الكتاب : بحار الأنوار
المؤلف : العلم العلامة الحجة فخر
الامة المولى الشيخ محمد باقر المجلسيى " قدس الله سره "
الناشر : مؤسسة الوفاء - بيروت - لبنان
عدد الأجزاء : 110
مصدر الكتاب : موقع يعسوب الدين عدا الجزء الثالث بعد المائة فانه اخذ من موقع الكوثر .
[ الكتاب مرقم آليا موافق للمطبوع ]
جزء 16 / صفحة[ 348 ]
وأقسم بحياته في كتابه، فقال جل ثناؤه: " لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون " أي وحياتك يا محمد، وكفى بهذا رفعة وشرفا من الله عز وجل ورتبة .
-فر: علي بن محمد بن مخلد الجعفي معنعنا عن الاعمش قال: خرجت حاجا إلى مكة، فلما انصرفت بعيدا رأيت عمياء على ظهر الطريق تقول: بحق محمد وآله رد علي بصري، قال: فتعجبت من قولها وقلت لها: أي حق لمحمد وآله على الله ؟ إنما الحق له عليهم، فقالت: مه يا لكع والله ما ارتضى هو حتى حلف بحقهم، فلو لم يكن لهم عليه حقا ما حلف به، قال: قلت: وأي موضع حلف ؟ قالت قوله: " لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون " والعمر في كلام العرب الحياة قال فقضيت حجتي ثم رجعت فإذا بها مبصرة في موضعها وهي تقول: أيها الناس أحبوا عليا فحبه ينجيكم من النار، قال: فسلمت عليها وقلت: ألست العمياء بالامس تقولين: بحق محمد وآله رد علي بصري ؟ قالت: بلى، قلت: حدثيني بقصتك، قالت: والله ما جزتني حتى وقف علي رجل فقال لي: إن رأيت محمدا و آله تعرفينه قلت: لا ولكن بالدلالة التي جاءتنا، قالت: فبينا هو يخاطبني إذ أتاني رجل آخر متوكئا على رجلين فقال: ما قيامك معها ؟ قال: إنها تسأل ربها بحق محمد وآله أن يرد عليها بصرها فادع الله لها، قال: فدعا ربه ومسح على عيني بيده فأبصرت، فقلت: من أنتم ؟ فقال: أنا محمد وهذا علي، قد رد الله عليك بصرك اقعدي في موضعك هذا حتى يرجع الناس وأعلميهم أن حب علي ينجيهم من النار.
بحار الأنوار / جزء 90 / صفحة [145]
ومنه قال: كنية النبي صلى الله
عليه وآله في القرآن قوله: " لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون " (5) وأقسم الله به في
القرآن في قوله عزوجل: " والنجم إذا هوى " يعني رسول الله صلى الله عليه وآله.
[ 148 ]
و نظما قول الشّيخ صفيّ الدّين في مدح النّبي صلّى اللّه عليه و آله :
كم بين من أقسم اللّه العليّ به
و بين من جاء باسم اللّه في القسم
فانّ مطلوبه تفضيله عليه السلام على ساير الأنبياء ، و احتجّ على ذلك بقسم اللّه سبحانه به في قوله :