[سراج الربيعي]

سلامٌ عليك عراقَ الجراح

لمن أشتكي نائباتِ الدهورِ = وما بينها من ِ رياحِ الصُّروفْ

أتُفنى رياضي وكلُّ الورودِ = بيومٍ رهيبٍ وريحٍ عَصوفْ

وبين الجوانحِ همٌّ عجيبٌ = يناجي السماءَ بذكرٍ أسيفْ

وقدْ دثَّرَتْني همومُ الحياةِ = فكانت كسَهْمِ القويِّ العسوفْ

يُسَدِدُها كلَّ حينِ وآنْ = برشقِ النبالِ وحدِّ السيوفْ

وكيف ينامُ الجريحُ الثكولُ = وسهمُ المنايا بصدرِ الأُلوفْ

لقد أغمدوا في ثنايا الصدورِ = حرابَ الردى أو قضابَ الحتوفْ

وهلْ بعدَ ذبحِ العراقِ الجريحِ = وقتل ِ النبيلِ اللبيبِ الحصيفْ

طيورٌ ستغدو لأوكارِها = ونبعٌ سيجري بفصلِ الخريفْ

فكمْ يقتلُ الكاهلَ الظالمُ = ويُدمي فؤادَ العليل ِ الضعيفْ

ولولا رجالٌ بوسطِ الثغورِ = لَما كبّرَتْ للجهادِ الصُفوفْ

وكيف يُسَمَّى العدوُّ صديقاً = وكيف يُكنى الحنونُ مخيفْ !

وكيفَ يُقاسُ الذليلُ الوضيعُ = بليثٍ كميٍّ شجاعٍ شريفْ !

سلامٌ لهذا الثرى كالنضيدِ = نضارٌ ، جمانٌ ، فريدٌ ، رفيفْ

سلامٌ عليكَ عراقَ الصمودِ = سلامٌ على كلِّ أصلٍ نظيف ْ

تهُزُّ القلوبَ بسِحرِ السّماءِ = رحيم ُ الفؤادِ سخيٌّ رؤوفْ

تواسي ثكولاً بصبرٍ خجولٍ = تداوي الجراحَ كحضنٍ عطوفْ

تراها السماءُ بأجناسِها = ويدركُها كلُّ شخصٍ عفيفْ

سلامٌ عليكَ عراقَ الجراحِ = بصوت ِ الثكالى ودمع ٍ ذريفْ

ففيك َ دماءُ الحسينِ الشهيدِ = وفيكَ النصيُر القويُ الحليفْ

وفيك الوصيُّ على ضفّتيك = يُناجي الإلهَ بصوتٍ طريفْ

سلامٌ عليكَ عراقَ الإباءِ = لقد آن أن يضمحلَّ الكسوفْ

أبو حسين الربيعي الخميس 19/11/2009- دبي