العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام

منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام المنتدى مخصص بسيرة أهل البيت عليهم السلام وصحابتهم الطيبين

 
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next

الصورة الرمزية يوسف علي
يوسف علي
عضو برونزي
رقم العضوية : 44479
الإنتساب : Oct 2009
المشاركات : 557
بمعدل : 0.10 يوميا

يوسف علي غير متصل

 عرض البوم صور يوسف علي

  مشاركة رقم : 5  
كاتب الموضوع : يوسف علي المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 23-12-2009 الساعة : 04:13 AM


- 4 -
فطن قرة من ذاك أنه يريد الاعتزال . فأخذ الحر يدنو من الحسين . فقال له المهاجر بن أوس : أتريد أن تحمل؟ فسكت ، فارتاب المهاجر من هذا الحال ، وقال له ، لو قيل لي من إشجع أهل الكوفة لما عدوتك ، فما هذا الذي أراه منك؟

فقال الحر . إني أخير نفسي بين الجنة والنار ، ووالله لا أختار على الجنة شيئا ولو أحرقت . ثم اتجه نحو الحسين (ع) منكسرا معتذرا يلتمس الغفران . فقال للإمام : اللهم إليك أنيب فتب علي ، أرعبت قلوب أوليائك وأولاد نبيك! يا أبا عبد الله ، إني تائب فهل لي من توبة؟ .

قال له : أبو عبد الله : نعم يتوب الله عليك .

فأستأذن الحسين في أن يخاطب القوم ثم قال : يا أهل الكوفة لأمكم الهبل والعبر ، أدعوتم هذا العبد الصالح ، حتى إذا جاءكم أسلمتموه وزعمتم أنكم قاتلو أنفسكم دونه ، ثم عدوتم عليه لتقتلوه وأمسكتم بنفسه وأخذتم بكظمه وأحطتم به من كل جانب فمنعتموه التوجه إلى بلاد الله العريضة حتى يأمن وأهل بيته ، وأصبح كالأسير في أيديكم لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا ، وحلأتموه ونساءه وصبيته وصحبه عن ماء الفرات الجاري الذي يشربه اليهود والنصارى والمجوس ، وتمرغ فيه خنازير السواد وكلابه! وهاهم قد صرعهم العطش بئسما خلفتم محمدا في ذريته لا سقاكم الله يوم الظمأ. انطلق الحر ، معربا عن ورعه وإخلاصه لقضية الحسين ، وهو يقول.

إني أنا الحر ومأوى الضيف*** أضرب في أعناقكم بالسيف

عن خير من حل بأرض الخيف*** أضربكم ولا أرى من حيف

ثم راح يقاتل ببسالة حتى قتل . وكانت تلك شهادة على توبته وفيئه إلى الحق ، ثم جاء إليه الحسين (ع) وهو ممدد فقال.

لنعم الحر حر بني رياح*** صبور عند مشتبك الرماح

ونعم الحر إذ نادى حسينا*** وجاد بنفسه عند الصباح

وقال : والله ما أخطأت أمك لما سمتك حرا ، فأنت الحر في الدنيا والآخرة!

اشتد القتال ، وشيعة الحسين (ع) يتساقطون كأوراق الخريف الواحد تلو الآخر ، وكلهم يقدم أروع أدوار البطولة والفداء . حتى لم يبق إلا الحسين وأهل بيته ليس معهم إلا الله . كان علي بن الحسين (ع) مريضا . وقد شاءت الأقدار أن يكون كذلك للدور التاريخي المنوط به بعد الحسين (ع). غير أن عليا الأكبر ، وهو أخوه ، كان في تمام الاستعداد ، لالتماس (الشهادة) ليكتب بها وثيقة عار في تاريخ الجريمة التي ارتكبت في حق آل البيت المحمدي . انطلق يطلب القوم نصرة أبيه ، وللحق الذي جاء من أجله ونشد في القوم :

أنا علي بن الحسين بن علي *** نحن ورب البيت أولى بالنبي

تالله لا يحكم فينا ابن الدعي*** أضرب بالسيف أحامي عن أبي

ضرب غلام هاشمي قرشي

اشتد الإحساس بالاستضعاف فنادى الحسين وهو يقصد عمر بن سعد:" ما لك؟ قطع الله رحمك كما قطعت رحمي ولم تحفظ قرابتي من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلط عليك من يذبحك على فراشك . ثم رفع يديه الكريمتين نحو السماء وتمثل قائلا : " اللهم اشهد على هؤلاء القوم فقد برز إليهم أشبه الناس برسولك محمدا خلقا وخلقا ومنطقا وكنا إذا اشتقنا إلى رؤية نبيك نظرنا إليه اللهم ، فامنعهم بركات الأرض وفرقهم تفريقا ، ومزقهم تمزيقا واجعلهم طرائق قددا ولا ترضي الولاة عنهم أبدا ، فإنهم دعونا لينصرونا ثم عدوا علينا يقاتلونا .".

قاتل علي الأكبر القوم ، وأبوه يرى بلاءه فيهم . واشتد العطش عليه ، فعاد إلى أبيه يستسقيه ، ليستجمع قواه ، ويكر من جديد على جيش الأعداء . غير أن الحسين (ع) أدرك أنه ليس بينه وبين مفارقة الحياة إلا فترة قصيرة . ففضل أن يبقى على عطشه حتى يلقى الله تعالى فأعطى بذلك لابنه روحا جديدة ، فقال له : "ما أسرع الملتقى بجدك فيسقيك بكأسه شربة لا تظمأ بعدها أبدا" . ثم راح يقاتل الأعداء ، فحملوا عليه وطعنوه بالرماح وضربوه بالسيف على رأسه ، وقطعوه بالسيوف قطعا . وفارقت نفسه الحياة ، وجاء أبوه يودعه ، فما وجده إلا جثة هامدة مضرجة بدماء العزة الإيمان . فقال : "على الدنيا بعدك العفا ما أجرأهم على الرحمن وعلى انتهاك حرمة الرسول يعز على جدك وأبيك أن تدعوهم فلا يجيبونك وتستغيث بهم فلا يغيثونك". ثم نادى: " يا عمر بن سعد : هذا الحسين ابن بنت رسول الله قد قتلتم أصحابه وأهل بيته وهؤلاء عياله وأولاده عطاشى ، فاسقوهم من الماء ، قد أحرق الظمأ قلوبهم ". فصاح شمر : يا ابن أبي تراب - يقصد الإمام علي (ع) - لو كان وجه الأرض كله ماء وهو تحت أيدينا لا سقيناكم منه قطرة ، إلا أن تدخلوا في بيعة يزيد . فرق قلب أخيه أبو الفضل العباس ، واستنفر عزيمته ، وانطلق في القوم ، يقاوم يمينا وشمالا حتى أتى الفرات واغترف منه ماء ، ورجع يقاوم جيش النفاق ، فنصبوا له كمينا ، وضربه بعضهم فقطع يمينه . واستمر في مسيره قاصدا الحسين ، يريد إيصال قربة الماء ، لسقي عطاشى آل البيت وهو يقول :

والله إن قطعتم يميني*** إني أحامي أبدا عن ديني

وعن إمام صادق اليقين***نجل النبي الطاهر الأمين

يتبـــــــــــــــــــــــع

من مواضيع : يوسف علي 0 اعلان اسلام مدرب منتخب انكلترا بالبلياردو ، مع الصور
0 حفيد ملك السعوديه لوطي {اجلّكم الله } ، وقتل احد لائطيه !
0 اسم نبينا الاكرم عليه واله الصلاة ، تشّكله البحار
0 حركات الصلات تشكـّل اسم احمد عليه وآله السلام
0 برنامج وكتاب ، فيهما روابط مباشرة من مصادر السنه ..تدينهم
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 06:35 PM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2025
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية