لم يعترف العثمانيون بالمذهب الشيعي كواحدٍ من المذاهب الاسلامية ، وقد أتخذ الاضطهاد للشيعـة في العهد العثماني غتجاهات إقتصادية وإجتماعية.
كان هم العثمانيين الاساسي تطبيق النظام الضرائبي القائم على تلزيمها لمن يقدر على جمعها من الامراء والمقاطعجيين الذين اعتمدوا على المشايخ المحليين للقيام بالمهمة المطلوبة ، واستخدم المشايخ أسلوب الاضطهاد الاجتماعي ـ الاقتصادي على المزارعين والفلاحين.
كان المنظر السياسي - الاجتماعي - الاقتصادي لتلك المرحلة بدءاً من جبل عامل ـ أصغر هيئة إجتماعية في داخل مجتمعها الاكبر ـ وإنتهاءاً بالدولة المركزية كما يلي :
تمارس الحكومة المركزية (السلطان) ديكتاتوريتها كإتجاه عام ثم يمارس الوالي العثماني ديكتاتوريته على أمراء المقاطعات ، وأمراء المقاطعات يمارسون ديكتاتوريتهم على المشايخ ، والمشايخ هم اسياد الفلاحين مباشرة يتصرفون بجهدهم وأرواحهم كما يشاؤون.
فمن العادات والتقاليد التي أخذت تميز سكان جبل عامل : الاستنفار الدائم والاستعداد للدفاع عن الكرامة ، وكذلك النخوة والنجدة للمحيط الاجتماعي والمذهبي بشكل مباشر. وللتعبير عنها اُطلقت تسمية (المتاولة) على الشيعة ، ولذلك أصبح لقب (متوالي) يعني ـ عند العامليين ـ كل من كان يكتسب تلك العادات والتقاليد.
كان واقع الاحباط النفسي والشعور بالدونية الاجتماعية اللذين يتولدان عند أفراد الطبقة المسحوقة من مزارعين وفلاحين نتيجة للظلم الاجتماعي والانساني الذي كان يوقعه الاسياد بهم ، يدفع بأفراد الطبقة الدنيا الى الانخراط في مجتمع الحرب بما يفرضه من تدريب على السلاح لممارسة القتال بكفاءة واقتدار وبما لهذا الانخراط من انعكاسات نفسية ايجابية للتخلص من عقدة الدونية وبما يريحه من عقدة الاضطهاد ، فإمتشاق السلاح واستخدامه بكفاءة يرتفع بالضعيف بالمفهوم النفسي - الاجتماعي الى موقع القوي وهذا لع علاقة بالنفس البشرية.
ـ و اعظم حادثة اتلفت معظم كتب جبل عامل هي حادثة الجزار فقد نقلت منها الاحمال الكثيرة الى عكا على ظهور الجمال و غيرها اياما عديدة و معظمها كان من كتب اجدادنا
ـ و حسبك في فضل جبل عامل أن يجتمع في قرية في جنازة سبعون مجتهداً والعلماء هم ورثة الأنبياء (في عصر الشهيد الثاني) و قد كثرت مؤلفاتهم في كل فن حتى أن افران عكا بقيت تشتعل منها ستة أيام في حادثة الجزار المشؤمة و لم ينج منها إلا ما سرقه أهل فلسطين من نفائسها و ما حمله الهاربون إلى بلاد غير بلادهم