العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية المنتدى الفقهي

المنتدى الفقهي المنتدى مخصص للحوزة العلمية والمسائل الفقهية

 
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next

الصورة الرمزية الحوزويه الصغيره
الحوزويه الصغيره
عضو فضي
رقم العضوية : 34252
الإنتساب : Apr 2009
المشاركات : 1,863
بمعدل : 0.34 يوميا

الحوزويه الصغيره غير متصل

 عرض البوم صور الحوزويه الصغيره

  مشاركة رقم : 33  
كاتب الموضوع : الحوزويه الصغيره المنتدى : المنتدى الفقهي
افتراضي
قديم بتاريخ : 27-12-2012 الساعة : 06:10 PM





اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم يا كريم
عظم الله أجورنا بمصابنا بالحسين عليه السلام وجعلنا و إياكم من الطالبين بثاره مع وليه الإمام المهدي من آل محمد عليهم السلام



التبليغ


رُبَّ عمل أو حادثٍ وقع في زمانٍ ما، ظلّ محجوباً عن النّاس خلف ستارٍ من التعمية أو الإبهام والغموض، أو نُقل إليهم خبرُه مُحرَّفاً ومُشوَّهاً، أو بقي لا يعلمُ به مَن إذا علمَه كان لعلمه به تأثير، وفي كلّ ذلك خسارة للغاية التي قام من أجلها ذلك العمل أو وقع ذلك الحادث.

فمن أجل أن تكون حركة ثوريّةٌ ما حركةً موفّقة يجب أن يصل "بلاغها" ورسالتها ونداؤها إلى النّاس، ليكون تنوير أذهانهم بمحتوى ندائها ورسالتها سبباً في جذب توجّههم إليها وكسب اهتمامهم بها ونصرتهم لها، أو يتمّ من خلال تبيين وتوضيح هويتها منع تحريف حقيقتها أو كتمانها، ومنع سوء الظنّ بها.

وفي نهضة عاشوراء كان قد استُفيد من عنصر "التبليغ" ذي التأثير المصيريّ أفضل الاستفادة، فقد بلّغ الإمام الحسين عليه السلام برسالة نهضته وغاياتها سواء في وصيّته التي كتبها لأخيه محمّد بن الحنفيّة قُبيل خروجه من المدينة المنوّرة، أو في لقاءاته وخُطبه أيّام إقامته في مكّة، أو أثناء مسيره منها نحو الكوفة، أو في رسائله التي بعث بها إلى وجهاء ورؤساء الكوفة والبصرة، أو من خلال ممثّله الخاصّ إلى الكوفة مسلم بن عقيل عليه السلام، كلّ ذلك من أجل إتمام الحجّة على الجميع، ولكي لا يبقى أحدٌ بلا خبرٍ عن هذه النهضة.

لمّا دخل مسلم بن عقيل عليه السلام الكوفة، واجتمع إليه جماعة من الشيعة، أخرج إليهم كتاب الإمام الحسين عليه السلام فقرأه عليهم، وهم يبكون، وكان مسلم عليه السلام كلّما اجتمع إليه جماعة من الشيعة، أخرج كتاب الإمام عليه السلام وقرأه عليهم.

وهناك من أنصار الإمام عليه السلام من استشهدوا في سبيل "تبليغ" رسالة الإمام الحسين عليه السلام، منهم قيس بن مسهّر الصيداويّ (رضوان الله عليه) الذي أُلقي القبض عليه في القادسيّة، وبُعث به إلى عبيد بن زياد، فطلب منه كتاب الإمام عليه السلام الذي بعثه معه إلى أهل الكوفة، فأبى قيس وكان قد خرّق الكتاب لكي لا يعلم ابن زياد ما فيه! فأمره ابن زياد أن يصعد المنبر ويسبَّ الإمام، فصعد قيس المنبر فبلّغ النّاس بخبر قدوم الإمام عليه السلام إليهم، ودعاهم إلى إجابته، ولعن ابن زياد وأباه، فأمر ابن زياد به فأُصعد القصر ورمي به من أعلاه فتقطّع ومات (رضوان الله عليه).

وللشهيد الآخر الصحابيّ عبد الله بن يقطر قصّة مماثلة في الاستشهاد في سبيل تبليغات ومراسلات نهضة الإمام الحسين عليه السلام.

أمّا التبليغات التي كانت بعد استشهاد الإمام عليه السلام وأنصاره فهي مرحلة أخرى من رسالة إيصال دماء الشهداء إلى أهدافها المنشودة، وحيث تمَّ خلالها فضح الأعداء، وإيقاظ الأمّة من غفلتها، وإنقاذها من التضليل الإعلاميّ والسياسيّ الأمويّ، وإفشال خطط السلطة الظالمة في التغطية والتعمية على جنايتها العظمى في قتل الإمام الحسين عليه السلام وأنصاره وسبي أهل بيته.

وقد تجسّد دور أسرى أهل البيت عليهم السلام على صعيد التبليغ برسالة دماء الشهداء بعد واقعة عاشوراء في اللقاءات والمحاورات والمواجهات الفرديّة، وفي المواقف الجريئة الحاسمة التي وقفها أعلام أهل البيت كالإمام السجّاد والعقيلة زينب الكبرى عليهما السلام في وجه طواغيت بني أميّة كيزيد وابن زياد وابن سعد، سواء في كربلاء أو في الكوفة أو في الشام، حتّى يعلم ويفهم الجميع ماذا جنى الحكم الأمويّ بحقّ ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

في وداعه الأخير لابنه الإمام زين العابدين عليه السلام كان الإمام الحسين عليه السلام قد أخبره بحال الأعداء وكيف استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله، كما أخبره بمقتل جميع أنصاره وأهل بيته، ثمّ أوصاه خيراً ببقيّة الركب من الأطفال والنساء، وفي الختام قال له: "يا ولدي! بلّغ شيعتي عنّي السلام فقل لهم: إنّ أبي مات غريباً فاندبوه، ومضى شهيداً فابكوه".

وما لدينا اليوم في فكرنا الدينيّ وتراثنا المذهبيّ من برامج واسعة وكثيرة متمثّلة في مجالس العزاء الحسينيّ، والبكاء، والنياحة، وزيارة قبور شهداء الطفّ، والالتزام بقراءة متون زياراتهم من قرب ومن بُعد، وإنشاد الشعر في واقعة عاشوراء ومظلوميّة أهل البيت عليهم السلام، وذكر الإمام الحسين عليه السلام والتسليم عليه عند شرب الماء، وغير ذلك من السنن الدينيّة الأخرى في هذا الصدد، إنّما هو بطريقةٍ ما تبليغ للآخرين برسالة دماء شهداء كربلاء.

ولقد كان أهمّ وأبرز دور ملحميّ قامت به العقيلة زينب الكبرى عليها السلام في كربلاء وما بعدها هو الدور التبليغيّ، ولولا ما قامت به هي والإمام السجّاد عليهما السلام وبقيّة أهل البيت عليهم السلام من المواقف والخدمات التبليغيّة لما كان من المتيقّن أن تصل واقعة كربلاء إلى هذا المستوى العظيم من التأثير المتواصل الممتدّ، أو أن تحقّق هذا النجاح العظيم الباهر في فضح الأعداء الطغاة الجناة، وتكون السبب الرئيس في سقوط عروشهم وإزالة دولتهم.

وهكذا نهضة تظلُّ خالدة، وتبقى أهدافها حيّة لا تموت ولا تُنسى، وتظلُّ سُنّة إحياء ذكراها أيضاً سبباً في بقاء رسالتها حيّة دافقة ومؤثّرة، إذ لولا مثل هذه المراسم لنُسيت أهداف هذه النهضة، ولتعرّضت هويّتها وماهيّتها للمسخ والتحريف.

يقول الإمام الخمينيّ (قدس سره) في صدد ضرورة إحياء وتنظيم هذه الشعائر التي هي السبب في وعي المجتمع ويقظته وحفظ محتوى هذه النهضة على طول التأريخ:

"كلّ مذهب يحتاج إلى ضجّة، ويجب على أتباعه أن يتحمّسوا له، وكلّ مذهب لا يتحمّس له أتباعه ولا يلطمون على صدورهم لا يُحفظ... هذا الدور، هو الدور الذي حفظ الإسلام حيّاً على الدوام، الإسلام تلك الوردة التي يجب أن تُسقى بلا انقطاع من ذلك الماء، إنّ المحافظة على استمرار هذه النياحة وهذا البكاء هي التي حفظت مذهب سيّد الشهداء عليه السلام ".

إنّ الرسالة الملقاة على عاتق وارثي دماء الشهداء، والجيل المتبقّي من آباء الثورة وأبطالها رسالة ثقيلة، وهي إيصال وتبليغ نداء ورسالة تلك الدماء والمجاهدات والتضحيات إلى أبنائهم وإلى الأمم الأخرى.

"لكلّ ثورة وجهان: دمٌ ورسالة... فكلّ الميادين كربلاء، وكلّ الشهور المحرّم، وكلّ الأيّام عاشوراء، فعلى الإنسان أن يختار: إمّا الدم أو الرسالة، إمّا أن يكون الحسين أو يكون زينب، إمّا ذلك الموت أو ذلك البقاء".



نسألكم الدعاء




من مواضيع : الحوزويه الصغيره 0 التمسكم الدعاء ..
0 في مسألة الخاتمة ..
0 مشكلة عند فرمتة الجهاز
0 هلال الشهر بين الفتوى و الإخبار
0 حرمة التظليل - للـــــنقاش
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 06:54 PM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية