لِكلِّ أمّةٍ مَدرسة ٌ شيّدَها عظمائُها على أنماطٍ مختلفة في السياسةِ ، والأجتماع ، والفنون ، والشريعة ، والعلوم الأخرى . فتفننت بتثبيت ركائزِها كأطروحةٍ تمخّضَت عن صراع ٍ وتلاقح ٍ وعمل ٍ مُستمرٍ عَبرَ مراحلٍ تأريخيةٍ طويلةٍ من حياتِها . العراقُ نموذجا لهذا النمَط من التشييد ، وقد أبدع التأريخُ العراقي بعرض صورا جميلة تعكسُ وجوهَ الأبداع لحضاراتٍ سادت آلافَ السنين في بلادِ مابين النهرين وأنتهت مَسيرُتها لتصبحَ مدرسة معرفية وإنسانية تتباهى بها اليوم أمّتُنا والعالم . وفي مدرسةِ الأمام الحُسين بن ِعلي بن ِ أبي طالب - ع - جوانبُ أخرى كان قد شيدها بأحرفِ - الكلمة العليا - التي هي أكبر وأنقى من الأرث الذي خلفتهُ العصور . فقد كانت بحق نموذجا لمعنى الرسالاتِ السماوية ، والأسلامية على الخصوص . لقد بدأ تشييدَها إماما ومُصلِحا على َفهم ٍ ودرايةٍ ومسؤوليةٍ تلازمُها عملية ُالتغيير في الفرد والمجتمع ، بعيدة عن روح العصبيةِ والتناحر والأستنفار بالسيف .
( السلامُ عليكَ سيدي يا أبا عبد الله . لعنَ اللهُ أمة ظلمتكَ وقتلتكَ ، وأبرىءُ الى الله واليك منهم .... )
لقد كانت هذه الكلمات جدول عشق