'~`(( ألوان من العطر الطاهر . . الملامح الشخصيه )'~`
بتاريخ : 13-09-2008 الساعة : 09:04 AM
'*¤!||!¤*'~`((ألوان من العطرالطاهر..الملامح الشخصيه))`~'*¤!||!¤*'~`
الجانب الخلقي
هذا الجانب من شخصية الإمام السبط عليه السلام حين نتناوله بالدراسة لم نكن لنقصد بحال ان الائمة الهداة عليهم السلام يتباينون في هذا الجانب أو سواه من عناصر الشخصية الإسلامية المثلى, فهم سواء في ذلك, وحين نسلط الضوء على الجانب الاخلاقي من شخصية الإمام الحسن السبط عليه السلام فإنما نعني بذلك عرض نماذج من اخلاقه واسلوب تعامله مع الناس, وتمشيا مع خطتنا هذه نذكر طرفا من اخلاقه المثلى, لكي تكون مثلا يُتحذى ومنهجا يُقتدى:
تواضعه
أ- روت كتب السيرة انه عليه السلام مرّ على جماعة من الفقراء قد وضعوا على وجه الارض كسيرات من الخبز, كانوا قد التقطوها من الطريق وهم يأكلون منها, فدعوه لمشاركتهم في اكلها, فأجاب دعوتهم قائلاً: (ان الله لا يحب المتكبرين). ولما فرغ من مشاركتهم, دعاهم لضيافته, فأغدق عليهم المال واطعمهم وكساهم.
ب- وروي عنه انه عليه السلام مر على صبية يتناولون طعاما, فدعوه لمشاركتهم فأجاب الدعوة, ثم دعاهم إلى داره واجزل لهم العطاء.
ج- وورد انه كان جالسا في مكان وعندما عزم على الانصراف دخل المكان فقير, فحياه الإمام السبط عليه السلام ولاطفه ثم قال له: ( انك جلست على حين قيام منا, أفتأذن لي بالانصراف؟)
فأجاب الرجل: نعم يا أبن رسول الله. والحديث يكشف عن حسن المعاشرة بالاضافة إلى التواضع.
إحسانه لمن أساء إليه
أ- روي انه وجد شاة له قد كسرت رجلها فقال لغلام له:
- من فعل هذا؟
- انا.
- لِمَ ذاك؟
- لاجلب لك الهم والغم.
فتبسم السبط عليه السلام وقال له: لأسرك. فأعتقه واجزل له العطاء.
ب- وروي ان شاميا ممن غذاهم معاوية بن أبي سفيان بالحقد على آل الرسول صلى الله عليه وآله, رأى الإمام السبط عليه السلام راكبا, فجعل يلعنه والحسن عليه السلام لا يرد عليه, فلما فرغ الرجل, اقبل الإمام عليه ضاحكاً وقال: (ايها الشيخ, اظنك غريبا ولعلك شبهت؟ فلو استعتبتنا اعتبناك, ولو سألتنا اعطيناك, ولو استرشدتنا ارشدناك, ولو استحملتنا حملناك وان كنت جائعا أشبعناك, وان كنت عريانا كسوناك, وان كنت محتاجا اغنيناك, وان كنت طريدا آويناك, وان كان لك حاجة قضيناها لك, فلو حركت رحلك الينا وكنت ضيفا إلى وقت ارتحالك كان أعود عليك, لان لنا موضعاً رحباً وجاهاً عريضاً ومالاً كبيراً).
فلما سمع الرجل الشامي كلامه بكى, ثم قال: اشهد انك خليفة الله في ارضه, الله اعلم حيث يجعل رسالته, كنت انت وابوك ابغض خلق الله اليَّ والان انت وابوك احب خلق الله اليَّ.
ثم استضافه الإمام عليه السلام حتى وقت رحيله, وقد تغيرت فكرته وعقيدته ومفاهيمه عن أهل البيت عليهم السلام .
سخاؤه
لعل ابرز صفات الإمام السبط عليه السلام واكثرها جلاء من بين اخلاقه السامية: السخاء، فهدف المال لديه ان يكسو عريانا, أو يغيث به ملهوفا, أو يفي دين غارم, أو يرد به جوع جائع, وقد قيل له مرة: لأي شئ لا نراك ترد سائلا؟
قال عليه السلاماني لله سائل وفيه راغب وانا استحي ان اكون سائلا وارد سائلا وان الله عودني عادة: ان يفيض نعمه عليّ وعودته ان افيض نعمه على الناس فأخشى ان قعطت العادة ان يمنعني العادة).
وهذه نماذج من كرمه السابغ:
جاءه اعرابي سائلا: فقالاعطوه ما في الخزانة) وكان فيها عشرة الاف درهم.
فقال له الاعرابي: يا سيدي هلا تركتني ابوح بحاجتي وانشر مدحتي, وكأن الإمام عليه السلام يجيبه:
نحن اناس نوالنا خضل
يرتع فيه الرجاء والامل
تجود قبل السؤال انفسنا
خوفا على ماء وجه من يسل
لو علم البحر فضل نائلنا
لغاض من بعد فيضه خجل
اشترى الإمام السبط عليه السلام بستاناً من الانصار بأربعمائة الف درهم, ثم بلغه انهم احتاجوا إلى الناس, فرد البستان دون مقابل.
تلك هي بعض شمائل الإمام عليه السلام وبعض مواقفه السخية مع ابناء الامة والتي كان لها ابعد الاثر في تجسيد الخلق الإسلامي الرفيع.
'~`(( ألوان من العطر الطاهر . . الملامح الشخصيه )'~`
بتاريخ : 13-09-2008 الساعة : 09:06 AM
*¤!||!¤*'~`((ألوان من العطرالطاهر..الملامح الشخصيه))`~'*¤!||!¤*'~`
الجانب الروحي
ان الاعداد الاصيل, الذي توفر للامام السبط عليه السلام قد وفر لكيانه الروحي سموا شاهقا فكان تقربه إلى الله وانشداده اليه سبحانه امراً يهز القلوب ويخشع له الوجدان.
وهذه اضمامة من هذه المظاهر التي تكشف هذا الجانب من شخصيته.
فعن الإمام الصادق عليه السلام قال: ان الحسن بن علي عليهما السلام كان اعبد الناس في زمانه وازهدهم وافضلهم.
وورد في روضة الواعظين: ان الحسن عليه السلام كان إذا توضأ ارتعدت مفاصله واصفر لونه, فقيل له في ذلك, فقال : حق على كل من وقف بين يدي رب العرش, ان يصفر لونه وترتعد مفاصله...
وعن الإمام الصادق عليه السلام: ان الحسن بن علي عليهما السلام حج خمسا وعشرين حجة ماشيا, وقاسم الله تعالى ماله مرتين وقيل ثلاث مرات.
وعن علي بن جذعان وأبي نعيم في حلية الاولياء وطبقات ابن سعد: ان الحسن عليه السلام خرج من ماله مرتين, وقاسم الله ماله ثلاث مرات حتى انه كان ليعطي نعلا ويمسك نعلا ويعطي خفا ويمسك خفا...
وكان اذا بلغ باب المسجد يرفع رأسه وهو يقول: الهي ضيفك ببابك, يا محسن قد اتاك المسئ فتجاوز عن قبيح ما عندي بجميل ما عندك يا كريم.
وكان عليه السلام اذا ذكر الموت بكى , اذا ذكر القبر بكى واذا ذكر القيامة والعرض على الله يشهق شهقة يغشى عليه منها.
وكان عليه السلام اذا قرأ القرآن ومر بآية فيها: (يا ايها الذين آمنوا..) قال لبيك لبيك اللهم لبيك...
اما صدقاته وانفاقه في سبيل الله, فحسبك فيه خروجه من ماله من اجل الله مرتين, ومقاسمته اياه ثلاث مرات.