| 
	 | 
		
				
				
				شيعي حسيني 
				
				
 |  
| 
 
رقم العضوية : 480
  |  
| 
 
الإنتساب : Oct 2006
 
 |  
| 
 
المشاركات : 18,076
 
 |  
| 
 
بمعدل : 2.60 يوميا
 
 |  
| 
      
 |  
| 
 |  
		
 
  
					 
  
  
			
			
			
			
  
 | 
	
	
		
		
		
المنتدى : 
المنتدى العام
 
عوامل تخلق الحسد فی النفس 
			
			
			 
			
			بتاريخ : 23-04-2007 الساعة : 12:41 PM
			
			 
			
			 
		
		
 
 
على ضوء هذه النظرة للحسد ، فإنّنا يمكن أن نشخّص العوامل والأسباب الرئيسة التي تخلق حالة الحسد في النفس ، وكما هو معلوم طبياً فإنّ التشخيص نصف العلاج : 
  
1 ـ اللؤم والخبث وسوء الطباع : 
  
إنّ النفس أمّارة بالسوء إلاّ ما رحم ربّي ، فالذي تحزنه أفراح الناس ويسرّه شقاؤهم ، ويتمنّى ـ من أعماقه ـ لو تمحق النعمة التي أنعم الله بها عليهم ، أو اكتسبوها بجهدهم الجهيد ، إنسان سيِّئ السريرة ، أي انّه يعيش حالة من المرض الاخلاقي الذي يجعله يرى النقص والذلّ في نفسه ، ويرى الآخر وهو منعّم بما هو محروم منه فيحسده تارة بالرغبة بأن تنتقل النعمة إليه ، وتارة بأن تتلاشى آثار النعمة عنه ، وكلا التمنيين خبث ودليل على الطبع السقيم . 
  
2 ـ التنافس والمزاحمة : 
  
ولمّا كانت الدنيا دار لهو ولعب وتفاخر وتكاثر ، فإنّ السباق فيها محموم لدرجة الرغبة الطاغية لدى بعض المتسابقين أن يروا منافسهم مصاباً بإصابة معيقة حتى لا يدخل معهم ميدان السباق . فالتنافس إمّا أن يكون شريفاً بحيث يقود إلى النتائج الطيبة ويستنفر الطاقات ويطوّر الإمكانات والمواهب في طريق الخير والإبداع وهو الذي عبّر عنه القرآن الكريم بقوله تعالى : (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ). 
  
وإمّا أن يكون تنافساً مريضاً يؤدي إلى الحسد والبغضاء والتحاقد وربّما انتهى إلى الثأر والانتقام . ولذا تجد أنّ التحاسد بين أصحاب الحرفة أو المهنة الواحدة على أشدّه ، لأنّهم يتنافسون على الزبائن وكسب السمعة وزيادة الأرباح ، وإزاحة المنافسين عن الطريق باتباع أساليب رخيصة في التشويش والتشويه ، فما لم يتمكّنوا من تحقيقه في خط مستقيم لا يتورعون عن بلوغه في السير بخط مائل . 
  
3 ـ الأنانيـة : 
  
فالحسود لا يفكّر إلاّ بنفسه حتى وهو يفكّر بالمحسود ، ذلك لأنّ تفكيره ينصبّ على مزايا الشخص المحسود لأنّه يشعر بالنقص ويرى الكمال في محسوده ، في الوقت الذي يتوق فيه بل يتحرّق إلى أن يكون المتفوّق المتفرّد بين أصحابه وأقرانه ، ولأنّه لا يرى إلاّ نفسه فهو لا يطيق رؤية غيره أفضل منه حتى ولو كانت أفضليته في شيء تافه أو حطام دنيوي لا قيمة معتبرة له . 
  
4 ـ استكثار النعمة : 
  
فالحسود يستكثر النعمة التي يتمتع بها المحسود ، وربّما رأى أنّه لا يستحقها وبالتالي فهو يتهم الله في عدالته ، وكنتيجة لذلك تراه يزدري الحسود وينتقص من قدره ، ويحاول بصورة وبأخرى أن يشوّه نصاعة النعمة أو المزيّة التي يمتاز بها محسوده في محاولة خبيثة لذرّ الرماد في العيون حتى لا يرى غيره حسنات محسوده فيعجبون به ويميلون إليه . 
  
5 ـ التقدير السيِّئ للأمور : 
  
الحسود لا ينظر إلى الأمور نظرة طبيعية ، فالحسد الذي يغلي في داخله يجعله يبالغ في تقويم النعم والمزايا والمواهب التي يمتلكها الآخرون للدرجة التي يتصور معها أ نّه يتعذّر عليه الوصول إلى ما وصلوا إليه ، وهذا هو السبب الذي يدفعه إلى أن يتمنّى نسف تلك المزايا والنعم عنهم حتى لا يبدو الفارق كبيراً بينه وبين محسوديه . 
  
ولو أنّ الحسود أعاد النظر في الأمور المبالغ فيها ، ورأى أنّها تقع في حدود الإمكان ، وأنّه وإن افتقد بعض ذلك ، فهو يمتاز على غيره بما يفتقدونه ، وبالتالي فإن هذه النظرة المتوازنة سوف تجعله يحاصر خواطر الحسد في نفسه بل ويحاسبها عليها حتى لا تتحوّل إلى حالة سلبية ضاغطة تتحكم في مشاعره وسلوكه . 
  
م
  
		
 |  | 
		
		
		
                
		
		
		
	
	
 | 
 
| 
 | 
		
 |   
 |