فإن تكرار هذه الحادثة خير دليل على أنّ الامامين عليهما السلام كانا دائمي الاحتجاج على أبي بكر وعمر، حيث تمّت عليهما الحجّة من خلال هذا النصّ ايضاً.
سابعاً: اعتراف الخليفتين بان الخلافة غصبيّة
ونستلهم ذلك من قولهما أنّ ليس لأبيهما منبر، وهذا نصّ صريح بان الخلافة غصبيّة
ومن الجدير بالذكر ان ابا بكر وعمر لم يحتجّا على الحسن والحسين عليهما السلام بالشورى وغيرها من السفاهات.
ثامناً: كان الخليفتين ينتظران من الامام علي عليه السلام أيّ شيء لاتهامه، وذلك صريح في ذيل الرواية، حيث قال علي عليه السلام فوراً: " والله ما أمرت بذلك "، فحلف علي عليه السلام ليس خوفاً بل حقيقة وهذا ما صرّح به الامام السبط عليه السلام.
وهناك قرينة اخرى على ذلك، وهي قول عمر: " والله ما اتهمناك ".
نعم؛ فعمر لم يتّهم علياً عليه السلام ظاهراً، إلاّ أنّه اتّهمه باطناً، بدليل الروايات الاخرى حيث استجوب عمر الحسينَ عليه السلام.
كما ان قول عمر: " والله ما اتهمناك " فيه شاهد متين على ان عمر وغيره كانوا ينتظرون من الائمة عليهم ايّ شيء لاتّهامه.
هذا باختصار شديد
وهناك دلالات اخرى نذكرها لاحقاً إذا سنحت لنا الفرصة
عندما نظر اهل الخلاف الى ان هذه الرواية في الكثير من الدلالات التي تهدم عقيدتهم لجؤوا ـ كعادتهم ـ الى تحريف المعاني، وتأويلها، ولفّ عنق النص، والاستهانة بعقول الناس
الشبهة الاولى: الامام الحسين عليه السلام صغير السنّ، وكلام صغير السنّ ليس ككبيره
الشبهة الثانية: أن قصد الامام الحسين عليه السلام " منبر ابي " يعني منبر رسول الله صلى الله عليه وآله ولم يقصد منبر علي عليه السلام
الشبهة الثالثة: أن قول عمر: " ما انبت الشعر على رؤوسنا الا الله ثم انتم " ليس فيه الاّ أنّ النبوّة كانت في بيوتكم فبها ارتفعنا وعلونا، فالشعر كناية عن الرفعة والعلو
الشبهة الرابعة: ان الامام الحسين عليه السلام لم يكرر هذا الامر ابداً، ولم يكن في قلبه شيئ تجاه عمر.
الشبهة الخامسة: ان الامام الحسين عليه السلام كان يحترم عمر، ولذلك سمع كلامه واقتنع به.
الشبهة السادسة: في الرواية إشعار ان عمر كان يعظّم اهل البيت عليهم السلام ويحترمهم.
الشبهة السابعة: ـ بحسب المعتقد الشيعي ـ فانه ينبغي على الحسنين التقيّة الواجبة لحقن الدم ـ مثل الامام علي عليه السلام ـ.
سياتي الاجابة عنها واحدةً تلو الاخرى ان شاء الله
وان شاء الله لا يبخل علينا الاخوة الاكارم بتعليقاتهم واضافاتهم اللطيفة والمفيدة