| 
	 | 
		
				
				
				عضو نشط 
				
				
 |  
| 
 
رقم العضوية : 90
  |  
| 
 
الإنتساب : Aug 2006
 
 |  
| 
 
المشاركات : 192
 
 |  
| 
 
بمعدل : 0.03 يوميا
 
 |  
| 
      
 |  
| 
 |  
		
 
  
					 
  
  
			
			
			
			
  
 | 
	
	
		
		
		
المنتدى : 
المنتدى العام
 
الغاية من الامتحان الالاهي!! 
			
			
			 
			
			بتاريخ : 14-09-2006 الساعة : 07:27 AM
			
			 
			
			 
		
		
 
 
بسم الله الرحمن الرحيم 
 
اللهم صل على محمد وآل محمدالطيبين الطاهرين 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 
 
الغاية من الامتحان الالهي ؟ 
السؤال :  
قال الله تعالى في كتابه العزيز " الذي خلق الموت والحيوة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً " ([1]) هنا يطرح السؤال التالي : لا يحتاج الى الامتحان سوى من لا يعلم بعاقبة الأمور ؛ والله الذي يستوي الظاهر والباطن بالنسبة له ، ولا يخفى عليه ما في السماوات ولا في الأرض ، ما هي حاجته الى امتحان عباده ؟ 
الجواب :  
بصورة إجمالية ينبغي الالتفات الى أن للامتحان الالهي هدفاً ومعنى آخر . بغية كشف الحقيقة ورفع الغموض يضطر البشر – نتيجة لمحدودية علومهم – الى استعمال الاختبار ، لكن بما أن هذه القضية محالة بالنسبة لله تعالى لاحاطته بجميع الأمور نتيجة العلم اللامحدود الذي لديه ، يكون الامتحان بهذا المعنى بالنسبة له غير معقول ، بل إن امتحانه يحمل معنى آخر وأهدافاً أخرى نبينها فيما يلي :  
1- هدفه من امتحان عباده إعدادهم وتنمية قابلياتهم . 
حينما يولد الانسان تولد معه سلسلة من القابليات والامكانيات الكامنة والمودعة في فطرته ؛ جميع الكمالات الانسانية والفضائل الأخلاقية مودعة في وجوده وتندمج في فطرته ، لكن هذه القابليات شأنها شأن الثروات الطبيعية لا تظهرالى الوجود إلا بأدوات خاصة ، ولا تخرج من مرحلة القوة الى مرحلة الفعلية إلا بذلك . بدهي أنه ما لم تصل هذه القابلية الى مرحلة الظهور لن ينال الانسان التكامل والفضيلة ومن ثم الثواب الالهي .  
 
إنما يحصل هذا الامتحان بهدف تربية البشر وتنمية السجايا الانسانية الرفيعة لديه ؛ فلولا هذه التكاليف والامتحانات لما ظهرت هذه القابليات في وجود البشر قط ، ولما استحق شخص الثواب والتقدير . 
 
أوضح أمير المؤمنين (ع) هذه الحقيقة في نهج البلاغة في جملة مختصرة وبليغة وعالية المضامين حيث قال : " لا يقولن أحدكم اللهم إني أعوذ بك من الفتنة ؛ لأنه ليس أحد إلا وهو مشتمل على فتنة ، ولكن من استعاذ فليستعذ من مضلات الفتن " ([2]) ، ثم أضاف الامام موضحاً العلة من الامتحان قائلاً : " ليتبين الساخط لرزقه ، والراضي بقسمه ، وإن كان سبحانه أعلم بهم من أنفسهم ، ولكن لتظهر الأفعال التي بها يستحق الثواب والعقاب " . 
 
كما تلاحظون فان الامام (ع) يعتبر الهدف من الامتحان الالهي ظهور الصفات الداخلية والقابليات الباطنية بشكل فعل خارجي في ظل الامتحان ومن ثم ينال الانسان الثواب والعقاب ، وإلا فبالصفات الداخلية فقط ( بدون عمل خارجي ) لا يمكن إعطاء الثواب ولا تحديد العقاب ، وفي الحقيقة لا يحدث تكامل أبداً . 
 
فعلى سبيل المثال عندما اختبر الله تعالى النبي إبراهيم (ع) وذلك بأمره بذبح ابنه ، ليس الهدف منه أن يعلم مدى إطاعة إبراهيم لأوامره من عدمها ، بل الهدف هو تنمية روح الطاعة والتسليم مقابل أوامر الله تعالى التي كانت كامنة في وجود إبراهيم (ع) ، وإيصالها الى مرحلة الفعلية ، وبذا يتقدم إبراهيم (ع) خطوة نحو التكامل . (تأملوا)  
 
ولهذا السبب يمتحن الله سبحانه عباده بشتى الصعوبات كما قال جل شأنه :" ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين " ([3]) . 
 
إن المشاكل والصعاب تشبه النار التي تصقل الحديد وتزيد من صلابته ، وكذلك هو الانسان تزيده الحوادث صلابة وقوة فيغدو قادراً على اجتياز كافة العوائق الموجودة في طريق سعادته . 
 
حينما نقول : غرض الباري جل وعلا من امتحان عباده إعدادهم وتنمية السجايا الرفيعة في وجودهم ، لا نعني من ذلك أن جميع الأفراد الذين يدخلون الامتحان ينالون هذا الهدف وتنمو لديهم الصفات الأخلاقية السامية ، بل المراد أن الامتحان الالهي يخلق لديهم الأرضية المناسبة لذلك ؛ فمن يروم السعادة الأبدية يغتنم هذه الفرصة ولا يفرط فيها ويصل الى ما يطمح اليه ، وهناك فئة من الناس يسيؤون الاستفادة من ذلك ويبرزون صفاتهم السيئة الكامنة في ذواتهم ويجسدونها في الأعمال القبيحة ، وبالتالي يرسبون في هذا الامتحان ، هذا أحد أسرار الامتحان الالهي . 
 
2- الثمرة الأخرى للامتحان الالهي التي تتعلق بالامتحانات الجماعية هي – فضلاً عن موضوع التربية – معرفة الصالح من الطالح ، والمؤمن من الفاسد ، والجيد من الرديء ، لقد أشار القرآن الكريم الى هذه النقطة معبراً عنها بلفظ التمحيص : " وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين " ([4]) . 
 
3- الفائدة الثالثة للامتحان الالهي إتمام الحجة على المدعين بلا وجه حق ؛ فهناك من يدعي شيئاً ولكنه في مقام العمل يقوم بشيء آخر ! أي أنهم رجال حديث لا رجال عمل ، فبهذا الامتحان يتضح موقف أولئك . 
 
اذا لم يوضع هكذا أفراد على محك الاختبار ، ولم يتضح باطنهم الأجوف المخالف لظاهرهم المنمق ، ربما يبقون على الخطأ ويبقى الآخرون مخدوعين بهم ، مما يدعوهم الى افتراض العذاب الالهي أو عدم ألطافه لهم ظلماً بحقهم ؛ أما الامتحان فيكشف النقاب عن أعمالهم ويجلي صورتهم أمام أنفسهم والآخرين أيضاً ، هذه فلسفة الامتحان الالهي . 
اللهم صل على محمد وآل محمد   
-------------------------------------------------------------------------------- 
من موقع سماحة آية الله 
الشيخ مكارم الشيرازي 
 
(1) الملك 67 : 2 . 
 
(2) نهج البلاغة ، محمد عبده ، الكلمات القصار 93 . 
 
(3) البقرة 2 : 155 . 
 
(4) آل عمران 3 : 14
  
		
 |  | 
		
		
		
                
		
		
		
	
	
 | 
 
| 
 | 
		
 |   
 |