كما روي العلماء من جميع المذاهب الإسلامية أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) قال : ( إني مخلّف فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً كتاب الله وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ) ، قاله رسول الله في عدّة مواطن آخرها قبيل وفاته ، ويعتبر هذا الحديث وصية رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) إلى أمته .
وكذا قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) في يوم غدير خم: ( من كنت مولاه فهذا علي مولاه الّلهم وال من والاه وعاد من عاداه)، وجمع المسلمين وأخذ منهم البيعة لعليّ (عليه السلام) .
فالصحابة الذين عملوا بوصية رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) والتزموا بالبيعة التي أخذها رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلّم) منهم لعلي (عليه السلام) يوم غدير خم ، فهؤلاء هم الصحابة الذين استقاموا على الطريق السوي .
نعم ، ربما كان بعض الصحابة ولظروف قاسية لم يلتزموا بوصية رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلّم) فترة ثمّ عادوا إلى الحق ، فهؤلاء أيضاً من الممدوحين .
وما ورد على لسان الروايات بالارتداد بالنسبة إلى الصحابة الذين لم يلتزموا بوصية رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) ، فهو ارتداد عن الولاية والإمامة ، لا ارتداد عن الإسلام .
وكل متفحص في كتب الحديث والسير والتاريخ سيشخص الصالح من الطالح من الصحابة .