تفسیرالآية يد الله فوق أيديهم :
-
لا شك أن في القرآن مطلق ومقيد ، وعام وخاص ، وباطن وظاهر ، وغير ذلك .
فالآيات التي ظاهرها خلاف العقل أو النقل من الكتاب والسنة لا يأخذ بظاهرها ، خصوصا إذا كان الظاهر يحمل على عدّة معاني في اللغة العربية .
فالآية ( يد الله فوق أيديهم ) لا تأخذ على ظاهرها ، لأنها تستلزم التجسيم على الله تعالى وهو باطل ، لأنه يخالف العقل ، فالعقل يقبّح كون المولى عز وجل له جسم ، لإستلزام الجسمية المحدودية ، والمحدودية تدل على النقص والحاجة ، والله تعالى منزه من ذلك .
ولأنه يخالف النقل ، فمن الكتاب يخالف قوله تعالى : ( ليس كمثله شيء ) ، فالقول بأن لله تعالى يد يستلزم التمثيل .
ومن السنة فيخالف ما ورد من الروايات الصحيحة المذكورة في كتب الفريقين التي تنفي التجسيم عنه تعالى .
ثم أن كلمة ( اليد ) في اللغة العربية استعملت في عدّة معاني ، منها بمعنى القدرة والقوة والسلطة و ... .
وعليه فيمكن أن يكون معناها في هذه الآية القدرة ، أي قدرة الله فوق قدرهم ، وهذا المعنى لا يخالف العقل والنقل والعرف ، ولا يستلزم منه النقص على الله تعالى وهو الكمال المطلق