1- قال الباقر (ع) : ليس من يومٍ وليلةٍ ، إلا وجميع الجنّ والشياطين ، تزور أئمة الضلال ، ويزور أئمة الهدى عددهم من الملائكة ، حتى إذا أتت ليلة القدر ، فهبط فيها من الملائكة إلى أولي الأمر خلق الله ، أو قال : قيّض الله من الشياطين بعددهم ، ثم زاروا ولي الضلالة ، فأتوه بالإفك والكذب حتى لعله يصبح فيقول : رأيت كذا وكذا ، فلو سأل ولي الأمر عن ذلك لقال : رأيتَ شيطاناً ، أخبرك بكذا وكذا ، حتى يفسّر له تفسيراً ، ويعلّمه الضلالة التي هو عليها .
 
2- قال الصادق (ع) : لما نزلت هذه الآية : 
{ والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم } صعد إبليس جبلاً بمكة يقال له ثور ، فصرخ بأعلى صوته بعفاريته فاجتمعوا إليه ، فقالوا : يا سيدنا !.. لِمَ دعوتنا ؟.. 
قال : نزلت هذه الآية ، فمَن لها ؟.. فقام عفريتٌ من الشياطين ، فقال : أنا لها بكذا وكذا ، قال : لستَ لها ، فقام آخرٌ فقال مثل ذلك ، فقال : لستَ لها ، فقال الوسواس الخنّاس : أنا لها ، قال : بماذا ؟.. قال : أعدهم وأُمنّيهم حتى يواقعوا الخطيئة ، فإذا واقعوا الخطيئة أنسيتهم الاستغفار ، فقال : أنت لها ، فوكله بها إلى يوم القيامة .
 
3- سئل الصادق (ع) عن الخنّاس ، قال : إنّ إبليس يلتقم القلب ، فإذا ذكر الله خنس ، فلذلك سمي الخنّاس .
 
4- قال الصادق (ع) : إنّ الرجل إذا أتى المرأة ، وجلس مجلسه ، حضره الشيطان ، فإن هو ذكر اسم الله تنحّى الشيطان عنه ، وإن فعل ولم يسمِّ أدخل الشيطان ذكَره ، فكان العمل منهما جميعاً ، والنطفة واحدةٌ ، قلت : فبأي شيءٍ يُعرف هذا جعلت فداك ؟!.. 
قال : بحبنا وبغضنا .
 
5- قال السجاد (ع) : يا ثمالي !.. إنّ الصلاة إذا أقيمت ، جاء الشيطان إلى قرين الإمام ، فيقول : هل ذكر ربه ؟.. فإن قال : نعم ، ذهب ، وإن قال : لا ، ركب على كتفيه ، فكان إمام القوم حتى ينصرفوا فقلت : جعلت فداك !.. ليس يقرؤون القرآن ؟.. قال : بلى ، ليس حيث تذهب يا ثمالي !.. إنما هو الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم .
 
6- قال الصادق (ع) : ما من قلبٍ إلا وله أذنان : على أحدهما ملَكٌ مرشدٌ ، وعلى الأخرى شيطانٌ مفتّنٌ ، هذا يأمره وهذا يزجره ، الشيطان يأمره بالمعاصي والملك يزجره عنها ، وهو قول الله عزّ وجلّ : 
{ عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد } .
 
7- قال الصادق (ع) : إنّ للقلب أذنين ، فإذا همّ العبد بذنبٍ ، قال له روح الإيمان : لا تفعل ، وقال له الشيطان : افعل ، وإذا كان على بطنها ، نُزع منه روح الإيمان .
 
8- قال الصادق (ع) : ظهر إبليس ليحيى بن زكريا (ع) ، وإذا عليه معاليق من كلّ شيءٍ ، فقال له يحيى : ما هذه المعاليق يا إبليس ؟!.. فقال : هذه الشهوات التي أصبتها من ابن آدم ، قال : فهل لي منها شيءٌ ؟.. قال : ربما شبعت فثقّلتك عن الصلاة والذكر . 
قال يحيى : لله عليّ أن لا أملأ بطني من طعامٍ أبداً ، فقال إبليس : لله عليّ أن لا أنصح مسلماً أبداً ، ثم قال الصادق (ع) : يا حفص !.. ولله على جعفر وآل جعفر أن لايملؤا بطونهم من طعامٍ أبداً ، ولله على جعفر وآل جعفر أن لا يعملوا للدنيا أبداً .
 
9- قال علي بن أبي طالب (ع) : إن لإبليس كحلاً وسفوفاً ولعوقاً : فأما كحله فالنوم ، وأما سفوفه فالغضب ، وأما لعوقه فالكذب .
 
10- قال الصادق (ع) : ما من أحدٍ يموت من المؤمنين ، أحبّ إلى إبليس من موت فقيهٍ .
 
11- قال الصادق (ع) : إنّ العبد إذا سجد ، فأطال السجود ، نادى إبليس : يا ويله !.. أطاع وعصيتُ ، وسجد وأبيتُ .
 
12- قال الصادق (ع) : إذا كان يوم القيامة نشر الله - تبارك وتعالى - رحمته حتى يطمع إبليس في رحمته .
 
13- قال الصادق (ع) : جاء إبليس إلى موسى بن عمران (ع) ، وهو يناجى ربه فقال له ملك من الملائكة : 
ما ترجو منه ، وهو في هذه الحال يناجي ربه ؟.. فقال : 
أرجو منه ما رجوت من أبيه آدم .
 
14- قال رسول الله (ص) : لما أُسري بي إلى السماء ، حملني جبرائيل على كتفه الأيمن ، فنظرت إلى بقعةٍ بأرض الجبل حمراء ، أحسن لوناً من الزعفران ، وأطيب ريحاً من المسك ، فإذا فيها شيخٌ على رأسه برنس ، فقلت لجبرائيل : 
ما هذه البقعة الحمراء ، التي هي أحسن لوناً من الزعفران ، وأطيب ريحاً من المسك ؟.. قال : بقعة شيعتك ، وشيعة وصيك علي ، فقلت : من الشيخ صاحب البرنس ؟.. قال : إبليس ، قال : فما يريد منهم ؟.. 
قال : يريد أن يصدّهم عن ولاية أمير المؤمنين ، ويدعوهم إلى الفسق والفجور ، فقلت : يا جبرائيل !.. أهوِ بنا إليهم !.. فأهوى بنا إليهم ، أسرع من البرق الخاطف ، والبصر اللامح ، فقلت : قم يا ملعون !.. فشارك أعداءهم في أموالهم وأولادهم ونسائهم ، فإنّ شيعتي وشيعة علي ، ليس لك عليهم سلطانٌ ، فسُميّت قم .
 
15- قال الصادق (ع) : قال إبليس : خمسة أشياءٍ ليس لي فيهنّ حيلةٌ ، وسائر الناس في قبضتي : 
من اعتصم بالله عن نية صادقةٍ ، واتّكل عليه في جميع أموره ، ومن كثر تسبيحه في ليله ونهاره ، ومن رضي لأخيه المؤمن ما يرضاه لنفسه ، ومن لم يجزع على المصيبة حين تصيبه ، ومن رضي بما قسم الله له ، ولم يهتم لرزقه .
 
16- قال الصادق (ع) : صعد عيسى (ع) على جبلٍ بالشام ، يقال له أريحا ، فأتاه إبليس في صورة ملك فلسطين ، فقال له : يا روح الله !.. أحييت الموتى ، وأبرأت الأكمه والأبرص ، فاطرح نفسك عن الجبل ، فقال (ع) : إنّ ذلك أُذن لي فيه ، وإنّ هذا لم يُؤذن لي فيه .
 
17- سمعت الصادق (ع) ، يذكر في حديث غدير خم ، أنه لما قال النبي (ص) لعلي (ع) ما قال ، وأقامه للناس ، صرخ إبليس صرخةً ، فاجتمعت له العفاريت ، فقالوا : 
يا سيدنا !.. ما هذه الصرخة ؟.. فقال : ويلكم !.. يومكم كيوم عيسى ، والله لأضلنّ فيه الخلق ، قال : فنزل القرآن : 
{ ولقد صدّق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين } ، فقال : فصرخ إبليس صرخةً ، فرجعت إليه العفاريت ، فقالوا : يا سيدنا !.. ما هذه الصرخة الأخرى ؟.. فقال : ويحكم !.. حكى الله والله كلامي قرآناً وأنزل عليه : 
{ ولقد صدّق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين } ، ثم رفع رأسه إلى السماء ثم قال : وعزتك وجلالك لألحقنّ الفريق بالجميع ، قال : فقال النبي (ص) : { بسم الله الرحمن الرحيم إن عبادي ليس لك عليهم سلطان } . 
قال : ثم صرخ إبليس صرخةً ، فرجعت إليه العفاريت ، فقالوا : يا سيدنا !.. ما هذه الصرخة الثالثة ؟.. قال : والله من أصحاب علي ، ولكن وعزتك وجلالك يا ربّ !.. لأزيننّ لهم المعاصي حتى أبغضهم إليك . 
قال : فقال أبو عبد الله (ع) : والذي بعث بالحق محمداً !.. للعفاريتُ والأبالسةُ على المؤمن أكثر من الزنابير على اللحم ، والمؤمن أشدّ من الجبل ، والجبل تدنو إليه بالفأس فتنحت منه ، والمؤمن لا يستقلّ عن دينه .
 
18- قال الباقر (ع) : إنّ إبليس - عليه لعائن الله - يبثّ جنود الليل من حين تغيب الشمس وتطلع ، فأكثروا ذكر الله عزّ وجلّ في هاتين الساعتين ، وتعوّذوا بالله من شرّ إبليس وجنوده ، وعوّذوا صغاركم في هاتين الساعتين ، فإنهما ساعتا غفلة .
 
19- قال أبو الحسن (ع) : ليس شيءٌ أنكى لإبليس وجنوده ، من زيارة الأخوان في الله بعضهم لبعض ، وقال : وإنّ المؤمنَين يلتقيان فيذكران الله ، ثم يذكران فضلنا أهل البيت ، فلا يبقى على وجه إبليس مضغةٌ إلا تخدّد ، حتى أنّ روحه لتستغيث من شدة ما تجد من الألم ، فتحسّ ملائكة السماء وخزّان الجنان ، فيلعنونه حتى لا يبقى ملَكٌ مقرّبٌ إلا لعنه ، فيقع خاسئاً حسيراً مدحوراً .
 
20- قال الصادق (ع) : يقول إبليس لجنوده : ألقوا بينهم الحسد والبغي ، فإنهما يعدلان عند الله الشرك .
 
21- قال النبي (ص) لأصحابه : ألا أخبركم بشيءٍ إن أنتم فعلتموه تباعد الشيطان منكم ، كما تباعد المشرق من المغرب ؟.. قالوا : 
بلى ، قال : الصوم يسوّد وجهه ، والصدقة تكسر ظهره ، والحبّ في الله ، والموازرة على العمل الصالح ، يقطع دابره ، والاستغفار يقطع وتينه . 
 
22- قال النبي (ص) : لولا أنّ الشياطين يحومون على قلوب بني آدم ، لنظروا إلى ملكوت السماوات والأرض .
 
23- قال العسكري (ع) : الشيطان هو البعيد من كلّ خير ، الرجيم : المرجوم باللعن ، المطرود من بقاع الخير .
 
24- قال الصادق (ع) : لما أعطى الله - تبارك وتعالى - إبليس ما أعطاه من القوة قال آدم : يا ربّ !.. سلّطتَ إبليس على ولدي ، وأجريته فيهم مجرى الدم في العروق ، وأعطيته ما أعطيته فما لي ولولدي ؟.. 
فقال : لك ولولدك السيئة بواحدة ، والحسنة بعشرة أمثالها . 
قال : يا ربّ !.. زدني ، قال : التوبة مبسوطةٌ إلى حين تبلغ النفس الحلقوم ، قال : يا ربّ !.. زدني ، قال : اغفر ولا أبالي ، قال : حسبي . 
قلت : جعلت فداك !.. بماذا استوجب إبليس من الله أن أعطاه ما أعطاه ؟.. قال : بشيءٍ كان منه ، شكره الله عليه ، قلت : وما كان منه جعلت فداك ؟!.. قال : ركعتان ركعهما في السماء أربعة آلاف سنة.
 
أعاذنا الله من شرورهم