الْسَّلامٌ عَلَيٌكٌمْ وَرَحْمَةٌ الله وَبَرَكَاتٌهٌ
قال الله تعالى :
{ وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ }
يعجبني إذا تفلسف من يحرم الفلسفة في الأصل
يا رجل سألت فأستمع لما يوحى وأصبر الصبر الجميل على ما أضلك الله تعالى بإختيارك و‘ُميت عنه بصرك وبصيرتك {وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ }
أعلم يا عاقبة إن ان منزولة النبوّة هي رتبة أختصها الله تعالى لمن يتلقّى اخبار الغيب والوحي ليوصلها إلى الناس ، والرسول هو النبي الذي يأتي بشريعة خاصّة بوحي يوحى اليه فهو أرفع مكانةً من النبي . هذا عند أهل الاصطلاح إن كنت تعرفهم ، وقد يستعمل كلّ منهما في مقام الآخر تسامحاً و مجازاً كما عُرف وأُشتُــــهِر....
وأمّا الامام فهو من كانت له مهمّة التطبيق وقيادة المجتمع البشري و تنفيذ الوحي ، فهو أعلى رتبةً من النبي والرسول كمنصب لا كشخصية وتوضيحاً نقول إن الإمامة - كمنصب إلهي - أعلى من النبوة - كمنصب إلهي فقط - وليس الإمام أعلى من النبي منزلة ومقاماً وشرفاً وفضلاً أي لا يصل الإمام إلى رتبة النبي وخاتم الرسل صلى الله عليه وآله أبداً وما هذا وشرفه وفضله - الإمام - إلا من ذاك - النبي - فإليه يشير ومحله في الهداية للناس وقيادة الأمة والسير بهم إلى شريعة هذا الخاتم للرسل والرسالات الربانية هدياً لهم من سبل الضلال وقائداً بهم إلى جنان ذو الجلال وافكرام .... ، ومن قبلهم جميعاً - أئمة الحق الأثني عشر - كان دور النبوة وحامل الرسالة الخاتمة ابي القاسم الأمين هو ذك الشخص وذلك المنصب هو المبلغ ووالمنذر والمرشد والمطبق والقائد لهذا التجمع البشري مبلغاً رسالة السماء ومنذراً للأمة ، ومن بعده تلكم الصفوة الرباينة من بيت طهر طاهر أصطفاهم الله تعالى في بالغ علمه وحكمته بمن خلق { أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ } أئمة اديين مهديين وقادة ربانيين لأمة جدهم الأمين إكمالاً للمسيرة والحكمة الرباينة ولسنة الله في خلقه أجمعين إذ كانوا هم من يؤخذ الدين وأحكام رب العالمين وسيرة وسنة جدهم الهادي الأمين عنهم ومنهم لا من غيرهم فجعلهم كما قال الله تعالى {إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ } ...
لا برسالة وشرع غير ما أتى به جدهم المصطفى ، ولا بإبلاغ وحيٍ يوحى إليهم من الله تعالى كما كان جدهم ، ولا بسنة أبتدعوها غير سنة جدهم سوى أنهم الهاديين والموضحين والمبينين والمفسرين والدالين لمن لحق من أمة جدهم في أزمنتهم على تعاقبها وتواليها حتى وغن لم يحكموهم بحكم او يتولوهم بولاية الله تعالى التي جعلها في رقاب الناس لهم الى يوم يبعثون ....
وممّا يدلّ عليه - على سبيل المثال لاالحصر - انّ الامامة اُعطيت لإبراهيم ( عليه السلام ) بعد مدّة طويلة من نبوّته ورسالته و بعد خضوعه (عليه السلام ) لأوامر امتحانيّة صعبة : (( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًاً )) البقرة : 124 , والمتيقن أنّه ( عليه السلام ) كان نبياً ورسولاً قبل هذه الامتحانات لتلقّيه الكلمات من ربّه وحياً.... ، ويعرفه هذه من ألقى السمع وهو شهيد ...!
ومن هنا فإن ما قام به الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) من تنصيب تلكم الأئمة (عليهم السلام) لأمرين أختصاراً :
- الأوّل مسألة إبلاغ النّاس الأحكام الشرعية; حيث إنّهم عدل القرآن كما ورد في حديث الثقلين، إذ قال (صلى الله عليه وآله وسلم) : «إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي وإنّهما لن يفترقا حتى يردا علىّ الحوض»، فعلمنا أن بيان الأحكام وظيفتهم (عليهم السلام) . ....
- الثاني: الزعامة على الرعيّة وإمامتهم في الدين والدنيا وبدون أن تسقط الزعامة الدينية بعدم طاعة الناس لله تعالى فيهم وتوليهم الزعامة الدنيوية والحاكمية فيهمك ، وحيث أثبتها رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) في قضيّة غدير خم وغيرها، إذ أثبت لهم الولاية من بعده كما كانت له (صلى الله عليه وآله وسلم) في حياته ...
وحتى نختصرها لعقلك ومن هم على شاكلتك يا طيب نقول :
-- النبي يكون حامل رسالة من الله من خلال الوحي الإلهي
بينما الإمام فإنه يكون مستودعا لهذه الرسالة من قبل النبي ومحققاً لكل شرائعها وحدودها ومطبق لها وحافظها من تيه الكفر والمضلين على مر العصور فقط .
-- منكر النبي يكون خارجا عن الإسلام ، بينما منكر الإمامه لا يكون كذلك و إنما يكون خارجا عن الإيمان الكامل ويبقى في ذمة الإسلام .
-- دورالنبي هوإرساء وتثبيت دعائم الرسالة وإبلاغها للناس
بينما الإمام فدوره البناء على ذلك الأساس والحفاظ على وحدته وكيانه دون تشريع جديد من قبله .
وأخــــــــيراً كلامهم فيه النور بما ورد عنهم في وصف دور الإمامة والإمام من بعد النبوة والرسالة الخاتمة فأفهم إن كنت تفهم ....: