العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية المنتدى العقائدي

المنتدى العقائدي المنتدى مخصص للحوارات العقائدية

إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

الصورة الرمزية melika
melika
شيعي حسيني
رقم العضوية : 480
الإنتساب : Oct 2006
المشاركات : 18,076
بمعدل : 2.63 يوميا

melika غير متصل

 عرض البوم صور melika

  مشاركة رقم : 1  
كاتب الموضوع : melika المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي دور المراقد المقدسة في ترسيخ العلاقات بين الشعوب
قديم بتاريخ : 07-11-2007 الساعة : 03:02 PM


دور المراقد المقدسة في ترسيخ العلاقات بين الشعوب
إن المراقد المقدّسة في الجزيرة العربية والعراق وإيران ومصر وسوريا وفلسطين المغتصبة، وبالذات في المدينة المنورة والنجف الأشرف وكربلاء المقدسة والكاظمية المشرّفة ومشهد المقدّسة وسامراء المشرّفة ودمشق والقاهرة والقدس الشريف، كانت سبباً مباشراً في توثيق عرى الأخوّة والمحبة بين الشعوب الإسلامية على اختلاف لغاتها وجنسياتها.
إنّ تدفّق الملايين سنوياً لزيارة العتبات المقدسة وتوقّف الكثير منهم في المدن المقدسة فترة طويلة، بل وهجرتهم أحياناً واستقرارهم الدائم، كان ذلك سبباً في توثيق أواصر العلاقة بين الشعوب الإسلامية وخَلْق وحدة تلقائية وواقعية، وتكوين مجتمع إسلاميّ متسامح يألف بعضُه البعضَ الآخر دون أدنى نزعة عصبية أو قومية.
وعندما استعمرت الدول المنتصرة في الحرب العالمية الأولى معظمَ بقاع العالم الإسلامي سعت إلى تمزيقه وشقّ وحدته وتقسيمه (57)، فأضحى عالمنا الإسلامي مجموعة من الدول والإمارات المتنافرة، تتنازع حكوماتها على أتفه الأسباب وتختلق المبررات والأعذار الواهية في سبيل ذلك، فتشنّ الحروبَ الشرسة (58) وتغلق الحدود، ويهلك الحرث والنسل وتُبدد ثروة المسلمين الاقتصادية التي أنعمها الله على تلك البلدان.
لقد واجه الاستعمار صعوبة ومشكلة كبيرة في فصل ارتباط هذه الشعوب وتقارب بعضها مع البعض الآخر، وما زالت هذه المنطقة هي العقبةَ الأساس حتّى يومنا هذا، فهي تقف عائقاً أمام تمرير الخطط والمؤامرات التي تحيكها الدول الكبرى للسيطرة على المنطقة باستمرار.
فكثيراً ما قُطعت العلاقات الدبلوماسية بين الدول الإسلاميّة كخطوة سلبية يَقْدم عليها الحاكم المسلم بتوجيه وضغط من دولة كبرى في أغلب الأحيان والحالات، ولكن تُضطَر هذه الحكومة وهذا الحاكم الإسلامي للتراجع أمام مدّ المطالبة الشعبية لإرجاع العلاقة بين الشعبين إلى سابق عهدها من القوة والمتانة التي أساسها التاريخ والدين والمصير المشترك الواحد.
لقد كان دور المراقد واضحاً ومؤثّراً في تنمية وتعميق العلاقات بين الشعوب الإسلاميّة على اختلاف قومياتها ومشاربها، ولعلّنا نرى قوافل الزائرين تنطلق باتّجاه المراقد بمجرّد عودة العلاقات الدبلوماسية وفتح الحدود بين البلدين (59)، وغالباً ما أُدرِجت في محاضر وأجندة الاجتماعات واللقاءات السياسية بين المتخاصمين كقضيّة مهمة وساحنة بل كمحور تفاوضي تستفيد منه الحكومات في تخفيف نسبة التوتّر بين البلدين وتطبيع العلاقة بينهما (60).
فالعلاقة التاريخية بين شعبين مسلمين خاضا حرباً سابقة (61)، وجنحا إلى السلام، سرعان ما تعود إلى قوّتها ومتانتها بعد طول جفاء وخصام، ويكون المرقد الطاهر النبعَ الصافي الذي يغرف منه المتخاصمون أصول الرحمة والسلام والمحبة والأخوّة، والمَرْشح الذي ينقّي كلَّ ما علق من خلاف ونزاع وضغينة سبّبتها سنين الحرب وأعوام النزاع العجاف.

من مواضيع : melika 0 سلیمانی فینا ونحن ....................فیه
0 بكل وقاحة ... أكاديمي كويتي يحرّض السعودية للتدخل عسكرياَ في العراق !
0 استنكار شديد لاستهتار شاعر سعودي بالقرأن الكريم
0 هنیئا لکل العرب والمسلمین ...
0 هذه الفيتامينات تعزّز القدرات العقلية…لا تهملوها!

الصورة الرمزية melika
melika
شيعي حسيني
رقم العضوية : 480
الإنتساب : Oct 2006
المشاركات : 18,076
بمعدل : 2.63 يوميا

melika غير متصل

 عرض البوم صور melika

  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : melika المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي الدور الثقافي للمراقد
قديم بتاريخ : 07-11-2007 الساعة : 03:04 PM


إن للثقافة مفهوماً عاماً، حيث إنها تحتضن مجموعة من الأمور، ولعلّ من أهمها، الفكر، الأدب، الإعلام.. فكل هذه الأمور منضوية تحت سقف الثقافة غايتها ومؤدّاها تنوير الإنسان الذي يشكّل اللبنة الأساس للمجتمع، ولا يمكن الاستغناء عنها في مسيرة الحياة الفردية أو الاجتماعية.
فالتعليم يشكّل أبجدية الثقافة؛ إذ بدونه يستعصي على الإنسان اقتحام أغلب جوانب الثقافة، وللمراقد دور فاعل في تنشيط حركة التعليم؛ وذلك لأن زيارة المراقد تُصنَّف مرتبتها عند الإمامية دون الواجب وفوق الاستحباب؛ لتأكيد أئمة المسلمين على ضرورة ممارستها ولو في أصعب الظروف كما اعتبروا تركها من الجفاء المَقيت. وللزيارة طقوس متنوّعة أهمها تلاوة نصوص معينة ـ تُسمّى الزيارة ـ في كلّ مناسبة، وقد حثّت الروايات على تلاوتها، فعندها يسعى الزائر إلى تعلّم القراءة كحدّ أدنى ـ وبالأخص في تلك الحقبة الزمنية ـ ليتمكن من قراءة تلك النصوص أوّلاً، كما أنه يسعى إلى فهم معانيها ثانياً، ليستوعب المقصود منها خضوعاً لنص بعض الزيارات « عارفاً بحقك » (62) والتي من سُبلها استيعاب تلك الفضائل والأمور المتضمّنة لها الزيارات، وبذلك يتجاوز المرء مرحلة الأمية ويُعدّ في عداد المتعلمين، وعندها يشعر بحلاوتها فيندرج في كسب العلم والمعرفة. ومن حركة الزيارة الدؤوب والمتواصلة طوال السنة في المناسبات الخاصة والعامة وتوافد الزائرين من أقطار العالم كافة، نشأت حركة تعليم اللغة العربية أيضاً إلى جانب لغة الزائر.
وفي ظل أجواء التوافد هذه وبالأخص لزيارة مرقد الإمام الحسين عليه السّلام والذي تُعَدّ مدينته من أكثر المدن المقدسة في العالم الإسلامي استقبالاً للزوّار، حيث ذكرت بعض المصادر الخبرية الرسمية أن عدد الزائرين الذين أمّوا مدينة الحسين عليه السّلام في موسم الأربعين من شهر صفر لعام 1417 هـ بلغت سبعة ملايين زائر (63) من كافة الأصقاع، ومن شأن هذا النشاط والحركة على طول التاريخ أن تتبلور فيه الثقافات وتلتقي الحضارات فتتولّد في ظلها حركة فكرية كتعبير لازم وأثر حتمي لهذه الحالة، وبالفعل فقد نشأت وترعرعت مجموعة من المذاهب الفكرية التي كان لها دور مهم في تغيير المسار الفكري والعلمي في فترات زمنية مختلفة، ومن تلك الحركات الفكرية التي كانت لها صولات وجولات في هذه المدينة بالذات الحركة الإخبارية بقسميها (64) على سبيل المثال لا الحصر، والحركة الأُصولية التي لها الفضل في وضع الأسس المتينة في الفقه الإمامي، إلى جانب الحركات العقائدية.
ومن حتميات النهضة الفكرية الشاملة ولادة الحركة العلمية، وبالفعل فقد شهدت هذه المدينة العريقة والأصيلة حماسة علمية دؤوباً ومتنامية قلما تضاهيها مدينة أخرى.
فمنذ القرن الأول وفي ظل هجرة كبار الرواة والعلماء إلى جوار مرقد سبط الرسول الأعظم صلّى الله عليه وآله الإمام الحسين عليه السّلام أخذت المدينة تبني دعائمها العلمية، وشهدت القرون التالية ظهورها كمدينة علمية بارزة ومرموقة تبوأت جامعتُها العلمية مكانةً سامية، ولكنها كانت تخضع دوماً لعملية المد والجزر نتيجة الوضع السياسي الذي أصابت آثارُه مجملَ البقاع المقدّسة بشكل عام، وهذه المدينةَ بشكل خاص.
ووُضعت نواة هذه النهضة العلمية ببناء المرقد الشريف للإمام الحسين عليه السّلام، فازدحم العلماء والرواة وأصحاب القلم والفكر وأحاطوا بالروضة المباركة مستغلّين الغرف المحيطة بها والأروقة المشيّدة حولها، حتّى عجَّ الصحن الشريف بالدارسين والأساتذة من أصحاب العلم والفكر، مما حدا بالسلطان عضد الدولة (65) إلى تأسيس مدرسة علمية (66) لاستيعاب هذا النشاط العلمي وذلك لأول مرة في تاريخ العراق على الإطلاق، وكان ذلك في الربع الأخير من القرن الرابع الهجري.
ومنذ قرونها الأولى خرّجت جامعة هذه المدينة المقدسة مئات العلماء والمفكرين وعشرات المراجع (67)، وزخرت مكتبتها العلمية بألوف المؤلفات (68) التي صنّفها وألّفها خريجو هذه الجامعة في شتى صنوف العلم والمعرفة، والتي على أثرها ازدهرت حركة الكتابة والخط في عموم المنطقة، وشهدت أرضها المقدسة إنشاء أول مطبعة في العراق (69).
ويُعدّ القرنان الثاني عشر والثالث عشر الهجريان العصرَ الذهبي لمدينة الحسين عليه السّلام من بين القرون من الناحية العلمية والفكرية، ولم تقتصر النهضة العلمية في هذه الجامعة على علوم الفقه والحديث والأصول، بل شملت العلوم العقلية والنقلية كافة، الإسلامية منها والعربية، إلى جانب علوم الطبيعة والفلك والطب وغيرها. وكان للمرأة دور بارز في تداول العلوم الإسلامية والعربية حيث ارتقت إلى مصاف العلماء الأعلام، وحاز عدد منهن مكانة علمية سامية كما سبقت الإشارة إليه في محله (70).
ومن الخليق بيانه أن هذه المراقد تُعتبر مركزاً للإلهام ومنهلاً للعلم، ولذا نجد أن كل المراقد المنتسبة إلى أهل بيت الرسول صلّى الله عليه وآله تُحاط بمجموعة كبيرة من حملة العلم والفكر والأدب، وفيها صروح للعلم بدءاً بمركز المدينة المنوّرة والنجف الأشرف وكربلاء المقدّسة والكاظمية المشرّفة ومشهد المقدّسة وسامراء المشرّفة وحيّ السيّدة زينب في دمشق والقاهرة وقم المقدسة والسيّد عبدالعظيم في الريّ إلى غيرها (71)، ممّا يدلنا على أن هذه المراقد تستقطب العلماء والمفكرين والأدباء، وتخلق من وجودهم مراكزَ للعلم والفكر والأدب.
ولا يخفى أن المركز العلمي يولّد طبقة لها اهتماماتها بالأدب بشكل عام وبالشعر بشكل خاص يوازي الحركة العلمية ويواكبها، وهذا ما نشاهده في المراكز العلمية كافة، فكلما زادت الحركة العلمية تألقاً زادت معها الحركة الأدبية نشاطاً واضطراداً، ولكنّ الذي يميّز مرقد الإمام الحسين عليه السّلام عن غيره من مراقد أهل البيت عليهم السّلام أنّ الإمام الحسين عليه السّلام بحد ذاته أصبح رافداً زاخراً ومنهلاً ثراً للأدب ونظم الشعر، وأصبح مرقده الشريف مهوىً للعشاق ومركزاً للإشعاع الأدبي الفريد من نوعه، يغرف منه القريب المجاور وينهل منه البعيد الزائر، وقد تطرّقنا إلى ذلك في محله (72).
وأيضاً ـ ومن خلال ما قدمناه من أدوار ـ يظهر جلياً الدور الإعلامي لهذه المراقد المقدسة، إذ تُعتبر مركزاً للتلاقي والانبعاث من جديد، وبما تحمله مواسم الزيارة من مقوّمات حقيقية للإعلام، فقد استغل العلماء والمفكرون والأحرار هذا التجمع الحاشد في تلك المواسم كنقطة انطلاق لنشر الفكر الإسلامي ومبادئه، وقد شُوهدت الحركة الإعلامية في الربع الأخير من القرن الرابع عشر الهجري وكيف كانت الكتيّبات والمنشورات بل الكتب الفكرية والعقائدية تُوزَّع باللغات الشرقية والغربية في مدينة الحسين عليه السّلام، بينما كان الخطباء ينتهزون هذه الفرصة لإلقاء المحاضرات والخطب الهادفة على الجماهير، بالإضافة إلى التجمّعات والمؤتمرات التي كانت تُقام في رحاب المرقد الحسيني وغيره من المراقد الشريفة، ومن الجدير بيانه أن أُولى الصحف الوطنية صدرت من كربلاء والنجف في قبال الصحف التي أصدرتها حكومة الاحتلال البريطاني والجيش العثماني من بغداد والبصرة (73).


من مواضيع : melika 0 سلیمانی فینا ونحن ....................فیه
0 بكل وقاحة ... أكاديمي كويتي يحرّض السعودية للتدخل عسكرياَ في العراق !
0 استنكار شديد لاستهتار شاعر سعودي بالقرأن الكريم
0 هنیئا لکل العرب والمسلمین ...
0 هذه الفيتامينات تعزّز القدرات العقلية…لا تهملوها!

الصورة الرمزية melika
melika
شيعي حسيني
رقم العضوية : 480
الإنتساب : Oct 2006
المشاركات : 18,076
بمعدل : 2.63 يوميا

melika غير متصل

 عرض البوم صور melika

  مشاركة رقم : 3  
كاتب الموضوع : melika المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي الدور الديني للمراقد
قديم بتاريخ : 07-11-2007 الساعة : 03:05 PM


غير خفيّة آثارُ ومعالم هذه الناحية على أحد، إذ أن الظاهرة الدينية في المجتمعات الإسلاميّة التي فيها مراقد الأئمّة عليهم السّلام تطغى على غيرها من الظواهر بشكل واضح وظاهر للعيان، فتُصبَغ التعاملات والسلوكيات والعلاقات الإنسانية بطابع ديني لا سبيل لإنكاره.
ويبدو واضحاً أن الدافع الديني والرغبة في بناء مجتمع فاضل كان الدافع الأساس لهجرة الناس وسكنهم بجوار المراقد، ولعل بناء وتشييد حاضرة مدينة كربلاء المقدسة المثالُ الصادق لما نقول.
وقد ترتّب على ضوء التزام أبناء هذه المدينة المقدسة وانقيادهم طواعية لأحكام وقواعد هذه الظاهرة منافع جمة، أهمها: أنّ الصفة الغالبة للعلاقة الاجتماعية والأُسرية التي تربطهم هي الحب والود والرحمة والتسامح والسلام، وهي أخلاق وشمائل جاهد صاحب هذه البقعة الشريفة وبذل النفس من أجل ترسيخها وزرعها في النفوس، حيث تختفي النزاعات والمشاكل الاجتماعية بينهم إلى حد بعيد، وأصبح من النادر مراجعتهم السلطات القضائية لحل نزاعاتهم وشكاواهم بل يميلون للذهاب إلى علمائهم وكبارهم لفصل الخصومات وللتحكيم، وعلى هذا الأساس يشير النفيسي إلى ما لمرقد الإمام الحسين عليه السّلام وأخيه العباس عليه السّلام من دور عظيم في حل الخصومة والنزاع فيقول: « ولهذه المقامات المقدّسة حرمتها القضائية، إذ أنّ القاضي الشرعي لا يقبل القَسَم إذا كان حلّ الدعوى يتطلب القسم إلا أن يكون داخلَ الحرم؛ لأنه أوقعُ في النفس وأقرب إلى الواقع ». ويضيف قائلاً: « وأصبحت المراقد وقبور الأئمّة والأولياء، مراكزَ يُقسَم بحرمتها في جميع أنحاء الفرات الأوسط والأسفل... وأهم المراقد حرمة مرقد العباس بن علي في كربلاء، والعباس عندهم رجل شديد الغَيرة يقولون عنه بلغتهم ـ رأسه حار ـ ويريدون بذلك أنه لا يتغاضى عن إثم رجل يستعمل اسمه في قَسَمٍ كاذب » (74).
هذه الفكرة وهذه القدسية بحد ذاتها تساعد على خلق وإشاعة جوّ روحيّ بين الناس، بعيدٍ عن الكذب والنفاق، فيسلم الناس وتتحصّن علاقتهم الاجتماعية من فتك مرضٍ اجتماعي خطير، فيعيشون حياتهم بعيداً عن أجواء المحاكم والعقوبات (75) وما تجرّه من تبعات ومشاكل، ويأمنون على أموالهم وأنفسهم بنسبة كبيرة بالقياس مع بقية المدن الأخرى وتلك التي لا تعتقد بذلك.
يقول النفيسي في محلّ آخر: « لا يستطيع امرؤ خارج نطاق الشيعة أن ينكر ما لهذه المراقد المقدسة من خير ونفع، ولا سيّما لدى المحاكم الشرعية التي تلجأ أحياناً في فضّ الخصومات والدعاوى إلى القَسَم في إحداها لتجريم المذنب أو لتبرئة البريء، إنّ انتشار هذه المراقد عاملُ استقرار في حقل الاتفاقات التجارية والمعاهدات القِبلية، ويخلق جواً من الثقة المتبادلة في حقل العلاقات الاجتماعية » (76).
ويكاد ينعدم في مثل هذه المجتمعات الدينية المحافظة أيُّ أثر للمنكرات والمفاسد والصراعات والآفات الاجتماعية بشتى صورها، فالمواد الكحولية مثلاً ونوادي الفساد الليلية معدومة ومحظورة عرفاً وقانوناً في مثل هذه المدن المقدسة، على رغم سعي بعض الأنظمة الحاكمة لتغيير هذه المجتمعات المحافظة والملتزمة بمعتقداتها وتحويلها إلى مجتمعات مهزوزة ومفكّكة، وذلك بذرائع مختلفة ووسائل متنوعة، وعلى سبيل المثال أقدمت السلطات العراقية في نهاية القرن الرابع عشر الهجري على استقدام الأيدي العاملة من بلدان عدة (77) إلى مدينة كربلاء بشكل لا يتناسب ومكانة هذه المدينة المقدسة وقدرتها واستيعابها وطبيعة جوها الفكري والديني المحافظ، وإيغالاً في التخريب فقد أنشأت مراكزَ وبُؤرَ فساد على بحيرة الرزّازة القريبة من المدينة بغرض نزع واقتلاع الصفة الدينية والثقافية المحافظة لأبناء هذه المدينة وخاصة الشباب منهم، وحاولت السلطة الحكومية تدنيس المدينة عبر إرسالها الوفود النسائية السافرة والخليعة لخلق جوّ من الميوعة والاستهتار والفساد وإسقاط هيبة وحرمة المدينة، إلاّ أن الفشل كان حليفها على الدوام (78).
إن المجتمعات الدينية التي خلقتها هذه المراقد لها ميزاتها الحسنة التي يشعر فيها الإنسان بالراحة والطمأنينة والأمان بعيداً عن القلق والرعب.
لقد كان للمرقدَين: العلويّ والحسينيّ، أثرهما البالغ والعميق في تشيّع جنوب العراق وزرع بذوره وأنواره في المنطقة، وفي هذا الصدد يقول حنّا بطاطو (79): « قبل قرابة ألف سنة خلت كان أبو بكر الخوارزميُّ (80) قد حسد شعب العراق لأنه كما قال: يوجد بينهم مقاما أمير المومنين عليه السّلام والحسين سيد الشهداء عليه السّلام (81)، وفي تلك الأيام لم يكن اسم العراق يشير إلى حدود العراق اليوم بل فقط إلى ذلك الجزء من جنوب الخط الذي بين الأنبار (82) على الفرات وتكريت (83) على دجلة، أي أن عراق تلك الأيام كان يتطابق مع ما هو موطن الشيعة وكان قلب الطائفة يومها ـ كما هو اليوم ـ في الفرات الأوسط، وفي كربلاء سُفك في العام 680 م دم الحسين البذرة الحقيقية ـ للعقيدة الشيعية ـ (84) إضافة إلى قوة الاستمرارية التي هي طبيعة الأديان، وخصوصاً المضطهدة؛ فإنّ أحد العوامل الواضحة التي ضمنت ديمومة النفوذ الشيعي كان وجود المقامات الشيعية في النجف وكربلاء » (85).




شبکة الامام الرضا علیه السلام




من مواضيع : melika 0 سلیمانی فینا ونحن ....................فیه
0 بكل وقاحة ... أكاديمي كويتي يحرّض السعودية للتدخل عسكرياَ في العراق !
0 استنكار شديد لاستهتار شاعر سعودي بالقرأن الكريم
0 هنیئا لکل العرب والمسلمین ...
0 هذه الفيتامينات تعزّز القدرات العقلية…لا تهملوها!
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 09:10 PM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2025
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية