قلتها بكل غضب ، و بحدة جارحة ... و أنا متأكدة ، أن المخلوق التمثال الجامد قدامي ، اللي مصنفينه بالغلط ضمن البشر ، مستحيل يحس ...
محاولة أخيرة ، اختبر فيها ( حيوية ) هذا المخلوق ، من عدمها ...
قلت :
-أحبك ...
ما تحرك ، كل شي من حولي تحرك ، الهوا تحرك ... الموج تحرك ... الشمس تحركت ... حتى الظل ... تحرك ...
لكن هو ... ما تحرك تيقنت تماما ، أن هذا ... مخلوق أجمد حتى من الجماد ...
فجأة ، رن هاتفه الجوال ...
أخذه من جيبه ، و رد ...
ما كان صعب علي ، أني اعرف من كان المتصل ...
بعد ثواني ، انهى المكالمة ، و حط الجوال بجيبه ...
- المدام ؟
- .... نعم ، تقول تأخرنا ...
و طالع بشوق ، اللي كانت جالسة عند الشاطي على بعد كم متر منا ، تناظر البحر ...
- تحبها ؟
سألته ، سؤال ما توقعه ... و تلكأ في الإجابة ...
- مو الحب بس ، هو اللي لازم عشان ينجح الزواج يا قمر ... هي مسألة تعود ، و رح تتعودي على زوجك ، مثل ما أنا ... تعودت على منال
- ... و يصير بينك و بينه عشرة و مودة و حياة ، مثل ما صار بيني و بين منال ... و يصير
يعني لك ، مثل ما صارت تعني لي منال ...
غمضت عيني بقوة ، بألم ، بمرارة ، أبي أمنعها من شوفة صورة منال ، انعصرت دموعي ، و انشدت أعصابي ، ما أبيه يذكر اسمها قدامي ، أكرهها قبل ما أشوفها ، و يوم شفتها أكرهها أكثر ... و لا جاب طاريها أكرهها أكثر و أكثر و
أكثر ...
أبي أمحي صورتها من بالي نهائيا ...
ناداني سلطان بصوت متعاطف و قلق في نفس الوقت :
- قمره ؟؟
فتحت عيني ، طالعت فيه ، الحين ، ما أشوفه هو ، أشوف صورة منال مرسومة على وجهه ... مخلوطة مع صورة
الزبد ... و صورة الفصوص الفضية و هي تتبعثر في الغرفة ....
صحت بوجهه :
- أكرهك ...
قلتها ، من نار صدري ، من حرقة فؤادي ، من عصرة قلبي ...
- أكرهك يا سلطان ...
فجعت قلبي ... الله يفجع قلبك ...
و رميت ( كوب ) الآيس كريم عند رجله ، و رحت أجري صوب السيارة ...
وصلت السيارة ، و فتحت الباب ، و طلـّـعت شنطتي ...
وصلت شوق و سلطان لعندي ، و كل واحد يناديني من جهة ، و أنا ما أرد عليهم ...
فتحت الشنطة ، و دوّرت على المحفظة ، شفتها و شفت جنبها الورقة اللي كتبت فيها آخر شعر لي اليوم وقت المحاضرة ...
طلـّـعتهم اثنينهم ، فتحت المحفظة و طلعت ( خمسة ريال ) ، سعر الآيسكريم ، و قطـّـيتها على سلطان ، و الورقة ،
مزعتها و رميتها صوبه ...
كانوا اثنينهم يكلموني ، لكني ما اسمع أي واحد منهم ... جيت بامشي أبتعد عن سلطان
-
... و عن الحيز اللي فيه سلطان ...
و عن الدنيا اللي فيها سلطان ...
و عن اللحظة اللي عرفت فيها سلطان ...
و عن القلب اللي ما حب واحد في هالعالم ...
غير سلطان ....
اللي اسرقت مني حبيبي و باقت أحلامي
اللي بسببها تبددت في الكون أيامي
اللي كرهت أنا اسـ مها من بد الأسامي
لا عاد ابيك تجيب لها أي طاري قدامي
*
* *
*
لا جيت تذكر اسمها أوصالي تتقطع
و النار اللي بتنخمد ، ترجع و تتولع
إهي العزيزة الغالية تامر و تتدلع
و انا الوحيدة الباكية أصرخ و اتوجع
*
**
*
يكفيها كل وقتك لها كل حبك و خيرك
حتى فدقايق لي أنا ، محتلة تفكيرك ؟
ارحمني يا ابن الناس أنا ما حبيت غيرك
شكرا ( لفهم) مشاعري ، شكرا ( لتقديرك )