وعلى ما تحدَّثنا عنه فإني مُتَوَكِّلٌ على الله القدير وذاكِرٌ رواياتٍ كثيرةً مِن كُتُب الصِّحَاحِ عند أبناءِ السُّنَّة(العَامَّة)،مع ما يُسَهِّل اللهُ تعالى لي بالتعليق عليها،وهي قليلٌ مِن كثيرٍ لِـمَن راجَعَ هذه الصِّحَاح0ويُمَثِّل مَا سَأنقُلُه أَدِلَّةً على مَذهَبِ الحَقِّ،وبَعْضُه يَشْتَمِل على إشَارَاتٍ عَقائديَّة أو فِقْهِيَّة لا تَتَوَاءَم مَعَ مَذهَب العَامَّة عَامَّةً أو المُتَشَدِّدِين خَاصَّة،وهي تُمَثِّل مُؤَيِّدَاتٍ للحقيقة0
وسأضيف إلى مصادري كتابَ المُسْتَدْرَك على الصَّحِيحَين للحاكم النيسابوري،لِـمَا اسْتَدْرَكَه وذَكَرَه مِن رواياتٍ كثيرة كانت صحيحةً على شَرْطِ الشَّيخَيْن البخاري ومُسْلِم – في روايتهما للحديث - إلا أنهما لم يَرْوِيَاها في صَحِيحَيْهما0
وأُقَدِّم بين يَدَي حَدِيثي مَا كَتَبَه إمَامُ الجَرْح والتَّعْدِيلِ - عند العامَّة - أبو عبدالله شمس الدين الذهبي عن الحاكم النيسابوري،وذلك في كتابه[تذكرة الحفاظ ج3 ص778]مِن طَبْعِ دار إحياء التراث العربي،قال الذهبي:
(الحَافِظُ الكبيرُ إمَامُ المُحَدِّثِين أبو عبدالله محمد بن عبدالله بن محمد ابن حمدويه بن نعيم الضبي الطهماني النيسابوري المَعروف بابن البيع،صَاحِب التَّصَانِيف)
وكَذا ما قالَه عنه ابنُ القاضي شهبة في كتاب(طبقات الشافعية)ص193 بعدما ذكرَ اسمَه:
(الحاكم النيسابوري المعروف بابن البيع،صاحب المستدرك وغيره مِن الكُتُب المشهورة000وقد أَطْنَبَ عبدُالغافر في مَدْحِه وذِكْر فضائله وفوائده ومحاسنه،إلى أن قال:مَضَى إلى رحمة الله تعالى ولم يُخَلِّف بعده مثله)0
إذن سَتَكُون مَصَادرنا هنا هي:
الصِّحَاحُ السِّتَّة،ولا حاجَةَ إلى التعرِيف بها أو بِمُصَنِّفِيها لِتَسَالُم أكثَر العامَّة على قبولها،ولو في الأزمنة المتأخرة00
بالإضافة إلى المُسْتَدْرَك على الصَّحِيحَيْن،والمُسْتَدْرِكُ هو الحاكم النيسابوري،وقد نقلنا ثناءَ ومَدْحَ اثْنَيْنِ مِن علماء العامة عليه0
يمكن المشاركة والمناقشة،وأستمد مِن ربي الله الكريم العَوْن،فبه المستعان وعليه التكلان0
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم والعن أعداءهم0
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين00
إخواني أخواتي00أُحِبّ أنْ أُنَوِّه على أَنِّي لَن أُرَاعِي الترتيب - حسب الأهمية الاستدلالية - في نَقْل الأحاديث،وَلْنَبْدَأ متوكلين على الله القدير:
قال البخاري في صَحِيحِه مِن كِتَاب المغازي/باب غزوة تبوك/الجزء الخامس ص129 :
عن مصعب بن سعد عن أَبِيه أَنَّ رسول الله صلى الله عليه(وآله)وسلم خَرَجَ إلى تبوك واسْتَخْلَفَ عَلِيًّا،فقال(عَلِيٌّ):أَتُخَلِّفُنِي في الصِّبيان والنساء؟
قال(النبي صلى الله عليه وآله):[أَلا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هارُون مِن مُوسَى إلا أَنَّه لَيْسَ نَبِيٌّ بَعْدِي]0
أقول:كانت غزوةُ تبوك في نهاية حياة النبي صلى الله عليه وآله،ولم يَكُن الإمامُ علي بن أبي طالب عليهما السلام مُتَعَوِّدًا على عدمِ الخروج في حروب الإسلام بل كان أوَّلَ الخارجين،فعندما أَمَّرَه واسْتَخْلَفَه(جَعَلَه نَائبَه وخَلِيفَتَه)الرسولُ صلى الله عليه وآله على المدينة المنورة أّحَبَّ أميرُالمؤمنين عَلِيٌّ أن يَتَعَرَّفَ على سَبَبِ عَدَمِ الإذنِ له بالخروج للحرب في هذه المَرَّة،فأجَابَه النبيُّ صلى الله عليه وآله بهذا الحديث الشريف0
دَعُونا نَتَأَمَّل ألْفَاظَ هذه الرواية ومَجْمُوعَ تَرْكِيبِها:
ماذا كان هارونُ مِن مُوسَى عليهما السلام؟أَي:مَا هُوَ مَقَامُ هارون بالنِّسْبَةِ إلى النبي موسى عليهما السلام؟
لقد كان هارونُ وَزِيرَ موسى،وَوَصِيَّه،وقد كان نَبِيًّا أيضًا،وهذا مُتَّفَقٌ عليه00
والآن نَنظُر في جواب النبي للإمام عليٍّ عليهما وآلهما الصلاة والسلام:
ياعلي00أنا لم أُخَلِّفك في الصبيان والنساء،وإنما أنت أكبَرُ مِن ذلك،فَمَقَامُك بالنِّسْبَة إليَّ هو نَفْسُ المَنْزِلَةِ والمَقَامِ الذي لِهارون بالنسبة إلى موسى عليهما السلام،نَفسُه نَفْسُه،ولكن كان هارونُ نَبِيًّا أيضًا – كَمُوسى - وأمَّا أنتَ فلَسْتَ نَبِيًّا - مثلي - ياعلِيُّ،ولَن تَكُون نَبِيًّا بعدي،لأنِّي خَاتمُ الأنبياء،ولَيْسَ بعدي نَبِيٌّ0فَلَكَ مَا لِهَارُون إلا النُّبُوَّة0
وكُلُّنَا يَعْلَم – يامؤمنون – بأنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله حَكِيمٌ بَلِيغٌ بل{ومَا يَنْطِق عن الهَوَى*إنْ هُوَ إلا وَحْيٌ يُوحَى*عَلَّمَه شَدِيدُ القوَى}فَلَنْ يَقُولَ شَيْئًا كَاذِبًا – ولو مُزَاحًا أو تَرْضِيَةً – ولن يَقول ذلك فَضْلَةً وبلا فائدةٍ،فتَأمَّلُوا مَعِي لِتَجِدُوا كيف صَاغَ البَلِيغُ كلَّ هذه المَعاني في بِضْعِ الكلمات هذه0
ويكون هذا الحديث الشريف المُسَمَّى بِـ (حديث المنزلة)مِن أحاديث إثباتِ الولاية والوصاية والوزارة والخلافة لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب بعد النبي محمدٍ(ص)مباشرةً0
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم والعن أعداءهم0
[أمَا ترضى أنْ تكون مني بمنزلة هارونَ مِن مُوسَى]0
وفي صحيح مُسْلِم(ج7 ص120):
عن سعيد بن المسيب عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال:قال رسول الله صلى الله عليه(وآله)وسلم لِعَلِيٍّ:[أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي]
قال سعيد:فأحْبَبْتُ أنْ أُشَافِهَ بها سعدًا،فحَدَّثتُه بما حدّثني به عامرٌ ،فقال: أنا سَمِعْتُه0فقلتُ:أأنتَ سمعتَه؟فَوَضَعَ إصبعيه في أذنيه وقال:نعم،وإلا فاسْتُكَّتَا0
وذكَرَ مسلمٌ بعد هذه الرواية مايلي:
عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال:خَلَّفَ رسولُ الله صلى الله عليه(وآله)وسلم عَلِيَّ بن أبي طالب في غزوة تبوك،فقال(عليٌّ):يارسول الله تُخَلِّفني في النساء والصبيان؟فقال(النبي صلى الله عليه وآله):
[أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غَيْرَ أنه لا نَبِيَّ بعدي]0
ثم ذكَر مسلمٌ بعدها حادثة سَعْدٍ مع معاوية:
عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال:أمَرَ معاويةُ بن أبي سفيان سعدًا فقال:مَا مَنَعَك أنْ تَسُبَّ أبا التُّرَاب(علي بن أبي طالب)؟
فقال(سعد):أما ما ذكرتُ ثلاثًا قالَهُنَّ له رسولُ الله صلى الله عليه(وآله)وسلم فَلَنْ أَسُبَّه،لأنْ تكون لي واحدةٌ منهن أحَبّ إلي مِن حمر النعم:
سَمِعْتُ رسولَ الله صلى الله عليه(وآله)وسلم يقول له،وقد خَلَّفَه في بعض مغازيه،فقال له علِيٌّ:يارسول الله خلفتني مع النساء والصبيان؟فقال له رسولُ الله صلى الله عليه(وآله)وسلم:
[ أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نُبُوَّةَ بعدي]،
وسمعتُه يقول يومَ خيبر:[لأعْطِيَنَّ الرَّايَةَ رجُلاً يحب اللهَ ورسولَه ويحبه اللهُ ورسولُه]قال:فَتَطَاوَلْنَا لها،فقال(النبي صلى الله عليه وآله):[ادْعوا لي عَلِيًّا]،فأتِيَ به أَرْمَد،فَبَصَقَ في عينِه ودَفَعَ الرايةَ إليه ففُتِحَ عليه،
ولَـمَّا نَزَلَت هذه الآيةُ:{فقُلْ تعالوا نَدْعُ أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نَبْتَهِل فنجعل لعنة الله على الكاذبين}دَعَا رسولُ الله صلى الله عليه(وآله)وسلم عَلِيًّا وفاطمة وحسنا وحسينا،فقال:[اللهم هؤلاء أهلي]0
لاحِظُوا كيف أنَّ هذه الأحاديث الشريفة – عَدَا واحدًا أو أكثر - تتفق على اسْتِثناء النبوَّة مِن منزلة الإمام علي مِن النبي صلى الله عليهما وآلهما،بينما تُثْبِت باقي مَرَاتِب هذه المنزلة التي كانت لِهارون مِن موسى - على نبينا وآله وعليهما السلام – مِن الولاية والوزارة والوصاية والخلافة،بل بعض الأحاديث الماضية عَبَّرَت بِلَفْظِ:(إلا أنه لا نبوةَ بعدي)فالمَجِيءُ بالوَصْف واستثناؤه أوضَح في أنَّ المنزلة مُرَكَّبَة مِن مَرَاتِب،وكلُّها للإمام عليٍّ ما عدا النبوة0
ورَوَى التِّرمذي في صحيحه تحت عنوان(مناقب علي بن أبي طالب رضي الله عنه)ج5 (ح)الحديث رقم(3808) مثلَ هذا الحديث بعَيْنِه،مع استثناء النبوة بالوَصْف0
وروَى الترمذي أيضًا تحت نفس العنوان (ج5 ح3813):
عن سعد بن أبي وقاص أنَّ النبي صلى الله عليه(وآله)وسلم قال لِعَلِي:
[أنتَ مني بمنزلة هارون مِن موسى]
وروى في الحديث الذي بعده،رقم(3814):
عن جابر بن عبدالله أنَّ النبي صلى الله عليه(وآله)وسلم قال لِعلي:
[أنتَ مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي]0
ونلاحظ في هذين الحديثين الأخيرين بأنهما لم يُرْوَيَا في غزوة تبوك،وأيضًا لم يُصَدَّرَا بـعبارة (أما ترضى أن تكون)،مِمَّا يُشِير إلى أنَّ حديثَ المنزلة قد صَدَرَ مِن النبي صلى الله عليه وآله أكثر مِن مرَّة وفي مناسبات عديدة،حتى يُؤَكِّد للأمَّةِ الإسلامية أنَّ الخليفةَ الشَّرْعِيَّ بعده هو أميرُ المؤمنين علي بن أبي طالب وليس غيره0
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم والعن أعداءهم0
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين00
نتابع مع حديث المنزلة،ثم نشرع في حديث الغدير إن شاء الله تعالى:
ذَكَرَ الحاكمُ النيسابوري في مستدركه على الصحيحين(ج3 ص116)عن أبي نجيح وربيعة الجرشي إنه ذُكِرَ علِيٌّ عند رَجُلٍ وعنده سعدُ بن أبي وقاص،فقال له سعدٌ:
أَتَذْكُرُ عليًّا؟! إنَّ له مناقب أربعة،لأنْ يكون لي واحدة منهن أحَبُّ إلي مِن كذا وكذا،وذَكَرَ حمر النعم:
قولُه صلى الله عليه(وآله)وسلم:[لأعطينَّ الرَّايَة]،
وقولُه صلى الله عليه(وآله)وسلم:[أنتَ مني بمنزلة هارون من موسى]،
وقولُه صلى الله عليه(وآله)وسلم:[مَنْ كنتُ مَوْلاه فَعَلِيٌّ مَوْلاه]0
ونسِيَ الراوي الرابعةَ0
أقول:أشارَت هذه الروايةُ إلى ثلاثة أحاديث شريفة:
1- حديث الرَّاية في غزوة خيبر0
2- حديث المنزلة0
3- حديث الولاية والمُسَمَّى بحديث الغَدِير(غَدِير خُمّ)0 وتدل على حديث الغدير رواياتٌ كثيرة بَلَغَت حَدَّ التواتر0
ومِمَّا يدل على حديث الغدير مِن مََصَادِر بَحْثِنا:
قال الحاكمُ النيسابوري في مُسْتَدركه على الصحيحين(ج3)في الدَّفْعِ عن سعد بن أبي وقاص:
عن خيثمة بن عبدالرحمن قال:سَمِعتُ سعدَ بن مالك :وقال له(لِسَعدِ بن أبي وقاص) رَجُلٌ أنَّ علِيًّا يَقَعُ فِيك أنك تَخَلَّفتَ عنه،فقال سعدٌ(بن أبي وقاص):والله إنه لَرَأْيٌ رَأَيْتُه،وأَخْطَأَ رَأْيِي،إنَّ عليَّ بن أبي طالب أُعْطِيَ ثلاثًا،لأنْ أَكون أُعْطِيتُ إحْدَاهن أَحَبُّ إلي مِن الدنيا وما فيها:
لقد قال له رسولُ الله صلى الله عليه(وآله)وسلم يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ بَعْدَ حَمْدِ الله والثناء عليه:[هل تَعْلَمُون أني أولى بالمؤمنين؟]
وجِيءَ به يَوْمَ خيبر وهو أَرْمَد مَا يُبْصِر،فقال(علِي):يارسول الله إني أَرْمَد0فَتَفَلَ في عَيْنَيه ودَعَا له،فَلَم يرمد حتى قُتِل،
وأَخْرَجَ رسولُ الله صلى الله عليه(وآله)وسلم عَمَّه العبَّاسَ وغيرَه مِن المَسْجِد،فقال له العباسُ:تُخْرِجنا ونحن عُصْبَتُك وعمومتُك وتُسْكِن عَلِيًّا؟!
فقال(النبي صلى الله عليه وآله):
[مَا أنا أخرَجْتُكم وأَسْكَنْتُه،ولكنَّ اللهَ أخرجكم وأَسْكَنَه]0
أقول:هذه الرواية صَرَّحَت بثلاثةِ أمور:
الأمرُ الأول:حديث الولاية في يومِ الغدِير(غَدِير خُمّ)0
الأمرُ الثاني:مَا حَازَ عليه الأميرُ مِن كَرَامَةٍ في غزوة خيبر0
الأمر الثالث:إخْرَاج جَمِيعِ الصَّحَابَة الذين كان لهم نَحْوٌ مِن السَّكَنِيَّة في المسجد النبوي الشريف،سَوَاء كان لهم بَابٌ مِن بيوتهم يَدخلون عَبْرَه إلى المسجد مباشرة ،فيكون هذا الحديث مِن أحاديث(سَدّ الأبواب إلا باب علِيّ)أو غير ذلك،وكذلك مَنْعهم مِن دخول المسجد بجنابتهم،لأنَّ هذا الحديث يَتَّحِد أو يَتَّفِق مع الأحاديث التي تَمْنَع الصحابة مِن الدخولِ أو المُرُور بالمسجد بجنابتهم،ولكن عَلِيًّ بن أبي طالب سُمِحَ له بذلك كَالرَّسول صلى الله عليهما وآلهما،ولَعَمْرِي إنَّ هذا دَلِيلُ قِمَّةِ الطَّهَارَةِ التي لم يَحْصَل على عُلُوِّها باقي الصحابة رضي الله عن أخيارهم،وأنتم تَرَوْن كيف أن النبي صلى الله عليه وآله يُصَرِّح بأنَّ هذا الأمر مِن الله تبارك وتعالى وليس تَشَهِّيًا منه لابن عّمِّه صلى الله عليهما وآلهما0
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم والعن أعداءهم0
أحسنت أنا معكم في هذا الكلام
و لكن أتمنى أن لا يطال أئمتنا أي شيء من السب و القذف بسبب
عدم القدرة على الرد
لانه الحوار بيني و بين فلان فلماذا يطال الامام ع كلام بذيء
إحترمونا و نحن نحترمكم
و أتمنى من الاخوان الشيعة أيضا حسن الحوار ....
ـــــــــــــــــــــــــ
الحمد لله رب العالمين
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين00
أشكرك عزيزي حيرني الدهر يحسين00
نتابع مع حديث الغدير:
رَوَى الحاكمُ في مستدركه تحت عنوان(مِن فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه)بِأكْثر مِن طَرِيقٍ – إسْنَادٍ – عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال:
لّـمَّا رَجَعَ رسولُ الله صلى الله عليه(وآله)مِن حجة الوداع ونَزَل غديرَ خمّ،أمَرَ بِدَوْحَاتٍ فَقُمِمْنَ،فقال:
[كَأنِّي قد دُعِيتُ فَأَجَبْتُ،إني تاركٌ فيكم الثَّقَلَيْن،أحدهما أكبر مِن الآخر:
كتاب الله تعالى وعِتْرَتِي،فانظروا كيف تخلفوني فيهما،فإنهما لَنْ يَتَفَرَّقا حتى يَرِدَا عَلَي الحوضَ]ثم قال(النبي صلى الله عليه وآله):
قال الحاكمُ بعد هذا: (وَذَكَرَ الحديثَ بِطُولِه0هذا حديثٌ صحيحٌ على شَرْطِ الشَّيْخَيْن ولم يُخرجاه بِطُولِه)
وقال تحته أيضًا بعد ذِكْره للحديث السابق:(شَاهِدُه حديثُ سلمة بن كهيل عن أبي الطفيل أيضًا صحيحٌ على شرطهما،حَدَّثَناه أبو بكر بن إسحاق ودعلج بن أحمد السجزي(قالا)أنْبَأ محمدُ بن أيوب(قال)حَدَّثنا الأزرقُ بن علي حدثنا حسان بن إبراهيم الكرماني حدثنا محمد بن سلمة بن كهيل عن أبيه عن أبي الطفيل عن ابن واثلة أنه سَمِعَ زيدَ بن أرقم رضي الله عنه يقول:
نَزَلَ رسولُ الله صلى الله عليه(وآله)وسلم بين قلة والمدينة عند شجراتٍ خَمْس،دَوْحَات عِظَام،فَكَنَسَ الناسُ ما تحت الشجرات،ثم رَاحَ رسولُ الله صلى الله عليه(وآله)وسلم فَصَلى ثم قام خطيبًا،فحمد الله وأثنى عليه،وذكَّر ووعَظَ فقال ما شاء الله أنْ يقول ثم قال:
[أيها الناس إني تاركٌ فيكم أمْرَيْن،لَنْ تَضِلُّوا إن اتَّبَعْتُمُوهما،وهما:
كتاب الله وأهل بيتي عترتي]ثم قال:
[أتَعْلمون أني أولى بالمؤمنين مِن أنفسهم]ثلاث مَرَّات؟
قالوا:نعم0 فقال رسولُ الله صلى الله عليه(وآله)وسلم:
[مَنْ كنتُ مَوْلاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاه]0
ورَوَى - تحته أيضًا – عن بريدة الأسلمي رضي الله عنه قال:غَزَوْتُ مع عَلِيٍّ إلى اليمن،فَرَأيْتُ منه جَفوَة،فَقَدِمْتُ على رسول الله صلى الله عليه (وآله)وسلم،فَذَكَرْتُ عَلِيًّا فَتَنَقَّصْتُه،فَرَأيتُ وَجْهَ رسول الله صلى الله عليه(وآله)وسلم يَتَغَيَّر،فقال:
قال الحاكمُ بعد هذا مباشرة:(وذَكَرَ الحديث0هذا حديث صحيح على شَرْطِ مسلمٍ ولم يخرجاه)0
أقول:(المَوْلَى)هنا بمعنى الأَوْلَى بالتَّصَرُّف،ومِنْ ضِمْن مَا يَدُلُّ على ذلك قولُ النبي صلى الله عليه وآله:(أَوْلَى بالمؤمنين مِن أنفسهم)0
ولا يمكن أنْ نَعْتَبِر(مَوْلَى كلِّ مؤمن)بمعنى ناصر كلِّ مؤمنٍ ومُعِينه وغير ذلك مِن أمثال هذه المعاني – كما فَسَّرَه بعضُ مَنْ أَرَادَ صَرْفَ الولاية عن الإمام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه -،فالمعنى المُتَعَيِّن هو ما ذكرنا،والشَّاهِدُ والقَرِينَةُ هو تَعْبِيرُ النبي صلى الله عليه وآله بأنه أوْلَى بالمؤمنين مِن أنفسهم،أي أَوْلَى منهم في التصرف في أنفسهم،فلَه الولايَةُ المُطْلَقَة عليهم،وكذلك الإمام عليّ،لأنَّ النبيَّ صلى الله عليه وآله رَتَّبَ إصْدَارَه أوْلَوِيَّةَ الإمام عليّ على كلِّ مؤمنٍ بإقْرَارَ أصحابه بأنه أولى بهم مِن أنفسهم،فلأنَّ النبيَّ صلى الله عليه وآله حكيمٌ بَلِيغٌ فَمِن المُنَاسِب أنْ تكون النتيجة(مَن كان النبيُّ مولاه فَعَلِيٌّ مولاه،ومعنى المَوْلَوِيَّة للإمام عليّ)أنْ تكون هذه النتيجة على طِبْقِ المُقَدّمات التي قَدَّمَها النبي صلى الله عليه وآله،وهي(أوْلَوِيَّة النبي بالمؤمنين مِن أنفسهم)0وتَعَدِّي الأولوية في كلام الرسول - صلى الله عليه وآله - بالباء(بـــــــالمؤمنين)يَدُلَّ على أنَّ معنى (المَوْلى)و(الوَلِي)هو (الأولى)لأنه هو الذي يَتَعَدَّى بالباء،وليس لَفْظ الناصر والمُعِين وغيرها0إذن مولوية الإمام علي بن أبي طالب على المؤمنين مِنْ سِنْخِ ونَوْعِ مولوية النبي صلى الله عليه وآله على المؤمنين0
هذا مضافًا إلى الكثير مِن الشَّوَاهِد والقَرَائن الحَالِيَّة والمَقَالِيَّة على أنَّ معنى (المَوْلَى)هو الأولَى بالتصرُّف،وبعبارة أخرى:الأولَى بِمَسْكِ زِمَام الرئاسة الدِّينية والدُّنْيَوِيَّة منكم،بل أكثر مِن ذلك،فَلَه ولاية عليكم مثل ولايتي عليكم،والنبي صلى الله عليه وآله{ما ينطق عن الهوى*إن هو إلا وحي يوحى*عَلَّمَه شديدُ القوى}00
ومِن هذه القرائن المَقَالِيَّة الدَّالَّة على أنَّ النبي صلى الله عليه وآله يُرِيد مِن كلامه هذا تَنْصِيب الإمام علِيّ بن أبي طالب خليفةً وأمِيرًا بعده مباشرة على المسلمين:
تَحَدُّثُه قبل قَوْلِه[مَنْ كُنْتُ مولاه فعليٌّ مولاه] تَحَدُّثُه عن أنه كأنه دُعِيَ فأجَابَ،وإيصَاؤه بأنه مُخَلِّفٌ بعده الثقلين كتاب الله وعترته عليهم الصلاة والسلام،مِن الكلام الذي يَتَنَاسَب مع مَن يريد أنْ يُوصِي بوصاياه،فالحديث عن الوصية لِـمَن بعده بالإمارة مِن أوْلَوِيَّات العاقِل العَادِي فَضْلاً عن نبي الأمة الذي كُلُّه عَقْلٌ وحكمةٌ ودِرَايَةٌ،فكيف يَعْلَم بأنه يمُوت قريبًا ولا يُوصِي ويُخَلِّف بعده،مع عِلْمِه بِشِدَّةِ الخطورة التي يعيشها الإسلامُ في وقت وفاته صلى الله عليه وآله،فالكَذَّابُون والمُتَنَبِّئون(مُدَّعُو النُّبُوَّة)قد كَثُرُوا،وكسرى وقيصر يَتَرَبَّصُون بالإسلام والمسلمين شَرًّا،واليهود الذين استعدوا لِمساعدة أيِّ حركة ضد الإسلام،والمنافقين الذين يُخْشَى على الإسلام منهم أكثر مِن غيرهم ،وهوعالِمٌ بهم،وأدَلُّ دليلٍ على ذلك أحاديثه الكثيرة عن الفِتَن العظيمة،وقد ذكَرَ البخاري وغيرُه روايات مستفيضة عن ذلك،وسأكتفي بهذه الرواية:
قال البخاري في صحيحه(ج8)مِن كتاب الفِتَن:
عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال:أَشْرَفَ النبيُّ صلى الله عليه(وآله)وسلم على اطم مِن آطام المدينة فقال:[هل تَرَوْن مَا أَرَى؟]
بالله عليكم يامؤمنون00هل يَجْرُؤ أحدُنا ويَنْسِب إلى النبي الأكرم صلى الله عليه وآله عدمَ استِخْلافِه وتَرْكَ الأمور بالشورى وهو الذي يقول هذه الكلمات؟!
الفتنة تَنْزِل في بيوت المسلمين كَالمَطَر،ويَتْركهم يَتَنَاحَرُون؟!
كلا00كلا00لا يفعلها رسولُ الله صلى الله عليه وآله،بل الأمْرُ إلى الله تبارك وتعالى وهو العالِم وهو مَن عَلَّم رسولَه بذلك فكيف يُهْمِلهم بلا رَاعٍ؟!وهو الذي{كَتَبَ على نفسه الرَّحْمَة}ولا يَأمُر رسولَه بِنَصْبِ أميرٍ لهم حتى لا تقع هذه الفتن؟
ولكن الصحيح أنَّ الله أمَرَ نبيَّه الكريم صلى الله عليه وآله بِنَصْب الإمام علي بن أبي طالب خليفةً بعده،وقد نَصَّبَ النبيُّ عليًّا أمِيرًا بعده،صلى الله عليهما وآلهما0
ولكن الأمْرَ لم يَجْرِي كَمَا أمَرَ اللهُ تعالى 0
ومِن القرائن الحَالِيَّة التي تدل على أنَّ معنى (المولى)هو الخليفة والأولى بالتصرف:
ما يَنْقُلُه الكَثِيرُ مِن الصحابة والتابعين والمؤرِّخين في كيفية خطبة الغدير،فالجُمُوعُ الغفيرة التي تَعَدَّت المائة ألف حاجٍّ،وكان بعضهم قد سَلَكَ طَرِيقَ بَلَدِه مُبْتَعِدًا عن طريق المدينة المنورة،أهل العراق والشام وأهل مصر وأهل هجر،وغيرهم،وقد أمَرَ النبيُّ صلى الله عليه وآله بأنْ يُنَادَى على هؤلاء فَنُودِيَ عليهم ورجعوا وتجمَّعُوا في مَا يُسَمَّى بـ (غدير خم)بين مكة المكرمة والمدينة المنورة،وكان الحَرُّ شديدًا حتى أنَّ بعضهم كان يَضع بَعضَ ردَائه تحته وبعضَه الآخر على رأسه،ونُصِبَ للنبي صلى الله عليه وآله مِنْبَرٌ تحت تلك الشجرات التي أَمَرَ بأن يُقَمَّ ويُكْنَس ما تحتها مِن أوساخ،وخَطَبَ تلك الخطبة العصماء وقال ما قال،وقد ذكرنا بعضَه قبل قليل،ومع كلِّ ذلك يأتي بعضُهم ليقول بأنَّ النبي صلى الله عليه وآله أرَادَ أنْ يُبَيِّن فَضْلَ الإمام عليٍّ لِخِدْمَتِه ودفاعه عن الإسلام!ألا يكفي النبيَّ صلى الله عليه وآله أن يفعل ذلك في غير هذه الظروف الشديدة؟!ثم إنَّ كُلَّ المسلمين يعرفون مَن هو علي فلا حاجة إلى التعريف زيادة فليس ذلك مِن الحكمة إلا أن يكون القَصْدُ هو تَنْصِيبه لمقام الخلافة،وقد تَمَّ ولله الحمد رب العالمين0
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم والعن أعداءهم0
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين00
أشكرك عزيزيzair،ولكني على يقينٍ مِن أنَّ العضوَ الذي سَبَّ إمامَنا صَاحِبَ الزمان (عجل الله فرجه الشريف)قبل أيَّامٍ في هذا المنتدى،كانت أَحَد مُنْطَلَقَاته تَبَادُل الشَّتْم والسَّبّ بين الفريقين،ووالله العظيم إنها لَمُعْضِلَةٌ ما زالت تحرق قلوبَ المؤمنين الذين رأوا مَوضُوعه القَذِر! فلماذا نُجَرِّئ هؤلاء على أئمتنا صلوات الله عليهم؟!
اهتدَى أو فَلْيَذهَب حيث يُرِيد،أنَسِيتَ قِصَّةَ المصري الذي رَدَّ على أَحَدِ الدُّعَاةِ المؤمنين بعد أنْ عَجَزَ عن جوابه؟حيث رَدَّه هكذا:لو يَنْزِل الله مِن السماء ويقول إن الحقَّ مع عليٍّ ما أطعناه؟!
فلِذلك لا بدّ أن نَتَحَرَّز مِن إعْمَال وتَحْرِيك أمثال هؤلاء مِمَّن لا يَرْتَضِيهم حتى المُنْصِفين مِن أبناء العَامَّة،فـلا تَسُبُّوهُم فيَسُبُّوا اللهَ عَدْوًا00
نتابع مع أحاديث الولاية:
الحاكم في مستدركه (ج3)ذِكْر فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال:بَعَثَ رسولُ الله صلى الله عليه(وآله)وسلم سَرِيَّةً،واستَعمَلَ عليهم عليَّ بن أبي طالب رضي الله عنه،فَمَضَى عليٌّ في السَّرِيَّة،فَأَصَابَ جَارِيَةً،فَأَنْكَرُوا ذلك عليه،فَتَعَاقَدَ أَرْبعةٌ مِن أصحاب رسول الله صلى الله عليه(وآله)وسلم،إذا لَقِينا النبيَّ صلى الله عليه(وآله)وسلم أَخْبَرناه بمَا صَنَعَ عليٌّ0قال عمران:وكان المسلمون إذا قدموا مِن سفر بدؤوا برسول الله صلى الله عليه(وآله)وسلم فنظروا إليه وسلموا عليه ثم انصرفوا إلى رحالهم،فَلَمَّا قَدِمَت السريةُ سلموا على رسول الله صلى الله عليه(وآله)وسلم،فقامَ أحدُ الأربعةِ فقال:يارسول الله00ألَمْ تَرَ أنَّ عليًّا صَنَعَ كذا وكذا؟!
فَأَعْرَضَ عنه،ثم قام الثاني فقال مثل ذلك،فأعرض عنه،ثم قام الثالث فقال مثل ذلك،فأعرض عنه،ثم قام الرابع فقال:يارسول الله00ألم تر أن عليًّا صنع كذا وكذا؟!
فَأَقْبَلَ عليه رسولُ الله صلى الله عليه(وآله)وسلم والغَضَبُ في وجهه فقال(النبيُّ صلى الله عليه وآله):