى زلزلت = فغدت مساكنهم بها أخرابُ
   بعضٌ بريحٍ صَرْصرٍ قد أُهْلِكوا === قومٌ بفيضٍ اُغرِقوا ما تابوا
   وعجائب التاريخ في تدوينه == يُرمَى الشريفُ ويُمدَحُ الأذناب
   وحقائق الأحداث في تاريخنا == يُدنَى الدنيءُ ويُبْعَدُ الأطياب
   درر الحقائق اُخفيت وتكشفت = أنباؤها عن كذْبها ينجاب
   ضمّـت خفاياها مفاخر أمّة == وَطَفَا الرذائلُ ، تُنشرُ الأثلابُ
   منعوا الرواية عن عليٍّ بينما == نشروا لذاك الداعرُ الخيّاب
   قد غُيّبت أنباء آل محمدٍ == حسداً وبغضاً فيهم قد جابوا
   فإذا وصلنا عند بيت نبيّنا == جمع القلوبَ ورُمِّمَ الإشعابُ
   نشر العقيدة صفوها ونقائها ==== قُدْسٌ صفـيٌ صادقٌ ثوَّابُ
   حتى إذا اكتملتْ معالمُ دينِنا === رحل النبيُّ تَفجَّعَ الأحبابُ
   لبّى نداء الله فانقلب الأُلى ===== حَنَّ القريبُ وزُلزل المرتابُ
   فغَدوا حيارى حوله بترقُّبٍ = طلب الكتاب فعارض الأصحاب
   منعوا كتابتَه وقالوا حسبُنا ====== قد قالها من بينهم هيّابُ
   وتجمهروا وتخالفوا في قوله == بعضٌ تمنى بعضهم قد هابوا
   قال أهل بيتي فاخلفوني فيهم === عَلَمُ الامامة للهدى اسبابُ
   واحسرتاهُ لم يبالي قومُه ====== تحذيرَه  بلْ أُضْمِرَ الإغْضابُ
   فشكا لجبرائيل غمّاً مقلقاً ======== لدماء آل محمد قد صابوا
   فأصابه روحي فداه مضرَّةً ======== من أمّة زادوه كرباً رابوا
   سلمان يروي كيف جاءوا دارها = ضغطوا عليها بابها الخوّابُ
   رحل النبيّ الى الجليل فما مضى == حتى غزا دورَ الهدى الأعرابُ
   وأتى الطغام من السقيفة داهموا === وتلوّثت من سطْوها الأعتابُ
   أعتاب بيتٍ طالما هبطت به ===== سرب الملائك إثْرُه أسرابُ
   جبريلُ عظَّم أهلَه إن جاءهم ===== مستأذناً أو تُطرقُ الأبوابُ
   سقط الجنين فيا لرزءِ محمّدٍ === وعلى شريعته سطا الأغرابُ
   فتجرأ الطلقاء منذ تجاسروا ===== ولدار فاطمةٍ أتى الأحزاب
   وبشعلة النار التي جاءوا بها ===== بيد الطغام تكاثر الأحطاب
   وبكبسهم للباب يُكسرُ ضلعها == سقط الجنين بقتله قد آبوا 
   قالوا لهم فيها البتول وولْدها = قالوا وإن هيا احرقوا واغتابوا
   الله أكبر دورهم كشفت وقد = وصّى النبيّ بحفظهم ما نابوا
   فمضت بوجدٍ فاطمٌ وتألّمٍ == من جورهم وازدادت الأوصاب
   وشكت لباريها اغتصاب حقوقها == هم أجحفوا  وتعسّف الكذّاب
   وقست قلوب صحابةٍ بفظاظةٍ ==  كُشِف اللثام وبانت الأنياب
   وبه الوصيّ بضربةٍ لشقيّها === دمه الطهور  يريقه القِرضابُ
   في مسجدٍ كان الامامُ رئيسَه ===== لا حارسٌ معه ولا بوّاب
   وبقتله ركن الهدى متصدعٌ = وهوى عمودُ الدين والمحرابُ
   وبه سُقوا سبط النبي بجرعة == من سمّهم فتقطع الألبابُ
   أغرى ابن حربٍ زوجه في سمّه == غدرٌ  ولؤمٌ  خِسّةٌ إتعابُ
   وبه الحسين بكربلاءِ تجرأوا ===== لقتاله ولقتله الأوشابُ
   ويداسُ صدرٌ للحسين ببغضهم == تعساً لهم من أمّةٍ قد خابوا
   وبه قطيع الكف يهوي للثرى = وعدى عليه العسكرُ الوثّابُ
   وشبيه أحمد في الطفوف مقطع === وجهٌ نبيلٌ علمه إسهابُ
   وبه الرضيع بقرب شاطئ نهرها == يقضي بسهمٍ والدما ميزابُ
   وبه عقيلة هاشم تسبى الى === ذاك الدعيُّ الفاجر السلّابُ
   وبه مضى كمداً على آل الهدى = ابن الحسين واُقرح الأهداب
   والباقرُ الزاكي يليه جعفرٌ ===== من ذا إليه يرجعُ الأقطابُ
   وبه تشرّد آلُ بيتِ محمّدٍ ====== في كلّ أرضٍ نالهم إرهابُ
   وسقى الغويُ اللارشيد بسمّه = موسى بن جعفر دسّه نَصّابُ
   نجمٌ بطوس كم عنى من غربة == ذاك الرضا مَنْ غَالَه الأذرابُ
   وبه الجواد الطهر يقضي ويلهم ==== علَمٌ فقيهٌ صابرٌ أوّابُ
   وبه عليٌّ وابنه حسنٌ قَضوا ==== بيتٌ كرامٌ سادةٌ أنجابُ 
   وبه استباحوا أنفسا زاكيةً == جرت الدماءٌ وجريها إهذابُ 
   وبه بفخٍ قد جرى سيلُ الدما = = طفٌ جديدٌ غالهُ الكُتَّاب
   وبه لشيعة آل بيت محمد === ذُرفت دماءٌ بذْلًها استهباب
   مذ ألف عام يُقتلون بحبّه = تُدمَى السيوفُ ويفرح الأوغابُ 
   للآن أنهار الدماء تفجّرُ ===== ثمنُ المودة ، للهدى طُلّابُ
   حربُ بسيف الظالمين مريرةٌ === والدينِ يبقى أهله غَلاّبُ
   ولو استطاعوا طمس كل فضيلة= فعلوا وعاد اللاتُ والأخشاب
   خسئوا فدين الله محفوظ به = ما ضرَّ جمعُ الناس والإجلابُ
   وسيُظهرُ اللهُ الإمامَ المنتظر ==== تحيى به الأحكامُ والآداب
   ويجدد الإسلام مثل ظهوره ====== ويعزّ دينَ الله لا يرتابُ
   طوبى لمنتظرِ الإمامَ وعدْلهِ = يُسقى الزلالُ وختمه استعذابُ
   في جنة الفردوس يحيى المؤمنُ = بولايةٍ أو طابت الأحسابُ
   يرد المخالف نارها وسعيرها === أثموا فذي أعمالهم هبهابُ