أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني
الشروح قوله : ( باب مناقب فاطمة - بنت رسول الله - ) أي بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وأمها خديجة عليها السلام ، ولدت فاطمة في الإسلام ، وقيل : قبل البعثة ، وتزوجها علي رضي الله عنه - السيدة فاطمة - بعد بدر في السنة الثانية ، وولدت له وماتت سنة إحدى عشرة بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - بستة أشهر - السيدة فاطمة - وقد ثبت في الصحيح من حديث - ص 132 - عائشة ، وقيل : بل عاشت بعده ثمانية وقيل : ثلاثة . وقيل : شهرين . وقيل : شهرا واحدا ، ولها أربع وعشرون سنة وقيل غير ذلك فقيل : إحدى وقيل : خمس وقيل : تسع وقيل : عاشت ثلاثين سنة وسيأتي من مناقب فاطمة في ذكر أمها خديجة في أول السيرة النبوية . وأقوى ما يستدل به على تقديم فاطمة على غيرها من نساء عصرها ومن بعدهن ما ذكر من قوله - صلى الله عليه وسلم - أنها سيدة نساء العالمين - مناقب السيدة فاطمة - إلا مريم ، وأنها رزئت بالنبي - صلى الله عليه وسلم - دون غيرها من بناته فإنهن متن في حياته فكن في صحيفته ومات هو في حياتها فكان في صحيفتها ، وكنت أقول ذلك استنباطا إلى أن وجدته منصوصا : قال أبو جعفر الطبري في تفسير آل عمران من التفسير الكبير من طريق فاطمة بنت الحسين بن علي : إن جدتها فاطمة قالت :
دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوما وأنا عند عائشة فناجاني فبكيت ، ثم ناجاني فضحكت ، فسألتني عائشة عن ذلك فقلت : لقد علمت أأخبرك بسر رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فتركتني ، فلما توفي سألت فقلت : ناجاني فذكر الحديث في معارضة جبريل له بالقرآن مرتين وأنه قال : أحسب أني ميت في عامي هذا ; وأنه لم ترزأ امرأة من نساء العالمين مثل ما رزئت ، فلا تكوني دون امرأة منهن صبرا ، فبكيت ، فقال : أنت سيدة نساء أهل الجنة - مناقب السيدة فاطمة - إلا مريم فضحكت
. قلت : وأصل الحديث في الصحيح دون هذه الزيادة .
قوله : ( وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - :
هو طرف من حديث وصله المؤلف في " علامات النبوة " وعند الحاكم من حديث حذيفة بسند جيد
أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - ملك وقال : إن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة
وقد تقدم في آخر أحاديث الأنبياء ما ورد في بعض طرقه من ذكر مريم عليها السلام وغيرها مشاركة لها في ذلك .
قوله : ( بضعة ) بفتح الموحدة وحكي ضمها وكسرها أيضا وسكون المعجمة أي قطعة لحم .
قوله : ( فمن أغضبها أغضبني ) استدل به السهيلي على أن من سبها فإنه يكفر - مناقب السيدة فاطمة - ، وتوجيهه أنها تغضب ممن سبها ، وقد سوى بين غضبها وغضبه ومن أغضبه - صلى الله عليه وسلم - يكفر وفي هذا التوجيه نظر لا يخفى
- ص 133 - أجاب عنه بعض الأئمة بتقدير ثبوته بأن ذلك كان متقدما ، ثم وهب الله لفاطمة من الأحوال السنية والكمال ما لم يشاركها أحد من نساء هذه الأمة مطلقا والله أعلم .
وقد مضى تقرير أفضليتها في ترجمة مريم من حديث الأنبياء ، ويأتي أيضا في ترجمة خديجة إن شاء الله تعالى .
الشروح - ص 569 - قوله صلى الله عليه وسلم : ( خير نسائها مريم بنت عمران ، وخير نسائها خديجة بنت خويلد ، وأشار وكيع إلى السماء والأرض )
أراد وكيع بهذه الإشارة تفسير الضمير في نسائها ، وأن المراد به جميع نساء الأرض ، أي كل من بين السماء والأرض من النساء ، والأظهر أن معناه أن كل واحدة منهما خير نساء الأرض في عصرها ، وأما التفضيل بينهما فمسكوت عنه . قال القاضي : ويحتمل أن المراد أنهما من خير نساء الأرض ، والصحيح الأول .