قال تعالى في كتابه الكريم:
(ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ)( سورة البقرة ، الآية 74).
قد تبدو الجمادات للوهلة الأولى قاسية خالية من الحركة والحياة لكن الواقع يدحض هذه النظرة فالحجارة تُستخدم كسلاح ؛لإزهاق الأرواح وتُستخدم لإيقاد النار، للطهي، وغيره (كحجر الصوان) ويُستخرج منها الماء الذي به تحيا كل الكائنات.
وهي تمتلك شعورآ حسيآ بما حولها ،وتؤمن بخالقها ،وتسبحه، وتؤمن بنبيها -صلى الله عليه وآله وسلم-:
- إنِّي لأَعْرِفُ حَجَرًا بمَكَّةَ كانَ يُسَلِّمُ عَلَيَّ قَبْلَ أنْ أُبْعَثَ إنِّي لأَعْرِفُهُ الآنَ.
الراوي : جابر بن سمرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 2277 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] |.
فنحن نجد الأحجار تُسلّم على النبي- صلى الله عليه وآله وسلم - ،وتُدرك وجود الكفار خلفها:
- لا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى يُقاتِلَ المُسْلِمُونَ اليَهُودَ، فَيَقْتُلُهُمُ المُسْلِمُونَ حتَّى يَخْتَبِئَ اليَهُودِيُّ مِن وراءِ الحَجَرِ والشَّجَرِ، فيَقولُ الحَجَرُ أوِ الشَّجَرُ: يا مُسْلِمُ يا عَبْدَ اللهِ هذا يَهُودِيٌّ خَلْفِي، فَتَعالَ فاقْتُلْهُ، إلَّا الغَرْقَدَ، فإنَّه مِن شَجَرِ اليَهُودِ.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 2922 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] |.
أقول : ومما تقدم يُنتفى عنها الجهل ويثبت أن لها علمآ يقترن بالخشية من بارئها، وقد ربط الله عز وجل العلم به بالخشية منه:
قال تعالى: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ)،( سورة فاطر:الآية : 28).