|
عضو متواجد
|
رقم العضوية : 3042
|
الإنتساب : Mar 2007
|
المشاركات : 92
|
بمعدل : 0.01 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
السيف أصدق
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
بتاريخ : 01-05-2007 الساعة : 02:11 PM
تجاه فتنة الإرهاب والتكفير:
حين بدأت فتنة الإرهاب والتكفير الطائفي في العراق، وأعلن الزرقاوي حربه علي شيعة العراق، واستهدافه لشخصياتهم ومناسباتهم الدينية، بمرأى ومسمع من الجميع، وبصراحة تامة، حيث توالت الاغتيالات والتفجيرات من عصابته والمتحالفين معهم، كالتفجير الذي استهدف السيد محمد باقر الحكيم بتاريخ 1 رجب 1424هـ عند مرقد الإمام علي في النجف الأشرف، وكتفجيرات يوم العاشر من المحرم 1425هـ في كربلاء، التي استهدفت مواكب المعزّين والزائرين، وما تلاها من تفجيرات الكاظمية وغيرها كالحلة والعمارة ومسجد براثا التاريخي في بغداد وصولاً إلى تفجير قبة الإمامين العسكريين في سامراء.
ولا شك أن هذه التفجيرات وما تسفر عنه من ضحايا ومجازر رهيبة، وما تشكله من انتهاك لحرمة المقدسات والشعائر الدينية للشيعة، كانت تفجّر الغضب في نفوسهم، وتلهب مشاعر التحدي في أوساطهم، مما يدفع باتجاه الانتقام والقيام بردود فعل مشابهة، لكن وعي السيد السيستاني وحكمته منعت ذلك لوقت طويل، حيث كان يرفض اتهام أي جهة مذهبية، ويؤكد على التحلي بالوعي والحذر من الفئات المعادية لكل العراق ولكل المذاهب.
ففي رده على سؤال عن الموقف تجاه تهديدات الزرقاوي قال بيان صادر عن مكتبه بتاريخ 21 شعبان 1426هـ:
«إن الهدف الأساس من إطلاق هذه التهديدات وما سبقها وأعقبها من أعمال إجرامية استهدفت عشرات الآلاف من الأبرياء في مختلف أنحاء العراق: هو إيقاع الفتنة بين أبناء هذا الشعب الكريم، وإيقاد نار الحرب الأهلية في هذا البلد العزيز، للحيلولة دون استعادته لسيادته وأمنه، ومنع شعبه المثخن بجراح الاحتلال، وما سبقه من القهر والاستبداد، من العمل على استرداد عافيته، والسير في مدارج الرقي والتقدم.
ولكن معظم العراقيين- ولله الحمد- على وعي تام بهذه الأهداف الخبيثة، وسوف لن يسمحوا للعدو الطامع بتحقيق مخططاته الإجرامية، مهما نالهم من ظلم وأذى وأريق على ثرى بلدهم الطاهر من دماء زكية لأهليهم وأحبتهم.
وإننا في الوقت الذي نعبّر فيه عن بالغ الأسى لكل قطرة دم عراقية تسفك ظلماً وعدواناً، ونتألم لآهات الثكالى وبكاء الأيتام وأنين الجرحى، ندعو المؤمنين من أتباع أهل البيت إلى الاستمرار في ضبط النفس مع مزيد من الحيطة والحذر .
ولنا أن نقارن هنا بين هذا الموقف المسئول للسيد السيستاني وهو يعيش في معمعة الأحداث، ويواجه غليان الشارع المحيط به، وبين مواقف علماء وشخصيات أخرى تعيش مرفهة خارج العراق، ثم تتخذ من الأحداث الإرهابية التي أصابت بعض السنة في العراق مبرراً لإثارة النعرة الطائفية والفتنة المذهبية، وكأنها تحمّل كل الشيعة في العالم وزر ما حصل لأهل السنة في العراق، متجاهلة تعقيدات الساحة العراقية، وانعكاسات الإرهاب التكفيري، ودور الاحتلال الأمريكي، وتأثيرات السياسة الإقليمية!!
رؤية التعايش المذهبي:
تضمن البيان الهام الذي صدر عن مكتب سماحة السيد السيستاني في النجف الأشرف بتاريخ 14محرم 1428هـ - 3/2/2007م رؤية عميقة لمعالجة المشكل الطائفي، تستحق الدراسة والاهتمام، وإني أوافق الدكتور حمزة قبلان المزيني على ما ذكره حول هذا البيان في مقال له في جريدة (الوطن) السعودية بتاريخ 8/2/2007م حيث قال:
«وتأتي أهمية هذا البيان من صدوره عن هذه المرجعية الشيعية العليا التي يقلدها كثير من المؤمنين الشيعة في العالم، وهذا ما يوجب الترحيب به، والعمل على جعله أساساً لبداية عمل مخلص لوأد الفتنة بين المسلمين، كما يجب أن يبرز وينشر على نطاق واسع لما يتضمنه من المبادئ التي يمكن أن ترشِّد مواقف المسلمين الشيعة، وتُدخل الاطمئنان على السنة، وتضع الخلاف بين المذهبين في مساره الحقيقي...».
«ومن هنا يجب أن نمسك بهذه اللحظة التاريخية التي يمثلها صدور هذا البيان من هذه المرجعية المرموقة، ونعمل تبعاً لذلك على تعميمه على أوسع نطاق، في العراق خاصة الآن، وأن يكون وثيقة يوعظ بها على منابر المساجد والحسينيات والمنتديات والصحف والندوات التلفازية والإذاعية، حتى يصل إلى المسلمين جميعاً من المذهبين، بديلاً لما تحفل به هذه المنابر كل يوم من الشحن الطائفي البغيض. ولا يقل عن ذلك أهمية أن يقابل هذا البيان ببيانات من علماء أهل السنة تماثله من حيث المرجعية والمحتوى .
وبالعودة إلى الرؤية التي تضمنها البيان فإن من أهم ملامحها ما يلي:
أولاً: أخذ الظروف العصيبة التي تمر بها الأمة بعين الاعتبار، فهناك أكثر من وطن إسلامي يئن تحت وطأة الاحتلال كفلسطين والعراق وأفغانستان، وأوطان أخرى تحت طائلة التهديد بالتدخل والضربات العسكرية، وهناك حرب معلنة على رموز الإسلام ومقدساته، واستخفاف بوجود الأمة وكرامتها، تحت غطاء مكافحة الإرهاب.
إن من يعي هذه التحديات الخطيرة يجب أن يرفض أي إضعاف لجبهة الأمة الداخلية، وأي إرباك لساحتها بالنزاعات والخلافات.
ثانياً: إن التنوع المذهبي وما يعنيه من اختلاف في بعض المعتقدات والأحكام ليس شيئاً طارئا، ولا حادثاً مستجداً، بل هو واقع عاشته الأمة طيلة عهودها السابقة، فلا بد من قبول هذا التنوع والتعددية المذهبية، وهذا ما نصت عليه توصيات قمة مكة الاستثنائية بين قادة الدول الإسلامية، في العام المنصرم 1427هـ/2006م.
ثالثاً: إن أصول الدين وأركان العقيدة ودعائم الإسلام هي مورد اتفاق بين المسلمين، يشتركون بجميع مذاهبهم في الإيمان بها، «فإن الجميع يؤمنون بالله الواحد الأحد وبرسالة النبي المصطفى- صلى الله عليه واله، وبالمعاد، وبكون القرآن الكريم- الذي صانه الله من التحريف- مع السنة النبوية الشريفة مصدراً للأحكام الشرعية، وبمودة أهل البيت ، ونحو ذلك مما يشترك فيها المسلمون عامة، ومنها دعائم الإسلام: الصلاة والصيام والحج وغيرها، فهذه المشتركات هي الأساس القويم للوحدة الإسلامية...».
رابعاً: إنه لا ضير في بحث الاختلافات العقدية والفقهية والتاريخية في (إطار البحث العلمي الرصين) وليس ضمن أساليب التعبئة والتهريج.
خامساً: تحقيق التعايش السلمي على أساس الاعتراف والاحترام المتبادل، وحفظ الحقوق الإنسانية والوطنية، ونبذ المشاحنات والمهاترات المذهبية والطائفية. والتأكيد على «حرمة دم كل مسلم سنياً كان أو شيعياً، وحرمة عرضه وماله، والتبرؤ من كل من يسفك دماً حراماً أياً كان صاحبه».
|
|
|
|
|