إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون
- تفسير القرطبي - القرطبي ج 6 ص 222 :
وقال ابن خويزمنداد قوله تعالى : " ويؤتون الزكاة وهم راكعون " تضمنت جواز العمل اليسير في الصلاة ، وذلك أن هذا خرج مخرج المدح ، وأقل ما في باب المدح أن يكون مباحا ، وقد روي أن [ علي بن أبي طالب ] رضي الله عنه أعطى السائل شيئا وهو في الصلاة.
- تفسير ابن كثير - ابن كثير ج 2 ص 74 :
وقال ابن جرير حدثنا هناد حدثنا عبدة عن عبد الملك عن أبي جعفر قال سألته عن هذه الآية " إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون " قلنا من الذين آمنوا ؟ قال الذين آمنوا . قلنا بلغنا أنها نزلت في علي بن أبي طالب قال علي من الذين آمنوا وقال أسباط عن السدي نزلت هذه الآية في جميع المؤمنين ولكن علي بن أبي طالب مر به سائل وهو راكع في المسجد فأعطاه خاتمه وقال علي بن أبي طلحة الوالبي عن ابن عباس عن أسلم فقد تولى الله ورسوله والذين آمنوا رواه ابن جرير .
- الدر المنثور - جلال الدين السيوطي ج 2 ص 293 :
* وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس في قوله انما وليكم الله ورسوله الآية قال نزلت في على بن أبى طالب * وأخرج الطبراني في الاوسط وابن مردويه عن عمار بن ياسر قال وقف بعلى سائل وهو راكع في صلاة تطوع فنزع خاتمه فاعطاه السائل فاتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلمه ذلك فنزلت على النبي صلى الله عليه وسلم هذه الآية انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه ثم قال من كنت مولاه فعلى مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه * وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن على بن أبى طالب قال نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا إلى آخر الآية فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل المسجد وجاء الناس يصلون بين راكع وساجد وقائم يصلى فإذا سائل فقال يا سائل هل أعطاك أحد شيأ قال لا ذاك الراكع لعلى بن أبى طالب اعطاني خاتمه * وأخرج ابن أبى حاتم وابو الشيخ وابن عساكر عن سلمة بن كهيل قال تصدق على بخاتمة وهو راكع فنزلت انما وليكم الله الآية * وأخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله انما وليكم الله ورسوله الآية نزلت في على بن أبى طالب تصدق وهو راكع * وأخرج ابن جرير عن السدى وعتبة بن حكيم مثله * وأخرج ابن مردويه من طريق الكلبى عن أبى صالح عن ابن عباس قال أتى عبد الله بن سلام ورهط معه من أهل الكتاب نبى الله صلى الله عليه وسلم عند الظهر فقالوا يا رسول الله ان بيوتا قاصية لا نجد من يجالسنا ويخالطنا دون هذا المسجد وان قومنا لما رأونا قد صدقنا الله ورسوله وتركنا دينهم أظهروا العداوة واقسموا ان لا يخالطونا ولا يؤكلونا فشق ذلك علينا فبيناهم يشكون ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزلت هذه الآية على / صفحة 294 / رسول الله صلى الله عليه وسلم انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصالة ويؤتون الزكاة وهم ركاعون ونودى بالصلاة صلاة الظهر وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أعطاك أحد شيأ قال نعم قال من قال ذاك الرجل القائم قال على أي حال أعطاكه قال وهو راكع قال وذك على بن أبى طالب فكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك وهو يقول ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فان حزب الله هم الغالبون * وأخرج الطبراني وابن مردويه وابو نعيم عن أبى رافع قال دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو نائم يوحى إليه فإذا حية في جانب البيت فكرهت ان أبيت عليها فاوقط النبي صلى الله عليه وسلم وخفت ان يكون يوحى إليه فاضطجعت بين الحية وبين النبي صلى الله عليه وسلم لئن كان منها سوء كان في دونه فمكث ساعة فاستيقظ النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون الحمد لله الذى أتم لعلى نعمه وهيأ لعلى بفضل الله اياه * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال كان على بن أبى طالب قائما يصلى فمر سائل وهو راكع فاعطاه خاتمة فنزلت هذه الآية انما وليكم الله ورسوله الآية قال نزلت في الذين آمنوا وعلى بن أبى طالب أولهم * وأخرج ابن أبى حاتم وابن جرير عن ابن عباس في قوله انما وليكم الله الآية قال يعنى من أسلم فقد تولى الله ورسوله والذين آمنوا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن أبى جعفر انه سئل عن هذه الآية من الذين آمنوا قال الذين آمنوا قيل له بلغنا انها نزلت في على بن طالب قال على من الذين آمنوا * وأخرج أبو نعيم في الحلية عن عبد الملك بن أبى سليمان قال سألت أبا جعفر محمد بن على عن قوله انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا والذين يقمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون قال أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم قلت يقولون على قال على منهم .
- الدر المختار - الحصفكي ج 6 ص 738 :
فرع يكره إعطاء سائل المسجد إلا إذا لم يتخط رقاب الناس في المختار كما في الاختيار ومتن مواهب الرحمن ، لان عليا تصدق بخاتمه في الصلاة فمدحه الله بقوله : * ( ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) * ( المائدة : 55 ) .
- حاشية رد المحتار - ابن عابدين ج 1 ص 711 :
فرع يكره إعطاء سائل المسجد إلا إذا لم يتخط رقاب الناس في المختار ، لان عليا تصدق بخاتمه في الصلاة فمدحه الله تعالى بقوله : * ( ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) * ( المائدة : 56 )
- ذخائر العقبى- احمد بن عبدالله الطبري ص 102 :
عن عبد الله بن سلام قال أذن بلال لصلاة الظهر فقام الناس يصلون فمن بين راكع وساجد وسائل يسأل فأعطاه على خاتمه وهو راكع فأخبر السائل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنو الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) أخرجه الواقدي وأبو الفرج بن الجوزى .
- المعجم الأوسط - الطبراني ج 6 ص 218 :
حدثنا محمد بن علي الصائغ قال نا خالد بن يزيد العمري قال نا إسحاق بن عبد الله بن محمد بن علي بن حسين عن الحسن بن زيد عن أبيه زيد بن الحسن عن جده قال سمعت عمار بن ياسر يقول وقف على علي بن أبي طالب سائل وهو راكع في تطوع فنزع خاتمه فأعطاه السائل فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعلمه ذلك فنزلت على النبي صلى الله عليه وسلم هذه الآية ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه .
- جامع البيان - إبن جرير الطبري ج 6 ص 389 :
وأما قوله : والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون فإن أهل التأويل اختلفوا في المعني به ، فقال بعضهم : عني به علي بن أبي طالب . وقال بعضهم : عني به جميع المؤمنين . ذكر من قال ذلك : حدثنا محمد بن الحسين ، قال : ثنا أحمد بن المفضل ، قال : ثنا أسباط ، عن السدي ، قال : ثم أخبرهم بمن يتولاهم ، فقال : إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون هؤلاء جميع المؤمنين ، ولكن علي بن أبي طالب مر به سائل وهو راكع في المسجد ، فأعطاه خاتمه . حدثنا هناد بن السري ، قال : ثنا عبدة ، عن عبد الملك ، عن أبي جعفر ، قال : سألته عن هذه الآية : إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون قلنا : من الذين آمنوا ؟ قال : الذين آمنوا قلنا : بلغنا أنها نزلت في علي بن أبي طالب ، قال علي من الذين آمنوا . حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا المحاربي ، عن عبد الملك ، قال : سألت أبا جعفر ، عن قول الله : إنما وليكم الله ورسوله ، وذكر نحو حديث هناد عن عبدة . / صفحة 390 / حدثنا إسماعيل بن إسرائيل الرملي ، قال : ثنا أيوب بن سويد ، قال : ثنا عتبة بن أبي حكيم في هذه الآية : إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا قال : علي بن أبي طالب . حدثني الحرث ، قال : ثنا عبد العزيز ، قال : ثنا غالب بن عبيد الله ، قال : سمعت مجاهدا يقول في قوله : إنما وليكم الله ورسوله . . . الآية ، قال : نزلت في علي بن أبي طالب ، تصدق وهو راكع .
- شواهد التنزيل - الحاكم الحسكاني ج 1 ص 208 :
فرات بن إبراهيم الكوفي قال : حدثني علي بن أحمد بن خلف الشيباني [ عن ] عبد الله بن علي بن المتوكل الفلسطيني ، عن بشر بن غياث ، عن سليمان بن عمرو العامري ، عن عطاء ، عن سعيد : عن ابن عباس قال : بينما النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بمكة أيام الموسم إذا التفت إلى علي فقال : هنيئا لك يا [ أ ] با الحسن إن الله قد أنزل علي آية محكمة غير متشابهة ، ذكري وإياك فيها سواء : ( اليوم أكملت لكم دينكم ) الاية . / صفحة 209 / [ 33 ] وفيها [ نزل أيضا ] قوله سبحانه : ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) [ 55 / المائدة : 5 ] ( 1 ) قول ابن عباس فيه : 216 - أخبرنا أبو بكر الحارثي قال : أخبرنا أبو الشيخ ، قال : حدثنا أحمد بن يحيى بن زهير التستري ، وعبد الرحمان بن أحمد الزهري قالا : حدثنا أحمد بن منصور قال : حدثنا عبد الرزاق ، عن عبد الوهاب بن مجاهد ، عن أبيه : عن ابن عباس [ في قوله تعالى ] : ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا ) قال : نزلت في علي بن أبي طالب ( عليه السلام )
- تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر ج 24 ص 357 :
نزلت هذه الاية على رسول الله صلى الله عليه وسلم " إنما وليكم الله ورسوله والذين أمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون " ( 1 ) فخرج رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) المسجد والناس يصلون بين راكع وقائم يصلي فإذا سائل فقال يا سائل هل أعطاك أحدا شيئا فقال لا إلا هذاك الراكع لعلي أعطاني خاتمه
- البداية والنهاية - ابن كثير ج 7 ص 394 :
قال الطبراني : ثنا عبد الرحمن بن مسلم الرازي ثنا محمد بن يحيى ، عن ضريس العبدي ، ثنا عيسى بن عبد الله بن عبيد الله بن عمر بن علي بن أبي طالب ، حدثني أبي ، عن أبيه عن جده عن علي قال : نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وسلم * ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) * [ المائدة : 55 ] فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل المسجد والناس يصلون بين راكع وقائم وإذا سائل فقال : يا سائل هل أعطاك أحد شيئا فقال : لا ! إلا هاذاك الراكع - لعلي - أعطاني خاتمه . وقال الحافظ ابن عساكر : أنا خالي أبو المعالي القاضي أنا أبو الحسن الخلعي أنا أبو العباس أحمد بن محمد الشاهد ، ثنا أبو الفضل محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن الحارث الرملي ، ثنا القاضي جملة بن محمد ، ثنا أبو سعيد الاشج ، ثنا أبو نعيم الاحول ، عن موسى بن قيس ، عن سلمة قال : تصدق علي بخاتمه وهو راكع فنزلت * ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون )
والجواب :
لو أن علياً ذكر باسمه في القرآن ، فهل ستتحمل ذلك قريش ، وهي التي اتهمت النبي صلى الله عليه وآله بأنه يقول في ابن عمه بهواه ، فأنزل الله تعالى : ( والنَّجْمِ إِذَا هَوَى . مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى . وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى . إِنْ هُوَإِلا وَحْىٌ يُوحَى )
وهي التي قالت قبل الغدير إنما يريد محمد أن يؤسس لبني هاشم ، وصهره وابني بنته ملكاً كملك كسرى وقيصر !
وقالت بعد الغدير : ( اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك إن بني هاشم يتوارثون هرقلا بعد هرقل فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم ) (الكافي:8/57)
لاشك أن إصرار الله تعالى ورسوله على تطبيق النص على علي ، كان يعني الخطر على الإسلام ، ودفع قريش الى إعلان ردتهم !!
* لذلك ، أنزل الله تعالى اسم علي عليه السلام في القرآن بالمعنى وليس باللفظ ، في مثل قوله تعالى :
( أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسى إِمَامًا وَرَحْمَةً أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ) . هود - 11/17
فالذي هو على بينه رسول الله صلى الله عليه وآله ، والشاهد منــــه التالي له هو علي عليه السلام .
* كما أنزل سبحانه اسم علي عليه السلام بلفظه صريحاً ، لكنه يبدو بالنظرة البدوية وصفاً وليس إسماً !
فقد ذكر سبحانه دعوة ابراهيم عند هجرته بأن يجعل من ذريته أمة تكون الأمة الآخرة ، أو الآخرين ، ويبعث فيهم نبياً منهم ، ويجعل له لسان صدق علياً .
قال تعالى :
( الَّذِي خَلَقَنِى فَهُوَيَهْدِينِ . وَالَّذِي هُوَيُطْعِمُنِى وَيَسْقِينِ . وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَيَشْفِينِ . وَالَّذِي يُمِيتُنِى ثُمَّ يُحْيِينِ . وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِى يَوْمَ أَلدِّينِ . رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِى بِأَلصَّالِحِينَ . وَأَجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ . وَأَجْعَلْنِى مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ أَلنَّعِيمِ ). الشعراء78 -85
ثم ذكر سبحانه أنه استجاب لإبراهم وآله ، وجعل لهم في الأمة الآخرة علياً لسان صدق .
والجواب :
لو أن علياً ذكر باسمه في القرآن ، فهل ستتحمل ذلك قريش ، وهي التي اتهمت النبي صلى الله عليه وآله بأنه يقول في ابن عمه بهواه ، فأنزل الله تعالى : ( والنَّجْمِ إِذَا هَوَى . مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى . وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى . إِنْ هُوَإِلا وَحْىٌ يُوحَى )
وهي التي قالت قبل الغدير إنما يريد محمد أن يؤسس لبني هاشم ، وصهره وابني بنته ملكاً كملك كسرى وقيصر !
وقالت بعد الغدير : ( اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك إن بني هاشم يتوارثون هرقلا بعد هرقل فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم ) (الكافي:8/57)
لاشك أن إصرار الله تعالى ورسوله على تطبيق النص على علي ، كان يعني الخطر على الإسلام ، ودفع قريش الى إعلان ردتهم !!
* لذلك ، أنزل الله تعالى اسم علي عليه السلام في القرآن بالمعنى وليس باللفظ ، في مثل قوله تعالى :
( أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسى إِمَامًا وَرَحْمَةً أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ) . هود - 11/17
فالذي هو على بينه رسول الله صلى الله عليه وآله ، والشاهد منــــه التالي له هو علي عليه السلام .
* كما أنزل سبحانه اسم علي عليه السلام بلفظه صريحاً ، لكنه يبدو بالنظرة البدوية وصفاً وليس إسماً !
فقد ذكر سبحانه دعوة ابراهيم عند هجرته بأن يجعل من ذريته أمة تكون الأمة الآخرة ، أو الآخرين ، ويبعث فيهم نبياً منهم ، ويجعل له لسان صدق علياً .
قال تعالى :
( الَّذِي خَلَقَنِى فَهُوَيَهْدِينِ . وَالَّذِي هُوَيُطْعِمُنِى وَيَسْقِينِ . وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَيَشْفِينِ . وَالَّذِي يُمِيتُنِى ثُمَّ يُحْيِينِ . وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِى يَوْمَ أَلدِّينِ . رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِى بِأَلصَّالِحِينَ . وَأَجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ . وَأَجْعَلْنِى مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ أَلنَّعِيمِ ). الشعراء78 -85
ثم ذكر سبحانه أنه استجاب لإبراهم وآله ، وجعل لهم في الأمة الآخرة علياً لسان صدق .
وعلياً هنا ، لايمكن أن تكون صفة للسان ، حيث لايوصف اللسان في اللغة العربية بأنه علي أبداً ، وأتحدى أن يأتي أحد بعلي وصفاً للسان !
فلا بد أن تكون علماً ، بهذه القرينة ، وقرينة دعوة ابراهيم عليه السلام .
وكل ما قيل خلاف ذلك ، فهو احتمالات ، وظنون ، ولا يمكن للظن أن يغلب اليقين ، ولا للظاهر أن يغلب الأظهر !
منطقك فيه سذاجة ومحاولة للخروج من المأزق
وكيف قبلت قريش أن يسفه آلهتها ويحطم أصنامها وينزع ملكها
أنت تملي على ربك وتتهمه بالعجز بل تلتمس له الأعذار
ولهذا سأعود لماذا لم يذكر اسم علي في القرآن في حين ذكر اسم زيد في مسألة بسيطة؟
للعلم ان من كذب بولاية علي وجبت له النار
هل عجز ربك أن يبين لعباده صراحة هذا الاصل العظيم وهو القادر لوشاء أن يهديهم أجمعين؟
هل استعمل الله التقية؟
استغفرك اللهم فأنت اعلم بحالي
القرآن الكريم تكفّل أموراً كثيرة تصدى في تبليغها وإيضاحها ، وأجمل أموراً أخرى لم يفصلها فجعلها في عداد المتشابه التي يرجع بها إلى الراسخين في العلم ، فكانت المصلحة الإلهية تفصيل أمور وإجمال أخرى لمصلحة لا يعلمها إلاّ هو جل شأنه وعظمت قدرته ، قال تعالى : هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هنَّ أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغٌ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلاّ الله والراسخون في العلم . آل عمران : 7 .
فقد تبين أن القرآن الكريم تبنى إيضاح بعض الأحكام وترك الباقي إلى النبي الأكرم "صلى الله عليه وآله وسلّم" وأهل بيته "عليهم السلام"