رثت الشاعرة تهاني الصبيحة فقيدة حريق الهفوف , وطفيليها السعيدة الشابة ( معصومة ) عقيلة الشيخ عبدالله الياسين بعد تعرضها للاختناق إثر الحريق الذي اشتعل في شقتها , وأودى بحياة طفليها عبدالله ( ست سنوات) وحسين ( ثلاث سنوات ) في قصيدة عنونتها الشاعرة " رثاء الورد " كتبتُها في ثلاث وعشرين بيتاً من الشعر بعدد سنيّ عمرها
 
ووصفت الصبيحة رثاء هذه الشابة بالصعوبة , وذلك في تقديمها التالي (كل المَراثي سهلةٌ عليَّ إلا ( رثاء الورد ) فهو صعبٌ جداً لكن ( معصومة ) أجبرتني أن أكتبَ في عطرها كلاماً يليق بها ( كــوردةٍ ) رحلتْ من حياتي دون أن تذبل.
واهدت الصبيحة قصيدتها الى سماحة الشيخ الياسين , وام الفقيدة , وزوجها ووصديقتها المقربة ( مريم ) وجميع فاقديها.
 
 
وقالت في قصيدتها رثــــــــاءَ الــــوردِ: 
 
 
 
 
تبْكي النَّخيلُ عليكِ والصَّـــحْراءُ ** وتضُجُّ في أحزانِـها ii الأحساءُ
 
وتخيطُ ثوْباً للسَّـــــوادِ مُطَرَّزاً ** بالذِّكْرياتِ فتَصـْرُخُ iiالأرْجاءُ
 
تعْـدو الشَّوارِعُ باتِّجاهكِ كي iiتـرى ** وطَناً يغيبُ وخلفَهُ iiالأبــناءُ 
 
ويُكَفْكِفُ النُّـوارُ طُهْــرَ iiدموعِـــهِ ** من بعدِ طيْـفِكِ لا يطيبُ iiبقاءُ
 
كلُّ " الزَّنابقِ " قد نعتْـــكِ مرارةً ** مذْ غابَ عنْها العِطْرُ iiوالنُّدماءُ
 
قَــدَرٌ عليَّ بأنْ أراكِ iiخمـــــيلةً ** شقَّتْ شِــعـاباً تاهَ عنها iiالمَاءُ
 
معصومةٌ تبكيــكِ كُلَّ مواجـــعي ** حتَّى يمَــلَّ من النَّــحيبِ iiبُكاءُ
 
ويغيبُ صوْتي عنْ نِدائيَ iiلحْــظَةً ** ليعودَ دمْعاً جــفَّ منهُ iiنِداءُ
 
وكأنَّ روحي تسْتغـــيثُكِ iiشوْقَها ** حتَّى يجـيءَ إلى الزَّمانِ لِقاءُ
 
أخلو بِعِــطْرِكِ في البَياضِ iiمُعتَّقاً ** بالنُّورِ يجثو حوْلَــهُ iiالأحْياءُ
 
وأراكِ شمــْساً لا أحيطُ iiحـدودَها ** في كُلِّ وادٍ هالةٌ iiوعَـــطاءُ
 
وهُنا يراكِ الشِّعـْرُ " أجْمَلَ ورْدةٍ ii" * قدْ حارَ في أوْصافِهَا iiالشُّعراءُ
 
فلْتهنَأَ الأكفانُ فـــيكِ iiعروسةً * ما ضمَّها لحْدٌ و لا iiغبْــراءُ
 
ما زفَّها غيْـــبٌ يُطَوِّقُهُ iiالرَّدى * بل كان (عُرْساً )أشْرَقَتْهُ iiسَمَاءُ
 
شاطرْتِ زيْنَبَ في احتراقِ خيامِها * وغفوْتِ حيثُ تضُمُّكِ iiالزَّهْراءُ
 
اللَّوْحُ خـــطَّ على جبينِكِ iiأمْرَهُ * اسْمـاً يغيبُ فتشْهَقُ iiالأسْماءُ 
 
معصومةٌ يا أيــها الفـجْرُ iiالَّذي * يسْتلُّ مبْسَمَهُ الـبريءَ iiقضاءُ 
 
وتضُمُّهُ سُحُبٌ سيمـْطِرُها iiالنَّدى * وإلى الجنانِ تبتُّــلٌ iiودُعاءُ
 
ما أنتِ إلاَّ نفْــحَةٌ هَطَـلتْ iiعلى * قَدَري فـهامتْ حولها iiالعلياءُ
 
الصَّبْرُ رتَّلَ مـن ســـنينِكِ iiآيةً * بالحمْدِ تلْهَجُ لوْ أطــلَّ iiبلاءُ
 
ورفيفُ ثغْرٍ مـنكِ يرْحَـلُ iiخِلْسَةً * خلْفَ الأماني إذْ يخيبُ iiرَجاءُ
 
ليظلَّ في جُنحـيْكِ إشراقَ الهُدى * ما شعَّ إلا وانْـحنَتْ iiأضواءُ
 
وتظلَّ صفْـحَةُ حُبِّكِ الموشومِ iiفي * مَجْرى عُروقي كلُّها " بيضاءُ "