لم يبلغ الأئمة عليهم السلام تلك المرتبة الرفيعة والمنزلة السامية عند الله سبحانه والعارفين بفضلهم المنصفين لهم لمجرد كونهم اعلم من غيرهم بل لانهم كانوا اعبد وازهد واحلم واكرم وافضل من غيرهم في كل الصفات الكمالية ومن جميع الجهات ـ وحيث ان كل واحد منهم معصوم لا يخرج عن اطار الإرادة الإلهية والوظفية الشرعية بكل تصرفاته الاختيارية ندرك ان اي واحد منهم كان اعبد اهل زمانه على الاطلاق بعد ان نعرف ان كل تصرفاته تكون عبادة لله سبحانه عندما تصدر منه وفق ارادته تعالى كما هو المقصود من العبادة بمعناها العام الذي كان الداعي لخلق الله الكون والإنسان كما يستفاد من نص قوله تعالى : ( وما خلقت الجن والإنس الا ليعبدون * ) (1) . وذلك هو السر في تميزهم وتفوقهم على غيرهم بالعبادة بمعناها الخاص المتمثل بالعبادات الخاصة المعهودة