أحبار زرقاء ... ( 6 )
رجل كبير قضى عمره في العمل رغم ضعف بصره ، كان ودودا ًمع زوجته رحيـــما ً
بها غير أنها كانت لايرضيها العجب والصيام في رجب ؛ تنفق المال دون أن تــــعرف
قيمته المهم أنها لا تبقي منه شيئا ً، علمت أولادها على ذلك رغما ًعن زوجها.
ولأنه كان يترك البيت باستمرار للعمل وللهروب من زوجته التي كانت تصطنع الجدال
اصطناع نشأ الأولاد البنين والبنات على طباع الأم .
قرر أن يبدأ بجمع المال بعيدا ًعن زوجته بعد إعطائها كفايتها ؛ دون أن تعلم بذلك طبعا ً
تزوج اولاده وتركوه وحيدا ًمع زوجته ؛ وبدأت صحته وعافيته تخونه ؛ حتى أوقـــع به
المرض وأصبح طريح الفراش .
وفي احد الأيام كان محموما ًجدا ً؛ فبدأ يهذي بكلام غير مفهوم اتضح من خلاله أنه يخفي
شيئا ًسرعان ما حزرته الزوجة الأم ؛ وظل ذلك الحدث شغلها الشاغل إلى أن عرفت مـن
مصادرهاأن زوجها ابتاع بيتا ًجديدا ًبأموال كان يدخرها ؛ فجن جنونها وبدأت تنافح كي
تحصل على سند ملكية البيت ...
إلى أن خطر ببالها فكرة جهنمية وبمساعدة بعض أولادها الذين يشابهوهها طبعا ًوطمعا ً
ولأن الجميع عرف بسر البيت الجديد وأيضا ًلأنهم كانوا دائما ًيجلسون حول والدهم في
مرضه ؛ تحينت فرصة مغادرة بعضهم من ثم أخذت الرجل الكبير كما زعمت إلى طبيب
كي يراه ويصف له الدواء المناسب ...
لكن أولادها من الطرف الآخر حزروا سبب ذهابها بوالدهم ذلك اليوم من خلال أحبار
زرقاء وجدوها على ابهام يد الرجل الكبير...
**************************************
كما أن الزوجة سكن ومودة ورحمة ممكن أن تكون نقمة ... فاختر لبيتك زوجة صالحة
تسعدك وتسرك وتقوم بأمرك وتربي أولادك على حب الله ...
من ركل القطة ( 7 )
كان رجل يعمل سكرتيرا لمدير سيء الأخلاق مع الناس ,, كان يراكم الأعمال على نفسه .. ويحملها مالا تطيق .. ... صاح بسكرتيره يوماً ... فدخل ووقف بين يديه !
صرخ فيه : اتصلت بهاتف مكتبك ولم ترد ..
قال : كنت في المكتب المجاور ... آسف
قال بضجر : كل مرة آسف .. آسف .. خذ هذه الأوراق .. واعطها لرئيس قسم الصيانة .. وعد بسرعة ...
مضى السكرتير متضجراً ... وألقاها على مكتب قسم الصيانة .. وقال : لا تؤخرها علينا ..
تضايق الرجل من أسلوب السكرتير وقال : طيب ضعها بأسلوب مناسب !
قال : مناسب ... غير مناسب .. المهم خلصها بسرعة .. تشاتما حتى ارتفعت أصواتهما .. ومضى السكرتير إلى مكتبه
وبعد ساعتين اقبل احد الموظفين الصغار في الصيانة إلى رئيسه وقال : سأذهب لأخذ أولادي من المدرسة وأعود ...
صرخ الرئيس : وأنت كل يوم تخرج ..
قال : هذا حالي من عشر سنوات ... أول مرة تعترض عليَ ..
قال : أنت مايصلح معك إلا العين الحمراء ..ارجع لمكتبك
مضى المسكين لمكتبه متحيراً من هذا الأسلوب ... وصار يجري اتصالات يبحث عمن يوصل أولاده من المدرسة للبيت ..حتى طال وقوفهم في الشمس .. وتولى احد المدرسين إيصالهم .
عاد هذا الموظف إلى بيته غاضباً .. فأقبل إليه ولده الصغير معه لعبة ... وقال : بابا ..هذه اعطانيها المدرس لأنني ...
صاح به الأب : اذهب لامك .. ودفعه بيده ..
مضى الطفل باكياً إلى أمه ..
فأقبلت إليه قطته الجميلة تتمسح برجله كالعادة ...فركلها الطفل برجله فضربت بالجدار ...
السؤال :
من ركل القطة ؟
أظنك تتبسم .. وتقول المدير
صحيح المدير .. لأنه ضغط نفسه حتى انفجر ..فانفجر من حوله
لماذا لا نتعلم فن توزيع الأدوار ؟ ..والأشياء التي لا نقدر عليها نقول بكل شجاعة ... لا نقدر !!
خاصة أنك إذا ضغطت نفسك فإن تصرفاتك قد تتعدى ضررها إلى أقوام لم يكونوا طرفاً في المشكلة أصلاً
كن صريحاً مع نفسك ... جريئاً مع الناس .. واعرف قدراتك..والتزم بحدودها
بين القرد والأسد ( 8)
زوجان ذهبا معا إلى حديقة الحيوان فوجدوا القرد يلعب مع زوجته،،،
فقالت له: يالها من قصة حب رائعة!!
وعندما ذهبا إلى قفص الأسود وجدا الأسد يجلس صامتا بينما زوجته تبعد عنه قليلا
فقالت له: يالها من قصة حب مأساوية!!!
فقال لها: ألقي هذه الزجاجة الفارغة تجاه زوجته وشاهدي ماذا سيفعل!!!
وعندما ألقتها هاج الأسد وصاح من أجل الدفاع عن زوجته!!!!
وعندما ألقتها على قفص القرود ترك القرد زوجته هاربا حتى لا تصيبه الزجاجة!!!
فقال لها: لا تنخدعي بما يظهره الناس أمامك ..
فهناك من يخدعون الناس بمشاعرهم المزيفة
وهناك من يحتفظون بمشاعرهم داخل قلوب بالحب مغلفة
حكمة فـي قمة الروعة
ما اكثر القرود وما اقل الاسود.
أحمر القدمين ... ( 9 )
كان يعامل زوجته بقسوة ويهينها أمام أبوه وأخوته ، ويصـــر على أن تلد لــه الأولاد
الذكور يقول لها وبلهجة أهل الأرياف :- " أريد حمرْ رجلين ... أريد حمرْالرجــلين"
كناية عن المولود الذكر بعد أن أنجبت له بنتين.
وبعد مدة انفصل عن أبوه وإخوته في بيت مستقل ؛ وانجبت له الولد الذكر ففرح به
فرحا ًشديدا ًوتميز بمعاملته عن أخواته البنات من ثم أنجبت له الثاني والثالث والرابع
فلما أكتفى عاد يعامل الجميع بقسوة ؛ إهانة وضرب ويعايرهم بلقمة العيش وتوفــــير
سبل الحياة ، وكانت البنتان تحصلان على النصيب الأوفى من ذلك من الأب من ثم
من الأولاد الذكور عندما كبروا وأخذوا طباع الأب .
مرت السنين وتزوج الأولاد وأقتطع بعضهم جزء من أرض البيــــــــت الكبــــــير
واستقل بحياته وبعضهم غادر البيت الكبير ليعيش بمفرده مع زوجته من ثم عائــلته
الجديدة ؛ تزوجت أيضا البنتين وبما قسم الله لهما ورضيتا العيش الجديدرغم مرارته
وتسبب الأب فيه بجبروته وقسوته وفرض أوامره .
ولأن الله يمهل ولا يهمل تشاجر الأب مع بعض جيرانه شجارا ًقويا ًجعله طريــــح
الفراش أياما ًوليال ٍطويلة ؛ لايدري بما حواليه ؛ فهو فاقد لوعيـــه إلا مــن أنة هنا
وتوجع هناك ,عندما استرد بعضا ًمن قواه وفتح عينيه رأى شخصا ًواحدا ًيدورفيما
حواليه يرتب له الأغراض ويلملم الحاجيات يقترب منه ويبتعد كالنحل لايكل ولايمل
دقق فيه النظر ؛ركز عليه بصره بعدهادمعت عيناه وتبادلا البكاء معـــــا ًالأب وبنـته
الكبرى ...
كيفما تعامل الناس يعاملوك ... ازرع المحبة والحنان والإحسان في من حواليك
ستحصل على نبتة مورقة بكل ذلك وأكثر...