عِبر ُ عاشوراء
http://www.alsada.org/gallery/images/bas/0021.gif اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم يا كريم عظم الله أجورنا بمصابنا بالحسين عليه السلام وجعلنا و إياكم من الطالبين بثاره مع وليه الإمام المهدي من آل محمد عليهم السلام http://www.alsada.org/gallery/images/fa/0149.gif عِبر ُ عاشوراء كربلاء محطّة تاريخيّة لا تقف عند حدود سنة إحدى وستّين للهجرة، ولا على حدود كربلاء الجغرافيّة، بل تتعدّى بأطرافها المعنويّة حدود الزمان والمكان لتبقى غضّة طريّة تتجدّد مع الأيّام والشهور والسنوات، صادعاً صوتها، مجاوباً صداها، تضيء بنورها ظلمة الليالي الحالكة، لتقشع عن العيون أغشية الظلام الدامس الذي أرسته أيدي الظالمين والطغاة على مرِّ العصور. إنّها صوت الحسين عليه السلام الخالد، الذي يطرق مسامع الزمن مدويّاً في أرجائه، ويقضّ مضاجع الطواغيت وينكّس عرشهم في عليائه..إنّها أنشودة الأحرار، وأغنية الثوّار، تصغي إليها آذانهم وتعيها قلوبهم، وتترنّم بها أفواههم وتجسّدها أقوالهم وأفعالهم..إنّها مدرسة الحسين عليه السلام التي تخرّج منها أحبّاء كحبيبه، وأحرار كحرّه، وأبرار كبريره، وأزهار كزهيره...وعشّاق شهداء... لا سبقهم من كان قبلهم ولا يلحقهم من جاء بعدهم.. وقد أوضح الإمام الحسين معالم مدرسته من خلال نداءاته وخطاباته وكلماته النيّرة، بما يشكّل بلاغاً للنّاس، وقد قال الله تعالى مخاطباً نبيّه الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم في بعض آيات كتابه: (وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ) ، والإمام الحسين عليه السلام هو السائر على منهاج جدّه والمقتفي لأثره بمقتضى نصِّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم:"حسين منّي وأنا من حسين"، فدعا ونادى وأبلغ وهدى، بما هو وظيفة الإمام من ربّه كما في بعض خطب أمير المؤمنين عليه السلام:"إنّه ليس على الإمام إلّا ما حمل من أمر ربّه، إلّا بلاغ في الموعظة، والاجتهاد في النصيحة، والإحياء للسنّة، وإقامة الحدود على مستحقّيها، ..". ومن هنا جاء في بعض زيارات الإمام الحسين عليه السلام:"صلّى الله عليك يا أبا عبد الله، أشهد أنّك قد بلّغت عن الله عزَّ وجلَّ ما أمرت به، ولم تخش أحداً غيره، وجاهدت في سبيله وعبدته صادقاً حتّى أتاك اليقين، أشهد أنّك كلمة التقوى وباب الهدى والعروة الوثقى..". فقد قام الإمام عليه السلام بالبلاغ والإبلاغ، وسعى جاهداً أن يسمع صوته حتّى إلى من أصمَّ أذنيه عن كلماته، تقول الرواية: وأحاطوا بالحسين من كلِّ جانب حتى جعلوه في مثل الحلقة، فخرج عليه السلام حتى أتى الناس فاستنصتهم فأبوا أن ينصتوا حتّى قال لهم: "ويلكم! ما عليكم أن تنصتوا إليَّ فتسمعوا قولي، وإنّما أدعوكم إلى سبيل الرشاد، فمن أطاعني كان من المرشدين، ومن عصاني كان من المهلكين، وكلّكم عاص لأمري غير مستمع قولي، فقد ملئت بطونكم من الحرام، وطبع على قلوبكم، ويلكم ألا تنصتون؟! ألاتسمعون؟!. فقد أراد الإمام الحسين عليه السلام لكلماته المضيئة أن تخترق الحجب وتنير القلوب المظلمة، فوجّه بلاغاته ودروسه في مختلف الاتجاهات والجوانب، ممّا يستدعي بحقّ ضرورة الوقوف عند هذه البلاغات العاشورائيّة الكربلائيّة واستلهام الدروس العظيمة منها والسير على هديها ونهجها. http://www.alsada.org/gallery/images/fa/0149.gif فمن خلال حضوركم للمآتم والاستماع للخطباء ماذا قدمت لكم عاشوراء الامام سيد الشهداء (عليه السلام) من دروس وعِبر ؟ ننتظر تعليقاتكم ومشاركاتكم على الموضوع لقاءنا سيتجدد معكم يومياً ان شاء الله تعالى لننهل من مدرسة عاشوراء .... نسألكم الدعاء |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عظم الله اجوركم واحسن الله لكم العزاء ماجورة عزيزتي الحوزوية للموضوع القيم والمقدمة الرائعة عاشوراء مدرسة التاريخ التي خطت عبر مسار الحياة اعظم الدروس والعبر ليس للمسلمين فقط بل تحدت وتعدت حدود الزمن والديانات حتى تكون مدرسة للانسانية جمعاء وماكتب لعاشوراء الخلود سوى حجم التضحية التي اكتنزت عليها ودوافع القيم السامية هي التي جعلت منها رسالة لجميع البشرية رسالة لرفض الظلم والاضطهاد بكل انواعه وكل يوم يمر عليها تزداد تجدد كون الظلم موجود والانصاف والقيم السامية الرافضة له موجودة وملازم لهما وجود حرب قائمة بين الصفين الحق والباطل لذا سنرى دروس عاشوراء تتكرر كسنة تكوينية في الحرب بين الحق والباطل فسلام الله على كل من كان يقف بصف الحق وبذل نفسه ونذرها في سبيله تقديري ونسالكم الدعاء |
السلام عليكم
لا تزال ثورة الامام الحسين عليه السلام هي الملهم لنا في طريق الحرية والتضحية والتفاني والإيثار. ما زالت تُلهم الاحرار في العالم طريق الخلود. وما زال سيد الشهداء عليه السلام مشعلا للحرية يستنير العالم دروسا من نهضته المباركة. شاكر لكم اختي الكريمة هذا العمل المبارك الذي يُسلط الضوء على أتباع أهل البيت عليهم وإستفادتهم من ثورة كربلاء الخالدة الى المزيد من العطاء وخدمة اهل البيت عليهم السلام. دمتم بود |
موضوع رائع جدا وقد جذبني بشدة ..
ليلة العاشر من محرم وانا عند مجلس سيد الشهداء راودتني فكرة كهذه وكان عنوانها في قلبي (بماذا خرجت من هذه المجالس الحسينية)بماذا خرجت من هذا الحزن الذي عشته بتفاصيله كل كلمة تُنطق اتخيلها كل موقف يُذكر اتصوره امامي واذرف عليه دموع الحزن ! لكن بماذا اخرج من هذا؟ وقد استنتجت وخرجت بنتيجة هذا الاختبار.. لي عودة وعودات على موضوعكم الموقر اختي العزيزة الحوزوية الصغيرة بارك الله باناملكم التي خطت اروع السطور .. |
في عاشوراء تتجدد قيم الرفض في اعماقي
امقت نفسي ان حدثتني بسوء او راودتني عن فعل الخير ومالت بي الى الشر فلا يغيب عن مخيلتي موقف الحر رضوان الله عليه حين مال من الباطل ليقف مع الحق وينطلق مضحيا في سبيل الحق |
التوحيد في العقيدة والعمل
http://www.alsada.org/gallery/images/bas/0021.gif اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم يا كريم عظم الله أجورنا بمصابنا بالحسين عليه السلام وجعلنا و إياكم من الطالبين بثاره مع وليه الإمام المهدي من آل محمد عليهم السلام التوحيد في العقيدة والعمل الاعتقاد بالله وب-"التوحيد" لا ينحصر في ذهن الإنسان المسلم الموحّد فحسب، بل تمتدّ ظلاله في جميع شؤون وظروف وزوايا حياته، فالله من هو؟ وما هو؟ وهذه المعرفة ما تأثيرها في حياة الإنسان المسلم العمليّة وفي مواقفه الاجتماعيّة؟ هذه التساؤلات تكشف عن مكانة وتأثير هذه العقيدة في الحياة. الاعتقاد بالله وبأنّه هو الحقّ، وأنّه لا يقول إلّا الحقّ، ولا يخلف وعده، وأنّ طاعته واجبة، وأنّ سخطه سبب الدخول إلى جهنّم، وأنّه حاضر لا تخفى عليه خافية في كلّ حال، قد أحاط علمه بكلّ صغيرة وكبيرة من أعمال الإنسان، بل قد أحاط بكلّ شيء علماً، و... مجموعة هذه الاعتقادات حينما ترقى إلى مستوى "اليقين" تكون أقوى دوافع الخير أو موانع الشرّ تأثيراً في حياة الإنسان. إنّ مفهوم التوحيد لا ينحصر في الفكر والتصدّيق النظريّ، بل يتحوّل في البعد العمليّ إلى "التوحيد في الطاعة" و"التوحيد في العبادة". لقد كان الإمام الحسين عليه السلام يعلم بشهادته من قبل، بل كان يعلم بجزئيّات وتفاصيل وقائع شهادته، إذ كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد ذكر هذه الفاجعة مراراً، لكنّ هذا العلم والاطّلاع المسبق لم يضعف من رأيه وتصميمه على مواصلة الطريق وورود ميدان الجهاد والشهادة، ولم يشكّكه في يقينه، بل زاد في حبّه للشهادة وفي الإقبال عليها. لقد ورد الإمام الحسين عليه السلام ميدان كربلاء بنفس هذا الإيمان وهذا اليقين وجاهد جهاد العاشق المتلهّف إلى لقاء الله، تماماً كما ورد في الشعر الذي يُذكر عن "لسان حاله": تركتُ الخلقَ طُرّاً في هواكا وأَيتمتُ العيالَ لكي أَراكا هكذا كان يقين الإمام عليه السلام سامياً راسخاً في كلّ القضايا، وخصوصاً قضيّة عزمه على الشهادة، إذ لم يتذبذب رأيه لضعف، ولم يتزعزع يقينه بشكّ، حتّى في الموارد المتعدّدة التي سعى فيها بعض أهل بيته وأخوته وأبناء عمومته وبعض وجهاء قومه إلى منعه عن القيام أو عن الخروج إلى العراق، بدافع النصح والإشفاق عليه من القتل والاضطهاد، حيث حذّروه من التوجّه إلى الكوفة، ومن غدر أهلها وعدم وفائهم، وذكّروه بمظلوميّة أبيه وأخيه الحسن عليهما السلام من قبل وما عانيا من أهل العراق. لقد كانت واحدة من هذه النصائح والتوسّلات تكفي لإثارة الشكّ وتضعيف اليقين في قلب الإنسان العادي، لكنّ عقيدة الإمام عليه السلام الواضحة، وعلمه الإلهيّ، ويقينه الصادق الذي لا ريب فيه، في اختياره هذا الطريق وهذا المصير الكريم، كان السبب في ثباته عليه السلام حيال كلّ محاولات التشكيك وإيجاد اليأس والتردّد، وفي تقديمه التسليم لأمر الله وقضائه ومشيئته على كلّ شيء. فحينما طلب منه ابن عبّاس أن يتوجّه في أيّ طريق آخر غير طريق العراق وألّا يواجه بني أميّة، قال له الإمام الحسين عليه السلام في معرض حديثه عن أهداف ونيّات الأمويّين: "إنّي ماضٍ في أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حيث أمرني، وإنّا لله وإنّا إليه راجعون"، حيث ربط عليه السلام تصميمه بأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ثمّ استرجع، وذلك ليقينه بحقّانيّة طريقه وغايته، وبصدق وعد الله تبارك وتعالى. إنّ "اليقين" مؤشّر دالّ على وضوح الإيمان بالدين وبأمر الله وبحكم الشريعة، وجوهرة اليقين في أيّ قلب حلّت، صنعت منه قلباً مقداماً مصمّماً لا يعرف الخوف، ولقد تجلّى اليقين في ميدان كربلاء يوم عاشوراء أتمَّ التجلّي في أُفق معسكر الإمام الحسين عليه السلام وأنصاره، اليقين بحقّانيّة سبيلهم واليقين بضلال أعدائهم واليقين بأنّ المعاد حقّ والحساب حقّ واليقين بحتميّة الموت ولقاء الله، فكان ذلك اليقين هو الموجّه والباعث على المقاومة وكيفيّة المواجهة والجهاد، والثبات على الطريق الذي اختاروه. إنّ "الاسترجاع" وهو عبارة: "إنا لله وإنّا إليه راجعون" التي تقال عند السماع بخبر موت أو شهادة أحدٍ ما، وتقال عند كلّ مصيبة، كانت في منطق الإمام الحسين عليه السلام - فضلاً عن بعدها المعروف- تذكيراً بالحكمة العالية للوجود والحياة والمصير: "منه وإليه"، وكثيراً ما كان ينطق بها الإمام عليه السلام أثناء مسيره منذ خروجه من المدينة حتّى ساعة استشهاده، كيما تكون هذه العقيدة هي الموجّه لكلّ تصميم وعمل. لقد استرجع الإمام مراراً في منزل الثعلبيّة بعد أن سمع بخبر شهادة مسلم وهاني، وفي نفس هذا المنزل أيضاً كان الإمام عليه السلام في وقت الظهيرة قد وضع رأسه فرقد، ثمّ استيقظ " فقال: قد رأيتُ هاتفاً يقول: أنتم تسرعون، والمنايا تسرع بكم إلى الجنة. فقال له ابنه عليُّ: يا أبه! أفلسنا على الحقّ؟ فقال: بلى يا بنيّ والذي إليه مرجع العباد. فقال: يا أبه! إذن لا نبالي بالموت! فقال له الحسين عليه السلام:جزاك الله يا بنيّ خير ما جزى ولداً عن والد...". كان تذكيره المتواصل على طول الطريق بحقيقة الارتباط بالله تبارك وتعالى، وبالرجوع إليه، وتأكيده المستمرّ عليها، من أجل إعداد أصحابه إعداداً روحيّاً عالياً للتضحية الكبرى في سبيل العقيدة، ذلك لأنّ المقاتل لا يستطيع بدون العقائد الصافية الواضحة أن يبقى إلى النهاية مقاوماً صلباً لا يكلُّ في دفاعه عن الحقّ. لقد كان "اليقين" يتجلّى في معسكر الحسين عليه السلام في "الموضوع"، أي المعرفة الواضحة بالهدف وبالطريق وبالظروف، ويتجلّى كذلك في "الحكم"، يعني كون التكليف هو الجهاد والاستشهاد، وأنّ ذلك في صالح الإسلام في تلك الظروف، كما تجلّى أيضاً في الإيمان ب-"الله" و"اليوم الآخر"، هذا الإيمان الذي هو الباعث الأساس للإقدام في ميدان الفداء والتضحية، نقرأ هذه الحقيقة في مضامين الرجز الذي أنشده وهب بن عبد الله في نزلته الثانية إلى الميدان، حيث كان يعرّف نفسه "المؤمن بالرّب" و"الموقن بالرّب". ومن التجلّيات الأخرى لدور العقيدة الخلاّق في العمل:التوحيد في طلب النصرة والمعونة من الله تبارك وتعالى، والاعتماد على الله فقط. لقد كان الإمام الحسين عليه السلام متوكّلاً ومعتمداً على الله تعالى وحده، لا على رسائل أهل الكوفة، ولا على ما ادّعوه من حمايتهم له، ولا على شعاراتهم. فحينما منع جيش الحرّ بن يزيد الرياحيّ الطريق على ركب الإمام عليه السلام خطب فيهم الإمام عليه السلام خطبته التي عرّفهم فيها أنّه ما جاء إلّا استجابة لرسائل أهل الكوفة، وفي ختام هذه الخطبة قال عليه السلام داعياً إيّاهم إلى الوفاء بالبيعة ومحذّراً من نقضها: "وإنْ لم تفعلوا، ونقضتم عهدكم، وخلعتم بيعتي من أعناقكم... فحظّكم أخطأتم، ونصيبكم ضيّعتم، ومن نكث فإنّما ينكث على نفسه، وسيُغني الله عنكم...". وفي الطريق لمّا التقى عليه السلام الضحّاك بن عبد الله المشرقيّ ورفيقه، فحدثّاه عن أوضاع الكوفة، وتعبئة أهلها لمحاربته، كان جوابه عليه السلام على ذلك: "حسبي الله ونعم الوكيل". وفي صبيحة عاشوراء أيضاً، لمّا أحاط الجيش الأمويّ بمعسكر الإمام عليه السلام، رفع الإمام عليه السلام يديه المباركتين بالدعاء إلى الله تعالى قائلاً: "اللّهمَّ أنت ثقتي في كلّ كرب، وأنت رجائي في كلّ شدّة، وأنت لي في كلّ أمر نزل بي ثقة وعدّة، كم من همّ يضعف فيه الفؤاد وتقلُّ فيه الحيلة، ويخذلُ فيه الصديق، ويشمتُ فيه العدوّ، أنزلته بك، وشكوته إليك، رغبة منّي إليك عمّن سواك، ففرّجته عنّي وكشفته، فأنت وليّ كلّ نعمة، وصاحب كلّ حسنة، ومنتهى كلّ رغبة". هذه الحالة الروحيّة السامية، تجلّي ظاهريّ رائع لعقيدة القلب وإيمانه بالله تبارك وتعالى، ولليقين الراسخ بنصرة الله عزَّ وجلَّ، وللتوحيد الخالص في الدعاء والطلب. إنّ الهدف الأساس المنشود من المعارف الدينيّة هو تقرّب العباد إلى الله تبارك تعالى، وهذا المحتوى ظاهرٌ بيّنٌ أيضاً حتّى في نصوص زيارات شهداء كربلاء وخصوصاً زيارات الإمام الحسين عليه السلام المأثورة عن أئمّة أهل البيت عليهم السلام حيث نجد من خلال نفس ثقافة الزيارة خطوة من أجل التقرّب إلى الله، وهذا توحيد خالص. لنقرأ مثلاً هذا النصّ المبارك من إحدى زيارات الإمام الحسين عليه السلام: "اللّهمّ من تهيّأ وتعبّأ وأعدَّ واستعدَّ لوفادة إلى مخلوق، رجاء رفده وجوائزه ونوافله وفواضله وعطاياه، فإليك يا ربّ كانت تهيئتي وإعدادي واستعدادي وسفري، وإلى قبر وليّك وفدت، وبزيارته إليك تقرّبتُ رجاء رفدك وجوائزك ونوافلك وعطاياك وفواضلك...". وفي مواصلة هذا الدعاء الشريف أيضاً نقرأ هذه الفقرة التوحيديّة الخالصة التي جاءت على سبيل الحصر، حيث يقول الزائر ضارعاً إلى الله تبارك وتعالى: "... فإليك قصدتُ، وما عندك أردتُ...". هذه المتون الشريفة كاشفة بوضوح عن البعد التوحيديّ في التعاليم الشيعيّة، التي تعتبر مراقد المعصومين عليهم السلام وزيارة أولياء الله معبراً وممرّاً إلى التوحيد الخالص، وتعبّداً بالأمر الإلهيّ الذي أوصى بإحياء وتخليد هذه الشعائر. نسألكم الدعاء |
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد و ال محمد , و عجل فرجهم الشريف . و عظم الله لكم و لنا الاجر بمصاب ابا الاحرار مولنا الحسين ( علية السلام ) . موضوع ممتميز و رائع حقاً , و فقكم الله لكل خير . " ســـأكتبــها على جبين المجــــد عنـــوانآ من لا يحـــب الحسيــــن ليــــس انساناً " يا من عجزت الإنس والجن عن عد فضائلك ، أو حدّها . يا من ذكره عبادة والنظر إليه عبادة يا سيدي و مولاي يا حسين ( عليك مني سلام الله ابدا ما بقيت و بقي الليل و النهار ) تقبلوا مروري خادمكم . |
ان ثورة الأمام الحسين عليه السلام نهر من العبر حيث نهل منه الكثير من المفكرين والثوار وتعلمنا من الحسين عليه السلام ومن مجالسه ان الظلم لا ينسى مهما طال الزمان وان المطالب بالحق الى وجه الله يرفعه الله ويجعله وسام فخر يعتز به الصالحين سأكتب كان يوم العاشر من شعر محرم الحرام قبل شهادة الحسين عليه السلام مجرد يوم في عام لكـن بعد استشهاده المبارك تحول كل العام هو يوم العاشر يوم نصر الثائرين على الطغات |
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الاخت المحترمة .. إن مناسبة (المحرم) تعتبر من الظروف التي تساعد على شيوع الروح الإيمانية، وهي فرصة ممتازة للتقويم الأخلاقي والتقرب إلى الله عز وجل بالعمل الصالح وبالتوبة فإن استذكار ملابسات هذه الفاجعة الأليمة له أكبر الأثر في ترسيخ المعاني السامية والمباديء الفاضلة في نفوس المؤمنين ولذلك فإن هذا الشهر الكريم بالرغم من كونه شهر الأحزان فإنه يدعو إلى تجديد العلقة والرابطة بين المؤمنين فإن لحب الحسين (عليه السلام) لوعة في قلوبهم تجعلهم ينسون خلافاتهم فتذوب المنازعات والخلافات بحرارة حب الحسين (عليه السلام) فيتأهلون لإصلاح أنفسهم ومراجعة وجدانهم والإنابة إلى بارئهم، وتلك فرصة عظيمة، ومن هنا صح أن يوصف هذا الشهر بأنه شهر الطاعة كما يوصف شهر رمضان. كما ان العبر والدروس التي يستلهمها الإنسان المؤمن الواعي من واقعة الطف لها أكبر الأثر في السمو الروحي والأخلاقي، ونفس ذلك الأثر الذي يظهر على وجوه شيعة آل محمد أثناء أيام عاشوراء يعكس حالة الوحدة والتلاحم بين جميع طبقات المجتمع الشيعي، ما يكون بنفسه حافزاً للآخرين ـ من غير الشيعة ـ لكي يجعلوا من أنفسهم مشاريعاً للاستبصار، فيندفعون بدافع تلك المعاني التي افرزها الولاء للحسين وحبه من قبل نظرائهم الشيعة إلى البحث عن الحقيقة، فيوفقون للتشيع. نسأله تعالى ان يمن علينا بنعمه ودمتم في حفظ الله |
نبّوة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم
http://www.alsada.org/gallery/images/bas/0021.gif اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم يا كريم عظم الله أجورنا بمصابنا بالحسين عليه السلام وجعلنا و إياكم من الطالبين بثاره مع وليه الإمام المهدي من آل محمد عليهم السلام نبّوة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم "الشهادتان" ركيزتا الاعتقاد والفكر الإسلاميّ، وهما علامة الإنسان المسلم، فبعد "التوحيد" يتصدّر مجموعة أصول العقيدة الإسلاميّة الإيمان بنبوّة الأنبياء عليهم السلام عامّة، وبنبوّة النبيّ الأكرم محمّد صلى الله عليه وآله وسلم خاصّة. ولقد كان لهذا الموضوع العقائديّ "النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ورسالته" ظهورٌ جليٌ متكرّرٌ في ما صرّح به أبطال عاشوراء من متبنيّاتهم الإيمانيّة، سواء ما صدر عن الإمام الحسين عليه السلام، أو ما صدر عن أهل بيته عليهم السلام وعن أنصاره قدس سره . إنّ ذكر النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، وذكر بعثته ورسالته، إحياء للتفكّر الإسلاميّ، كما أنّ ربط وجود الإمام عليه السلام وأهل بيته بالنبيّ صلى الله عليه وآله وسلم تذكير آخر بمعتقد مهمّ من معتقدات المسلمين، كذلك فإنّ ربط حركة عاشوراء بإحياء سنّة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ومواجهة البدع التي استحدثت في دين النبيّ محمّد صلى الله عليه وآله وسلم تأكيد أيضاً على مسألة اعتقاديّة مهمّة. في يوم عاشوراء كان زهير بن القين (رضي الله عنه) واحداً من مجموعة من أصحاب الإمام عليه السلام الذين خطبوا في الأعداء المحيطين بمعسكر الحسين عليه السلام، حيث قال رحمه الله: "يا أهل الكوفة! نذارِ لكم من عذاب الله، إنّ حقّاً على المسلم نصيحة أخيه المسلم، ونحن حتّى الآن إخوة على دين واحد ما لم يقع بيننا وبينكم السيف، وأنتم للنصيحة منّا أهل، فإذا وقع السيف انقطعت العصمة، وكنّا أمّة وأنتم أمّة، إنّ الله ابتلانا وإيّاكم بذرّية نبيّه محمّد صلى الله عليه وآله وسلم لينظر ما نحن وأنتم عاملون...". إذن فهذه الخطبة المهمّة التي ألقاها زهير كشفت عن خروج الأعداء الذين تألّبوا لقتال الحسين عليه السلام عن جماعة "أمّة محمّد صلى الله عليه وآله وسلم ". وكانت نهضة كربلاء الواقعة التي أوضحت الحدّ الفاصل بين أتباع الإسلام الحقيقيّين وبين أدعياء الإسلام الكاذبين، لقد انقسم النّاس في كربلاء إلى فريقين: الذابّين عن الحقّ والمخالفين له، وكانت واقعة عاشوراء فيصل هذا التمايز. فبعد أن قتل الإمام الحسين عليه السلام، وأُخذ أهل بيته أسرى إلى الشام، ادّعى يزيد في ذروة سكره وغروره أنّ بني هاشم لعبوا بالملك وإلّا فلا خبر جاء ولا وحيٌ نزل من السماء، مستشهداً بأبيات ابن الزبعري التي ملؤها العداء للنبيّ محمّد صلى الله عليه وآله وسلم: ليت أشياخي ببدرٍ شهدوا جزع الخزرج من وقع الأسل لأهلّوا واستهلّوا فرحاً ثمّ قالوا يا يزيد لا تُشَل قد قتلنا القرم من ساداتهم وعدلناه ببدرٍ فاعتدل لعبت هاشم بالملك فلا خبر جاء ولا وحيٌ نزل لستُ من خندف إنْ لم أنتقم من بني أحمد ما كان فعل وهذا كفر صريح ونفي لنبوّة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ورسالته جرى على لسان أحد أدعياء الإسلام من قادة الحزب الأمويّ. وفي محاورة الإمام الحسين عليه السلام مع ابن عبّاس في مكّة، كان عليه السلام قد سأل ابن عبّاس قائلاً: "يا ابن عبّاس! فما تقول في قومٍ أخرجوا ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من داره وقراره ومولده، وحرم رسوله، ومجاورة قبره ومولده ومسجده، وموضع مهاجره، فتركوه خائفاً مرعوباً لا يستقرّ في قرار، ولا يأوي في موطن، يريدون في ذلك قتله وسفك دمه، وهو لم يُشرك بالله شيئاً، ولا اتّخذ من دونه وليّاً، ولم يتغيّر عمّا كان عليه رسول الله؟ فقال ابن عبّاس: ما أقول فيهم إلّا أنّهم كفروا بالله وبرسوله ولا يأتون الصلاة إلّا وهم كسالى، يراءون النّاس ولا يذكرون الله إلّا قليلاً، مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء، ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلاً، وعلى مثل هؤلاء تنزل البطشة الكبرى، وأمّا أنت يا ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فإنّك رأس الفخار برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وابن نظيرة البتول، فلا تظنّ يا ابن بنت رسول الله أنّ الله غافل عمّا يعمل الظالمون، وأنا أشهد أنّ من رغب عن مجاورتك، وطمع في محاربتك ومحاربة نبيك محمّد صلى الله عليه وآله وسلم فَمالَه من خلاق. فقال الحسين عليه السلام:اللّهم اشهد!" فشهد ابن عبّاس صراحةً بكفرهم. وفي كلّ منزل من منازل الطريق إلى ميدان الشهادة، كان الإمام عليه السلام وأهل بيته وأنصاره يذكرون رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بصورة متواصلة، ويؤكّدون على ارتباطهم به واتبّاعهم له، وكان الإمام عليه السلام وأهل بيته يعرّفون أنفسهم بأنّهم ذريّة ذلك الرسول الطاهر صلى الله عليه وآله وسلم، ويرون أنّ كرامتهم وشرفهم في كونهم ذريّة وورثة ذلك المبعوث الإلهيّ الكريم، فكان هذا أيضاً مبضعاً ينكأ غدد حقد الأمويّين على دين الله وعترة نبيّه صلى الله عليه وآله وسلم. نسألكم الدعاء |
الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام الساعة الآن: 03:26 AM. بحسب توقيت النجف الأشرف |
Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024