أحيك أختي مسلمة سنية على مرورك الكريم على صفحتي المتواضعة و أحييك على كلامك الجميل
و أشكرك السيد الأميني على التوضيح ، و اعذرني أن أعلق على كلامك...
انت قلت أن الأختلاف في أمة الرسول - صلى الله عليه و سلم - حدث بعد وفاة الرسول ، و سؤال يطرح نفسه بقوة : هل الإسلام اكتمل قبل وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ، فنجد جوابا منطقيا أنه اكتمل لان كل رسول لا يموت إلى اذا استكمل رسالته من الله إلى الناس ، فنوح لم يمت إلا بعد ان استكمل رسالته وكذلك ابراهيم و داود و موسى و عيسى .
والسؤال : الناس الذين جاءوا بعد موت عيسى هل المطلوب منهم أن يكونوا كما كان موسى ومن اتبعه ، ام كما كان الناس بعد موت موسى ؟؟؟
والجواب : هو طبعا اليهودية الحقيقة التي جاء بها موسى - عليه السلام - كانت في زمنه وقبل موته .. والنصرانية الحقة التي جاء بها عيسى عليه السلام هي التي كانت في زمن عيسى قبل أن يرفعه الله إليه و يصلب شبيه عيسى ، وبالتالي الإسلام الحقيقي الذي جاء بها محمد - صلى الله عليه و سلم - هو الإسلام الذي كان عليه محمد و من اتبعه في حياته .
فكل شي اكتمل ينتظر منه النقص ، وبالتالي بما أن الإسلام قد اكتمل فإنه ينتظر بعد موت الرسول أن ينقص و تظهر الفتن ، فأرى من الطبيعي أن يختلف الناس بعد الرسول لانقطاع الوحي عن الأرض.
بالنسبة لإمامة علي بعد الرسول - صلى الله عليه و سلم - ، دعني أسألك : ماذا تقصد بالولاية؟؟
هل الولاية : الحكم السياسي المتثل في الحكم بين الناس بالعدل ، و الإشراف على أحوال الأمة و قضاء حوائجها؟؟
أم الولاية : نزول الوحي على علي - رضي الله عنه - و بالتالي نزول أحكام و استنساخ أحكام سابقة في شرع الله ؟؟
أم الولاية : تفسير القرآن و الفتوى بالأمور الجديدة التي لم تكن في زمن الرسول - صلى الله عليه و سلم - ؟؟
أم الولاية غير هذا كله؟؟؟
1- " أولئك هم خير البرية "
سأذهب إلى تفسير الطبري إن شاء الله لأنظر إلى الحديث سنده و متنه .
ولكن أليسا غريبا أن يقول الرسول للناس أن خير البرية هم من يتبع فلان ؟؟ أيا كان هذا الفلان؟؟ أليس الأولى أن يقول من يتبعني ؟؟ الرسول يدعو قريشا وهم عبدة الأوثان و الأصنام ثم بعد حين يقول لهم اتبعوا علي ؟؟ أعتقد أن هذا غريبا في حين انه الرسول ، والله يقول : " قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله و يغفر لكم ذنوبكم "..!!!!!!
2- ( أنت و شيعتك في الجنة ) !!!!
الأحاديث التي كتبتها يا أخ السيد الأميني فيها غرابة كبيرة جدا !! لذا لا بد من البحث عن مصادرها و سندها و متنها
إذا كان أتباع علي هم في الجنة ، إذا نستطيع أن نعيش من غير معرفة سيرة الرسول - صلى الله عليه و سلم - لأن علي مثل الرسول تماما ، لقوله أتباع علي في الجنة!!! وعليه إذا اكتفى المسلم بدراسة حياة علي و اتباع حياة علي دون ان يعرفا شيئا عن محمد بن عبد الله - عليه أفضل الصلاة و التسليم - يكون قد أخذ الدين كاملا ؟؟؟!!!
مالفائدة من اتباع الرسول؟؟ مالفائدة من قول الله تعالى " لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة " ألا يكفيا الرسول ليكون أسوة؟؟
هل صفات الرسول ناقصة و لا تتم إلا بصفات علي؟؟ هل الإسلام ناقص ولا يتم إلا بعلي؟؟
أسئلة منطقية تطرح نفسها من خلال الأحاديث المذكورة أعلاه ، إذ أننا لو ندعو غير المسلم للإسلام ، هل نقول له اتبع محمد بن عبد الله ؟؟ أم نقول له كن من اتباع علي بن أبي طالب ؟؟
أخرج ابن عساكر عن جابر بن عبدالله قال كنا عند النبي (ص) فأقبل علي رضي الله عنه ، فقال النبي (ص) : والذي نفسي بيده إن هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة ونزلت : " إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية " فكان أصحاب النبي (ص) إذا أقبل علي قالوا جاء خير البرية .
أخرج ابن عدي عن ابن عباس قال : لما نزلت : " إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات ...الآية" ، قال رسول الله (ص) لعلي : هو أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين .
أخرج ابن مردويه عن علي ، قال : قال لي رسول الله (ًص) ألم تسمع قول الله : " إن الذين ... الآية " ، أنت وشيعتك موعدي وموعدكم الحوض .
و أشكرك السيد الأميني على التوضيح ، و اعذرني أن أعلق على كلامك...
انت قلت أن الأختلاف في أمة الرسول - صلى الله عليه و سلم - حدث بعد وفاة الرسول ، و سؤال يطرح نفسه بقوة : هل الإسلام اكتمل قبل وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ، فنجد جوابا منطقيا أنه اكتمل لان كل رسول لا يموت إلى اذا استكمل رسالته من الله إلى الناس ، فنوح لم يمت إلا بعد ان استكمل رسالته وكذلك ابراهيم و داود و موسى و عيسى .
نشكر الاخ اين الحق حيث يسبب ان نحاور مع احد من الاخوة اهل السنة الذي يريد الحق
الدين الاسلامي هو رسالة السماء الخاتمة إلى الناس , نزل بها الوحي الأمين على سيد المرسلين محمد (ص) , وأمرنا باتباع رسالته والايمان بكل ما جاء به , والتسليم له في كل ما يقول , ووبخ من يرفض الايمان بها أو يؤمن ببعضها ويترك البعض الآخر :
قال تعالى في سورة البقرة 85 : (( أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ )) .
ووصف المتقين في أول آيات سورة البقرة : 1ـ4 بقوله : (( الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ ... والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ )) .
وقال تعالى : (( هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ ... وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ )) آل عمران 7 .
إذا عرفت ذلك , نقول : إن الامامة التي تؤمن بها الشيعة تبعاً للنبي (ص) والأئمة (ع) , مبدؤها القرآن , وأن القرآن نطق بها , فاذن يجب على الانسان المؤمن أن يؤمن بها وألا يكن ممن لا يؤمن ببعض الكتاب , وراداً لبعض ما جاء به النبي (ص) , وبالتالي يدخل في ضمن من أخبر الله عنه بأنه يصيبه عذاب شديد , بل وأكثر من ذلك كما سيتضح .
وأما كيف أنها مبدأ قرآني ؟
فنقول : قال تعالى مخاطباً إبراهيم بعد نبوته : (( إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ )) البقرة : 124 .
وقال في سورة الزخرف : 28 وهو يتحدث عن ابراهيم (ع) : (( وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ )) .
وقال تعالى في سورة السجدة 24 : (( وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ )) .
وقال تعالى في سورة الأنبياء 73 : (( وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ )) .
إلى هنا عرفنا أن الامامة جزء من شرع النبي الاكرم (ص) , جاء بها الوحي الكريم كما جاء بالصوم والصلاة والزكاة , وأوجب علينا الايمان بهما , وكذلك أوجب علينا الايمان بالامامة , لانها من عند الله وجزء من وحيه .
ثم إذا ذهبنا إلى آيات القرآن الآأخرى رأينا أكثر من ذلك , وانها تجعل الامامة وولاية الامام كولاية الله سبحانه وتعالى وولاية رسوله (ص) , وأنها ترتقي الى مستوىً أعلى من الصلاة والزكاة .
قال تعالى في سورة المائدة 55 ـ 56: (( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ )) , ولا نريد الدخول في دراسة الاية كلمة كلمة , فان ذلك يطول , لكن الاية حصرت الولاية بالله وبرسوله وبالذين امنوا , وجعلت من يتولاهم من حزب الله سبحانه وتعالى , ومن الواضح أن عدم تولي الامام ( الذين امنوا ) يخرم القاعدة التي تدخل الانسان في حزب الله , ومن يخرج من حزب الله , يدخل في حزب الشيطان , إذ لا ثالث في البين , مع أنا لا نجد في القرآن من يترك فرع من الفروع ولا يعمل به يكون من حزب الشيطان , فالامامة فوق تلك الأمور , أي الصلاة والزكاة , ووجوب تولي الامام كوجوب الصلاة والزكاة وأكثر , كما عرفت .
وعندما نرجع الى الاحاديث النبوية التي وردت من طرقهم , نجد أن النبي (ص) يوضح لنا منزلة الامامة والخلافة , وان الامام له منزلة لا تقل عن منزلة النبي (ص) وسنته كسنة النبي (ص) , وانه يجب الرجوع اليه والايمان به والاخذ عنه .
فعن النبي (ص) أنه قال : (( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين بعدي تمسكوا بها وعضّوا عليها بالنواجذ )) [ راجع : أحمد 4/126 , تحفة الاحوذي 3/40 , الترمذي 4/150 , الحاكم في المستدرك 1/96 وصححه , وفي كتاب السنة لابن ابي عاصم وصححه محمد ناصر الدين الالباني ص 46 ـ 47 ] إلى غيرها من المصادر .
ففي هذا الحديث عدة أمور :
(1) ان هؤلاء خلفاء الراشدين , وفي بعض الطرق الصحيحة أنهم مهديين , اي لا يحتاجون هداية غيرهم من الناس .
(2) إن هؤلاء الخلفاء لهم سنة مأمورون باتباعها .
(3) إن سنة هؤلاء الخلفاء كسنة النبي (ص) , إذ قرن سنته بسنتهم , ومن الواضح أن سنة النبي (ص) معصومة لانه (( ما ينطق عن الهوى إن هو الا وحي يوحى )) , فكذلك سنة خلفائه , بدليل المقرونية والأمر بالاتباع المطلق .
ومن الواضح أن هذه الصفات لا نجد انطباقها على ابي بكر وعمر وعثمان وغيرهم , فمن هؤلاء الذين هذه صفاتهم ؟!
الجواب : اذا رجعنا الى [ صحيح مسلم 6/4 ] نجده يجيبنا على هذا السؤال , فقد روى عن النبي (ص) أنه قال : (( لا يزال الدين قائماً حتى تقوم الساعة او يكون عليكم اثني عشر خليفة كلهم من قريش )) .
ومواصفات هذا الحديث , وهو قيام الدين بهؤلاء الاثني عشر , تتلاءم مع صفات الحديث السابق تمام الملائمة .
إذن يجب علينا الرجوع الى هؤلاء , كما امر الحديث , لأنهم المهديين والمبينين للسنة النبوية , والذين يقوم الدين بهم .
بل عندما نذهب الى السنة النبوية المطهرة نرى أن عدم الايمان بهؤلاء جاهلية , كما في قوله (ص) : (( من مات وليس عليه امام مات ميتة جاهلية )) [ كتاب السنة لابن ابي عاصم ص 495 , رقم 1057 , وصححه الشيخ الالباني ] .
وقال (ص) : (( من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية )) , وهذا أخرجه : [ مسلم 6/22 , فتح الباري 13/5 , نيل الاوطار 7/356 , المحلى 9/359 , تحفة الاحوذي 8/132 , ابن كثير 1/530 ] , وغيرها من المصادر الكثيرة .
فمن لم يؤمن بالامامة هو شخص جاهلي , أي : على الحالة التي كانت قبل الاسلام , وهذا يوافق الاية 55 و 56 من المائدة التي تلزم المؤمنين بتولي الله والرسول والذين آمنوا الذين تصدقوا في الركوع وأن من لم يتولهم يخرج من حزب الله إلى حزب غيره , وهو الشيطان , فيكون ميتاً على جاهلية كأن لم يؤمن بالله وبرسوله .
فتلخص مما تقدم :
(1) أن الامامة جزء من الدين الاسلامي , فيجب الاعتقاد بها كالاعتقاد بغيرها من أحكام الدين .
(2) أن الامامة ترتقي إلى أن يكون متولّي الامام من حزب الله والا يخرج منه .
(3) إن الامامة ترتقي أكثر لأن تكون من أساسيات الدين كالتوحيد والنبوة , فكما أن من لم يؤمن بالله او النبي (ص) لا يكون مؤمناً كذلك من لا يؤمن بالامام . (4) إن الامامة تعني القيام بالسنة النبوية وبيانها للناس , وانه يجب الرجوع الى الامام في أخذ الدين عنه كما أمرنا النبي (ص) .