العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية المنتدى العقائدي

المنتدى العقائدي المنتدى مخصص للحوارات العقائدية

إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

الصورة الرمزية الجندي
الجندي
عضو برونزي
رقم العضوية : 22479
الإنتساب : Sep 2008
المشاركات : 1,407
بمعدل : 0.23 يوميا

الجندي غير متصل

 عرض البوم صور الجندي

  مشاركة رقم : 1  
كاتب الموضوع : الجندي المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 18-02-2009 الساعة : 12:05 AM


تتمة الموضوع
مناقشة الرواية الرابعة :

1- اضطراب متن الرواية , حيث إن الراوي هو نفسه عبادة بن الصامت وهو في صدد بيان سبب نزول الآية في حقه أي انه في مقام المتكلم عن نفسه , لكن نراه في مقطع من الرواية يقول : ( مشى عبادة بن الصامت إلى رسول الله صلى الله عليه واله ) وهذا خلاف من كان في مقام التكلم عن نفسه , ولازمه أن يقول : مشيت إلى رسول الله صلى الله عليه واله , فهذا مما يجعل متن الرواية مضطرب .

2- شذوذ الرواية عن ضابطة سبب النزول , حيث جاء في متن الرواية ما هذا لفظه : ( ففيه نزلت : إنما وليكم الله ... ) قال جلال الدين السيوطي : (كثيرا ما يذكر المفسرون لنزول الآية أسبابا متعددة , وطريق الاعتماد في ذلك أن تنظر إلى العبارة الواقعة فان عبر احدهم بقوله : نزلت في كذا , والآخر نزلت في كذا , وذكر أمرا أخر , فقد تقدم إن هذا يراد به التفسير لا ذكر سبب النزول )[1], فان دور الراوي في سبب النزول إنما هو الشهادة والوقوف على التنزيل ليس إلا .
3- ما يلفت النظر إن ذيل الرواية يؤكد نزول قوله تعالى يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى) في عبادة بن الصامت حيث إن هذا المقطع من الرواية لقول عبادة أتولى الله ورسوله والذين آمنوا ) دليل تسنده الروايات السابقة .
4- جاء في متن الرواية ما نصه : (( ففيه نزلت (إِنَّمَا وَلِيُّكُمْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) )) أي في عبادة بن الصامت فهو من جملة الذين تخبرهم الآية بمن يتولونه وهو داخل في الخطاب بدليل قوله تعالى : (إِنَّمَا وَلِيُّكُمْ ... ) ,
وأما إذا قيل هو المعني في قوله تعالى : (إِنَّمَا وَلِيُّكُمْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا ... ) فهو غير مشمول بالخطاب وإنما هو المشار إليه بالولاية , ولنا أن نتسائل : فما هو الوجه في قول عبادة : ( أتولى الله ورسوله والذين آمنوا ) إذا كان هو المعني في الآية المذكورة , ولازمه أن يقول : أتولى الله ورسوله ونفسي , وهذا ما لم نسمع به إلا من المدلسين . وقد اشرنا إلى ذلك في مناقشة الرواية الثانية رقم (3 ) .


أدلة القول الثاني
ويستدل أصحاب هذا القول بعدة روايات بدعوى أن الآية – محل البحث – نزلت في عموم المؤمنين :

الرواية الأولى : قال ابن جرير الطبري : (( حدثنا محمد بن الحسين , قال : حدثنا احمد بن المفضل , قال : حدثنا أسباط , عن السدي , قال : ثم اخبرهم بمن يتولاهم , فقال : (إِنَّمَا وَلِيُّكُمْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) هؤلاء جميع المؤمنين , ولكن علي بن أبي طالب مرّ به سائل وهو راكع في المسجد , فأعطاه خاتمه ))[2] .


الرواية الثانية : عن عبد الملك , عن أبي جعفر , قال : (( سألته عن هذه الآية : (إِنَّمَا وَلِيُّكُمْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) قلنا : من الذين آمنوا ؟ قال : الذين آمنوا , قلنا : بلغنا أنها نزلت في علي بن أبي طالب ! , قال : علي من الذين آمنوا ))[3] .

الرواية الثالثة : قال الطبري : (( حدثني المثنى , قال : حدثنا عبد الله بن صالح , قال : حدثني معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة , عن ابن عباس , قوله : (إِنَّمَا وَلِيُّكُمْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا) يعني : انه من اسلم تولى الله ورسوله )) .
ثم قال : (( أما قوله : ( الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) فا ن أهل التأويل اختلفوا في المعني به , فقال بعضهم : عني به علي بن أبي طالب , وقال بعضهم : عني به جميع المؤمنين ))[4] .

الرواية الرابعة : روى الحسن , انه قال : (( هذه الآية صفة جميع المؤمنين ؛ لان قوله تعالى : (الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) صفة للجماعة وليست للواحد , وقد اختلف في معنى قوله : (وَهُمْ رَاكِعُونَ) , فقيل فيه : إنهم كانوا على هذه الصفة في وقت نزول الآية , منهم من قد أتم الصلاة , ومنهم من هو راكع في الصلاة , وقال آخرون : معنى (وَهُمْ رَاكِعُونَ) , أن ذلك من شأنهم , وافرد الركوع بالذكر
تشريفا له ))[5] .


الرواية الخامسة : قال الواحدي النيسابوري : (( عن جابر بن عبد الله : جاء عبد الله بن سلام إلى النبي صلى الله عليه واله , فقال : يا رسول الله إن قوما من قريظة والنضير قد هاجرونا وفارقونا واقسموا أن لا يجالسونا , ولا نستطيع مجالسة أصحابك لبعد المنازل , وشكى ما يلقى من اليهود , فنزلت هذه الآية , فقرأها عليه رسول الله صلى الله عليه واله , فقال : رضينا بالله وبرسوله وبالمؤمنين أولياء )) ثم قال (( ونحو هذا قال الكلبي وزاد : أن آخر الآية في علي بن أبي طالب رضوان الله عليه , لأنه أعطى خاتمه سائلا وهو راكع في الصلاة ))[6] .
مناقشة روايات أدلة القول الثاني

مناقشة الرواية الأولى :

1- قول السدي : ( ثم اخبرهم – يعني رسول الله صلى الله عليه واله – بمن يتولاهم ) , فكلمة (يتولاهم) هي إخبار عن شخص يتولى مجموعة , وهذا خلاف قوله : ( هؤلاء جميع المؤمنين ) ولو كان جميع المؤمنين للزم أن يقول : ثم اخبرهم بمن يتولونهم .
2- اعتراف السدي في ذيل روايته إن الآية نزلت بحق علي بن أبي طالب عليه السلام , حيث قال : ( ولكن علي بن أبي طالب مرّ به سائل وهو راكع في المسجد فأعطاه خاتمه ) وهذا ينسجم مع ما قاله في مقدمة روايته : ( ثم اخبرهم بمن يتولاهم ) , ومنه يتضح أن الآية نزلت في حق علي بن أبي طالب عليه السلام , ويظهر منه فساد القول بعموم السببية .
3- كما إن الرواية ابتعدت عن ضابطة أسباب النزول وأخذت منحى التفسير بقول السدي : ( هؤلاء جميع المؤمنين ) ، فهذا إنما هو من وجهة نظره واجتهاده , وذلك ما قاله الزركشي في مثل هذا المقام : ( إن محل السبب لا يجوز إخراجه بالاجتهاد والإجماع )[7] .







مناقشة الرواية الثانية :

1- فحوى الرواية هو استغراب السائل كما ورد في هامش تفسير الطبري ما هذا لفظه : (هذا ليس تكرارا بل هو تعجب من سؤاله عن شيء لا يسأل عن مثله )[8], وكأن السائل في وضع استغراب وتعجب عند سماعه أن الآية نزلت في علي بن أبي طالب عليه السلام , فأجابه الإمام عليه السلام : (علي من الذين آمنوا) , وكأنه عليه السلام يقول للسائل : أتشك في أن علي من الذين آمنوا , وعليه فلا وجه للعموم فيه .
2- جواب الإمام عليه السلام : ( علي من الذين آمنوا ) المقصود به : أي من جنس الذين آمنوا وليس المقصود به النوع , فهو نازل منزلة" قوله تعالى : { يا أيها النَّاسُ } فان المراد جنس الناس لا كل فرد وإلا فمعلوم إن غير المكلف لم يدخل تحت هذا الخطاب"[9] رغم انه من الناس , فلا وجه لعموم ما سلف .
3- السائل أورد سؤاله في زمن الإمام أبي جعفر عليه السلام , والآية إنما نزلت في زمن الرسول صلى الله عليه واله , فلا وجه للاستدلال بهذه الرواية على اعتبارها إخبار بسبب نزول الآية .


مناقشة الرواية الثالثة :

1- إن بن عباس في روايته هذه لا يخبر عن سبب نزول الآية المعنية , وإنما هو بصدد بيان تفسير قوله تعالى : (إِنَّمَا وَلِيُّكُمْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا) , بقرينة قوله : ( يعني انه من اسلم تولى الله ورسوله ) .
2- قال ابن عباس في تتمة روايته ما نصه : ((أما قوله : ( الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) فان أهل التأويل اختلفوا في المعني به )) , وهذا كلام لا يعقل صدوره عن مثل ابن عباس ترجمان القرآن وحبر الأمة , كما قال السيوطي في ذكره لطبقات المفسرين : ( وأما ابن عباس فهو ترجمان القرآن الذي دعا له النبي صلى الله عليه واله : اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل , وقال له أيضا : اللهم آته الحكمة , وفي رواية : اللهم علمه الحكمة ... وكان عمر يقول : ذاكم فتى الكهول ؛ إن له لسانا سؤولا , وقلبا عقولا )[10] , ومن كانت هذه صفاته ومنزلته , فهل يصح أن يقف أمام هذه الآية عاجزا عن معرفة المعني به , بحيث يستعين بأهل التأويل ويذكر قولين بلا مرجح , فمن هم يا ترى أهل التأويل الذين فاقوا ترجمان القرآن ؟
3- على فرض صحة صدور مثل هذا الكلام عن ابن عباس في قوله : (فا ن أهل التأويل اختلفوا في المعني به , فقال بعضهم : عني به علي بن أبي طالب , وقال بعضهم : عني به جميع المؤمنين) , فلا وجه للاستدلال بهذه الرواية على أنها إخبار عن سبب نزول الآية في جميع المؤمنين , لان ابن عباس ذكر قولين ولم يرجح احدهما على الأخر , وترجيح القول بنزول الآية في حق علي بن ابي طالب (عليه السلام) , واضح وجلي بشهادة نفس ابن عباس في عدة طرق , وهذا ما سيأتي بيانه لاحقا إنشاء الله . ................ يتبع



[1]- لباب النقول في أسباب النزول , 5 .

[2]- جامع البيان , 6 : 389 , ومثله في شواهد التنزيل , 1 : 221 .

[3]- المصدر السابق , معاني القرآن , 2 : 326 , تفسير بن كثير , 2 : 74 .

[4]- جامع البيان , 6 : 389 .

[5] - أحكام القرآن , 2 : 557 , ومثله في زاد المسير , 2 : 292 .

[6]- أسباب نزول الآيات , 133 .

[7] - البرهان للزركشي , 1 : 33 .

[8] - جامع البيان , 4 : 629 .

[9] - مفردات ألفاظ القرآن , 2 : 460 .

[10]- الإتقان في علوم القرآن , 588 .

من مواضيع : الجندي 0 اجابة طلب شرح مسالة 597 منهاج الصالحين / السيستاني
0 جواب السائل حول زوجة توفي زوجها ولم . . . وهي موظفة
0 سؤال احد الاخوة الاعضاء اختفى وهذه اجابته
0 سيدة نساء الجنة تسقط اسطورة البيعة
0 المكان من شرائط الصلاة والفضاء من شرائط الوضوء

الصورة الرمزية الجندي
الجندي
عضو برونزي
رقم العضوية : 22479
الإنتساب : Sep 2008
المشاركات : 1,407
بمعدل : 0.23 يوميا

الجندي غير متصل

 عرض البوم صور الجندي

  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : الجندي المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 18-02-2009 الساعة : 12:07 AM


تتمة الموضوع
مناقشة الرواية الرابعة :

هذه الرواية كسابقاتها , لا تخبر عن سبب النزول , وإنما هي مجرد وجهة نظر واجتهاد ورأي , وهو خلاف ضابطة أسباب النزول , فالاستدلال بها على أنها إخبار عن سبب النزول مردود , لوجوه :
منها : ما قاله الحسن : ( هذه الآية صفة جميع المؤمنين ) .
ومنها : قوله : ( صفة للجماعة وليست للواحد ) , إذن فان الحسن بروايته هذه لم يخبرنا ما السبب الذي نزلت الآية من اجله , بل غاية ما اخبرنا به , هو رأيه واجتهاده بهذه الآية , وعليه فلا يصح الاستدلال بها .

مناقشة الرواية الخامسة :

1- جاء في هذه الرواية , إن عبد الله بن سلام شكى إلى رسول الله صلى الله عليه واله من قريظة والنضير كما إن عبادة بن الصامت شكى أيضا في الروايات التي نوقشت بنفس السبب إلا أنها في هذه الرواية السبب هو في عموم المؤمنين , والغريب أن هذه المرة قيل أن الآية نزلت في جميع المؤمنين ولم يقال إنها نزلت في عبد الله بن سلام .
2- عندما شكى عبد الله بن سلام إلى رسول الله صلى الله عليه واله , من قريظة والنضير بسبب المفارقة والهجر , قرأ عليه صلى الله عليه واله , الآية , فقال عبد الله بن سلام : ( رضينا بالله وبرسوله وبالمؤمنين أولياء ) , فدعوى المخالف بالعموم يدفعها اعتراف الكلبي بقوله : (أن آخر الآية في علي بن أبي طالب رضوان الله عليه , لأنه أعطى خاتمه سائلا وهو راكع في الصلاة) .




أدلة القول الثالث
يستدل أصحاب هذا القول بروايتين , هما :

الرواية الأولى : جاء في تفسير القرطبي , قال : (( وقال ابن عباس : نزلت في أبي بكر , وقال في رواية أخرى : نزلت في علي بن أبي طالب ))[1]

الرواية الثانية : ما جاء عن ابن الجوزي في زاد المسير , حيث قال : ((والثالث : إنها نزلت في أبي بكر , قاله عكرمة ))[2]


مناقشة الروايتين من أدلة القول الثالث
1- في الرواية الأولى قال ابن عباس : نزلت في أبي بكر , وقال في رواية أخرى : نزلت في علي بن أبي طالب , وفيها : انه لا يوجد دليل على إن الآية نزلت مرتين .
2- إن هاتين الروايتين لم يشهد بنزولهما سوى ابن عباس وعكرمة , وان صحة الإخبار بان الآية – محل البحث- إنما نزلت في ابي بكر لو كان لنقل وتواتر , لأنه مما تتوافر الدواعي على نقله وتواتره .
3- ومما يلفت النظر , قول ابن عباس وعكرمة من أن الآية نزلت في أبي بكر , وعلى فرض صحة هذا القول , لكن ما هو السبب الذي من اجله نزلت الآية في حقه ؟ فهذا مما لا ينسجم مع ما نحن فيه .
أضف إلى ذلك إن عكرمة مولى ابن عباس , كذاب خارجي يدين بمذهب الخوارج , وروي انه عند دفنه لم يتكامل من الرجال عدد يكفي حتى لحمل جنازته , في حين ظهر جمع كثير لتشييع جنازة (كثيّر) الشاعر في نفس اليوم , وهذا باعث تحقير لعكرمة حتى بعد وفاته , وسبب الامتناع عن تشييع جنازته يرجع إلى انه كان يدين بمذهب الخوارج , ومن اجل ذلك عاجلته منته في بيت صديق اختفى عنده أثناء مطاردة الحكومة إياه ,وعن ابن المسيب أنه قال لمولاه برد: لا تكذب علي كما كذب عكرمة على ابن عباس [3] .



أدلة القول بنزول آية الولاية في علي ( عليه السلام )

والدليل على ذلك , الأخبار الكثيرة الحاكية لسبب نزول الآية بحق أمير المؤمنين (عليه السلام) , وتتميما للفائدة نجتزئ بذكر بعضا منها فذلك شوط واسع كما عرفت :

الرواية الأولى : جاء عن ابن كثير بسند ينتهي إلى ابن عباس قال : (( خرج رسول الله (صلى الله عليه واله) إلى المسجد والناس يصلون بين راكع وساجد وقائم وقاعد , وإذا مسكين يسأل , فدخل رسول الله (صلى الله عليه واله) فقال : أعطاك احد شيئا ؟ قال : نعم , قال : من ؟ قال : ذاك الرجل القائم , قال على أي حال اعطاكه ؟ قال : وهو راكع , قال : وذلك علي بن ابي طالب , قال : فكبر رسول الله (صلى الله عليه واله) عند ذلك وهو يقول : { وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمْ الْغَالِبُونَ } ))[4] .


الرواية الثانية : قال الطبراني : (( حدثنا محمد بن علي الصائغ , قال : حدثنا خالد بن يزيد العمري , قال : حدثنا إسحاق بن عبد الله بن محمد بن علي بن حسين , عن الحسين بن زيد , عن أبيه زيد بن الحسن ، عن جده , قال : سمعت عمار بن ياسر يقول : وقف على علي بن ابي طالب سائل وهو راكع في تطوع , فنزع خاتمه فأعطاه السائل , فأتى رسول الله (صلى الله عليه واله) فاعلمه ذلك , فنزلت على النبي (صلى الله عليه واله) هذه الآية : { إِنَّمَا وَلِيُّكُمْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ } فقرأها رسول الله (صلى الله عليه واله) ثم قال : من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ))[5] .


الرواية الثالثة : قال السيوطي : (( اخرج الخطيب في المتفق عن ابن عباس , قال : تصدق عليّ بخاتمه وهو راكع , فقال النبي صلى الله عليه واله , للسائل : من أعطاك هذا الخاتم ؟ قال : ذاك الراكع , فانزل الله : { إِنَّمَا وَلِيُّكُمْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ }[6])) .


الرواية الرابعة : وقال السيوطي أيضا : (( اخرج ابن ابي حاتم وأبو الشيخ وابن عساكر عن سلمة بن كهيل , قال : تصدق عليّ بخاتمه وهو راكع , فنزلت { إِنَّمَا وَلِيُّكُمْ اللَّهُ }[7])) .

ومما يؤيد صحة الاستدلال بهذه الروايات عدة وجوه :
منها : إن هذه الروايات لا تشوبها شائبة من حيث السببية .
ومنها : ما قاله ابن كثيرفي الرواية الأولى بعد إيراده الخبر : ( وهذا إسناد لا يقدح به )[8], وعليه فلا ينبغي التأمل في الاستدلال بها .
ومنها : إن المناط في هذه الروايات متحد , ولا غائلة فيه .
ومنها : إن المتأمل في هذه الروايات لا يجد اضطرابا في متنها ولا ارتباكا , وهو كاف في الاستدلال .
ومنها : بلوغها حدّ التواتر على ما نقلته نصوصهم الصريحة , وسنعرض لها فيما بعد إنشاء الله تعالى .
وأحب أن لا انتهي من هذا الموضوع حتى أنبهك إلى شيء آخر جدير بالنظر والتقدير , وهو اعترف جلال الدين السيوطي بان آية الولاية إنما نزلت في علي بن أبي طالب عليه السلام , في كتابه الموسوم (لباب النقول في أسباب النزول) وذلك في ذكر سبب نزول قوله تعالى : (إِنَّمَا وَلِيُّكُمْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) , معززا اعترافه هذا بما ذكره في معرض كلامه عن مميزات كتابه المذكور وبما امتاز به عن كتاب أسباب النزول للواحدي , قائلا : (( الثالث : أشهر كتاب في هذا الفن الآن كتاب الواحدي , وكتابي هذا يتميز عليه بأمور :
منها : عزوه كل حديث إلى من خرجّه من أصحاب الكتب المعتبرة , كالكتب الستة والمستدرك , وصحيح ابن حبان , وسنن البهيقي والدار قطني , ومسانيد احمد والبزار وأبي يعلي , ومعاجم الطبراني , وتفاسير ابن جرير وابن ابي حاتم , وابن مردويه , وأبي الشيخ , وابن حبان والفريابي , وعبد الرزاق , وابن المنذر وغيرهم .
ومنها : تمييز الصحيح من غيره , والمقبول من المردود .
ومنها : الجمع بين الروايات المتعددة .
ومنها : تنحية ما ليس من أسباب النزول ))[9].
فهذا ما ذكره في مقدمة كتابه المزبور , وبعد ما عرّج على ذكر أسباب نزول الآيات , شرع بذكر سبب نزول قوله تعالى : { إِنَّمَا وَلِيُّكُمْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ } فقال :
(( الآية رقم (55 ) قوله تعالى : (إِنَّمَا وَلِيُّكُمْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ)
أسباب نزول الآية :
اخرج الطبراني في الأوسط بسند فيه مجاهيل عن عمار بن ياسر قال : وقف على علي بن أبي طالب سائل وهو راكع في تطوع , فنزع خاتمه فأعطاه السائل فنزلت : (إِنَّمَا وَلِيُّكُمْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ َ) الآية , وله شاهد .
قال عبد الرزاق : حدثنا عبد الوهاب بن مجاهد , عن أبيه , عن ابن عباس في قوله : (إِنَّمَا وَلِيُّكُمْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ َ) الآية .
قال : نزلت في علي بن أبي طالب .
وروى ابن مردويه من وجه أخر عن ابن عباس مثله .
واخرج أيضا عن علي مثله .
واخرج ابن جرير عن مجاهد , وابن أبي حاتم عن سلمه بن كهيل مثله . فهذه شواهد يقوي بعضها بعضا ))[10].
لا يبقى للشك ظل بعد ما صرّح به السيوطي واقرّه صحيحا , فالمميزات التي ذكرها في مقدمة كتابه , ما هي إلا إلزام له وللمخالفين على صحة ما أورده في سبب نزول آية الولاية في حق أمير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام) , حيث انه ميّز هذه الرواية لصحتها من غيرها بقوله : ( تمييز الصحيح من غيره) ، وجعلها من المقبول , وردّ ما دونها بقوله : (والمقبول من المردود) , وأكد على إيراده جميع الروايات المتعددة , فذكر الرواية التي بينت سبب نزول الآية في علي بن ابي طالب (عليه السلام) , بطرق متعددة , ولم يذكر ما يعارضها أو يخالفها , بقوله : (الجمع بين الروايات المتعددة) , والوجه الوجيه في كل هذا , انه قال : (تنحية ما ليس من أسباب النزول) , فبذكره هذه الميزة , اسقط جميع الروايات التي استدل بها أصحاب الأقوال الثلاثة التي مرّ ذكرها ومناقشتها .
ولا يغيبنّ عن بالك إن السيوطي لم يورد بخصوص سبب نزول الآية سوى هذه الرواية بطرقها المتعددة , وقد انتخبها بقوله : ( فهذه شواهد يقوي بعضها بعضا ) , فلم يذكر إن الآية المعنية نزلت في عبادة بن الصامت ولا في عموم المؤمنين ولا في أبي بكر ولا في غيرهم , وقد خص ما نزل بعبادة بن الصامت صريحا .
فذلك ما قاله جلال الدين السيوطي في هذا المقام من كتابه الذي نوهنا إليه آنفا , ولعله فصل الخطاب في هذا الباب .





[1]- الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) , 6 : 221 .

[2]- زاد المسير , 2 : 292 .

[3] - انظر ميزان الاعتدال , 3 : 96 , وتاريخ دمشق , 41 : 122 .

[4] - تفسير ابن كثير ، 2 : 74 , أسباب نزول الآيات : 133 , شواهد التنزيل : 1 : 233 , زاد المسير : 2 : 292 .

[5]- المعجم الأوسط : 6 : 218 , مجمع الزوائد : 7 : 17 .

[6]- الدر المنثور , 2 : 293 , فتح القدير , 2 : 53 .

[7]- الدر المنثور , 2 : 293 .

[8]- تفسير ابن كثير , 2 : 74 .

[9]- لباب النقول في أسباب النزول , 10 .

[10] - المصدر السابق , 114 .

من مواضيع : الجندي 0 اجابة طلب شرح مسالة 597 منهاج الصالحين / السيستاني
0 جواب السائل حول زوجة توفي زوجها ولم . . . وهي موظفة
0 سؤال احد الاخوة الاعضاء اختفى وهذه اجابته
0 سيدة نساء الجنة تسقط اسطورة البيعة
0 المكان من شرائط الصلاة والفضاء من شرائط الوضوء
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 12:56 AM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2025
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية