الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين00
صحيح الترمذي(ج5)مناقب علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال:بَعَثَ رسولُ الله صلى الله عليه(وآله)وسلم سَرِيَّةً،واستَعمَلَ عليهم عليَّ بن أبي طالب رضي الله عنه،فَمَضَى عليٌّ في السَّرِيَّة،فَأَصَابَ جَارِيَةً،فَأَنْكَرُوا ذلك عليه،فَتَعَاقَدَ أَرْبعةٌ مِن أصحاب رسول الله صلى الله عليه(وآله)وسلم،إذا لَقِينا النبيَّ صلى الله عليه(وآله)وسلم أَخْبَرناه بمَا صَنَعَ عليٌّ0قال عمران:وكان المسلمون إذا قدموا مِن سفر بدؤوا برسول الله صلى الله عليه(وآله)وسلم فنظروا إليه وسلموا عليه ثم انصرفوا إلى رحالهم،فَلَمَّا قَدِمَت السريةُ سلموا على رسول الله صلى الله عليه(وآله)وسلم،فقامَ أحدُ الأربعةِ فقال:يارسول الله00ألَمْ تَرَ أنَّ عليًّا صَنَعَ كذا وكذا؟!
فَأَعْرَضَ عنه،ثم قام الثاني فقال مثل ذلك،فأعرض عنه،ثم قام الثالث فقال مثل ذلك،فأعرض عنه،ثم قام الرابع فقال:يارسول الله00ألم تر أن عليًّا صنع كذا وكذا؟!
فَأَقْبَلَ عليه رسولُ الله صلى الله عليه(وآله)وسلم والغَضَبُ في وجهه فقال(النبيُّ صلى الله عليه وآله):
[مَا تُرِيدُون مِن عَلِيٍّ؟ما تريدون من علي؟ماتريدون من علي؟إنَّ عَلِيًّا مِنِّي وأنا منه،وهو وَلِيُّ كلِّ مؤمن مِن بعدي]0
وروى(ح3797):عن النبي صلى الله عليه(وآله)وسلم قال:[مَنْ كُنْتُ مَوْلاه فَعَلِيٌّ مولاه]0
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم والعن أعداءهم0
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين00
حَدِيثُ الثِّقْلَيْن:
روى الترمذي والنسائي أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال:(ياأيها الناس إني تَرَكْتُ فيكم مَا إِنْ أَخَذْتُم به لَنْ تَضِلُّوا00كتاب الله وعترتي أهل بيتي)- وروى الترمذي عن زيد بن أرقم قال:
قال رسول الله صلى الله عليه(وآله)وسلم:)إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي :كتاب الله 00حبل ممدود من السماء إلى الأرض،وعترتي أهل بيتي ،ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما)
- وروى أحمد بن حنبل من حديث زيد بن أرقم قال:قال رسول الله صلى الله عليه (وآله)وسلم:(إني تارك فيكم خليفتين :كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض )
- وأخرج الذهبي في تلخيص المستدرك الحديث التالي معترفًا بصحته عند البخاري ومسلم وأنهما لم يروياه:
قال صلى الله عليه (وآله) وسلم :( إني تارك فيكم الثقلين:كتاب الله وأهل بيتي وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض)0
إذن00أيها الأحبة:هذه الأحاديث الصحيحة والتي رواها علماءُ العامة وبَلَغَت الثِّقَةُ بصُدُورها مِن النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى حَدِّ العِلْم واليقين حيث رُوِيَت عن أكثر مِن عشرين صحابيًّا00ماذا يمكن أن نستفيد مْن مَضَامِينِها؟
خاصَّةً مع ملاحظة ذِكْرِ الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم لها في أماكن مختلفة وأزمان مُتَغَايِرَة00فقد ذَكَرَها تارَةً بعد انْصِرَافِه مِن الطائف وأخرى على منبره في المدينة المنورة وتارَةً في حُجْرَتِه وهو في مَرَضِه والحُجْرَة غَاصَّة بأصحابه إذ قال- كما يقول ابنُ حجر العسقلاني في كتابه(الصَّوَاعِق المُحْرِقة)-: إنه صلى الله عليه (وآله) وسلم قال:(أيها الناس00يُوْشَك أنْ أُقْبَض قبْضًا سريعًا فيُنْطَلَق بي وقد قَدَّمْتُ لكم القوْلَ مَعْذِرَة إليكم:ألا إنِّي مُخَلِّفٌ فيكم كتابَ الله عز وجلَّ وعِتْرَتِي أهل بيتي )ثم أَخَذَ بِيَدِ عَلِيٍّ فَرَفَعَهَا وقال:(هذا عَلِيٌّ مع القرآن والقرآنُ مع علِيٍّ 00لا يَفتَرقان حتى يَرِدَا عَلِيَّ الحَوْضَ)0
وقد ذكَرَ صلى الله عليه وآله وسلم هذا الحديثَ في حَجَّتِه يوْمَ عَرَفَة وهو على ناقَتِه القصواء يَخْطُب كما يذكر ذلك جابرُ بن عبدالله - كما في سنن الترمذي-:(سَمِعْتُ الرسولَ صلى الله عليه (وآله) وسلم يقول:يا أيها الناس:إني قد تَرَكْتُ فيكم مَا إنْ أَخَذْتم به لَنْ تَضِلُّوا:كتابَ الله وعِتْرَتِي أهل بيتي )0
وذَكَرَ الرسولُ الأعظمُ صلى الله عليه وآله وسلم هذا الحديث يوْمَ غدير خم أيضا:يقول الحاكمُ النيسابوري في كتابه(المستدرك على الصحيحين)عن زيد بن أرقم أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه (وآله) وسلم نَزَلَ غدير خم 0000ثم قال:كأني دُعِيتُ فَأَجَبْتُ00إني قد تَرَكْتُ فيكم الثقلين00أحدُهما أكبر مِن الآخر:كتاب الله تعالى وعترتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما ،فإنهما لن يفترقا حتى يَرِدَا عَلِيَّ الحوضَ)ثم قال:(إنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ مولاي وأنا مَوْلَى كلِّ مؤمن)ثم أَخَذَ بِيَدِ عَلِيٍّ فقال:(مَن كُنْتُ مَوْلاه فهذا وَلِيُّه،اللهم وَالِ مَنْ وَالاه وعَادِ مَنْ عَادَاه000الحديث)0
هناك عقيدة أساس في صَرْح الإيمان تُسْتَفاد مِن هذه الأحاديث الشريفة ألا وهي لُزُومُ اتِّبَاعِ أهْلِ البيت - عليهم الصلاة والسلام - وطاعتِهم وعَدَمِ الاكْتِفَاءِ بِحُبِّهم فقط،وإذا خَالَفَهم أيُّ أَحَدٍ - أَيًّا كَانَ - تُرِكَ قَوْلُه وأُخِذَ بِقَوْلِهم،لأَنَّ هذا هو المُناسِب لِمَا في أكْثَرِ هذه الأحاديث مِنْ تَقْدِيمِ النَّبِيِّ تَوَقُّعَ رَحِيلِه إلى الرفيق الأعلى قبْلَ ذِكْرِها،خاصَّةً مع ملاحظة روايةِ زيد بن أرقم السابقة:(إني تَارِكٌ فيكم خَلِيفَتَيْن)فهي واضِحَة في إرَادَةِ مَا يَخْلُفُه ويَقُومُ مَقَامَه ويُؤَدِّي وَظَائِفَه ويَجِب طاعتُه مثله0
وكذلك تَدُلُّ هذه الأحاديثُ على لُزُومِ الطَّاعَةِ بِقَرْنِهِ صلى الله عليه وآله وسلم أهلَ البيت – عليهم الصلاة والسلام - بالقرآن الكريم00 فمِنَ المَعْلُومِ أنه لا يُكْتَفَى بِحُبِّ القرآنِ الكريم واحترامِه بل لا بُدَّ مِن اتِّبَاعِه وتَنْفِيذِ جميعِ أحْكَامِه،خاصًّةً مع ذِكْرِه أَنَّ التَّمَسُّكَ بالقرآنِ والعِتْرَةِ مَعًا لَنْ يَحْصَل الضَّلالُ لِلأمَّةِ وذلك لا يَكُونُ بِمُجَرَّدِ الحُبِّ والاحترام0
وهذه الأحاديثُ تَدُلُّ على عِصْمَةِ أهلِالبيتِ(ع)أيضًا،حيث أنهم لَنْ يُضِلُّوا الأمَّةَ أبَدًا،مع الالْتِفَات إلى عَدَمِ افْتِرَاقِهم عَن القرآن الكريم(الذي لا يَأْتِيه البَاطِلُ مِنْ بَيْن يَدَيْهِ ولا مِنْ خَلْفِه)0
والأوْضَحُ مِن ذلك هوذِكْرُ التَّعَابِير التالية:التَّمَسُّك والأَخْذ والاتِّبَاع00وهذه الأُمُورُ لا تَكُونُ إلا بِالطاعَةِ ومُوَافَقَةِ الأَمْرِ والنَّهْيِ اللَّذَيْنِ يَتَضَمَّنُهُما القرآنُ المجيد ويَصْدُرَان مِن العترة الطاهرة صلوات الله عليهم،ويُؤَكِّد ذلك مَا رَوَاه الطبراني في كتابه(المعجم الكبير) في تَتِمَّةِ حَدِيث الثقلين مِن قولِه صلى الله عليه وآله وسلم[000فلا تَقْدَمُوهُمَا فَتَهْلَكُوا،ولا تقصروا عنهما فتهلكوا،ولا تُعَلِّمُوهم فإنَّهم أَعْلَمُ مِنْكم)وهذا صَرِيحٌ في إِرَادَةِ الطاعَةِ و الاتِّبَاعِ ،وإذا وَجَبَت طاعَةُ أهلِ البيت - عليهم الصلاة والسلام - فلا بُدَّ مِنْ كَوْنِ الإِمَامَةِ فِيهم لا فِي غَيْرهم،إذْ لا مَعْنَى لإِمَامَةِ الإِمَامِ غيْرَ كَوْنه قُدْوَةً لِلْمَأْمُومِين ولا يَكُون ذلك إلا بالاتِّبَاع ،فلا يُعْقَل أنْ تَجِب على الأُمَّةِ طاعَتُهم وتكون الإِمَامَةُ في غيرهم!!فكيف يَكون المُطَاعُ - الذي يُسَاوِغُ مَعْنَى الحَاكِمِ- مَحْكُومًا؟!!
ولا بُدَّ لنا مِن التَّعَرُّفِ على أشْخَاصِ أَهْلِ البيت الذينثَبَتَ لهم هذا المَقَامُ00وسَأَكْتَفِي بِذِكْرِ روايةٍ واحدةٍ تَرويها إِحْدَى زوجات الرسول صلوات الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين،وهي عائشة التي يُدَّعَى أنها وبَقِية زوجاته- صلى الله عليه وآله وسلم- دَاخِلاتٌ في عُنْوَان(أهل البيت):
قالت عائشة - كما في (صحيح مسلم مِن باب فضائل أهل بيت النبي)-:خَرَجَ النبيُّ صلى الله عليه (وآله) وسلم غَدَاةً وعَلَيْه مرط مرحل مِنْ شَعْرٍ أَسْوَد،فَجَاءَ الحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ فأدْخَلَه،ثم جَاءَ الحُسَيْنُ فَدَخَلَ مَعَه،ثم جاءَت فاطِمَةُ فَأَدْخلَها،ثم جَاءَ عَلِيٌّ فأدْخَلَه،ثم قال:{إنما يُرِيد اللهُ لِيُذْهِب عنكم الرِّجْسَ أهلَ البيت ويُطَهِّرَكم تَطْهِيرًا}0
وهَلْ بَعْدَ اعْتِرَافِ مَنْ يُدَّعَى دُخولُها في هذا العنوان المُقَدَّس بأنها خارِجَةٌ مِنْه يَجْرُؤ أَحَدٌ بإدْخالها إلا بالقَسْر؟!
وليس هؤلاء الخمسة الأطهار هم أهلُ البيت فقط00بل هُمْ وأبْنَاءُ الحُسَين التِّسْعَة الذين أَوْضَحَهم وَنَصَّ عليهم هؤلاءِ الخمسةُ -الأبْرَزُ فيمَن لا تَضِلّ الأمّةُ بالتَّمَسُّكِ بِهِم- بأنهم مِنْ أهلِ البيتِ المَشْمُولِين لِهَذِه الآيةِ الكريمةِ،كما عن الإمامِ الباقر عليه الصلاة والسلام حينما سُئِل عن ذلك قال:[هُم الأَئِمَّةُ عليهم السلام]0
بل هُمْ أَمَانٌ لأهلِ الأرض كما في مسند أحمد بن حنبل،حيث قال:قال رسولُ الله صلى الله عليه (وآله) وسلم:[النُّجُومُ أَمَانٌ لأَهْلِ السَّمَاءِ،فإذا ذهَبَت ذهبُوا،وأَهْلُ بَيْتِي أَمَانٌ للأرْضِ فإذا ذَهَبَ أهلُ بَيْتِي ذَهَبَ أَهْلُ الأرْض]0
بل لا يَبْقَى أَحَدٌ بَعْدَهم أَبَدًا00وإلا ظَلَّ ذلك البَاقِي بِلا حُجَّةٍ ،وفي الرواية عن المعصوم عليه الصلاة والسلام أنه لَوْ لَمْ يَبْقَ على الأرض إلا اثنانِ لَكَان أَحَدُهما الحُجَّةُ على الآخر0
ونحن نعيش الآن زمن خَاتمِهم (ع) صَاحِب العَصْرِ وإِمَام الزمان - عَجَّلَ اللهُ فرَجَه الشريف وجَعَلنا مِن أنصاره والمستشهدين بين يديه -0
**** ومِن المُهِم بَيَانُ القِيمَة السَّنَدِيَّة لِهَذا الحديث الشريف مُقَارَنةً بِرِوَايَةِ مَنْ رَوَى هذا الحديثَ بِاسْتِبْدَالِ لَفْظِ (وعترتي) بِلَفْظِ (وسُنَّتِي)،فأقول وباللهِ العصمة وعليه التكلان:
أولاً:إنَّ رِوَايَةَ(000وسنتي)مُرْسَلَة،لا يَنْتَهِيسَنَدُهَا إلى الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم مُبَاشَرَةً فهناك وَاسِطة أو وَسَائِط مَفْقودة وغير مَذكُورَة فيالسَّنَد،وهذا الأَمْرُ(وهو الإِرْسَالُ)إذا وُسِمَت بِهِ الرِّوَايَةُ يُسْقِط قِيمَتَها في الجملة(والذيأرْسَلَها هو مَالِكٌ في مُوَطَّئِه)،بَيْنمَا حديث(000وعترتي)مُسْنَد00رَوَاه أكثرُ مِن عشرين صحَابيًّا عنرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم،منهم:جابر بن عبدالله الأنصاري وزيد بنأرقم،وَوَصَلَ إلينا حديثًا مُسْنَدًا لا تُوجَد أيّ واسطةٍ فيه مفقودة،والحديثُ المُسْنَدُ حُجَّةٌ فيمَوْضُوعِه إذا كان كلُّ رُوَاتِه ثقَاتٍ(على تفصيل في موارد حجيته المقررة في علم أصولالفقه)0
ثانيًا:حديث(000وعترتي)حديث مُتَوَاتِر(والحديث المتواتر هو الذي تَرْوِيهجَمَاعَةٌ كثيرة مِن الناس يَمْتَنِع تَوَاطُؤُهم واتِّفَاقُهم على الكذب - عَقْلاً -00يَرْوُونَه عن مِثْلِهم فيالكَثرَةِ وامْتِنَاعِ الاتِّفاق على الكذب وهكذا إلى أنْ يَصِلَ السَّنَدُ إلى الصحابة الكثيرينأيضًا كما مَرَّ والذين يَرْوُونه عن النبيِّ الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم) والحديثُ المَوْصُوف بالمُتواتر مُتَّفَقٌ عندالشيعة والسنة على لُزُوم العَمَل به لِلقَطْعِ والعِلْمِ بِصُدُورِه مِن النبي صلى الله عليه وآلهوسلم،وأيُّ روايةٍ أخرى غير متواترة(مثل رواية-000وسنتي-والتي تُوصَف بأنها خَبَر آحَاد) لا تَقِف أَمَامَ قُوَّتِه ولا تُسْقِط حُجِّيَّتَه،بل يكون مُقَدَّمًا عليها لأنها ستكون مَظْنُونًا بِصُدُورها مِنالنبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم بينما الحديث المتواتر مَعْلُوم الصُّدُور،ولا يَشُكُّ أَحَدٌ في أنَّ المَعْلوممُقَدَّمٌ على المَظنُون بل لا يَبْقَى للمَظنون مَكَانٌ مِن التَّشْرِيع لأنه إنما شُرِّعَ العَمَلُ به عندالشَّكِّ(إذا كان رُوَاتُه ثقاتٍ طبعًا)ومع وُجودِ العِلْم - بسبب التواتر هنا - لا يَبْقَى لِلشَّكِّ مَوْضِعٌأَبَدًا0
ثالثًا:لو سَلَّمْنا بِصِحَّةِ روايةِ(000وسنتي)فإنها لا تُعَارض حديثَ العترة لأنَّأهلَ البيت-عليهم الصلاة والسلام-هم الذين يُمَثِّلُون سُنَّةَ الرسول صلى الله عليه وآلهوسلم لأنَّ أهلَ البيتِ أَدْرَى بالذي فيه،ولو أَبَى أَحَدُ أبناءِ العَامَّةِ إلا القَوْلَ بالتَّعَارُضبينهما فحديثُ العترةِ مُقَدَّمٌ (لِمَا ثَبَتَ في بحوث تعارض الأدلة في علم أصول الفقه)مِن أنَّالدليلَ القَطْعِيَّ مُقَدَّمٌ على الدليل الظَّنِّي بل لا يَبقى للمَظنون مع العلم موضعٌ كما أسلفنا0
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم والعن أعداءهم0
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين00
نتابع مع حديث الثقلين:
حديث الثقلين بهذ اللفظ:عن مسلم بن صبيح عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال:قال رسولُ الله صلى الله عليه (وآله)وسلم:
[إني تاركٌ فيكم الثقلين :كتاب الله وأهل بيتي،وإنهما لن يَفتَرِقا حتى يَرِدَا عليَّ
الحوضَ]،والذي ذكرناه عن تلخيص المستدرك للذهبي تَجِدْه في نفس المستدرك للحاكم(ج3)كتاب المعرفة0مناقب أهل البيت(عليهم الصلاة والسلام)0
ولاحظوا - إخوتي – التَّعْرِيفَ بِـ (ال)في كلمةِ(الثقلين)فقد جَعَلَهما صلى الله عليه وآله معروفَيْن - إنْ لم يَكُن عند أهل الأرض فعند أهل السماء -0
وقد رَوَى مسلمٌ في صحيحه حديث الثقلين أكْثر مِن رواية(ج4/1873-2408)(ج5/3786/3788)وفي(ج7) - باب فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه – ذَكَرَ مسلمٌ عَدَدًا مِن روايات حديث الثقلين،منها:
عن يزيد بن حيان،قال:انْطَلَقْتُ أنا وحصين بن سبرة وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم،فَلَمَّا جلسنا إليه قال له حصينٌ:لقد لَقِيتَ يازيدُ خيرًا كثيرًا،رَأَيْتَ رسولَ الله صلى الله عليه(وآله)وسلم،وسَمِعْتَ حديثَه وغزوتَ معه وصليتَ خلفه،لقد لقيتَ يازيد خيرًا كثيرًا،حَدِّثنا يازيدُ مَا سمعتَ مِنْ رسول الله صلى الله عليه(وآله)وسلم0قال:ياابن أخي واللهِ لقد كَبِرَت سِنِّي وَقَدمَ عهدي ونسيتُ بعضَ الذي كنتُ أَعِي مِن رسول الله صلى الله عليه(وآله)وسلم،فَمَا حَدَّثْتُكم فَاقْبَلُوا ومَا لا فلا تُكَلِّفُونِيه،ثم قال:
قامَ رسولُ الله صلى الله عليه(وآله)وسلم يَوْمًا فِينَا خطيبًا بِمَاءٍ يُدْعَى (خُمَّا)بين مَكّة والمدينة،فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عليه،وَوَعَظَ وَذَكَّرَ،ثم قال:[أَمَّا بعد00ألا أيها الناس فإنما أنا بَشَرٌ يُوشَكُ أَنْ يَأْتِي رسولُ ربي فَأُجِيب،وأنا تَارِكٌ فيكم ثقلين،أوَّلُهما كتاب الله،فيه الهدى والنور،فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به]،فَحَثَّ على كتاب الله وَرَغَّبَ فيه،ثم قال:
[وَأَهْل بيتي0أُذَكِّركم اللهَ في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي]
فقال حصين:ومَنْ أهلُ بيتِه؟نِسَاؤُه؟
قال(زيدٌ):وَأَيْم الله إنَّ المَرْأَةَ تكون مع الرجل العَصْرَ مِن الدَّهْر ثم يُطَلِّقها فَتَرْجع إلى أبيها وَقَوْمها0أهلُ بيته أَصْلُه وعُصْبَتُه الذين حُرِمُوا الصَّدَقَةَ بَعْدَه0
أقول:بِقَرِينَة ودُلالة حَدِيثَيْ عائشة والإمام الباقر حُرِمُوا الصدقةَ بعده هم الأئمة المَعْصومون والصِّدِّيقة الطاهرة فاطمة عليهم الصلاة والسلام0
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم والعن أعداءهم0
الحمد لله رب العالمين
أشكركم كثيرًا ياإخوتي،وألتمس دعاءكم الكثير00
أرِيد أنْ أنْقُلَ مَا ذَكَرَه الحاكمُ النيسابوري في خُطْبَةِ(مقدمةِ)كتابه المستدرَك،وذلك كاستدراكٍ في ترتيب المشاركات - حسب الأهمية - ومع أننا قلنا بعدم الالتزام بها إلا أننا سنفعل أحيانًا إن شاء الله تعالى،قال الحاكمُ:
(000وأَنَا أسْتعين اللهَ على إخْرَاجِ أحاديثَ رُوَاتُها ثُقَاتٌ،قد احْتَجَّ بِمِثْلِها الشَّيْخَان(البخاري ومسلم) - رضي الله عنهما - أو أحَدُهما0
وهذا شَرْطُ الصَّحِيح عند كَافَّةِ فقهاءِ أهلِ الإسلام:
إنَّ الزِّيَادَةَ في الأسَانِيدِ والمُتُونِ مِن الثُّقَاتِ مَقْبُولَةٌ0
والله المعين على ما قصدتُه وهو حسبي ونعم الوكيل)0
أقول:شَهِدَ هذا العَالِمُ - الكبيرُ عند العَامَّةِ - بأنَّ مَا سيذكره في مُسْتَدْرَكِه مُتَوَفِّرٌ على شَرْطِ الحَدِيثِ الصَّحِيح عند البخاري ومسلم،أو عند أحدِهما على الأقلّ،ألا وهو كَوْنُ رُوَاتِه ثُقَاتًا عندهما أو أحدهما،وشَهِدَ بِأنَّ شَرْطَ الصِّحَّةِ هذا إذا تَوَفَّرَ في الحَدِيثِ فهو صَحِيحٌ،وإنْ زَادَت الأسانِيدُ والطُّرُقُ إليه أو زَادَ نَفْسُ مَتْنِ ونَصِّ الحديث،عمَّا يَرْوِيه البخاري ومسلم أو أحدُهما في صَحِيحَيْهما،فيمكن الاعتماد على غير ما في الصَّحِيحَيْنِ أو الصِّحَاحِ السِّتَّةِ أو العَشْرَة،إذا كانت رُوَاتُها ثُقَاتًا عندهما0
بل إنَّ الحاكمَ النيسابوري أطْلَقَ في أنه إذا تَوَفَّرَ شَرْطُ الصِّحَّةِ فإنَّ كافَّة فقهاء أهل الإسلام يَقْبَلُونه،فمَا كان على نهج تَصْحِيحِ البخاري ومسلم أو على نهجِ غيرهما،فإنَّ العلماء والفقهاء كثيرون،ومَا يَرَاه البخاري ومسلم ثِقَةً قد لا يكون كذلك عند غيرهما،ومَا لا يَرَيَانِه ثِقَةً قد يَرَاه غيرُهما ثِقَةً أو فوق الثِّقَةِ بدرجات0
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم والعن أعداءهم0
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين00
نتابع مع أحاديث الولاية:
إذن قال لهم رسولُ الله صلى الله عليه وآله:
[مَا تُريدون مِن عليٍّ،إنَّ عليًّا منِّي وأنا مِنه،وهو وَلِيُّ كلِّ مؤمنٍ] في هذه الرواية نرى أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وآله جَعَلَ الإمَامَ عليًّا مِنْ نَفْسِه وجَعَلَ نفسَه الشريفةَ مِن الإمامِ عليٍّ،وعَقَّبَ هذا المعنى بولايَةِ الإمامِ عليٍّ على كلِّ مؤمنٍ،ممَّا يُشِير إلى أنَّ هذه الولاية التي يَحْمِلها الإمامُ عليٌّ على المؤمنين هي مِنْ سِنْخِ ونَوْعِ الولاية التي يَحْمِلها الرسولُ على كلِّ مؤمنٍ،اللهم صل على محمد وآل محمد0
وتُسَاعِد على هذا المعنى آيةُ المُبَاهَلَة التي جَعَلَت الإمامَ عليًّا نَفْسَ النبيِّ صلى الله عليهما وآلهما:قال تعالى:{فقل تعالوا نَدْعُ أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسَنا وأنفسَكم ثم نبتهل فنجعل لعنةَ الله على الكاذبين}،وقد مَرَّ في حديث معاوية مع سعد بن أبي وقاص مَا يَدُلُّ على ذلك حيث قال سعدٌ إنَّه بعد نزولِ هذه الآية الشريفة دَعَا النبيُّ صلى الله عليه وآله الحسنَ والحسينَ{أبناءنا}وفاطمة الزهراء{نساءنا}وعليًّا{أنفسَنا}(لِيُبَاهِلَ بهم نصارى نجران)0
وهناك الكثير مِن روايات بَعْضِيَّتِهما مِن بعضٍ أو بعضيَّتِه صلى الله عليه وآله مِن أهل البيت عليهم الصلاة والسلام على لِسَانِ الصادق الأمين صلى الله عليه وآله،منها:
ورَوَى الحاكمُ في المستدرك (ج3)تحت عنوان: (فضائل أبي عبدالله بن علي الشهيد رضي الله عنهما):عن يعلى العامري أنه خَرَجَ مع رسولِ الله صلى الله عليه(وآله)وسلم000(إلى أنْ قال):فقال(النبيُّ صلى الله عليه وآله):
ذَكَرَ العالمُ المحدِّث والفقيه المفسر فخرُ الدين الطريحي النجفي في كتابه(مجمع البحرين ومطلع النيرين)في ج2ص326 في باب حرف السين عندما تعرَّضَ لكلمة(سبط)،قال:
(000والأسباطُ أولادُ الولد،جَمعُ سِبْطٍ،مثل حمل وأحمال0
والأسباط في بني يعقوب(النبي)كالقبائل في ولد إسماعيل،وهم اثناعشر ولدًا ليعقوب،وإنما سُمُّوا هؤلاء بالأسباط وهؤلاء بالقبائل لِيُفصَل بين ولد إسماعيل وولد إسحاق0وقد بُعث منهم عدة رُسُل كيوسف وداود وسليمان وموسى وعيسى0
وعن ابن الأعرابي:الأسباطُ خاصَّةُ الأولاد0
وفي الحديث:(الحسن والحسين سبطا رسول الله صلى الله عليه وآله)،أي:طائفتان وقطعتان0
وفي الخبر:(الحسين سبطٌ من الأسباط)،أي:أُمَّة مِن الأمَم في الخير0
ويُحتمل أن يُرادَ بالسبط القبيلةُ،أي يَتَشَعَّبُ منهما نَسْلُه)
يعني يتشعب من الحسنين نسلُ النبي صلى الله عليه وآله0
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم والعن أعداءهم0
انا اضم صوتي معك في ما تذهب اليه من الطرح الذي فيه مرضاة الله سبحانه وتعالى والابتعاد كل البعد عن الجدل العقيم والمراء الذي يفرح الشياطين من الجن والانس اعداء الدين والحرية العقلية والفكرية فيجب علينا ان نكون في الحوار غايتنا مرضاة الله ولم شمل المسلمين وانكار الافكار المسممه التي وضعها اعداء الاسلام في داخل التاريخ الاسلامي من الاحاديث المزوره وطمس بعض الحقائق ونشر حقائق لاقلام ماجورة حتى تشوش وتهدم وحدة الاسلام فياخوان اطلب ان نكون صف واحد وندخل الحوار بعقول متفتحه ونفوس بهيجه وقلوب سليمه
انا لك من الشاكرين على هذا الطرح والغيره على سمعة المسلم والاسلام
صحيح الترمذي(ج5) ما جاء في فضل فاطمة رضي الله عنها(ح3963):
عن شهر بن حوشب عن أم سلمة أنَّ النبيَّ صلى الله عليه(وآله)وسلم جَلَّلَ علَى الحسن والحسين وعليٍّ وفاطمة كِسَاءً ثم قال:
[اللهم هؤلاء أهل بيتي وحامتي،أَذْهِب عنهم الرِّجسَ وطهِّرهم تطهيرًا]
فقالت أمُّ سلمة:وأنا معهم يارسول الله؟
قال(النبيُّ صلى الله عليه وآله):[إنك على خير]0
أقول:لو كانت نِسَاءُ النبيِّ(صلى الله عليه وآله)مِن أهلِ بَيْتِه الذين عَصَمَهم الله بآيةِ التطهير لأجَابَ النبيُّ(صلى الله عليه وآله)أمَّ سلمة بِـ (نَعَم)،فهي مِنْ خِيرَةِ زوجاته صلى الله عليه وآله0
والله ياليت الحوارات تكون بدون سباب وشتائم والتوقيفات الكثيره للسنه في المنتدى والتغاضي عن الكلام القبيح الذي يصدر من بعض الاخوان الشيعه فبالله عليكم كيف تريدوننا ان نعرف مذهبكم ونتناقش معكم وبعضكم يسب وينعت بالفاظا .