ترويض الروح لتقبل اللطائف الآلهية يحتاج لمسير طويل ويحتاج لكدح شديد لأن الهدايا الربانية ليست كالهدايا ولأن الرضوان الرحماني ليس بعده بهجة وفرح ولذا لابد أن تتفتح أبواب الروح بعمق الدعاء:
(وأعلم أنك للراجين بموضع إجابة وللملهوفين بمرصد إغاثـة وأن في
اللهف إلى جودك والرضا بقضائك عوضا من منع الباخلين ومندوحـة عمـا
في أيدي المستأثرين وأن الراحل إليك قريب المسافـة وأنك لا تحجـب عـن
خلقك إلا أن تحجبهـم الأعمـال دونـك )
وما أجمل أن تذرف دموع التوسل والتضرع والتحبب وما أجمل أن تبدي الوله نحو رحمة الرحمن ونحو كرمه وعفوه وما أروع أن تنسج خطاب التذلل في حضرة الله الكريم وأن تلقي بمسائلك بلا حدود:
( إذا رأيت
مولاي ذنوبـي فزعـت وإذا رأيـت كرمك طمعـت فإن عفوت فخير راحم
وإن عذبت فغير ظالم حجتـي يا الله في جرأتـي على مسألتك مع إتياني ما
تكره جودك وكرمك وعدتـي في شدتي مع قلة حيائـي رأفتـك ورحمتك و
قد رجوت أن لا تخيب بين ذين وذين منيتـي فحقق رجائـي واسمع دعائـي)