|  | 
| 
| 
| عضو جديد 
 |  | 
رقم العضوية : 81782
 |  | 
الإنتساب : Dec 2014
 |  | 
المشاركات : 36
 |  | 
بمعدل : 0.01 يوميا
 |  |      |  |  |  
   
 
   
 
 | المنتدى : 
منتدى العقائد والتواجد الشيعي 
 التوكل وحقيقته ودرجاته وكيفية اكتسابه 
			 بتاريخ : 25-12-2014 الساعة : 11:21 PM 
 
 
 
 
 التوكّل :
 
 هو  : الاعتماد على الله تعالى في جميع الأمور ، وتفويضها إليه ، والإعراض  عمّا سواه ، وباعثه قوّة القلب واليقين ، وعدمه من ضعفهما أو ضعف القلب ،  وتأثّره بالمخاوف والأوهام .
 والتوكّل  هو من دلائل الإيمان ، وسمات المؤمنين ومزاياهم الرفيعة ، الباعثة على  عزّة نفوسهم ، وترفّعهم عن استعطاف المخلوقين ، والتوكّل على الخالق في كسب  المنافع ودَرء المضار .
 وقد تواترت الآيات والآثار في مدحه والتشويق إليه : قال تعالى : ( وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ) الطلاق : 3 .
 وقال : ( إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ) آل عمران : 159 .
 وقال : ( قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ) التوبة : 51 .
 وقال : (  إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن  ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكِّلِ  الْمُؤْمِنُونَ ) آل عمران : 160 .
 وقال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( إنّ الغنى والعز يجولان ، فإذا ظفرا بموضع التوكّل أوطنا ) .
 وقال ( عليه السلام ) : (  أوحى الله إلى داود ( عليه السلام ) : ما اعتصم بي عبد من عبادي دون أحد  من خلقي ، عرفت ذلك من نيّته ، ثمّ تكيده السماوات والأرض ، ومن فيهن ،  إلاّ جعلت له المخرج من بينهن .
 وما  اعتصم عبد من عبادي بأحد من خلقي ، عرفت ذلك من نيّته ، إلاّ قطعت أسباب  السماوات من يديه ، وأسخت الأرض من تحته ، ولم أبال بأيّ واد هلك ) .
 وقال ( عليه السلام ) : (  من أعطي ثلاثاً ، لم يمنع ثلاثاً : من أُعطي الدعاء أُعطي الإجابة ، ومن  أعطي الشكر أعطي الزيادة ، ومن أعطي التوكّل أعطي الكفاية ) .
 وقال الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في وصيّته للإمام الحسن ( عليه السلام ) : ( وألجئ نفسك في الأمور كلّها إلى إلهك ، فإنّك تلجئها إلى كهف حريز ، ومانع عزيز ) .
 وعن الإمام الصادق ( عليه السلام ) قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : (  كان فيما وعظ به لقمان ابنه ، أن قال له : يا بني ليعتبر من قصر يقينه  وضعفت نيّته في طلب الرزق ، إنّ الله تبارك وتعالى خلقه في ثلاثة أحوال ،  ضمن أمره ، وآتاه رزقه ، ولم يكن له في واحدة منها كسب ولا حيلة ، إنّ الله  تبارك وتعالى سيرزقه في الحال الرابعة : أمّا أوّل ذلك فإنّه كان في رحم  أمّه ، يرزقه هناك في قرار مكين ، حيث لا يؤذيه حر ولا برد ، ثمّ أخرجه من  ذلك ، وأجرى له رزقاً من لبن أمّه ، يكفيه به ، ويربيه وينعشه من غير حول  به ولا قوّة . ثمّ  فُطم من ذلك ، فأجرى له رزقاً من كسب أبويه ، برأفة ورحمة له من قلوبهما ،  لا يملكان غير ذلك ، حتّى أنّهما يؤثرانه على أنفسهما في أحوال كثيرة ،  حتّى إذا كبر وعقل ، واكتسب لنفسه ، ضاق به أمره ، وظنّ الظنون بربّه ،  وجحد الحقوق في ماله ، وقتر على نفسه وعياله ، مخافة رزقه ، وسوء ظن ويقين  بالخلف من الله تبارك وتعالى في العاجل والآجل ، فبئس العبد هذا يا بني ) .
 حقيقة التوكّل :
 
 ليس  معنى التوكّل إغفال الأسباب والوسائل الباعثة على تحقيق المنافع ، ودرء  المضار ، وأن يقف المرء إزاء الأحداث والأزمات مكتوف اليدين .
 إنّما  التوكّل هو : الثقة بالله عز وجل ، والركون إليه ، والتوكّل عليه دون غيره  من سائر الخلق والأسباب ، باعتبار أنّه تعالى هو مصدر الخير ، ومسبّب  الأسباب ، وأنّه وحده المُصرّف لأمور العباد ، والقادر على إنجاح غاياتهم  ومآربهم .
 ولا  ينافي ذلك تذرّع الإنسان بالأسباب الطبيعية ، والوسائل الظاهرية لتحقيق  أهدافه ومصالحه كالتزوّد للسفر ، والتسلّح لمقاومة الأعداء ، والتداوي من  المرض ، والتحرّز من الأخطار والمضار ، فهذه كلّها أسباب ضرورية لحماية  الإنسان ، وإنجاز مقاصده ، وقد أبى الله عز وجل أن تجري الأمور إلاّ  بأسبابها .
 بيد  أنّه يجب أن تكون الثقة به تعالى ، والتوكّل عليه ، في إنجاح الغايات  والمآرب دون الأسباب ، وآية ذلك أنّ أعرابياً أهمل عَقل بعيره متوكّلاً على  الله في حفظه ، فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) له : ( أعقل وتوكّل ) .
 درجات التوكّل :
 
 يتفاوت  الناس في مدارج التوكّل تفاوتاً كبيراً ، كتفاوتهم في درجات إيمانهم :  فمنهم السبّاقون والمجلّون في مجالات التوكّل ، المنقطعون إلى الله تعالى ،  والمعرضون عمّن سواه ، وهم الأنبياء والأوصياء ( عليهم السلام ) ، ومن دار  في فلكهم من الأولياء .
 ومن  أروع صور التوكّل وأسماه ، ما روي عن نبي الله إبراهيم ( عليه السلام ) :  أنّه لما ألقي في النار ، تلقاه جبرائيل في الهواء ، فقال : هل لك من حاجة ؟  فقال ( عليه السلام ) : ( أمّا إليك فلا ، حسبي الله ونعم الوكيل ) .
 فاستقبله ميكائيل فقال : إن أردتَ أن أخمد النار فإنّ خزائن الأمطار والمياه بيدي ، فقال ( عليه السلام ) : ( لا أريد ) .
 وأتاه ملك الريح فقال : لو شئت طيّرت النار ، فقال ( عليه السلام ) : ( لا أريد ) ، فقال جبرائيل : فاسأل الله ، فقال ( عليه السلام ) : ( حسبي من سؤالي علمه بحالي ) .
 ومن الناس من هو عديم التوكّل ، عاطل منه ، لضعف إحساسه الروحي ، وهزال إيمانه ، ومنهم بين هذا وذاك على تفاوت في مراقي التوكّل .
 كيف تكسب التوكّل :
 
 1ـ استعراض الآيات والأخبار الناطقة بفضله وجميل أثره في كسب الطمأنينة والرخاء .
 2ـ  تقوية الإيمان بالله عز وجل ، والثقة بحسن صنعه ، وحكمة تدبيره ، وجزيل  حنانه ولطفه ، وأنّه هو مصدر الخير ، ومسبّب الأسباب ، وهو على كل شيء قدير  .
 3ـ  التنبّه إلى جميل صنع الله تعالى ، وسمو عنايته بالإنسان في جميع أطواره  وشؤونه ، من لدن كان جنيناً حتّى آخر الحياة ، وأنّ من توكّل عليه كفاه ،  ومن استنجده أنجده وأغاثه .
 4ـ  الاعتبار بتطوّر ظروف الحياة ، وتداول الأيّام بين الناس ، فكم فقير صار  غنياً ، وغني صار فقيراً ، وأمير غدا صعلوكاً ، وصعلوك غدا أميراً متسلّطاً  .
 وهكذا  يجدر التنبّه إلى عظمة القدرة الإلهية في أرزاق عبيده ، ودفع الأسواء عنهم  ، ونحو ذلك من صور العبر والعظات الدالّة على قدرة الله عز وجل ، وأنّه  وحده هو الجدير بالثقة ، والتوكّل والاعتماد دون سواه .
 
 
 
 |  |  |  |  |  | 
 |