| 
	 | 
		
				
				
				عضو  برونزي 
				
				
 |  
| 
 
رقم العضوية : 52
  |  
| 
 
الإنتساب : Jul 2006
 
 |  
| 
 
المشاركات : 1,376
 
 |  
| 
 
بمعدل : 0.20 يوميا
 
 |  
| 
      
 |  
| 
 |  
		
 
  
					 
  
  
			
			
			
			
  
 | 
	
	
		
		
		
المنتدى : 
المنتدى العام
 
الـــــــــــــكـــــــــــســـــــــل 
			
			
			 
			
			بتاريخ : 11-08-2006 الساعة : 05:47 AM
			
			 
			
			 
		
		
 
 
الكسل 
 
من آفات الفرد الكسل ، إنّه يهدم الشخصية ، ويذوي زهرة العمر النضر ، ويؤدّي بصاحبه إلى الهلاك ، والتأخّر في ميدان الحياة الفسيح ! والكسالة حلقة متعاقبة ، تتبّع بعضها بعضاً ، فمن كسل عن شيء ، لا ينفك حتّى يكسل عن آخر ، حتّى يلتحق بالأموات وهو يمشي على ظهر الأرض ، فهو حطام آدمي لا ينتفع ولا يُنتفع به ، وحطام النبات أفضل منه ، إذ ينتفع به في إيقاد النار .  
 
وعكس ذلك النشاط فهو حياة وحياة ، وعمل وعمل ، فالنشيط كالنبت في الأرض الخصبة ، لا يزال ينمو حتّى يورق ، ويزهر ، ويثمر متعة للعين ، ولذّة في الروح ، وفيض للحياة ، ودفء وضياء .  
 
وما الآثار التي نراها محيطة بنا ، من عمران ودور وجنات ، وأنهار ومدن ، ومصانع ومدارس ، وآلات وأدوات إلاّ آثار النشاط .  
 
قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( إيّاك وخصلتين ! الضجر والكسل ، فإنّك إن ضجرت لم تصبر على حق ، وإن كسلت لم تؤدّ حقّاً ) .  
 
إنّ الكسلان يعجز عن نفسه ، فكيف لا يعجز عن الحقوق ؟! وهو يحس بعبءٍ ثقيل ، يمر عليه الليل وكأنّه سنة ، والنهار وكأنّه عام .  
 
وغريب جدّاً أن يمر النهار على النشيط مرور الطائرة في نهر السماء الجاري ، حيث يزيد دفع النهر على دفع المحرّك ، فيرى وكأنّ أعوامه ساعات ، يلتهم الوقت التهام القمر الفضاء ، وينعكس الأمر عند الكسلان ! فيرى ساعاته أعواماً ، يلبث ويلبث حتّى تمضي دقيقة !!  
 
وهكذا الساعة ، ثمّ اليوم ، ولا تُحِّدث عن الأسبوع والشهر والعام !! إنّ أقل وصف للعام عند الكسلان : ( يومٌ كان مقداره خمسين ألف سنة ) .  
 
الكسلان لا يضيّع نفسه فقط ، بل يضيّع حقوق الآخرين ، قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : ( إيّاكم والكسل ، فإنّه من كسل لم يؤدّ حق الله عز وجل ) .  
 
لا حق الله فحسب ! بل الحقوق أجمع ، قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : ( من أطاع التواني ضيّع الحقوق ، ومن أطاع الواشي ضيّع الصديق ) .  
 
وليست عاقبة الكسالى إلاّ الإثم ، فإنّ الكسلان لا يؤدّي الطاعة ، فإنّها تستهلك النشاط ، والكسلان لا نشاط له ، قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( قال لقمان لابنه : للكسلان ثلاث علامات : يتواني حتّى يفرط ، ويفرط حتّى يضيع ، ويضيع حتّى يأثم ) .  
 
والكسول حمل ثقيل على المجتمع ، إذ هو يصرف حيوية الآخرين ، ولا تصدر منه حيوية ، ولا يلبث إلاّ ويلفظه المجتمع لفظ الفم للنواة ، فيهون عليهم ، وإن ضربت عليه سرادقات الأموال والأنساب ، قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : ( العجز مهانة ! ) إنّه ليس مهانة فقط ، بل مرض عام يشمل جميع الجسد ، ولذا قال ( عليه السلام ) في حكمة أخرى له : ( العجز آفة ... ) .  
 
وأيّة آفة أعظم من آفة تترك حيوية العين والأذن واللسان ، والقلب والدماغ والفكر شللاً ، لا تتحرّك بخير ، ولا تدفع سوءً ؟ إنّها آفة عجيبة !!  
 
وقد كان نبي الإسلام وعترته ( عليهم السلام ) ، من أروع الأمثلة للنشاط والحيوية ، هدماً وبناءً ، حياة وعملاً ، جهاداً وعبادة ، فهم خير أسوة حسنة لمن تبعهم .
  
		
 |  | 
		
		
		
                
		
		
		
	
	
 | 
 
| 
 | 
		
 |   
 |