|  | 
| 
| 
| عضو  برونزي 
 |  | 
رقم العضوية : 83053
 |  | 
الإنتساب : May 2018
 |  | 
المشاركات : 826
 |  | 
بمعدل : 0.30 يوميا
 |  |      |  |  |  
   
 
   
 
 | المنتدى : 
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام 
 [ مقاطع من موعظة لأمير المؤمنبن عليه السلام لِعامِلهِ علی البصرة ] 
			 بتاريخ : 27-12-2024 الساعة : 09:34 PM 
 
 [  مقاطع من موعظة لأمير المؤمنبن عليه السلام لِعامِلهِ علی البصرة  ]
 ومن كتاب له عليه السلام إلى  "ۢعثمان بن حنيف الأنصاري " ، وهو عامِلُه على البصرة ، وقد بلغه أنه دُعِيَ إلى وليمةِ قومٍ من أهلها ، فمضى إليهم :
 
 [ أَمَّا بَـعْـدُ يَـا ابْـنَ حُـنَـيْـفٍ ! فَـقَـدْ بَـلَـغَـنِي أَنَّ رَجُـلاً مِنْ فِـتْـيَـةِ أَهْـلِ الْـبَصْرَةِ دَعَـاكَ إِلَى مَـأْدُبَـةٍ ، فَـأَسْرَعْـتَ إِلَـيْـهَا ، تُسْتَـطَابُ لَـكَ الْأَلْـوَانُ ، وَتُـنْـقَـلُ إِلَـيْكَ الْجِفَـانُ (1) ، وَمَـا ظَـنَـنْـتُ أَنَّـكَ تُجِيبُ إِلَى طَـعَامِ قَـوْمٍ ، عَـائِـلُـهُـمْ مَجْفُـوٌّ (2) ، وَغَنِـيُّـهُمْ مَدْعُو .
 
 فَـانْـظُـرْ إِلَى مَـا تَـقْضَمُـهُ (3) مِنْ هَذَا الْـمَـقْـضَمِ(4) ، فَـمَا اشْتَـبَـهَ عَـلَـيْكَ عِـلْـمُـهُ فَـالْـفِـظْـهُ (5) ، وَمَـا أَيْقَـنْتَ بِـطِيبِ وُجُوهِـهِ فَـنَـلْ مِـنْـهُ ، أَلَا وَإِنَّ لِـكُـلِّ مَـأْمُـومٍ إِمَـامـاً يَقْـتَدِي بِـهِ ، وَيَسْتَضِيءُ بِـنُـورِ عِـلْـمِـهِ ، أَلَا وَإِنَّ إِمَامَكُـمْ قَدِ اكْـتَفَى مِنْ دُنْـيَاهُ بِـطِـمْـرَيْـهِ (6) ، وَمِنْ طُـعْـمِـهِ بِـقُـرْصَـيْـهِ (7) ، أَلَا وَإِنَّـكُـمْ لَا تَـقْـدِرُونَ عَـلَى ذَلِـكَ ، وَلَـكِنْ أَعِـينُـونِـي بِـوَرَعٍ وَاجْـتِـهَادٍ ، وَعِـفَّـةٍ وَسَدَادٍ .
 
 فَوَاللهِ مَا كَـنَـزْتُ مِنْ دُنْـيَاكُـمْ تِـبْـراً (8)، وَلَا ادَّخَرْتُ مِنْ غَـنَائِـمِـهَا وَفْـراً ، وَلَا أَعْدَدْتُ لِـبَالِـي ثَـوْبِـي طِمْـراً (9) ، وَلَا حُـزْتُ مِنْ أَرْضِـهَا شِـبْـراً ، وَلَا أَخَذْتُ مِـنْـهُ إِلَّا كَـقُـوتِ أَتَـانٍ دَبِـرَةٍ (10)، وَلَـهِـيَ فِي عَـيْنِـي أَوْهَى وَأَوْهَـنُ مِنْ عَـفْـصَةٍ مَـقِـرَة(11).
 
 
 وَلَـوْ شِئْـتُ لَاهْـتَدَيْتُ الـطَّـرِيقَ إِلَى مُصَفَّى هَذَا الْـعَسَلِ ، وَلُـبَابِ هَذَا الْـقَـمْحِ ، وَنَسَائِجِ هَذَا الْـقَـزِّ ، وَلَـكِـنْ هَـيْـهَاتَ أَنْ يَـغْـلِـبَـنِـي هَـوَايَ ، وَيَـقُـودَنِي جَـشَعِي إِلَى تَـخَـيُّـرِ الْأَطْعِـمَـةِ ، وَلَـعَـلَّ بِالْحِجَازِ أَوْ الْـيَـمَامَـةِ مَنْ لَا طَمَـعَ لَـهُ فِي الْـقُرْصِ ، وَلَا عَـهْـدَ لَـهُ بِـالشِّـبَعِ ، أَو أَبِـيتَ مِـبْـطَـانـاً وَحَـوْلِي بُـطُونٌ غَـرْثَى (12) وَأَكْـبَادٌ حَـرَّى (13) ، أَوْ أَكُـونَ كَـمَا قَـالَ الْـقَائِـلُ :
 
 وَحَسْبُـكَ دَاءً أَنْ تَـبِيتَ بِـبِطْـنَـةٍ
 وَحَوْلَـكَ أَكْـبَادٌ تَحِنُّ إِلَى الْـقِـدِّ (14)
 
 أَأَقْـنَـعُ مِنْ نَـفْسِي بِـأَنْ يُـقَـالَ : هَذَا أَمِـيرُ الْـمُؤْمِـنِـينَ ، وَلَا أُشَارِكُـهُـمْ فِي مَـكَـارِهِ الـدَّهْـرِ ، أَو أَكُـونَ أُسْوَةً لَـهُـمْ فِي جُشُوبَـةِ الْـعَـيْـشِ(15)!
 
 فَـمَا خُلِـقْتُ لِـيَشْغَـلَـنِي أَكْـلُ الـطَّـيِّـبَاتِ ، كَـالْـبَـهِـيمَـةِ الْـمَرْبُـوطَـةِ هَـمُّـهَا عَـلَـفُـهَا ، أَوِ الْـمُرْسَلَـةِ شُغُـلُـهَا تَـقَـمُّـمُـهَا (16)، تَـكْـتَرِشُ مِنْ أَعْـلَافِـهَا ، وَتَـلْـهُـو عَـمَّا يُرَادُ بِـهَا (......)
 
 وكَـأَنِّي بِـقَـائِـلِكُـمْ يَـقُـولُ : إِذَا كَـانَ هَذَا قُوتُ ابْـنِ أَبِـي طَالِـبٍ ، فَـقَـدْ قَـعَـدَ بِـهِ الضَّعْـفُ عَـنْ قِـتَـالِ الْأَقْـرَانِ (17) وَمُـنَـازَلَـةِ الشُّجْعَـانِ .
 
 أَلَا وَإِنَّ الشَّجَرَةَ الْـبَرِّيَّـةَ أَصْلَـبُ عُـوداً ، وَالـرَّوَاتِـعَ الْخَضِرَةَ أَرَقُّ جُـلُـوداً ، وَالـنَّابِـتَاتِ الْـعِذْيَـةَ أَقْـوَى وَقُـوداً ، وَأَبْـطَـأُ خُـمُـوداً ،
 
 وَأَنَـا مِنْ رَسُولِ اللهِ كَـالضَّوْءِ مِـنَ الـضَّوْءِ ، وَالـذِّرَاعِ مِـنَ الْـعَـضُدِ ، وَاللهِ لَـوْ تَـظَاهَـرَتِ الْـعَـرَبُ عَـلَى قِـتَالِـي لَـمَا وَلَّـيْتُ عَـنْـهَا ، وَلَـوْ أَمْكَـنَتِ الْـفُـرَصُ مِنْ رِقَـابِـهَا لَسَارَعْـتُ إِلَـيْهَا (.....)
 
 إِلَـيْكِ عَـنِّي يَـا دُنْـيَا ! فَحَـبْـلُـكِ عَـلَى غَـارِبِـكِ (18) ، قَدِ انْسَلَـلْتُ مِـنْ مَخَالِـبِـكِ ، وَأَفْـلَـتُّ مِـنْ حَبَائِـلِـكِ ، وَاجْتَـنَـبْـتُ الذَّهَابَ فِي مَدَاحِـضِكِ (19).
 
 أَيْـنَ الْـقُرُونُ الَّذِينَ غَـرَرْتِـهِمْ بِـمَدَاعِـبِكِ ! أَيْنَ الْأُمَـمُ الَّـذِينَ فَـتَـنْـتِـهِـمْ بِـزَخَارِفِـكِ ! فَـهَا هُـمْ رَهَـائِـنُ الْـقُـبُورِ وَمَضَامِـينُ اللُّحُودِ.
 
 (.....) هَـيْهَاتَ مَنْ وَطِئَ دَحْضَكِ زَلِـقَ ، وَمَنْ رَكِبَ لُجَجَكِ غَـرِقَ ، وَمَنِ ازْوَرَّ عَنْ حَـبَائِـلِـكِ وُفِّـقَ ، وَالسَّالِـمُ مِـنْـكِ لَا يُـبَالِـي إِنْ ضَاقَ بِـهِ مُـنَاخُهُ ، وَالدُّنْيَا عِنْـدَهُ كَـيَوْمٍ حَـانَ انْسِلَاخُـهُ.
 
 اعْـزُبِي عَـنِّي ! فَوَاللهِ لَا أَذِلُّ لَـكِ فَـتَسْتَذِلِّـيـنِي ، وَلَا أَسْلَـسُ (20) لَـكِ فَـتَـقُـودِينِي. وَايْمُ اللهِ - يَـمِـيناً أَسْتَـثْـنِي فِـيهَا بِـمَشِيئَةِ اللهِ عزّ وجلّ - لَأَرُوضَنَّ نَـفْسِي رِيَاضَةً تَـهِـشُّ (21) مَـعَـهَا إِلَى الْـقُـرْصِ إِذَا قَدَرْتُ عَـلَـيْهِ مَـطْـعُوماً ، وَتَـقْـنَعُ بِالْـمِـلْحِ مَـأْدُوماً (22) ، وَلَأَدَعَـنَّ مُـقْـلَـتِي كَـعَـيْنِ مَاءٍ ، نَـضَبَ مَـعِينُـهَا ، مُسْتَـفْـرِغَـةً دُمُوعَـهَا.(.....)
 
 طُوبَى لِـنَـفْسٍ أَدَّتْ إِلَى رَبِّـهَا فَـرْضَهَا ، وَعَـرَكَـتْ (23) بِجَـنْـبِـهَا بُـؤْسَـهَا ، وَهَجَـرَتْ فِي اللَّـيْلِ غُـمْـضَـهَا (24) ، حَـتَّى إِذَا غَـلَـبَ الْـكَـرَى (25) عَـلَـيْهَا افْـتَرَشَتْ أَرْضَهَا ، وَتَـوَسَّدَتْ كَـفَّـهَا ، فِي مَـعْشَرٍ أَسْهَـرَ عُـيُونَـهُـمْ خَوْفُ مَـعَادِهِـمْ ، وَتَجَافَـتْ عَنْ مَضَاجِـعِـهِـمْ جُـنُوبُـهُـمْ، وَهَـمْـهَـمَتْ بِـذِكْـرِ رَبِّـهِمْ شِفَاهُـهُـمْ ، وَتَـقَـشَّعَـتْ (26) بِـطُولِ اسْتِـغْـفَارِهِـمْ ذُنُـوبُـهُـمْ
 ۞ أُوْلَـئِكَ حِ/زْبُ الله أَلَا إِنَّ حِ/زْبَ اللهِ هُـمُ الْـمُـفْـلِحُون .۞
 
 فَـاتَّـقِ الله يَـا ابْـنَ حُـنَـيْفٍ !  وَلْـتَكْـفُـفْ(27) أَقْـرَاصُكَ لِـيَكُونَ مِـنَ الـنَّارِ خَـلَاصُكَ ! ]
 
 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  ــــــ
 
 [ شرح كلمات ]
 
 (1) الْجِـفَانُ : مفردها الجفـنة وهي الـقَصْعَـةُ*: وهي وَعاءٌ يؤكَـلُ فـيه ويُـثرَد ، وكان يُـتَّخذُ من الخشب غـالـباً .
 
 (2) - عَائِـلُـهُـمْ : فقيرهم .
 - مَجْفُـوّ :    مُبْـعَـد .
 (3) تَـقْضَمُـهُ : تكسُرُه وتأكـله .
 
 (4) الْمَقْضَمِ : قضم كسمع أكل بطرف أسنانه والمراد الأكل مطلقاً ، والمـقضم كمـقـعد المأكـل.
 
 (5) فَـالْفِـظْهُ : إطرحْه حيث اشتَـبَه عليك حِـلّـه من حُرمَتِه .
 (6) بِطِمْرَيْهِ : الـطِّـمْرُ*: الثوب الخَلَق الـبالي .
 
 (7) طُعْـمِهِ : الـطُّعم : ما تدركه حاسة الذوْقِ من طعام أَو شراب، كالحلاوة والمرارة والحموضة وما بينها. و الـطَّعْـمُ ما يُشتَـهَى مِنَ الـطَّعام.*
 - بِـقُرْصَيْهِ : الـقُرص :  قـطـعة مبسوطة مستديرة .
 
 
 (8) تِـبْراً : الـذَّهَبُ الـخَالِصُ/ فُـتات الذهب أَو الـفضة قـبل أَن يُصاغا .
 (9) طِـمْراً : الـطِّـمْرُ*: الـثوب الخَلَـق الـبالي والجمع :*أطْـمَار .
 
 (10) أَتَـان دَبِـرَة : جـرح في الـدابّـة .
 (11) - عَـفْـصَةٍ : عَـفِصَ*الـطَّعَامُ : كـان فِـيهِ مرارة وتَـقَـبُّـض .
 - مَـقِـرَة : حَـوْضُ صغيرُ يجـتمع فـيه الـماءُ. / جـرّة .
 
 
 (12) بُـطُونٌ غَـرْثَى : جَـوْعَی .
 (13) أَكْـبَادٌ حَـرَّى : عَـطْشَى .
 (14) الْـقِدِّ : الشيءُ*الـمَقْـدُود .
 
 (15) جُشُوبَـةِ الْـعَـيْشِ : الخشونـة .
 (16) تَـقَـمُّـمُـهَا : تَـتَـبُّـعُـها ما في*الـقُـماماتِ.
 
 (17) الْأَقْـرَانِ : مفردها الـقِرن : الـقِرْنُ للإِنسان : مِثْلُـهُ في الشَّجاعة والشِّدَّة  والقِـتال ، نَـظِيرُهُ، مََـثِيلُـهُ...
 
 (18) حَبْلُـكِ عَـلَى غَـارِبِـكِ ۢ: إذهـبي حيثُ شِـئتِ .
 
 (19) مَدَاحِضِكِ : مفردها مدحضة : وهي الـمَزْلـقَـة أي الأرض الـتي تَـزِلُّ فيها الـقَدم .
 (20) أَسْلَسُ : أسلس*الشَّيءُ*سلِس: لانَ وسهُـلَ وانـقاد .
 
 
 (21) تَـهِشُّ الـنفس الی الـقُرص : يَنشرح صدرُها فَـرَحاً وسروراً بِـهِ .
 
 (22) مَـأْدُومـاً : مأدوم*من الطعام المخلوط بـالإدام والإدام هو*ما يُـجعَـل مَـعَ الخبز فَـيطيـبه .
 
 
 (23) عَـرَكَـتْ : عَـرَكَ الشيءَ : حَكَّـهُ حـتى مَـحَاهُ .
 (24) غُـمْـضَهَا : نَـوْمَـها .
 
 (25) الْـكَـرَى : الـنوم / الـنُّـعَاس .
 (26) تَـقَشَّعَـتْ : زالَـتْ ، اِنْكَشَفَتْ .
 (27) تَـكْـفُـف : تَـكْـفّـفْ عَـنِ الأمر :*إنصرِفْ عَـنـهُ واتْـرُكْـهُ .
 
 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  ـــــ
 
 [ لا تَـنْسوني وَوالِدَيَّ مِنْ خالِصِ دُعائِكُم ]
 
 وآخِــرُ دَعــوَانَــا
 
 ۞ أَنِ ٱلۡحَمۡدُ لِلهِ رَبِّ ٱلۡعَالَمِین . ۞
 
 
 |  |  |  |  |  | 
 |