عندما نقول: ﴿وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ﴾ أو ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ﴾؛ معنى ذلك أن الولد في حدِ نفسهِ لا يُعدّ نعمة، أي لا سلبٌ ولا إيجاب؛ فالولد بما هو ولد لا يحملُ شحنة إيجابية، ولا شُحنةً سلبية.. وذلك بمثابة الطابوقة التي تؤخذ من المصنع: فهذه الطابوقة من الممكن أن تدخل في تركيبةِ مسجدٍ من المساجد؛ فيصبح مُقدساً.. ومن الممكن أن تُستخدم هي نفسها في بناءِ ملهى ليلي، أو محلٍ لشُرب الخمورِ مثلاً!.. إن الأولاد بمثابة مواد البناء: من المُمكن أن يُبنى بهِ البناء الصالح، ومن المُمكن أن يُبنى بهِ البناء الطالح.
{فَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ}.. إنه أمر الوفـــاء الإلهي.. ففي خضم الأحـداث، وفي أعظم النكبات، رب العالمين ينجّي عباده، فهو غيور على أوليائه.. وعليه، فإنه ينبغي على المؤمن ألا يخاف ولا يحزن في كل تقلبات الحياة، ما دام يرى الله -عز وجل- له ولياً؛ فإنه كما أنقذ أصحاب نوحٍ، وأصحاب لوطٍ، وأصحاب صالح؛ فإنه ينقذه.
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
احسنتم بارك الله فيكم اسال الله لكم دوام التوفيق والتواصل
ولاحرمنا الله من جميل مشاركاتكم
ودعواتي لكم على الدوام محفوفة ببركة الصلاة على محمد وال محمد