اما ان كان موجه لاهل السنة فلم يصح عندنا ان النبي صلى الله عليه و سلم كرر هذه المقولة غير مرة واحدة في غزوة تبوك
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى تبوك ، واستخلف عليا ، فقال : أتخلفني في الصبيان والنساء؟ قال : ( ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ؟ إلا أنه ليس نبي بعدي ) . مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2404
و هذه المقولة جائت من رسول الله صلى الله عليه و سلم بعد ان احس في علي رضي الله عنه استحيائه من الجلوس في المدينة مع النساء و الاطفال
و هذا التشبيه جاء في خصوص الحالة او المرحلة
و ليس بلمطلق
بمعنى انت يا علي تستخلفني في قومي عندما غادرتهم لفترا كما استخلف موسى عليه ا لسلام اخاه هارون عليهما السلام
لفترة من الزمن
فدورك ليس بلهين قد فعله قبلك نبي من انبياء الله
من بعد إذن أخواني المحاورين الأفاضل؛
لستُ من أهل العلم والحفظ إنما أستند للعقل والمنطق، وأوجه حديثي إلى الأخ / محمد،
سأفرض جدلاً أنه لم يرد الحديث عن الرسول عليه السلام بلفظ: "أنت مني..." بل بالسؤال الصريح والمباشر: "ألا ترضى/أما ترضى"؛
هل خلافة هارون لموسى كانت في "النساء والصبيان" فقط؟
هل خليفة النبي -ولو مؤقتاً- لابد أن يكون نبي آخر؟
فإذا أتى جوابك "لا" فالسؤال التالي:
لماذا لم يكتفِ الرسول عليه السلام بقوله "بمنزله هارون من موسى" بل أكمل حديثه بـ "ألا أنه لا نبي بعدي"؟
أم أن منزلة هارون من موسى هي منزلة: "نبي خليفة لنبي" ولا شيء آخر؟
أيهما أشد، ما استخلفه موسى لهارون (تلقي الرسالة) أم ما استخلفه النبي محمد لعلي (البقاء مع النساء والأطفال)؟
أو أن التشبيه الغير مطلق -بتعبيرك- تشبيه عابر لا يقتضي استمرارية منزلة الإمام من النبي؟
فإذاً سلّم الإمام -وهو راضٍ- بالمنزلة التي سأله النبي رضاها ينتهي الجدل هنا، فهل سيرجع النبي في كلامه يوم آخر والمنزلة تسقط عن الإمام بعد نهاية الحرب؟