العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام

منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام المنتدى مخصص بسيرة أهل البيت عليهم السلام وصحابتهم الطيبين

 
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next

الصورة الرمزية سيدي محمد
سيدي محمد
عضو برونزي
رقم العضوية : 3709
الإنتساب : Apr 2007
المشاركات : 751
بمعدل : 0.11 يوميا

سيدي محمد غير متصل

 عرض البوم صور سيدي محمد

  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : سيدي محمد المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 21-07-2009 الساعة : 05:38 AM


وصية أبي طالب بنصرة النبي ( صلى الله عليه وآله ) على فراش الموت :


لما حضرت أبا طالب الوفاة ، دعا أولاده وإخوته وأحلافه وعشيرته ، وأكد عليهم في وصيته نصرة النبي ( صلى الله عليه وآله ) ومؤازرته ، وبذل النفوس دون مهجته ، وعرفهم ما لهم في ذلك من الشرف العاجل والثواب الآجل ، وأنشأ يقول :

أوصي بنصر نبي الخير أربعة * ابني عليا وشيخ القوم عباسا
وحمزة الأسد الحامي حقيقته * وجعفرا أن تذودوا دونه الناسا
كونوا فدى لكم أمي وما ولدت * في نصر أحمد دون الناس أتراسا

هذا خاتم قوله وأمره الذي طابق ما قدمنا في سالف عمره من الذود عن الرسول الأعظم ورسالة السماء

وكان من وصيته

أن قال : " يا معشر قريش ، أنتم صفوة الله من خلقه ، وقلب العرب ، فيكم المطاع ، وفيكم المقدام الشجاع ، والواسع الباع ، لم تتركوا للعرب في المآثر نصيبا إلا أحرزتموه ، ولا شرفا إلا أدركتموه ، فلكم بذلك على الناس الفضيلة ،
ولهم به إليكم الوسيلة ، أوصيكم بتعظيم هذه البنية ( أي الكعبة ) فإن فيها مرضاة للرب وقواما للمعاش ، صلوا أرحامكم ،
ولا تقطعوها ، فإن في صلة الرحم منسأة ( أي فسحة ) في الأجل وزيادة في العدد ، واتركوا البغي والعقوق ، ففيهما هلكت

القرون قبلكم ، أجيبوا الداعي ، وأعطوا السائل ، فإن فيهما شرف الحياة والممات ، وعليكم بصدق الحديث ، وأداء الأمانة
فإن فيهما محبة في الخاص ، ومكرمة في العام ، وإني أوصيكم بمحمد خيرا فإنه الأمين في قريش والصديق في العرب ،

وهو الجامع لكل ما أوصيكم به ، وقد جاء بأمر قبله الجنان ، وأنكره اللسان مخافة الشنآن ، وأيم الله كأني أنظر إلى صعاليك العرب ، وأهل الوبر في الأطراف والمستضعفين من الناس قد أجابوا دعوته ، وصدقوا كلمته ، وعظموا أمره ، فخاض بهم غمرات الموت ، فصارت رؤساء قريش وصناديدها أذنابا ، ودورها خرابا ، وضعفاؤها

- شيخ البطحاء أبو طالب عليه السلام - الحاج حسين الشاكري ص 89 :


وصية أبي طالب بنصرة النبي ( صلى الله عليه وآله ) على فراش الموت :


لما حضرت أبا طالب الوفاة ، دعا أولاده وإخوته وأحلافه وعشيرته ، وأكد عليهم في وصيته نصرة النبي ( صلى الله عليه وآله ) ومؤازرته ، وبذل النفوس دون مهجته ، وعرفهم ما لهم في ذلك من الشرف العاجل والثواب الآجل ، وأنشأ يقول :

أوصي بنصر نبي الخير أربعة * ابني عليا وشيخ القوم عباسا
وحمزة الأسد الحامي حقيقته * وجعفرا أن تذودوا دونه الناسا


- شيخ البطحاء أبو طالب عليه السلام - الحاج حسين الشاكري ص 90 :


كونوا فدى لكم أمي وما ولدت * في نصر أحمد دون الناس أتراسا

هذا خاتم قوله وأمره الذي طابق ما قدمنا في سالف عمره من الذود عن الرسول الأعظم ورسالة السماء .


فتأمل أيها المنصف اللبيب ، هل كل هذه تصدر من مشرك كافر في حق نبي الإسلام ودعوته ؟ قال العلامة الحلبي في سيرته ( 1 ) ما نصه : فذكر أن أبا طالب لما حضرته الوفاة جمع إليه وجهاء قريش ، ( وبني هاشم ) فأوصاهم ، وكان من وصيته

أن قال : " يا معشر قريش ، أنتم صفوة الله من خلقه ، وقلب العرب ، فيكم المطاع ، وفيكم المقدام الشجاع ، والواسع الباع ، لم تتركوا للعرب في المآثر نصيبا إلا أحرزتموه ، ولا شرفا إلا أدركتموه ، فلكم بذلك على الناس الفضيلة ،


* ( هامش ) *
( 1 ) السيرة الحلبية 1 : 375 ، طبعة مصر سنة 1308 . ( * )




- شيخ البطحاء أبو طالب عليه السلام - الحاج حسين الشاكري ص 91 :


ولهم به إليكم الوسيلة ، أوصيكم بتعظيم هذه البنية ( أي الكعبة ) فإن فيها مرضاة للرب وقواما للمعاش ، صلوا أرحامكم ،
ولا تقطعوها ، فإن في صلة الرحم منسأة ( أي فسحة ) في الأجل وزيادة في العدد ، واتركوا البغي والعقوق ، ففيهما هلكت

القرون قبلكم ، أجيبوا الداعي ، وأعطوا السائل ، فإن فيهما شرف الحياة والممات ، وعليكم بصدق الحديث ، وأداء الأمانة
فإن فيهما محبة في الخاص ، ومكرمة في العام ، وإني أوصيكم بمحمد خيرا فإنه الأمين في قريش والصديق في العرب ،

وهو الجامع لكل ما أوصيكم به ، وقد جاء بأمر قبله الجنان ، وأنكره اللسان مخافة الشنآن ، وأيم الله كأني أنظر إلى صعاليك العرب ، وأهل الوبر في الأطراف والمستضعفين من الناس قد أجابوا دعوته ، وصدقوا كلمته ، وعظموا أمره ، فخاض بهم غمرات الموت ، فصارت رؤساء قريش وصناديدها أذنابا ، ودورها خرابا ، وضعفاؤها



- شيخ البطحاء أبو طالب عليه السلام - الحاج حسين الشاكري ص 92 :


أربابا ، وإذا أعظمهم عليه أحوجهم إليه ، وأبعدهم منه أحظاهم عنده ، قد محضته العرب ودادها ، وأعطته قيادها ، دونكم يا معشر قريش ، كونوا الولاة ، ولحزبه حماة ، والله لا يسلك أحد منكم سبيله إلا رشد ، ولا يأخذ أحد بهديه إلا سعد " .

فانظر هذه الوصية وتمعن بها بعين الوجدان والإنصاف والروية ، تجدها لعمري من ألمع الحكم ، وجوامع الكلم ، تضمنت مكارم الأخلاق وتنبأت عن المستقبل الزاهر الذي يصير إليه الرسول الأعظم ( صلى الله عليه وآله ) ، بالله عليك ، فهل ترى

هذه الوصية تصدر من مشرك كافر بالرسول والرسالة ؟ أوكل ذلك إلى تقديرك أيها المنصف اللبيب ؟ وأبو سفيان بقي على شركه إلى أن مات يكون مسلما ، وآية ذلك لما اجتمع بنو أمية في دار عثمان بن عفان حينما تسنم عرش الحكم قائلا لهم : تلاقفوها يا بني أمية

- شيخ البطحاء أبو طالب - الحاج حسين الشاكري ص 89 :


وصية أبي طالب بنصرة النبي ( صلى الله عليه وآله ) على فراش الموت :


لما حضرت أبا طالب الوفاة ، دعا أولاده وإخوته وأحلافه وعشيرته ، وأكد عليهم في وصيته نصرة النبي ( صلى الله عليه وآله ) ومؤازرته ، وبذل النفوس دون مهجته ، وعرفهم ما لهم في ذلك من الشرف العاجل والثواب الآجل ، وأنشأ يقول :

أوصي بنصر نبي الخير أربعة * ابني عليا وشيخ القوم عباسا
وحمزة الأسد الحامي حقيقته * وجعفرا أن تذودوا دونه الناسا


- شيخ البطحاء أبو طالب - الحاج حسين الشاكري ص 90 :


كونوا فدى لكم أمي وما ولدت * في نصر أحمد دون الناس أتراسا

هذا خاتم قوله وأمره الذي طابق ما قدمنا في سالف عمره من الذود عن الرسول الأعظم ورسالة السماء .


فتأمل أيها المنصف اللبيب ، هل كل هذه تصدر من مشرك كافر في حق نبي الإسلام ودعوته ؟ قال العلامة الحلبي في سيرته ( 1 ) ما نصه : فذكر أن أبا طالب لما حضرته الوفاة جمع إليه وجهاء قريش ، ( وبني هاشم ) فأوصاهم ، وكان من وصيته

أن قال : " يا معشر قريش ، أنتم صفوة الله من خلقه ، وقلب العرب ، فيكم المطاع ، وفيكم المقدام الشجاع ، والواسع الباع ، لم تتركوا للعرب في المآثر نصيبا إلا أحرزتموه ، ولا شرفا إلا أدركتموه ، فلكم بذلك على الناس الفضيلة ،


* ( هامش ) *
( 1 ) السيرة الحلبية 1 : 375 ، طبعة مصر سنة 1308 . ( * )




- شيخ البطحاء أبو طالب - الحاج حسين الشاكري ص 91 :


ولهم به إليكم الوسيلة ، أوصيكم بتعظيم هذه البنية ( أي الكعبة ) فإن فيها مرضاة للرب وقواما للمعاش ، صلوا أرحامكم ،
ولا تقطعوها ، فإن في صلة الرحم منسأة ( أي فسحة ) في الأجل وزيادة في العدد ، واتركوا البغي والعقوق ، ففيهما هلكت

القرون قبلكم ، أجيبوا الداعي ، وأعطوا السائل ، فإن فيهما شرف الحياة والممات ، وعليكم بصدق الحديث ، وأداء الأمانة
فإن فيهما محبة في الخاص ، ومكرمة في العام ، وإني أوصيكم بمحمد خيرا فإنه الأمين في قريش والصديق في العرب ،

وهو الجامع لكل ما أوصيكم به ، وقد جاء بأمر قبله الجنان ، وأنكره اللسان مخافة الشنآن ، وأيم الله كأني أنظر إلى صعاليك العرب ، وأهل الوبر في الأطراف والمستضعفين من الناس قد أجابوا دعوته ، وصدقوا كلمته ، وعظموا أمره ، فخاض بهم غمرات الموت ، فصارت رؤساء قريش وصناديدها أذنابا ، ودورها خرابا ، وضعفاؤها



- شيخ البطحاء أبو طالب - الحاج حسين الشاكري ص 92 :


أربابا ، وإذا أعظمهم عليه أحوجهم إليه ، وأبعدهم منه أحظاهم عنده ، قد محضته العرب ودادها ، وأعطته قيادها ، دونكم يا معشر قريش ، كونوا الولاة ، ولحزبه حماة ، والله لا يسلك أحد منكم سبيله إلا رشد ، ولا يأخذ أحد بهديه إلا سعد " .

فانظر هذه الوصية وتمعن بها بعين الوجدان والإنصاف والروية ، تجدها لعمري من ألمع الحكم ، وجوامع الكلم ، تضمنت مكارم الأخلاق وتنبأت عن المستقبل الزاهر الذي يصير إليه الرسول الأعظم ( صلى الله عليه وآله ) ، بالله عليك ، فهل ترى

هذه الوصية تصدر من مشرك كافر بالرسول والرسالة ؟ أوكل ذلك إلى تقديرك أيها المنصف اللبيب ؟ وأبو سفيان بقي على شركه إلى أن مات يكون مسلما ، وآية ذلك لما اجتمع بنو أمية في دار عثمان بن عفان حينما تسنم عرش الحكم قائلا لهم : تلاقفوها يا بني أمية



- شيخ البطحاء أبو طالب - الحاج حسين الشاكري ص 93 :


تلاقف الأكرة بيد صبيانكم ، فوالذي يحلف به أبو سفيان لا جنة ولا نار وإنما هو الملك ، ثم أخذ إلى أحد وهو أعمى ووقف على قبر سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب وقال شامتا بعد أن ركل قبره برجله : - ذق عقق - قالها ثلاثا ، ثم قال : يا أبا

عمارة ، إن الذي نازعناكم عليه بالأمس صار بيد صبياننا ، هذا يموت مسلما وأبو طالب يموت مشركا ؟ لاها لله . وبعد هذه الوصية أسلم روحه الطاهرة إلى بارئها والتحق بالرفيق الأعلى بعد أن أدى ما عليه تجاه الرسول والرسالة عند ذلك جاء

( عليه السلام ) إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) آذنه بموت أبيه أبي طالب ، فتوجع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) توجعا عظيما ، وحزن عليه حزنا شديدا ، ثم قال لعلي ( عليه السلام ) : امض يا علي فتول أمره ، وتول

غسله ، وتحنيطه ، وتكفينه ، فإذا رفعته على سريره فأعلمني . ففعل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ما أمره به ( صلى الله عليه وآله ) ، فلما رفعه على

السرير ، اعترضه النبي ( صلى الله عليه وآله ) فرق وحزن ، فأبنه بكلمة خالدة فيه ، وقال : وصلتك رحم ، وجزيت خيرا يا عم ، فلقد ربيت وكفلت صغيرا ، ونصرت وآزرت كبيرا ، ثم أقبل على الناس وقال : أم والله لأشفعن لعمي شفاعة يعجب بها أهل الثقلين .


فهذا الحديث وحده يكفي للدلالة على إيمان أبي طالب رضوان الله عليه ، ومن وجهين : أحدهما : أمر النبي ( صلى الله عليه وآله ) عليا ( عليه السلام ) أن يفعل به ما يفعل بأموات المسلمين من الغسل والتحنيط والتكفين دون الجاحدين من أولاده ، إذ

لم يكن حضر أحد منهم سوى علي أمير المؤمنين ( عليه السلام ) من المؤمنين ، وأما جعفر فكان يومئذ عند النجاشي ببلاد الحبشة ، وأما طالب وعقيل فكانا يومئذ حاضرين ، ولكنهما كانا مقيمين على خلاف الإسلام ، ولم يسلم واحد منهما بعد ، فخص بذلك عليا أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بتولية أمره وتجهيزه لمكان إيمانه ،

- شيخ البطحاء أبو طالب - الحاج حسين الشاكري ص 89 :


وصية أبي طالب بنصرة النبي ( صلى الله عليه وآله ) على فراش الموت :


لما حضرت أبا طالب الوفاة ، دعا أولاده وإخوته وأحلافه وعشيرته ، وأكد عليهم في وصيته نصرة النبي ( صلى الله عليه وآله ) ومؤازرته ، وبذل النفوس دون مهجته ، وعرفهم ما لهم في ذلك من الشرف العاجل والثواب الآجل ، وأنشأ يقول :

أوصي بنصر نبي الخير أربعة * ابني عليا وشيخ القوم عباسا
وحمزة الأسد الحامي حقيقته * وجعفرا أن تذودوا دونه الناسا


- شيخ البطحاء أبو طالب - الحاج حسين الشاكري ص 90 :


كونوا فدى لكم أمي وما ولدت * في نصر أحمد دون الناس أتراسا

هذا خاتم قوله وأمره الذي طابق ما قدمنا في سالف عمره من الذود عن الرسول الأعظم ورسالة السماء .


فتأمل أيها المنصف اللبيب ، هل كل هذه تصدر من مشرك كافر في حق نبي الإسلام ودعوته ؟ قال العلامة الحلبي في سيرته ( 1 ) ما نصه : فذكر أن أبا طالب لما حضرته الوفاة جمع إليه وجهاء قريش ، ( وبني هاشم ) فأوصاهم ، وكان من وصيته

أن قال : " يا معشر قريش ، أنتم صفوة الله من خلقه ، وقلب العرب ، فيكم المطاع ، وفيكم المقدام الشجاع ، والواسع الباع ، لم تتركوا للعرب في المآثر نصيبا إلا أحرزتموه ، ولا شرفا إلا أدركتموه ، فلكم بذلك على الناس الفضيلة ،


* ( هامش ) *
( 1 ) السيرة الحلبية 1 : 375 ، طبعة مصر سنة 1308 . ( * )




- شيخ البطحاء أبو طالب - الحاج حسين الشاكري ص 91 :


ولهم به إليكم الوسيلة ، أوصيكم بتعظيم هذه البنية ( أي الكعبة ) فإن فيها مرضاة للرب وقواما للمعاش ، صلوا أرحامكم ،
ولا تقطعوها ، فإن في صلة الرحم منسأة ( أي فسحة ) في الأجل وزيادة في العدد ، واتركوا البغي والعقوق ، ففيهما هلكت

القرون قبلكم ، أجيبوا الداعي ، وأعطوا السائل ، فإن فيهما شرف الحياة والممات ، وعليكم بصدق الحديث ، وأداء الأمانة
فإن فيهما محبة في الخاص ، ومكرمة في العام ، وإني أوصيكم بمحمد خيرا فإنه الأمين في قريش والصديق في العرب ،

وهو الجامع لكل ما أوصيكم به ، وقد جاء بأمر قبله الجنان ، وأنكره اللسان مخافة الشنآن ، وأيم الله كأني أنظر إلى صعاليك العرب ، وأهل الوبر في الأطراف والمستضعفين من الناس قد أجابوا دعوته ، وصدقوا كلمته ، وعظموا أمره ، فخاض بهم غمرات الموت ، فصارت رؤساء قريش وصناديدها أذنابا ، ودورها خرابا ، وضعفاؤها



- شيخ البطحاء أبو طالب - الحاج حسين الشاكري ص 92 :


أربابا ، وإذا أعظمهم عليه أحوجهم إليه ، وأبعدهم منه أحظاهم عنده ، قد محضته العرب ودادها ، وأعطته قيادها ، دونكم يا معشر قريش ، كونوا الولاة ، ولحزبه حماة ، والله لا يسلك أحد منكم سبيله إلا رشد ، ولا يأخذ أحد بهديه إلا سعد " .

فانظر هذه الوصية وتمعن بها بعين الوجدان والإنصاف والروية ، تجدها لعمري من ألمع الحكم ، وجوامع الكلم ، تضمنت مكارم الأخلاق وتنبأت عن المستقبل الزاهر الذي يصير إليه الرسول الأعظم ( صلى الله عليه وآله ) ، بالله عليك ، فهل ترى

هذه الوصية تصدر من مشرك كافر بالرسول والرسالة ؟ أوكل ذلك إلى تقديرك أيها المنصف اللبيب ؟ وأبو سفيان بقي على شركه إلى أن مات يكون مسلما ، وآية ذلك لما اجتمع بنو أمية في دار عثمان بن عفان حينما تسنم عرش الحكم قائلا لهم : تلاقفوها يا بني أمية



- شيخ البطحاء أبو طالب - الحاج حسين الشاكري ص 93 :


تلاقف الأكرة بيد صبيانكم ، فوالذي يحلف به أبو سفيان لا جنة ولا نار وإنما هو الملك ، ثم أخذ إلى أحد وهو أعمى ووقف على قبر سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب وقال شامتا بعد أن ركل قبره برجله : - ذق عقق - قالها ثلاثا ، ثم قال : يا أبا

عمارة ، إن الذي نازعناكم عليه بالأمس صار بيد صبياننا ، هذا يموت مسلما وأبو طالب يموت مشركا ؟ لاها لله . وبعد هذه الوصية أسلم روحه الطاهرة إلى بارئها والتحق بالرفيق الأعلى بعد أن أدى ما عليه تجاه الرسول والرسالة عند ذلك جاء

( عليه السلام ) إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) آذنه بموت أبيه أبي طالب ، فتوجع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) توجعا عظيما ، وحزن عليه حزنا شديدا ، ثم قال لعلي ( عليه السلام ) : امض يا علي فتول أمره ، وتول

غسله ، وتحنيطه ، وتكفينه ، فإذا رفعته على سريره فأعلمني . ففعل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ما أمره به ( صلى الله عليه وآله ) ، فلما رفعه على



- شيخ البطحاء أبو طالب - الحاج حسين الشاكري ص 94 :


السرير ، اعترضه النبي ( صلى الله عليه وآله ) فرق وحزن ، فأبنه بكلمة خالدة فيه ، وقال : وصلتك رحم ، وجزيت خيرا يا عم ، فلقد ربيت وكفلت صغيرا ، ونصرت وآزرت كبيرا ، ثم أقبل على الناس وقال : أم والله لأشفعن لعمي شفاعة يعجب بها أهل الثقلين .


فهذا الحديث وحده يكفي للدلالة على إيمان أبي طالب رضوان الله عليه ، ومن وجهين : أحدهما : أمر النبي ( صلى الله عليه وآله ) عليا ( عليه السلام ) أن يفعل به ما يفعل بأموات المسلمين من الغسل والتحنيط والتكفين دون الجاحدين من أولاده ، إذ

لم يكن حضر أحد منهم سوى علي أمير المؤمنين ( عليه السلام ) من المؤمنين ، وأما جعفر فكان يومئذ عند النجاشي ببلاد الحبشة ، وأما طالب وعقيل فكانا يومئذ حاضرين ، ولكنهما كانا مقيمين على خلاف الإسلام ، ولم يسلم واحد منهما بعد ، فخص بذلك عليا أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بتولية أمره وتجهيزه لمكان إيمانه ،



- شيخ البطحاء أبو طالب - الحاج حسين الشاكري ص 95 :


ولم يتركه لهما على رغم أنهما أكبر من علي سنا لمباينتهما له في معتقده ، ولو كان أبو طالب مات كافرا ، لما أمر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عليا بتولية أمره لانقطاع العصمة بين الكافر والمسلم ، ولتركه لهما كما ترك عمه الآخر أبا لهب

، ولم يعبأ بشأنه ، ولم يحفل بأمره ، وتولية علي تجهيزه من دون أخويه الذين هما أكبر منه ، شاهد قاطع على صدق إيمان أبي طالب وإسلامه .

والوجه الآخر : تأبين رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أبا طالب بهذه الكلمات الرائعة الخالدة ، والدعاء له ، وصلتك رحم وجزيت خيرا ، ووعد أصحابه بالشفاعة له التي يعجب بها أهل الثقلين ، وموالاته بين الدعاء له والثناء عليه .

لدليل قاطع على إسلام أبي طالب وإيمانه . ولم تكن الصلاة على أموات المسلمين مشرعة غير هذه الصلاة في صدر الإسلام ، حتى فرض الله سبحانه صلاة الجنائز فيما بعد ، ومثل ذلك صلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) على زوجته الطاهرة السيدة خديجة ، سلام الله عليهما . ثم رثى ( عليه السلام ) أباه أبا طالب بهذه الأبيات :

أبا طالب عصمة المستجير * وغيث المحول ونور الظلم
لقد هد فقدك أهل الحفاظ * فصلى عليك ولي النعم
ولقاك ربك رضوانه * فقد كنت للمصطفى خير عم


فتأمل ما ضمنه الإمام ( عليه السلام ) من معاني جليلة في أبياته هذه من الترحم والدعاء ، فلو كان أبو طالب مات كافرا لما كان يصلي عليه الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ويترحم عليه ، ويعلن على الملأ شفاعته له ، ولما ترحم عليه الإمام أمير

المؤمنين وأبنه بهذا التأبين الرائع بعد موته . فسلام عليه يوم ولد ، ويوم أسلم ودافع عن حوزة الإسلام ، ويوم مات ، ويوم يبعث حيا .


توقيع : سيدي محمد
من مواضيع : سيدي محمد 0 طلب لطميات ومواليد السيدة خديجة ام المؤمنين
0 ينابيع المعاجز - السيد هاشم البحراني
0 بعض رواديد العراق/ الرمضان
0 ما هو الطلاق البائن؟
0 ما معنى التعرب بعد الهجرة؟
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 08:14 AM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2025
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية