[الأمير الموعود]

بمن تقتدي المرأة 12 ---------- وقد وردت الاخبار عن اهل البيت عليهم السلام في مدح العفة فعن امير المؤمنين ع انه كان يقول ( افضل العبادة العفاف ) وعن ابي جعفر ع في قوله تعالى ( يابني آدم قد انزلنا عليكم لباسا يواري سوءاتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير ) قال ع ( فأما اللباس فالثياب التي يلبسون واما الرياش فالمتاع والمال واما لباس التقوى فالعفاف ( ولباس التقوى خير ) العفاف خير . اما الثمرة الثانية من ثمار الحياء فهي غض البصر فنحن نعلم ان بداية الشهوة المحرمة تأتي عن طريق النظرة المحرمة فالنظرة سهم من سهام الشيطان وهي بداية الوقوع في الفتنة وقد قال عيسى ع ( اياكم والنظرة فأنها تزرع في القلب شهوة وكفى بها فتنة ) وقال الفرزدق في مدح حياء الامام زين العابدين ع : ( يغضي حياءا ويغضى من مهابته ---------- فلايكلم الا حين يبتسم ) اي انه كان ع يخفض بصره حياءا ولكنه كانت له هيبة فلايكلمه احد الا عندما يبتسم ع . فالانسان الذي يترك النظرة المحرمة حياءا سيقوى ايمانه ويشتد وسوف يحافظ على عفته وشرفه ولايقع في الفتنة واغواء الشيطان ويتذكر دائما قوله تعالى ( يعلم خائنة الاعين وماتخفي الصدور ) فمن ترك النظرة خوفا من الله حتما فأن الله سيعوضه بشيء اعظم منها وهو القوة في الايمان قال تعالى ( واللذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين ) فالحياء ثوب متى مالبسناه زاد ايماننا وخفيت عن الناس عيوبنا وبه تقربنا لخالقنا وعرفنا انه قريب منا وتذكرنا قول السجاد ع امامنا ( خف الله تعالى لقدرته عليك واستحي منه لقربه منك ) فبالحياء رأى يوسف الصديق ع برهان ربه ولم يرتكب المعصية فقد تجلى نور الله جل جلاله امامه فأستحى منه سبحانه ان يفعل القبيح بحضوره فقد روي عن ابي جعفر ع في تفسير قوله تعالى ( لولا ان رأى برهان ربه ) قال ع : ( لما همت به وهم بها قامت الى صنم معها في البيت فألقت عليه ثوبا فقال لها يوسف : ماصنعت ؟ قالت : طرحت عليه ثوبا استحي ان يرانا فقال يوسف : فأنت تستحين من صنمك وهو لايسمع ولايبصر ولااستحي انا من ربي ) ------------------ وللحديث بقية