|  | 
| 
| 
| شيعي حسيني 
 |  | 
رقم العضوية : 10716
 |  | 
الإنتساب : Oct 2007
 |  | 
المشاركات : 21,590
 |  | 
بمعدل : 3.27 يوميا
 |  |      |  |  |  
   
 
   
 
 | المنتدى : 
المنتدى العام 
 خفايا تأبى الإنكشاف.... 
			 بتاريخ : 10-02-2008 الساعة : 06:42 PM 
 
 لا تغُرَنَّكُم الدُّنيا الدَّنيئة بزينتها الزائفة ، ولا يَخْدَعَنَّكُم الزَّمن الكاذب بِمَكْرِ 
 الثَّعالب التي تصطاد فريستها فور تصديقها لها ! فحال تلك الفرائس المُصطادة
 
 كحالنا نحنُ بني البَشر ، فتارة نُخدع أيضًا وكثيرًا ما نكون فريسة الفخاخ التي
 
 أعدَّها لنا أولو المَكرِ والخِداع ، والأدهى والأَمَر من ذلك كُلِّه أنَّهُم يتجسَّدون لنا
 
 بشخصياتٍ تَنَكُرية مُنمَّقة تُظهرهم بصورة حسنة مُخالفة لما عليه بواطنهم من
 
 خفايا أَبَتْ أن تَنكَشِفَ وتُفضَح .
 
 
 وقد تكون تلك الخفايا المُبهمة من الأسرار التي يُخفيها الزَّمن لسببٍ ما ، فهي
 
 لا تُتِيح لنا الفرصة الكاملة للتعرف على الشَّخصيات التي نواجهها بشكل دائم ،
 
 فنكتفي بالسطحية والأغلفة والأمور الظاهرية فقط ، وهو الأمر ذاته ما يجعل
 
 مُعظم الناس يجهلون نوايا بعضهم البعض ، مما يتسبب في سطحية علاقاتهم
 
 التي تتخللها ابتسامات ساطعة بين الوجنتين لا نعلم ما السِّر العظيم الذي تُخبِّئه
 
 بينها ! فقد تتحول تلك الابتسامات الصادقة مظهرًا والكاذبة باطنًا إلى ابتسامات
 
 حقد وضغينة تشوبها أَنْتَن الروائح القذرة وهي الفتنة وأخواتها اللاتي غُرسن بين حنايا مِعوَجَّة .
 
 والفتنة تتشكل بأي شكلٍ من الأشكال ، وهي أساس الخفايا ومركزها الرئيسي
 
 الذي ترتكز عليه ، فأحيانًا تجدها تصدر من أعقل النَّاس ظاهرًا وأغباهم باطنًا ،
 
 وأحيانًا تتشكل لنا في صورة إنسان يدَّعي صِدق إيمانه إلاّ أنَّ إيمانه مظهري لا
 
 عملي ، فهو أشبه ما يكون بالثمرة التي تتباهى بحلاوة منظرها الخارجي
 
 مُتناسية خراب باطنها سيِّء المذاق ونتن الرائحة !
 
 
 والفتنة النَّتنة ليست وحيدة بل هي وأخواتها تعاضدوا لتشكيل خلايا وأحزاب من
 
 الأحقاد والأغلال ، والأنانية والكراهية ، وسوء النوايا ، والنِّفاق الذي يُعد من
 
 أشد الصفات علاقة بالفتنة ، حيث خِداع الناس بالكلام المَعسول المُنَقَّى الذي
 
 تتحلى به مسامع الآخرين فيكونوا مُجبرين على تصديق كلام المُنافق وأفعاله
 
 كُلِّها رُغم أنه كاذب مُحتال .
 
 
 وللخفايا أقسام عِدَّة لا تقتصر على هذه فحسب ؛ ولا يشترط أن تكون مُرتبطة
 
 بالفتنة ، فهناك من يهتم بالمظهر الخلاّب أكثر من اللازم ، ظنًّا منه بأن حُسن
 
 الزينة وبهائها وما تمتلكه من ماركات عالمية مقياسًا تُقاس به الشخصيات ،
 
 ومثالاً يحذو الناس حذوه ، وعلى الرغم من أنَّ المقياس الذي استعملوه في
 
 ذلك كان مُزيَّفًا إلاّ أنَّ الكثيرين قد جرفهم التَّيار إلى هذا الدرب ، فصاروا
 
 يَرَونهم بنظرة الإعجاب وبأعيُنٍ تملؤها الدهشة والانبهار، كما رفعوا من
 
 منزلتهم التي كانت مُهانة في أسفل السافلين وجعلوها في أعلى العِلِّيِّين !
 
 
 .. كفانا هُراءً ! أما زلنا نزحف خلف سَرابِ المظاهر ؟!
 
 
 
 إنَّها سخافة امتلكها صِغار العُقول ظنًّا منهم بأن ظاهرهم المُلَفَّق مقياسًا حقيقي
 
 يقيسون به أنفسهم ، ولو عُدنا إلى عين الحقيقة والصواب لوجدناها تُنافي
 
 الظاهر المُزيَّن بالأموال ، كما أنها تُخالف كل المظاهر الخدَّاعة التي تتظاهر
 
 بعكس ما عليه بواطنهم ، علمًا بأن الباطن هو حَكَم النفس الذي يُحدِّد معدن المظاهر الحقيقي .
 
 
 .. هي دعوة للغوص في أعماق كل من حولنا لنكتشف حينها حُلولاً للخفايا السَّوداء التي شوهها الزَّمن وجعلها خلافًا للمظاهر التَنَكُرية المُنمَّقة .
 
 
 
 
 تحياتي نور..
 
 
 |  |  |  |  |  | 
 |