قد يعتقد المثقف انه اله , او انه روح اله متجلية في جسده و عقله
فنراه ينظر للاخرين بتعال
بل تصل به النوبة , الى احتقار من حوله , و عدم الاستماع لهم
و اذا رأيته احيانا صامتا , فاعلم بانه يحضر لكلام سيلقيه بعد انتهاء محدثه من كلامه , و ليس صمته دليل على استماعه او تحليله لكلام محدثه
خصوصا و انه معتقد بان محدثه لا يفقه شيئا !!
ينطبق على صديقنا المثقف بيت نزار قباني في رائعته ( السيرة الذاتية لسياف عربي ) حينما يصف تفكير عقله :
علموني ان ارى نفسي الها
و ارى الشعب من الشرفة رملا !!
هذا المثقف , بما حوى من معلومات في شتى العلوم , لم تستطع تلك العلوم من جعله انسانا كاملا , متخلقا باخلاق اهل العلم و الكمال ..
اذ ان صفة اهل العلم و الكمال تعرف باحتقاره لنفسه كلما زاده الله بسطة في العلم و العقل و الكمال
فكلما اقترب من الكمال , كلما ادرك في قرارة ذاته و نفسه انه احقر الخلق و افقرهم لله ..
فلا تراه متكبرا و لا متعاليا , و تراه ينصت اكثر مما يتحدث , و يستفيد من كل شيء يدور حوله ..
فهو يرى ان ( في كل ما تراه عينك لعبرة ) ..
لكن اهل النقص , ممن لبسوا عباءة المثقفين , و تزينوا بها بظاهرهم , دون ارتداءها روحا و جوهرا و عملا , تراهم متكبرين , لا يرون في الناس اهل علم الا انفسهم !
تجلس معه فلا يجعلك تتحدث
و حينما يتحدث اليك تشعر معه بالجمود , و حينما يخاطبك , يحاول الانتقاص منك , بان يكرر عليك بعض العبارات الواضحة , و يقول لك افهم هذا , او ركز على هذا او احفظ هذا ..
يعيد عليك معلومات انت قد قرأتها او هضمتها منذ عشر سنوات ,
و حينما تقوم من عنده , بعد ان تسكت في حضرته لتكبره و لاحتكاره الحديث ..
يقول عنك , انه لست بالمستوى المطلوب , فهو غير مثقف , او لا يوجد عنده معرفة !!
مشكلة عويصة متمثلة بعدم فقاهة امثال هؤلاء بادب الكلام , و ادب المجالس و لياقتها , و فوق ذلك كله , اعتقادهم بانهم الوحيدون الذين يعرفون , و غيرهم جلهة لا يفقهون شيئا ...
العرض الشجري